ســرية نخلـــة

[أم كريم]

 

سرية نخلة


أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
( سرية عبد الله بن جحش ) فى رجب ومعه 80 من المهاجرين ليستطلع أخبار قريش فكتب له كتابا وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين
فإذا نظر فيه فليمضِ لما أمره ولايستكره أحدا من أصحابه ،فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فإذا فيه :

( إذا نظرت فى كتابى هذا فامض حتى تنزل ( نخلة ) بين مكة والطائف فترصد بها قريش وتعلم لنا من أخبارهم )
فقال : سمعا ً وطاعة !
وأخبر بما فى الكتاب وقال لهم : قد نهانى رسول الله أن أستكره منكم أحدا فمن كان منكم يرغب فى الشهادة فلينطلق معى ومن كره ذلك فليرجع
أما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحدا
غير أن سعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوان أضلا بعيرهما الذى كانا يتعاقبان الركوب عليه فانطلقا يبحثان عنه فتخلفا عن أصحابهما ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزلوا بنخلة
وهنالك صادفوا عيرا لقريش مقبلة من الطائف تحمل زبيبا وجلودا وتجارة من تجارة قريش
ومعها أربعة نفر :
عبد الله بن الحضرمى
وعثمان بن المغيرة وأخوه نوفل
والحكم بن كيسان
وكان ذلك فى آخر يوم فى شهر رجب
فتشاور عبد الله وأصحابه فى أمر البعير
فقال بعضهم لبعض :
والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم الشهر الحرام
فترددوا وهابوا أن يقدموا عليهم ومازالوا بين الاحجام والاقدام حتى شجع بعضهم بعضا فهجموا على العير فقتلوا من حراسها ( عبد الله بن الحضرمى ) واستأسر لهما اثنان وفر الرابع فلم يدركوه
وأقبل عبد الله وأصحابه بالعير والأسيرين إلى المدينة فلما قدموا على رسول الله وعلم بما كان من أمرهم غضب وقال :
( ماأمرتكم بقتال فى الشهر الحرام ) !
ووقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ منها شيئاً فسقط فى أيديهم وظنوا أنهم هلكوا وجعل إخوانهم المسلمون يعنفوهم على ماصنعوا
أمــا قريش فقد وجدتها فرصة سائغة لإثارة العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت تشيع فى الناس أن محمداً وأصحابه قد استحلوا الشهر الحرام فسكفوا فيه الدماء وأخذوا الأموال وأسروا الرجال
واستفظع الناس هذا الحادث حتى جعلوا يتسائلون مستنكرين :
أيكون فى الشهر الحرام قتال ؟
ويكون ذلك من محمد وهو الذى يزعم أنه يتبع طاعة الله ويدعو إلى دينه ؟
وأخذ المسلمون فى مكة بهول هذه الشائعة
وفرح اليهود وتفاءلوا بأن الحرب واقعة لامحالة بين المسلمين وقريش بل بينهم وبين العرب جميعا جزاء ماانتهكوا من حرمة الشهر الحرام
وحين ذلك جاءت نجـــدة السمـــاء
فنزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى :
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)
البقرة: 217.
قال ابن إسحاق :
فلما نزل القرآن بهذا الأمر وفرج الله عن المسلمين ماكانوا فيه من الشفق قبض رسول الله العير والأسيرين
وبعثت قريش فى فداء عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لانُفديكموهما حتى يقدم صاحبانا يعنى سعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوان فإنا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم )
فقدم عتبة وسعد فأفدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم

[أم حُذيفة السلفية]

جزاكى الله خيرا

[أم كريم]

وجزاكِ خيرا غاليتى شكرا لمرورك العطر بارك الله فيكِ