منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   التاريخ والسير والتراجم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=236)
-   -   سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 9 ) : الشيخ زيد البحري (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=122199)

نور الماجد 11-20-2013 04:49 PM

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 9 ) : الشيخ زيد البحري
 
[CENTER][CENTER][SIZE=6][FONT=&quot]سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 9 )[/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=6][FONT=&quot]فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري[/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=6][FONT=&quot]www.albahre .com[/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/CENTER]

[SIZE=6][FONT=&quot]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B][U]نعود فنواصل الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .[/U][/B][/SIZE]
[SIZE=6]وكان الحديث قد حط رحاله في [B][U]الجولة الأولى[/U][/B] من [FONT=&quot]" غزوة أحد "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]كانت الجولة الأولى آية وانتصارا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .[/SIZE]
[SIZE=6][B][U]لكن بمخالفة واحدة حصلت من بعض الصحابة انقلبت الأمور رأسا على عقب .[/U][/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فما ظنكم في هذا العصر:[/FONT] [B]والمخالفات الشرعية والمحاربة لله عز وجل ولدينه في هذا العصر تتوالى وتترى؟! [/B][/SIZE]
[SIZE=6]كيف يكون لهذه الأمة نصر في هذا الزمن مع كثرة هذه المخالفات التي لا يمكن أن تُحصر؟![/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فبمخالفة واحدة وهي :[/FONT] [FONT=&quot]مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالبقاء على ذلك التل المواجه لجبل أحد مهما كانت الظروف .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]بتلك المخالفة التي حصلت من بعضهم ، ولم يوافقهم على ذلك أميرهم ، بل بقي ومعه ثلة امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .[/SIZE]
[SIZE=6][B][U]فنزل هؤلاء اجتهادا منهم رضي الله عنهم[/U][/B] لظنهم أن المعركة قد انتهت ، لكن قادة كفار قريش ، وكان من بينهم من هو من أحنك الناس في الحروب ، وهو [FONT=&quot]"خالد بن الوليد " و " عكرمة بن أبي جهل " [/FONT]لما رأيا أن الرماة قد هبطوا ، وكانت قريش قد تناثرت وتفرقت ، وهربت من ميدان القتال عادت مرة أخرى ، فقام خالد ومن معه فأحاطوا بالمسلمين ، وأحاطوا بقواتهم ، فأصبح المسلمون يقاتلون من غير تخطيط ، حتى إن بعضهم لم يعد يعرف بعضا [FONT=&quot]ـــــــــــــ فما الذي جرى ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]أصبح بعضهم لا يعرف بعضا ـــــــــــــــ فما الذي جرى ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B][U]الذي جرى أن هناك خبرا شيع في صفوف المسلمين ، وهو :[/U][/B] [FONT=&quot]" أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل "[/FONT] فما كان من بعضهم إلا أن فرّ.[/SIZE]
[SIZE=6]وكان بعضهم قد بقي ، وجلس من دون قتال [/SIZE]
[SIZE=6][B][U]وكان بعضهم قد آثر القتال لحوقا بالنبي صلى الله عليه وسلم :[/U][/B][/SIZE]
[SIZE=6]من بين ذلك [FONT=&quot]" أنس بن النضر "[/FONT] – كما جاءت قصته في الصحيح وفي غيره أنه لما أتى عليهم وهم قعود ، [FONT=&quot]فقال :[/FONT] [FONT=&quot]ما الذي أقعدكم ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]قالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فقال رضي الله عنه : وماذا تنتظرون في الحياة بعده قوموا ، فموتوا على ما مات عليه النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B]وكان رضي الله عنه لم يدرك " بدرا " ، وكان قد ألزم نفسه لو أدرك أحدا أن يري اللهَ عز وجل منه خيرا .[/B][/SIZE]
[SIZE=6]فلما اقترب من جبل أحد ، [FONT=&quot]قال :[/FONT] [FONT=&quot]" واهاً إني لأجد ريح الجنة دون أحد "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]فقُتل رضي الله عنه حتى رُئي في جسده بضع وثمانون ضربة ، ما بين طعنة بسيف ، وما بين ضربة برمح .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فأنزل الله عز وجل آيات تبين ذلك الهروب والفرار من بعض الصحابة في سورة :[/FONT] [FONT=&quot]" آل عمران "[/FONT] .[/SIZE]
[SIZE=6]وقد نزل في غزوة أحد في سورة [FONT=&quot]" آل عمران "[/FONT] [FONT=&quot]ثمان وخمسون آية [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]قال عز وجل :[/FONT] [FONT=&quot]{إِذْ تُصْعِدُونَ[/FONT] – ( أي تهربون ) – [FONT=&quot]وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]فلما هرب من هرب علم كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حي ، فما كان منه إلا أن رفع صوته فرحا بهذا الأمر .[/SIZE]
[SIZE=6]فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن أسكته حتى لا يتفطن المشركون به .[/SIZE]
[SIZE=6]لكن المشركين تفطنوا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلموا أن معه تسعة من أصحابه .[/SIZE]
[SIZE=6]فابتسل [FONT=&quot]سبعة من الأنصار[/FONT]، ودافعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرادت قريش أن تجهز عليه ، فقُتل هؤلاء السبعة واحدا تلو الآخر.[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]وقاتل أمام النبي صلى الله عليه وسلم صامدا :[/FONT] [FONT=&quot]" طلحة بن عبيد الله[/FONT] " كما جاء في صحيح البخاري حتى أُثخن بالجراح ، وشُلت يمينه رضي الله عنه.[/SIZE]
[SIZE=6]ثم قام [FONT=&quot]" سعد بن أبي وقاص "[/FONT] – كما في صحيح البخاري – ومعه النبل يذود عنه عليه الصلاة والسلام حتى كان عليه الصلاة والسلام يناوله النبل ، [FONT=&quot]ويقول :[/FONT] [FONT=&quot](( ارمِ ، فداك أبي وأمي )) .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B][U]وكان ممن قاتل حيال النبي صلى الله عليه وسلم :[/U][/B] [FONT=&quot]" أبو طلحة الأنصاري "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]وكان من أمهر الرماة رضي الله عنه ، فكان يرمي رضي الله عنه ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام عنه – كما في صحيح البخاري وفي مسند الإمام أحمد وغيرهما - : [FONT=&quot](( لصوت أبي طلحة في الجيش أشد على المشركين من فئة )).[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]مع هذا الدفاع ، مع هذا الاستبسال إلا أنه عليه الصلاة والسلام كُسرت سِنُّه الرباعية ، وشُجَّ وجهه عليه الصلاة والسلام ، فما كان منه إلا أن اخرج تلك الكلمات التي تنبئ عن حزن من موقف قومه ، [FONT=&quot]فقال عليه الصلاة والسلام اجتهادا منه :[/FONT] [FONT=&quot](( كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم ، وهو يدعوهم إلى الإسلام ))[/FONT] [/SIZE]
[SIZE=6][B][U]فأنزل الله عز وجل عتابا للنبي صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمات[/U][/B] : [FONT=&quot]{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B][U]فلما سمع النبي عليه الصلاة والسلام هذه الآيات قال طمعا في إسلامهم :[/U][/B] [FONT=&quot](( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B]وكان من جملة هذا الجيش الذي مع النبي عليه الصلاة والسلام كان من جملته – كما جاء في الصحيحين – كان من جملته بعض من النساء اللواتي كنَّ يسقين المقاتلين ، ويداوين الجرحى ، وكنَّ يقاتلن متى ما دعت الضرورة إلى القتال .[/B][/SIZE]
[SIZE=6]فانسحب النبي صلى الله عليه وسلم من ميدان المعركة ، ومن معه من أصحابه رضي الله عنهم إلى شِعب من الشعاب التي حول جبل أحد .[/SIZE]
[SIZE=6]انسحبوا وهم في حالة من الألم ، والخوف والحزن على ما أصابهم .[/SIZE]
[SIZE=6][B][U]لكن الله عز وجل بلطفه ،والله عز وجل ولي المؤمنين ، لكنه عز وجل بلطفه ألقى على الصحابة [/U][/B][B][FONT=&quot]النعاس ،[/FONT][/B] والنعاس يُعد أمنا ، ولذا من كان في محنة وأهمته هذه المحنة والبلية فألقى الله عز وجل عليه نومة أو نعاسا فهذا اطمئنان أو تطمين من الله عز وجل وتثبيت له .[/SIZE]
[SIZE=6]ولذا في غزوة [FONT=&quot]" بدر "[/FONT] [FONT=&quot]((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]في غزوة [FONT=&quot]" أحد "[/FONT] [FONT=&quot]((ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ[/FONT] ( وهم المنافقون كما أجمع المفسرون على أن هذه الطائفة هي المنافقون ) [FONT=&quot]وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]ولذا عائشة رضي الله عنها في حادثة [FONT=&quot]" الإفك "[/FONT] لما تركها النبي صلى الله عليه وسلم في تلك البرية وحيدة فريدة ألقى الله عز وجل عليها النعاس فنامت [/SIZE]
[SIZE=6][B][U]يقول ابن حجر رحمه الله :[/U][/B] [FONT=&quot]" هذا من باب تثبيت الله عز وجل لها إذ ألقى عليها النعاس "[/FONT] [/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]الشاهد من ذلك :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]أن هذا النعاس أعطى المسلمين قوة .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فما كان من قريش إلا أن يئست من تحقيق نصر حاسم على النبي صلى الله عليه وسلم ـــــــــــــــــ لم ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]لأنهم رأوا ذلك الصمود من الصحابة رضي الله عنهم لاسيما بعد تلك الرقدة اليسيرة التي حصلت لهم .[/SIZE]
[SIZE=6][B]فما كان من أبي سفيان إلا أن أمر جيشه بالرحيل إلى مكة مهددا الصحابة رضي الله عنهم بموعد آخر في السنة القادمة .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فما كان من أبي سفيان قبل أن يغادر الميدان إلا أن يفرز شيئا مما في نفسه[/FONT] – كما جاء في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد أنه نادى في القوم :[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فقال : أفي القوم محمد ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : (( لا تجيبوه ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]: أفي القوم أبو بكر ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فسكت القوم [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]: أفي القوم عمر ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فسكت القوم[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فقال أبو سفيان لقد هلك هؤلاء إذ لو كانوا أحياء لتكلموا[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فلم يملك عمر نفسه رضي الله عنه إلا أن قال : " بل أبقى الله عز وجل لك ما يخزيك "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فقال : أعلُ هبل [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]يقول أبو سفيان : اعل هبل[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فسكت الصحابة ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( ألا تجيبوه ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]قالوا : بما نجيبه ، بما نجيبه يا رسول الله [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]قال عليه الصلاة والسلام : قولوا له : " الله مولانا ولا مولى لكم "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم والحرب سجال[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فقال عمر رضي الله عنه : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]انظروا :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فإن أبا سفيان لما أراد أن يفرز غضبه : [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]أفي القوم محمد ؟ [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]أفي القوم أبو بكر ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]أفي القوم عمر ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يظهر شيئا مما في نفسه ، وفي صدره .[/SIZE]
[SIZE=6]فلما علت نفسه إذ إنهم لم يجيبوه حصلت له نشوة وكبرياء وفخر.[/SIZE]
[SIZE=6]فكان جواب عمر رضي الله عنه جوابا مناسبا من أجل أن يحقِّره وأن يصغره بعد أن كان عاليا يصبح صغيرا حقيرا ، فكانت الإجابة في محلها.[/SIZE]
[SIZE=6]فلما ذهبت قريش، وغادرت أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفن الشهداء، وكان عددهم " سبعين " كما جاء في صحيح البخاري ، ولم يؤسر احد من الصحابة رضي الله عنهم .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]وكان قتلى كفار قريش ما يقرب من[/FONT] [FONT=&quot]" اثنين وعشرين قتيلا " وفي رواية عند بعض أهل التاريخ أنهم " ثلاثة وعشرون قتيلا "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]وفي غزوة أحد[/FONT] – كما أسلفت لكم – أنزل الله عز وجل ثماني وخمسين آية أتت مُطَمْئِنة ومبينة لأطراف هذه الواقعة ابتداء من [FONT=&quot]قول الله عز وجل :[/FONT] [FONT=&quot]{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B]وجاءت في بعض آياتها ما يمسح الجراحات والقتل :[/B] [FONT=&quot]((إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]ثم في النهاية في الحديث عن هذه الغزوة في هذه السورة المباركة ذكر عز وجل الحكمة مما جرى من انتصار في بداية الأمر ثم هزيمة في نهاية الأمر.[/SIZE]
[SIZE=6]قال عز وجل مبينا الحكمة : [FONT=&quot]((مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]فعاد النبي صلى الله عليه وسلم .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]لما عاد واجه أعداء ــــــــــ من هم هؤلاء الأعداء ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]واجه في المدينة اليهود الحاقدين ، وواجه المنافقين المرجفين الشامتين [/SIZE]
[SIZE=6]وواجه في أطراف المدينة أولئك الأعراب الذين ينتهزون الفرصة لهزيمة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستغلوا ثمار المدينة وخيراتها .[/SIZE]
[SIZE=6][B][U]كل هذه الأحداث جرت في السنة الثالثة من الهجرة في شهر شوال في اليوم السابع .[/U][/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فعاد النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT] ، لما عاد إلى المدينة تذكر ان من أفضل أساليب الدفاع أن يقوم بحركة من أجل أن يبين للعدو أن قواه مازالت قائمة ، ومن أجل أن يواجه خطرا قد يدهمه أو يداهمه عليه الصلاة والسلام [/SIZE]
[SIZE=6]فما كان منه في اليوم التالي إلا أن أمر من أتى من غزوة أحد أن يخرج معه مرة أخرى إلى [FONT=&quot]حمراء الأسد .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B]فخرج معه من قاتل في غزوة أحد ، ولم يخرج معه أحد غيرهم ما عدا [/B][B][FONT=&quot]جابرا [/FONT][/B][B]، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أذن له بالخروج لأن أباه أمره أن يجلسه عند بناته في المدينة ، فمن باب تطييب النبي صلى الله عليه وسلم لخاطره لاسيما وأن أباه قد قُتل في غزوة أحد أخرجه عليه الصلاة والسلام معهم .[/B][/SIZE]
[SIZE=6]فاستجابوا للنبي صلى الله عليه وسلم مع ما فيهم من الجراح والقتال والضعف .[/SIZE]
[SIZE=6]ولذا وصفهم الله عز وجل بوصف حميد ، وهو وصف الاستجابة :[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]قال عز وجل :[/FONT] [FONT=&quot]{الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]فأقبل رجل يُدعى بــ[FONT=&quot]" معبد بن أبي معبد الخزاعي "[/FONT] وكان كافرا فأسلم[/SIZE]
[SIZE=6]فلما أسلم أمره عليه الصلاة والسلام أن يلحق بأبي سفيان وأن يخذله وأن يبين له عظمة جيش المسلمين ، وأن محمدا - من باب أن يُظْهِر لهم أنه مازال كافرا- ، وأن محمدا قد جهز لهم جيشا .[/SIZE]
[SIZE=6][B][U]فوصل إليهم معبد ، فوصل إلى أبي سفيان ، وأخبره وقال[/U][/B] : [FONT=&quot]" انصحك بأن تغادر الآن إلى مكة ، فإن محمدا قد جهَّز جيشا عظيما ، وكان عدد من خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم كان العدد ستمائة وثلاثين مجاهدا[/FONT].[/SIZE]
[SIZE=6]لكن أبا سفيان عنده علم بأساليب الحرب ، فما كان منه إلا أن أرسل ركبا من عبد قيس يخذِّل النبي صلى الله عليه وسلم .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فلما أتى هذا الوفد واخبرالنبي صلى الله عليه وسلم ــــــــ ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B][U]قال عليه الصلاة والسلام :[/U][/B] [FONT=&quot](( حسبنا الله ونعم الوكيل ))[/FONT] [B][U]فأنزل الله عز وجل قوله تعالى :[/U][/B] [FONT=&quot]((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ{174} إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]فبقي النبي صلى الله عليه وسلم في [FONT=&quot]حمراء الأسد[/FONT] ثلاثة أيام ينتظر لعل قريشا أن تأتي لكنها لم تأتِ فرجع عليه الصلاة والسلام ، وفي طريقه أُسِر كل من : [FONT=&quot]" معاوية بن المغيرة " و " أبي عزة الجمحي "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B]فأراد أن يعتذر أبو عزة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أطلقه من غير فداء في غزوة بدر شريطة ألا يقاتل مع قريش على النبي صلى الله عليه وسلم .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][B]فاعتذر له ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم حسم الموقف فأمر الزبير أن يجزَّ عنقه .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]هذه الغزوة ، وهي غزوة " أحد " تدل على ماذا ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]تدل على فوائد جمة ، والله لو خشية الإطالة لذكرت فوائد كثيرة حول هذه الغزوة .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]في نهاية هذه الغزوة فيها لمحة من الانتصار:[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فيها لمحة من الانتصار :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]أنشد [B][U]كعب بن مالك[/U][/B] أبياتا من الشعر ، وكذلك [B][U]حسان بن ثابت [/U][/B]من باب إبراز فرحة المسلمين ، ومن باب خذلان المشركين .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]في نهاية السنة الثالثة من الهجرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]وهي تدعى بــ [FONT=&quot]" سرية أبي سلمة "[/FONT] لتأديب بني أسد الذين قادهم [FONT=&quot]" طليحة الأسدي[/FONT] " من أجل أن يأتي إلى النبي عليه الصلاة والسلام ليباغته في المدينة من أجل استغلال ثمراتها ، ومن أجل أن يظاهر وان يعاون قريشا ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم باغته بسرية أبي سلمة هذا باغته بمائة وخمسين رجلا ، فأتوهم على ديارهم فهربوا من هول المباغتة ، وقد تركوا أموالهم وبهائمهم .[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]وأيضا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية بـقيادة : [B][U]"[/U][/B][/FONT][B][U] عبد الله بن أنيس الجهني[/U][/B] " فإنه علم أن " [B]خالد بن سفيان الهذلي "[/B] قد جمع له قوما من هذيل ومن تابعهم من أجل أن يستفيدوا من خيرات المدينة ، ومن اجل أن يتقربوا إلى قريش.[/SIZE]
[SIZE=6]فجمع هذا الرجل هذا العدد فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم [B][U]عبد الله بن أنيس[/U][/B] فأتاه في [B][U]عرفات ببطن عُرنة[/U][/B] ، وهو يرعى بعض إبله ، [FONT=&quot]فقال : [/FONT][FONT=&quot]" إني سمعت أنك تريد هذا الرجل ، وإني أريد أن أنضم إليك "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]فقال : نعم [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B]فلما سار معه وتمكن منه قتله .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][B][U]وقد جاء حديث[/U][/B] – حقيقة لم يتسع لي الوقت أن أراجعه في سنن أبي داود ، وفي مسند الإمام أحمد :[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]ففي سنن أبي داود فيه شيء من الضعف ، لكن لم يتسن لي أن أبحثه في مسند الإمام أحمد :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]" فإن هذا الرجل – ولعل في الجمعة القادمة يستبين لي شيء من هذا – فلما اتى هذا الرجل هش النبي – لما أتى عبد الله بن أنيس الجهني رضي الله عنه ، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم هشّ في وجهه حينما عاد [FONT=&quot]، فقال[/FONT] : [FONT=&quot](( أفلح الوجه يا عبد الله أفلح الوجه يا عبد الله ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]ثم دخل عليه الصلاة والسلام بيته ، وأعطاه عصا ليتكئ بها ، وقال : [FONT=&quot](( هذه علامة بيني وبينك يوم القيامة ))[/FONT] [/SIZE]
[SIZE=6]وللحديث إن شاء الله تتمة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة القادمة بإذن الله تعالى .[/SIZE]
[SIZE=6]أقول ما تسمع وأستغفر الله لي ولك ، فاستغفره وتب إليه إن ربي كان غفورا رحيما[/SIZE]
[CENTER][CENTER][SIZE=6][FONT=&quot]الخطبة الثانية[/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/CENTER]

[SIZE=6][FONT=&quot]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]بما أننا في موسم الاختبارات هناك أمران يحصلان في أيام الاختبارات ، ويجب التنبيه والتأكيد على هذين [B][U]الأمرين بالنسبة للطلاب وبالنسبة لأولياء أمورهم :[/U][/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]الأمر الأول :[/FONT] [B]وهو أن جملة كبيرة من الطلاب يستخدمون البالونات ، ويضعون فيها المياه ، ويترامون فيما بينهم .[/B][/SIZE]
[SIZE=6]ولا شك أن في هذا من المفاسد ما الله به عليم لاسيما وأن مثل هذه المياه هي نعمة من الله عز وجل .[/SIZE]
[SIZE=6]وبلادنا ليست غنية بالمياه حتى يُتلاعب بها ، لاسيما أيضا أن الدولة وفقها الله تصرف الأموال الطائلة من أجل تحلية مياه البحر لتصل إلينا محلاة [/SIZE]
[SIZE=6]لاسيما أن هذه البالونات ينجم منها أن تُرمى ببعض المستضعفين من العمال [/SIZE]
[SIZE=6]ولا شك أن مثل هذا الأمر من الخطورة بمكان .[/SIZE]
[SIZE=6]فيجب على هؤلاء الطلاب إن كانوا مميزين أو فطنين ، وكذلك يجب على أولياء أمورهم أن يتنبهوا لهذا الأمر وأن يوعوا أبناءهم بخطورة هذا الأمر.[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]الأمر الثاني :[/FONT] [B]وهو أعظم وأعظم ولا يقل أهمية عن الأمر الأول :[/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]وهو أننا نرى ويُرى في الطرقات من الكتب التي تحتوي على الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وعلى أسماء الله عز وجل نراها مرمية في الطرقات، وفي القمامات وفي الزبالات ، وهذا ليس من تعظيم كتاب الله عز وجل ، وليس من تعظيم أسماء الله عز وجل ، ولا من تعظيم حرمات الله وشعائر الله.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B][U]وهنا يجب على أولياء أمور الطلاب أن ينبهوا أبناءهم إلى خطورة هذا الأمر :[/U][/B][/SIZE]
[SIZE=6][B]إما أن تجمع هذه الكتب وتسلم للمدرسة حتى يستفاد منها في السنوات القادمة .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][B]وإما توضع في الصناديق المعدة لذلك .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][B]يعني أتوقع لا يخلو أي جامع إلا وأمامه صندوق لوضع الأوراق التي فيها اسم الله عز وجل ، فتوضع بها .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][B]لأن هذا من باب تعظيم شعائر الله وحرمات الله عز وجل[/B][/SIZE]
[SIZE=6][B]أما أن ترى هذه الكتب مرمية في النفايات فهذا ينبئ عن خطر .[/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=&quot]أسأل الله عز وجل أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .[/FONT][/SIZE]

مريم= 11-23-2013 07:49 PM

جزاك اللهُ خيرًا
 
[BIMG]http://img42.imageshack.us/img42/4535/z6bv.jpg[/BIMG]


الساعة الآن 03:28 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.