بغية الحسناء بشرح أحكام النساء
 

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=6][COLOR=#0000ff][URL="http://www.nouralfourqan.com/-t952/index.html"][U]الدرس الأول [/U][/URL][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][URL="http://www.nouralfourqan.com/-t952/index.html"][U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=#0000ff]ألقيت هذه المحاضرة يوم الثلاثاء 22 محرم 1432 هـ الموافق 28 ديسمبر 2010 م وذلك بدار نور الفرقان ببنها - قليوبية[/COLOR][/SIZE][/FONT][/U][/URL][/CENTER]


[CENTER][SIZE=6][COLOR=red]الدرس بعد تفريغه[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[B][FONT=Simplified Arabic]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد .[/FONT][/B]
[B][FONT=Simplified Arabic]إن أصدق الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى ، وأن أحسن الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وما قل وكثر خير مما كثر وألهى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ،[/FONT][/B]
[B][FONT=Simplified Arabic]أما بعـــد .......[/FONT][/B]
[FONT=Simplified Arabic]أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جمعنا هذا مرحومًا وأن يجعل تفرقنا من بعده معصومًا ، وألا يجعل فينا ومنا شقيًا ولا محرومًا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]فإن أولى ما يتنافس فيه الخلق في هذا الزمان المسارعة لتعلم العلم إذ فيه النجاة في الدنيا والآخرة .[/FONT]

[CENTER][FONT=Simplified Arabic]فالجَهْلُ أَصْلُ ضَلَالِ الخَلْقِ[/FONT][FONT=Simplified Arabic]قاطِبَةً وأصْلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا وظُلْمِهِمِ[/FONT]
[CENTER][FONT=Simplified Arabic]والعِلْمُ أصْلُ هُداهُمْ مَعْ سَعادَتِهِمْ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذَوُو الْحِكَمِ[/FONT][/CENTER]
[/CENTER]

[COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]ويقول الله جل وعلا : { يُؤْتِي الحِكْمَةَ[B] مَن [/B]يَشَاءُوَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَاب } ، وقال سبحانه وتعالى في أول كلام أنزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم : { [/FONT][/COLOR][B][FONT=Simplified Arabic]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)[/FONT][/B][FONT=Simplified Arabic] } ، [/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]يكفيك في ذلك أول سورة نزلت على نبيك أعني سورة القلمِ [/FONT]
وعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يدعوه فقال له في محكم كتابه { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} ، وميز الله سبحانه وتعالى كل شيء بالعلم وبين في كتابه ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته وهو أن النجاةَ كلها فيه وأن كل ما سواه في هلاك، والله عز وجل فضل آدم صلى الله عليه وسلم بالعلم وأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجدوا له طائعين مذعنين لأن الله تعالى علمه الأسماء كلها ، وكذاك فضل الله تعالى نبيه يوسف صلى الله عليه وسلم بالعلم فقال سبحانه وتعالى : { وَلِنُعَلِّمَهُ[COLOR=black][FONT=Arial]مِنتَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ [/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]} ، وكان العلم سبب في نجاته من السجن كما كان جماله هو السبب في دخوله السجن ، فكان بيانا واضحًا على أن كل ما سوى العلم يقتل ويهلك ،وأن العلم وحده الذي ينجي. [/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]كذاك يوسف لم تظهر فضيلته للعالمين بغير بالعلم والحكمِ[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]وكذلك أمر نبيًا ورسولًا من أولي العزم من الرسل بأن يسعى للوصول إلى عبد صالح وهو الخضر وهو إما نبيّ وإما عبد صالح ، في ذلك خلاف بين أهل العلم ، ومع ذلك أمر الله تعالى رسولًا من أولى العزم أن يأتيه ساعيًا وأن يبحث عنه حتى وصل إليه .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]يروي البخاري في صحيحه أن موسى صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيبًا ، فقال له أحد بني إسرائيل : أتعلم أحدًا على وجه الأرض هو أعلم منك ، قال : لا .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]ولم يكل العلم إلى الله ـ أي لم يقل الله أعلم ـ، قال نبينا: فأراد الله أن يعلمه فقال : يا موسى بلى ، إن عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك[/FONT][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]قال موسى : أي رب ! كيف لي به فقيل له : احمل حوتا ومكتلا . فحيث تفقد الحوت فإن الخضر ثم ـ أي هناك . حتى قال له: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ؟[/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]وتقول رواية البخاري إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وجاء عصفور حتى وقف على حرف سفينة . ثم نقر في البحر . فقال له الخضر : ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]وأراد أن يعلمه الدرس الأول فقال : إني علم من علم الله لا تعلمه ، وأنت على علم مما علمك الله لا أعلمه ، وما نقص علمي وعلمك وعلم الخلائق من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر.[/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]ومن فضل العلم أن فضل الله به تعالى جوارح الحيوانات وذلك منصوص في كتاب الله سبحانه وتعالى[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] : { [/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic]علمتم من الجوارح مكلبين[/FONT][/FONT][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]} أي وما علمتم من الكلاب والأسود ونحوها ، على قول بعض أهل العلم في جواز الصيد بالأسود ونحو ذلك ، فما صاد من هذه الحيوانات دون تعليم فلا يجوز لأحد أن يأكلها وما صاد منها وهو متعلم جاز له أن يأكلها .[/FONT][/COLOR]
[FONT=Simplified Arabic]فعن [/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic]عدي [/FONT][FONT=Simplified Arabic]بن حاتم[/FONT] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]قال [/FONT][FONT=Simplified Arabic]قلت : يا رسول [/FONT][FONT=Simplified Arabic]الله ، إني أرسل الكلاب المعلمة ، فيمسكن علي ، وأذكر اسم الله ؟ فقال : " إذا أرسلت[/FONT][FONT=Simplified Arabic]كلبك المعلم وذكرت اسم الله ، فكل[/FONT][FONT=Simplified Arabic]ما أمسك عليك قلت : وإن قتلن ؟ قال : وإن قتلن ، ما لم يشركها كلب ليس منها[/FONT][FONT=Simplified Arabic] . [/FONT][FONT=Simplified Arabic]قلت : فإني أرمي بالمعراض الصيد ،[/FONT][FONT=Simplified Arabic]فأصيب ؟ فقال : إذا رميت بالمعراض فخزق ، فكله وإن أصابه بعرضه فلا[/FONT][FONT=Simplified Arabic]تأكله[/FONT][FONT=Simplified Arabic] " وقال علماؤنا: علامة الكلب المعلم أنه إذا أُرسل استرسل ، وإذا زُجر أنزجر .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]فلو ذهب كلب معلم مع كلب غير معلم ، فذهب الرجل ووجد صيدًا ولا يعرف أي الكلبين صاد فقد قال العلماء يغلب جانب التحريم ويتركه ولا يأكل منه شيئًا وقد نص على هذا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]هذا طرف من فضل العلم ومن أراد الزيادة في ذلك فليلجأ لكتب العلم فإنها مشحونة بكتابة الفضائل والميزات التي يتحصل عليها طالب العلم في ذاته والمعلم معلم الناس الخير والذي يعين عليه وكذلك الذي يسعى فيه من أجل أن يطبقه على نفسه أولًا ، ثم يطبقه على أهله ثانيًا ، ثم ينشره في الناس بعد ذلك .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]ومن كتب القدماء مجموعة كبيرة مثل كتب الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في فضل العالم والمتعلم وغير ذلك من الكتب التي تبين لنا أحوال السابقين وأنهم أفنوا أعمارهم وأنفقوا أموالهم ونذروا صحتهم في هذا السبيل وأنهم كانوا لا يشغلهم عن ذلك مال ولا أولاد ولا دنيا ، أنما كانوا يعاملون الدنيا كالنعلين يلبسونهما لكي يصلوا إلى غايتهم منها.[/FONT]

[CENTER][COLOR=#ff0000]تابع[/COLOR]

[/CENTER]
[/FONT]

[font=simplified arabic]ومن كتب المعاصرين المهمة التي جُمعت من بين طيات كتب السابقين مجموعة الشيخ العلامة بكر بن عبد الله بن زيد رحمه الله تعالى ومن أعظمروسائله حلية طالب العلم ، والتعالم ، وغير ذلك من كتبه النفيسة .[/font]
[font=simplified arabic]ومن أهم الكتب أيضًا كتاب الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل ، ومن أهم الكتب القديمة أيضًا الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى .[/font]
[font=simplified arabic]كل هذه الكتب يمكن أن نقرأ منها شيئَا يسيرًا نتعرف منها على أن القوم الذين آتو في آخر الزمان ما هم إلا حثالة وليس لهم قيمة وأنهم إذا قورنوا بالسابقين فأنهم جهلة لا يعرفون شيئَا ولا يدعون علمًا فإنما يدعي العلم على قدر من يعلم وعلى قدر القوم الذين يعيشون معه .[/font]
[b][u][font=simplified arabic]وسوف نذكر بعض القواعد المهمة التي تجمع لنا شوارد آداب طالب العلم وما ينبغي عليه أن يفعل .[/font][/u][/b]
[b][u][font=simplified arabic]القاعدة الأولى:[/font][/u][/b]
[font=simplified arabic] أنه يجب على طالب العلم أن يحفظ القرآن أولًا ، وقولنا بهذا الوجوب نعني به وجوب نسبي وليس الوجوب المطلق ، لأن الأمة مجمعة على أنه لا يجب على أحد أن يحفظ القرآن، ولكن يجب على طالب العلم لأن طالب العلم لا يتمكن من العلم حقًا إلا بحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى وقد اتفق الفقهاء على ذلك ، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: حفظ القرآن أول مراتب الطلب .[/font]
[font=simplified arabic]وقال ابن جماعة رحمه الله تعالى : فهو أول العلوم وأمها ـ أي القرآن ـ وأهمها ، ومثل ذلك قاله ابن عبد البر رحمه الله تعالى في الاستذكار ، وقاله كثير من أهل العلم رحمهم الله تعالى عليهم أجمعين ، وكان السلف يكرهون أن يتعلم أولادهم الحديث قبل حفظ القرآن وكانوا ينهونهم عن ذلك ، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وإن كثيرأ من العلوم مما يظنه الناس علمًا وليس بعلم بجوار كتاب الله سبحانه وتعالى .[/font]
[font=simplified arabic]يقول الإمام الشافعي في آخر عمره : إني لو أستقبلت من عمري ما استدبرت لما اعتنيت بغير كتاب الله سبحانه الله تعالى . كيف لا وفيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدكم وفيه الحلال والحرام وفيه الأمر والنهي ، فيه الزجر والوعيد فيه الترغيب والترهيب وفيه كل ما يطلبه الإنسان حول كل شيء[b] .[/b][/font]
[b][u][font=simplified arabic]القاعدة الثانية : [/font][/u][/b]
كل العلوم مصدرها الله { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء[color=black][font=arial] كُلَّهَا [/font][/color][font=simplified arabic]} علمه كل شيء وحتى لو اخترع الإنسان شيء من علم نفسه فإن الذي أعطاه العقل ومنحه التفكير هو الله ، والذي أعطاه التدبير والقدرة هو الله ، فمصدر العلوم جميعًا من الله سبحانه وتعالى وجلا وعلا .[/font]
ومما يبين ذلك ما بيناه في قصة موسى والخضر، والنصوص كثيرة تدل على أن العلم من الله تعالى ، دل على ذلك قوله تعالى : [b]{[/b]وَمَا أُوتِيتُمْ[b][color=black][font=simplified arabic] مِنْ [/font][/color][/b][color=black][font=simplified arabic]الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[/font][/color][b][color=black][font=simplified arabic] } [/font][/color][/b][color=black][font=simplified arabic]وقول الله تعالى :[b] { [/b][/font][/color][font=simplified arabic]وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا[/font][font=simplified arabic] } ، فالذي يعطي العلم ويزيد فيه هو الله سبحانه وتعالى جلا وعلا .[/font]
[font=simplified arabic]وهذه القاعدة تعلمنا أن ما رزقنا به من علم ومن غيره أنما هو من الله عز وجل ، وأننا نحمد الله على ذلك أن خصنا بالعلم وميزنا عن سائر خلقه ممن شغلوا بزينة الحياة الدنيا وزخرفها ومما أبتعدوا عن هذا الأمر بسبب امتلاء قلوبهم بمتاع الدنيا الفاني وحظوظها التي لا تبقى .[/font]
تابع

[b][u][font=simplified arabic]القاعدة الثالثة : [/font][/u][/b]
أنه مهما أوتي الإنسان من علم فإنه قليل ، قال سبحانه وتعالى [b] :{ [/b]وَمَا أُوتِيتُمْ[b][color=black][font=simplified arabic] مِنْ [/font][/color][/b][color=black][font=simplified arabic]الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[/font][/color][b][color=black][font=simplified arabic] }[/font][/color][/b][font=simplified arabic] ، وحديث الخضر وموسى يدل على ذلك "[/font][color=black][font=simplified arabic] وما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر[/font][/color][font=simplified arabic] " ، ولذلك لا يكون الرجل عالمًا حقًا حتى يتيقن من جهله ، وأن العالم حقَا يعلم أن العلم لا نهاية له ، إذا علم ذلك أيقن أنه سيموت وهو جاهل بكثير من الأشياء مهما قرأ ومهما أطلع ومهما ألف ودونَّ فإن العلم الذي عنده علم قليل ، قال سبحانه وتعالى : [/font][b][font=simplified arabic]{ [/font][/b][color=black][font=simplified arabic]وَمَا أُوتِيتُمْ[/font][/color][b][color=black][font=simplified arabic] مِنْ [/font][/color][/b][color=black][font=simplified arabic]الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[/font][/color][b][color=black][font=simplified arabic] }[/font][/color][/b][font=simplified arabic] .[/font]
[font=simplified arabic]والدليل على ذلك أننا نجهل الكثير من الأمور في ديننا ودنيانا .[/font]
[b][u][font=simplified arabic]القاعدة الرابعة : [/font][/u][/b]
[font=simplified arabic] أنه يجب على طالب العلم أن يبدأ بالأهم ثم بالمهم ، والأهم بالنسبة لكل إنسان أن يعلم أحكام الدين والحلال والحرام وأن الصلاة واجبة وتشتمل على أركان وعلى واجبات وعلى سنن وعلى مكروهات ومبطلات وغير ذلك ، وأن يتعلم صيام رمضان وما فيه من أركان وواجبات ومستحبات وغير ذلك ، وإذا تزوج أو أقدم على الزواج لابد أن يعرف أحكام الزواج يعرف حقوق الزوجة وإن أنجب يعرف حقوق الأبناء ولا بد قبل ذلك أن يعرف حقوق الوالدين فهذا علم واجب، فلا ينشغل بتحصيل علوم الدنيا أو علوم الآلة كعلم مصطلح الحديث أو علم اللغة قبل أن يعرف هذه الأشياء لأنها هي التي سيسأل الله عنها .[/font]
[b][u][font=simplified arabic]القاعدة الخامسة : [/font][/u][/b]
[font=simplified arabic] التجرد أي يتجرد في طلب العلم فيتعلم الأحكام الشرعية أولاً بعيدة عن الدليل فإذا أراد أن يكون طالب علم بعد ذلك فيتعلم علوم الآلة كعلم لغة العرب وعلم أصول الفقه وعلم مقاصد الشريعة وعلم أصول الحديث وغير ذلك من العلوم التي لا يستغنى عنها طالب علم.[/font]
[font=simplified arabic]فالتدرج أن يبدأ بالصغير ثم يتدرج إلى الكبير لأن الصغير درجة سلم للكبير ، فلو بدأ بالكبير أولًا فستكثر العثرات ويزهو في نفسه ويستغنى عن كثير من العلم بعد ذلك ، فحينما يريد أن يدرس الفقه فيدرس متن مختصر أولَا، وليكن على سبيل المثال المذهب الحنبلي فهو مخير بين عدد من المختصرات يمكن أن يدرس دليل الطالب للشيخ مرعي الكرمي في المذهب الحنبلي ، ويمكن أن يدرس العمدة في الفقه لابن قدامة المقدسي .[/font]
[font=simplified arabic]فهذه أول درجة وفيها يذكر المصنفون القول الواحد في المذهب بدون دليل ، ثم يرتفع بعد ذلك فيقرأ على سبيل المثال في المذهب الحنبلي منار السبيل شرح دليل الطالب المتقدم لمرعي الكرمي أو المقنع لابن قدامه رحمه الله تعالى .[/font]
[font=simplified arabic]وفي المرحلة الثالثة ياخذ الكافي لابن قدامة لأنه يذكر الوجه والوجهين والرواية والروايتين ويذكر شيئا من الدليل أو يدرس بدلا منه زاد المستقنع وكل هذا في المذهب الحنبلي ، وكل مذهب له تدرج ،والذي يبدأ بغير هذا التدرج يفوته من الخير الكثير .[/font]
[font=simplified arabic]وهذا مثال لطالب الفقه أما طالب الحديث فيبدأ بالمشهور والمشهور في زماننا البيقونية وهي مكونة من أربعة وثلاثين بيتُا فيها مبادئ علوم الحديث ، ثم يتبعها بأحد الكتب كنخبة الفكرلابن حجر أو اختصار علوم الحديث لابن كثير رحمه الله تعالى مع تعليقات الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى ثم بعد ذلك تدرتيب الراوي للسيوطي ويختم بألفية العراقي أو الفية السيوطي، وكذلك علم التفسير يبدأ أولا بكتاب في مفردات المعاني ثم في أسباب النزول ليتعرف كلمات القرآن الكريم وأسباب نزول الآيات ثم ينطلق بعد ذلك لتفسير القرن بالآثر كتفسير ابن كثير رحمه الله تعالى ويمكن بعد ذلك أن يتوسع بدارسة آيات الأحكام بعناية مثل آيات الأحكام لابن العربي وهكذا في باقي العلوم يبدأ فيها بصورة متدرجة .[/font]
تابع

[b][u][font=simplified arabic]القاعدة السادسة : [/font][/u][/b]
[font=simplified arabic] أن يلتزم الآداب ظاهرًا وباطنًا ، لأن العلم ليس بالحفظ وكثرته ولن ينجيه عند الله أن يقول يارب حفظت كذا وكذا وكذا ، وأنما ينجيه عند الله أن يقول عملت كذا وعملت كذا ، وهذه قاعدة لا بد منها لطالب العلم وإلا كان علمه وبالا عليه وخسارة في الدنيا وفي الآخرة كذلك .[/font]
[font=simplified arabic]قال الناظم رحمه الله تعالى : [/font]
[font=simplified arabic]وحاصل العلم ما أُملي الصّفات له فأصغ سمعك واستنصت إلى كلم[/font][font=arial]
[/font][font=simplified arabic]وذلك لا حفظُك[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]الفتيا بأحرفها ولا بتسويدك الأوراق بالُحمم[/font][font=arial]
[/font][font=simplified arabic]ولا تصدر صدر الجمع محتبيا[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]تُمليه لا تفقه المعنيّ بالكلم[/font][font=arial]
[/font][font=simplified arabic]ولا العمامة إذ ترخي ذؤابتها تصنعا وخضاب ُ[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]الشيب بالكتم[/font][font=arial]
[/font][font=simplified arabic]ولا بقولك يعني دائبا ونعم كلا ولا حملك الأسفار كالبهم[/font][font=arial]
[/font][font=simplified arabic]ولا بحمل[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]شهادات مبهرجة بزخرف القول من نثر ومُنتظم[/font][font=simplified arabic][/font]
[font=simplified arabic]بَلْ خَشْيَةُ اللَّهِ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنٍ فاعلم هي العلم ُ كل[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]العلم فالتزم[/font][font=simplified arabic] .[/font]
[b][u][font=simplified arabic]القاعدة السابعة : [/font][/u][/b]
[font=simplified arabic] أن يلتزم المرء الآداب في ثلاث جهات : [/font]
[font=times new roman]1- [/font][font=simplified arabic]الأدب مع نفسه [/font]
[font=times new roman]2- [/font][font=simplified arabic]الأدب مع شيخه [/font][font=simplified arabic][/font]
[font=times new roman]3- [/font][font=simplified arabic]الأدب مع أقرانه أي مع زملائه [/font][font=simplified arabic][/font]
[font=simplified arabic]وهذه الآداب الثلاثة أحيل إليها الأخوات لكتاب حلية طالب العلم لشيخ بكر بن عبد الله بن زيد رحمه الله تعالى .[/font]
[font=simplified arabic]وهذه كانت بعض القواعد التي هي بمثابة الأسس التي يجب على طالب العلم أن يلتزم بها ، والقواعد في طلب العلم كثيرة جدًا ويجب أن نسعى لتعلمها لأن هذا الجزء من العلم هو باب العلم فمن لم يتعلمها لن ينال من العلم شيئا.[/font]
** وقد كنا بصدد اختيار كتاب يدرس في هذه الدار المباركة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيما يقومون عليها ومن يسعى إليها ومن يُدرس فيها وألا يحرم أحدًا الأجر والثواب وأن يجعل ذلك من باب قوله تعالى: [b]{[/b]وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[b][font=simplified arabic]}.[/font][/b]
[font=simplified arabic]وكنا قد اخترنا قبل أن نحدد الكتاب الذي معنا كتاب آخر وهو أن نبدأ بالتدرج في كتب المذاهب سواء كان في المذهب الشافعي أو المذهب الحنبلي ، ولكن وجدت أن الحاجة ماسة إلى أن نتعلم الأحكام التي تخص النساء وقلنا إن هذا من العلم الأهم بالنسبة لنا الآن ، لأن كثيرًا من الأحكام تفوت أخوتنا حفظهنَّ الله تعالى وجلا وعلا .[/font]
[font=simplified arabic]وهذا الكتاب قد درسته من قبل في دولة قطر وفي بعض دورات في دول أخرى ، وهو كتاب ( [b]أحكام النساء[/b] ) لابن الجوزي رحمه الله تعالى ، وهذا الكتاب صاحبه حنبلي المذهب فيغلب عليه في تأليفه صورة المذهبية ، فصار الكتاب مناسبًا لطالبات العلم ومناسبًا أيضًا لمن يريد تعلم الأحكام الشرعية للتطبيق ، فهو مناسب لهذا ولهذا ، والذي نطلبه هو تعلم وتعبد فالكتاب إن شاء الله لا ينافي منهجية طلب العلم لأنه كتاب قديم وهو كتاب فقه ولكنه يشتمل على الأحكام التي تخص النساء والتي يشترك فيها النساء مع الرجال . والعادة أن نُّعرف بصاحب الكتاب وأن نعرف بأهمية الكتاب ، وأن ننسب صحة هذا الكتاب إلى الإمام الجليل رحمة الله عليه ، خاصة إذا كان يدور حول الإمام بعض الكلام؛ لأن بعض العلماء تكلم في ابن الجوزي رحمه الله ، وشاهدت ذلك بنفسي حينما كنا نحقق له كتابًا في الرد على أحد معاصريه وهو عبد المغيث الحربي رحمه الله تعالى وهو كان يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر رضي الله عنه قبل موته وهذا قول جمهور العلم لكن ابن الجوزي رحمه الله يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصلي خلف أبي بكر قط لا في مرض موته ولا في غيره .[/font]
[font=simplified arabic]وألف في هذا كتابًا يرد به على عبد المغيث الحربي رحمه الله ورحم جميع الأئمة وعنونه بقول (آفة أصحاب الحديث والرد على عبد المغيث) ، وجعل في أول الكتاب يحط من قدر كثير من أهل الحديث على أنهم يحفظون الحديث ولا يفهمون معناه فجعل يطعن من هذه الجهة وقد سرد أحاديث كلها ضعيفة أو موضوعة رحمة الله تعالى عليه . وقد تبينَّ هذا في التحقيق وقد عملت في هذا الكتاب طويلًا ، وكأنه يتمثل قول الإمام السيوطي رحمه الله حينما قال : وحافظ الحديث باقتصار عن فهمه كمثل الحِمارِ [/font]
[font=simplified arabic] أي أنه يحفظ ولا يفهم .[/font]
[font=simplified arabic]ووجدنا في هذا الكتاب الكثير من المخالفات لقواعد العلم وهذا لا يعني أن هذا الرجل ليس بعالم بل إنه من أئمة الحنابلة ، لكن أحيانًا يكتب في مسألة يميل فيها إلى رأي فيجمع لها من هنا ومن هنا ويريد أن ينصر رأيه ويخالف بعض القواعد أحيانًا ، ولأن الإمام ابن الجوزي كان لا ينظر إلى ما ألفه كثيرًا أي يكتب الكتاب ولا يراجعه ، حتى أن له كتاب في الحديث الموضوع اسمه ( موضوعات ابن الجوزي ) رحمه الله ، فذكر فيه حديث هو في صحيح مسلم الذي هو أصح كتابين بعد كتاب الله " البخاري ومسلم " وقال هذا حديث موضوع .[/font]
[font=simplified arabic] [/font]
[font=simplified arabic] [/font]
[font=simplified arabic] [/font]
[font=simplified arabic]ولذلك قال السيوطي رحمه الله تعالى :[/font]
[center][center][font=simplified arabic] [/font][font=simplified arabic]وَفِي كِتَابِ وَلَدِ الْجَوْزِيِّ مَا لَيْسَ مِنَ الْمَوْضُوعِ حَتَّى[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]وُهِّمَا[/font][font=tahoma][/font][/center]
[center][font=simplified arabic]مِنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْحَسَنْ ضَمَّنْتُهُ كِتَابِيَ[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]الْقَوْلَ الْحَسَنْ[/font][font=tahoma]
[/font][font=simplified arabic] وَمِنْ غَرِيبِ مَا تَرَاهُ فَاعْلَمِ[/font][font=tahoma] [/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic] فِيهِ حَدِيثٌ مِنْ صَحِيحِ مُسْلِمِ[/font][font=simplified arabic][/font][/center][/center]
[font=simplified arabic]وكذلك خوضه في التأويل لأسماء الله تعالى وصفاته .[/font]
تابع

[FONT=Simplified Arabic]وكل هذا لم يحط من قدر هذا الإمام فكل يؤخذ من رأيه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وما من إمام ولا يفوته شيء ، إذا كنا لا ننشد الكمال في الكبار ، فكيف ننشد الكمال في الصغار؟! ، وهذه سنة الله تعالى في خلقه أنه يريد أن يُدخِل عليهم صفة البشرية وأنهم مهما بلغوا من علم وعمل واجتهاد لا بد أن يحصل منهم الخطأ والنسيان والزلل والعصيان وهذه سنة الله تعالى " كل بني آدم خطاء وخير الخاطئون التوابون " .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic] [/FONT]
[CENTER][CENTER][B][FONT=Simplified Arabic][/FONT][/B][FONT=Simplified Arabic][/FONT][/CENTER][/CENTER]
[FONT=Simplified Arabic][/FONT]
[CENTER][CENTER][B][FONT=Simplified Arabic]ابن الجــوزي[/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][FONT=Simplified Arabic] [/FONT][/B][/CENTER][/CENTER]
[B][FONT=Simplified Arabic]اسمه ومولده :[/FONT][/B]
[FONT=Simplified Arabic] [/FONT]
[FONT=Simplified Arabic] الإمام ابن الجوزي رحمه الله : هو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، القرشي التيمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الحافظ المفسر الواعظ المؤرخ الأديب المعروف بابن الجوزي، شيخ وقته وإمام عصره رحمه الله تعالى .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]نسبة الجوزي أختلف فيها العلماء ، فقال بعضهم : نسبة إلى موضع يقال له فرضة الجوز وقيل أنها منسوبة إلى بلدة من البصرة تسمى محلة الجوز ، وقيل بل كان بداره في واسط شجرة جوز وليس في واسط شجرة جوز سواها .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]ولد رحمه الله تعالى في بغداد بدرب حبيب سنة 508 هـ وقيل 509 هـ وقيل 510 هـ وقال عن نفسه لا أحقق مولدي غير أنه مات والدي في سنة 410 وقالت والدتي لي كان لك من العمر نحو ثلاث سنين .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic] [/FONT]
[B][FONT=Simplified Arabic] نشــأته: [/FONT][/B]
[FONT=Simplified Arabic] [/FONT]
[FONT=Simplified Arabic] توفى والده وهو صغير ولم تهتم به أمه ذلك الاهتمام ، وكان أهله تجارًا في النحاس ولهذا قيل عنه ابن الجوزي الصفار نسبة إلى الصفرة التي يتصف بها النحاس ، ولما ترعرع حملته عمته إلى مسجد أبي الفضل ابن ناصر فاعتنى به وعلمه الحديث وحفظ القرآن وقرأه على جماعة من أئمة القرآن وسمع بنفسه الكثير وحفظ العديد من كتب السنة مثل صحيح البخاري ومسلم ، ومسند أحمد ، وسنن الترمذي ، وغيرها .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]وكان يخطب الجمعة ويتكلم في المجالس ويعظهم بالآخرة ويذكرهم بالموت وهو حديث السن ، وكان من أسرة غنية رحمه الله فلم يكن يحتاج إلى أحد .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]قال هو عن نفسه : فمن[/FONT][FONT=Times New Roman][SIZE=3] [/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic]ألف الترف فينبغي أن يتلطف بنفسه إذا أمكنه، وقد عرفت هذا من نفسي، فإني ربيت في[/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][FONT=Simplified Arabic]ترف،[/FONT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]فلما ابتدأت في التقلل وهجر المشتهى أثر معي مرضا قطعني عن كثير من التعبد، حتى أني[/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][FONT=Simplified Arabic]قرأت في أيام كل يوم خمسة أجزاء من القرآن، فتناولت يوما ما لا يصلح فلم أقدر في[/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][FONT=Simplified Arabic]ذلك اليوم على قراءتها، فقلت: إن لقمة تؤثر قراءة خمسة أجزاء بكل حرف عشر حسنات، إن[/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][FONT=Simplified Arabic]تناوله لطاعة عظيمة، وإن مطعما يؤذي البدن فيفوته فعل خير ينبغي أن يهجر، فالعاقل[/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][FONT=Simplified Arabic]يعطي بدنه من الغذاء ما يوافقه[/FONT][FONT=Times New Roman][SIZE=3] .[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic]وكان رحمه الله تعالى مجدًا في طلب العلم [/FONT][FONT=Simplified Arabic]عاش ابن الجوزي منذ طفولته ورعا زاهدا ، لا يحب مخالطة الناس خوفا من ضياع الوقت، ووقوع الهفوات، فصان بذلك نفسه وروحه ووقته، فقال فيه الإمام [URL="http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1"][COLOR=window****]ابن كثير[/COLOR][/URL] عند ترجمته له "وكان -وهو صبي- دينا منجمعا على نفسه لا يخالط أحدا ولا يأكل ما فيه شبهة، ولا يخرج من بيته إلا للجمعة، وكان لا يلعب مع الصبيان". قال ابن الجوزي واصفا نفسه في صغره: كنت [/FONT][FONT=Simplified Arabic]في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على نهر عيسى، فلا[/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][FONT=Simplified Arabic]أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها شربة، وعين همتي لا ترى[/FONT][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][FONT=Simplified Arabic]إلا لذة تحصيل العلم[/FONT][FONT=Simplified Arabic] . ويذكر لنا عن عزوفه للعلم وعزله عن مخالطة الناس يقو ل : ولقد شرطت على نفسي مرارًا أن أحصرها في بيت العزلة فتجتمع --- ويضاف لذلك النظر في كتب السلف فأرى العزلة حمية تمنع من كل ما يسوء ويضر والنظر في سير القوم دواء ، فصار عنده الحمية بالعزلة والدواء بالنظر في سير السلف --- .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]ويقول ايضًا عن همته : [/FONT][FONT=Simplified Arabic]ما ابتلي الإنسان قط بأعظم من علوم همته وإني أعطيت من[/FONT][FONT=Tahoma] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]علو الهمة طرفاً فأنا به في عذاب , ولا أقول ليته لم يكن فإنه لا يحلو العيش بقدر[/FONT][FONT=Tahoma] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]عدم القعل , والعاقل لا يختار زيادة اللذة بنقصان العقل[/FONT]

[font=simplified arabic]وقال أيضا : خلقت لي همة عالية تطلب الغايات. فقلت السن وما بلغت ما أملت، فأخذت أسأل تطويل العمر وتقوية البدن، وبلوغ الآمال. فأنكرت علي العادات وقالت: ما جرت عادة بما تطلب. فقلت إنما أطلب من قادر يخرق العادات.[/font]
[font=simplified arabic]هذا بكلامه عن نفسه فكيف بكلام غيره عنه ، يقول الأمام الذهبي رحمه الله كما في تذكرة الحفاظ وكذلك في السير: وأما خلقه رحمه الله فخلقٌُ يعلو عن أن نمدح فيه لأنه بلغ به الثريا رحمة الله تعالى عليه فقد كان على خلق كريم ، وكان يغلب عليه الجد منذ صغره وكان كثير التلاوة إذ كان يختم القرآن كل سبعة أيام ، وكان يقوم الليل ولا يفطر عن ذكر الله ، وقد نشأ على العفاف والصلاح ، وله ذهن وجواب حاضر [b]، [/b]ويقول عن نفسه : [/font][font=simplified arabic]وأثمر ذلك عندي من المعاملة ما لا يدري بالعلم، حتى[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]أنني أذكر في زمان الصبوة، ووقت الغلمة والعزبة قدرتي على أشياء كانت النفس تتوق[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]إليها توقان العطشان إلى الماء الزلال، ولم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي العلم من[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]خوف الله عز وجل[/font][font=arial]. [/font][font=simplified arabic]ولولا خطايا لا يخلو منها البشر، لقد كنت أخاف على نفسي من[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]العجب[/font][font=arial].
[/font][font=simplified arabic]غير أنه عز وجل[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]صانني، وعلمني، وأطلعني من أسرار العلم معرفته، وإيثار الخلوة به، حتى أنه لو حضر[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]معي معروف وبشر لرأيتها رحمة[/font][font=arial]. [/font][font=simplified arabic]ثم[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]عاد فغمسني في التقصير والتفريط حتى رأيت أقل الناس خيراً[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]مني[/font][font=arial]. [/font][font=simplified arabic]وتارة يوقظني لقيام الليل[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]ولذة مناجاته، وتارة يحرمني ذلك مع سلامة بدني[/font][font=arial]. [/font][font=simplified arabic]ولولا بشارة العلم بأن هذا نوع تهذيب[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]وتأديب لخرجت إما إلى العجب عند العمل، وإما إلى اليأس عند[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]البطالة[/font][font=arial]. [/font][font=simplified arabic]لكن رجائي في فضله[/font][font=arial] [/font][font=simplified arabic]قد عادل خوفي منه[/font][font=arial].[/font][font=simplified arabic][/font]
[font=simplified arabic]وكان رحمه الله يعتني بهندامه ومطعمه وشرابه ولكن لا يقصد بذلك الزهو والخيلاء وأنما كان يقصد أن يستقيم مزاجه فلا يتعطل عن طلب العلم .[/font]
[font=simplified arabic] [/font]
[font=simplified arabic]عقيــدته [/font]
[font=simplified arabic] [/font]
[font=simplified arabic] وأما مذهبه الأعتقادي فقد وقع في بعض تأويل لصفات الله عز وجل على مذهب الأشاعرة وقد تأثر في هذا بأبي الوفاء بن عقيل أحد علماء الحنابلة الكبار، لكنه كان على مذهب الأشاعرة في تأويل صفات الله وأسمائه .[/font]
[right][font=simplified arabic]قال[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]ابن رجب[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]رحمه الله في ذكر كلام الناس فيه :[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]ومنها وهو الذي من أجله نقم جماعة من[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين، من ميله إلى التأويل في بعض كلامه،[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]واشتد نكرهم عليه في ذلك، ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو إن كان مطلعاً[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيراً بحل شبهة المتكلمين[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]وبيان فسادها،[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]وكان معظماً لأبي الوفاء ابن عقيل، يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه، وإن كان قد رد[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]عليه في بعض المسائل، وكان ابن عقيل بارعاً في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابعُ له في هذا[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]التلون[/font][font=tahoma]. [/font][font=simplified arabic]وكذا قال عنه شيخ[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]الإسلام[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]ابن تيمية[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]رحمه الله[/font][font=tahoma]: [/font][font=simplified arabic]أن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب، لم يثبت[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ما[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف .[/font]
[font=simplified arabic]موقف العلماء من ابن الجوزي [/font]
[font=simplified arabic] تكاد كلمة العلماء تجتمع على أن أبن الجوزي كان مضطربًا في أسماء الله والصفات ، فكان ينفي تارة ويثبت تارة ، [b]وقع منه أضطراب غير قليل وذلك لعدة أسباب : -[/b][/font]
[font=simplified arabic]السبب الأول تأثره بابن عقيل ، والسبب الثاني مجالسته للمعتزلة وعندهم ضلال كبير في باب أسماء الله وصفاته . والإمام الذهبي شيخ الإسلام كان من تلاميذ ابن الجوزي ويقول عنه قال ابن الجوزي : وكان أصحابنا من الحنابلة ينهونه عن مجالسته للمعتزلة ويأبى حتى وقع في حبائلهم ، وتجرأ على تأويل النصوص ونسأل الله السلامة .[/font]
[font=simplified arabic]وقال ابن المقدسي في تاريخه : للناس في ابن الجوزي كلام من وجوه: أولها كثرة أغلاطه في تصانيفه. انتهى.[/font]
[font=simplified arabic]وقد باشرت هذا بنفسي أفة أهل الحديث والرد على المغيث ، فكثرة أغلاطه في تصانيفه وعذره في هذا واضح لأنه كان مكثرًا من التصانيف فتصانيفه كما يقول ابن تيمية بلغت ألف مصنف ، فيؤلف الكتاب ولا يراجعه أي لا ينظر فيه مرة أخرى ، بل يشتغل بغيره ولربما في وقت واحد تصنيفه في فنون من العلوم بمنزلة اختصار العلوم فينتقل من التصانيف بغير أن يكون أتقن العلم من جهة شيوخه والبحث ، ولذلك نقل عنه أنه قال : أنا مرتب ولست بمصنف.[/font]
[font=simplified arabic]السبب الثاني لكلام العلماء في ابن الجوزي : ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع والتعاظم وكثرة الدعاوى وكان عنده ترف والله يسامحه أي أنه كان يرى نفسه شيئا ما مثل الإمام السيوطي رحمه الله فقد قال في ألفيته :[/font][/right]
[center][center][font=simplified arabic]فهذه ألفية تحكي الدرر منظومة ضمنتها علم الأثر[/font][/center]
[center][font=simplified arabic]فائقة ألفية العراقي في الجمع والإيجاز واتساق[/font][/center][/center]
[right][font=simplified arabic]وكما في غيرها من مصنفاته ـ رحمه الله ـ.[/font]
[font=simplified arabic]وقال عنه شيخ الإسلام[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]ابن تيمية[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]رحمه[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]الله[/font][font=tahoma] [/font][font=tahoma]: [/font][font=simplified arabic]إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]الباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات[/font][font=tahoma] [/font][font=simplified arabic]نظماً ونثراً ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف[/font][font=simplified arabic] .[/font][font=simplified arabic][/font][/right]
[font=simplified arabic]والناظر في مصنفات أبن الجوزي رحمه الله تعالى يجد أنه يثبت بعض الصفات ويتأول في البعض الآخر كما ذكر الشيخ ابن التيمية فنجد ابن الجوزي يذكر الصفة وكلام المتأولين بالصفة ولا يعقب على كلامهم فيكون موافقا لكلام المتأولين ولذلك يدع لأهل البدع مجال في مسألة الصفات و يميل للتفويض أحيانًا أي تفويض المعنى وليس تفويض الكيف .فهو مخالف لمعتقد أهل السنة بأن الكيف غير معلوم ، أما تفويض المعنى فمن كلام الأشاعرة ، وهذا واضح في كتابه تلبيس أبليس فقد قال: إن الوجه صفة زائدة لله تعالى وأراد بها الذات.[/font]
[font=simplified arabic]تابع[/font]

[right][b][font=simplified arabic]ثناء العلماء عليه:[/font][/b]
[font=simplified arabic]وأما ثناء العلماء عليه فقال فيه ابن السمعاني رحمه الله : شيخنا ابن الجوزي صاحب التصانيف في فنون العلم من التفسير والفقه والحديث والوعظ والرقائق والتواريخ وغير ذلك فإليه أنتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه وسقيمه وله فيه مصنفات من الأسانيد ومعرفة ما يهتد به في أبواب الأحكام والفقه وما لا يحتج به من الأحاديث الموضوعة والانقطاع والاتصال ، وله في الوعظ العبارة والاستعارة الرشيقة وكان من أحسن الناس كلامًا ونظامَا وأعذبهم لسانَا وبيانَا وبورك له في عمره وعمله .[/font]
[font=simplified arabic]ويقول فيه ابن الموفق عبد اللطيف: إنه كان حلو الصورة حلو الشمائل ، رخيم النغمة ، -- يحضر مجلسه مائة ألف ويزيدون رحمة الله عليه ، يكتب في اليوم أربعة كراريس وفي كل سنة من بين خمسين مجلد إلى ستين مجلد ، وله في كل علم مشاركة ، وأنه في التفسير من الأعيان ، وفي الحديث من الحفاظ ، وفي التاريخ من المتوسعين ، ولديه فقه كاف وله في السجع الوعظي ملكة قوية ، وله كتاب المدهش في الوعظ .[/font]
[font=simplified arabic]ويقول الذهبي عن ابن الجوزي: كان مبرزا في التفسير والوعظ والتاريخ ومتوسطا في المذهب وله في الحديث اطلاع تام على متونه، وأما الكلام على صحيحه و سقيمه فما له فيه ذوق المحدثين ولا نقد الحفاظ المبرزين.[/font]
[font=simplified arabic]وتميز ابن الجوزي بغزارة إنتاجه وكثرة مصنفاته التي بلغت نحو ثلاثمائة وأربعين مصنف شملت الكثير من العلوم والفنون، فهو أحد العلماء المكثرين في التصنيف في التفسير والحديث والتاريخ واللغة والطب والفقه والمواعظ وغيرها من العلوم ، وكان إذا وعظ أختلس القلوب وتشققت النفوس دون الجيوب .[/font]
[font=simplified arabic]وأما شيخه ابن ناصر : فعندما صنف ابن الجوزي كتابه عرضه على ابن ناصر وهو أول شيوخه فكتب عليه وقال : وجدت هذا المصنف قد أجاد تصنيفه وأحسن تأليفه وجمعه ، ولم يسق إلىَّ مثل هذا الجمع ، فقد طالع كتب كثيرة أخذ أحسن ما فيها من الياقوت واللؤلؤ فنظم به عدة ---- التي جمعت من التواريخ .[/font]
[font=simplified arabic]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : كان الشيخ أبي الفرج مفتيًا كثير التصنيف والتأليف وله مصنفات في أمور كثيرة حتى عددتها فوجدتها أكثر من ألف مصنف .[/font][/right]
[font=simplified arabic]إذا أردنا أن نأخذ نماذج من تآليفه ففي علوم القرآن له أكثر من عشرة تصانيف المغني في التفسير ، تيسير البيان في تفسير القرآن ، فنون الأفنان في علوم القرآن ، عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ [/font][font=simplified arabic]زاد المسير في علم التفسير و نواسخ القرآن[/font]

[font=simplified arabic]وله في الحديث تصانيف كثيرة، منها:[/font][list][*][font=simplified arabic] الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، جمع فيه الأحاديث الموضوعة، لكن تُعقِّب عليه في بعضها. وأيضا:[/font][/list][list][*][font=simplified arabic][color=window****]صفوة الصفوة[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]تلبيس إبليس[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]التذكرة في الوعظ[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]كتاب ذم الهوى[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]صيد الخاطر[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]المنتظم في تاريخ الملوك والأمم[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]تاريخ بيت المقدس[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]أخبار الحمقى والمغفلين[/color] [/font][*][font=simplified arabic]ولقط المنافع، في الطب. [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر[/color] (كتيب) [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]لفتة الكبد إلى نصيحة الولد[/color](رسالة) [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]أعمار الأعيان[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]كتاب المدهش[/color] في الوعظ، وقد يكون أعظم مصنفات الوعظ بلاغة. [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]فنون الأفنان في عيون علوم القرآن[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]أخبار الظراف والمتماجنين[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]كتاب الأذكياء[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]بستان الواعظين ورياض السامعين[/color] [/font][*][font=simplified arabic][color=window****]التبصرة في الوعظ[/color] [/font][*][font=simplified arabic]( كتاب أخبار الحمقى والمغفلين) [/font][/list][font=simplified arabic]إلى آخر ذلك من المؤلفات والمصنفات التي ورثت عن هذا العالم الهمام والحبل المقدام ابن الجوزي عليه رحمات ربي العلي ، فماذا نحن قائلون بعد ذلك في [b][u]هذا الرجل الذي استطردت في ذكر سيرته لا لشيء إلا لأمرين : [/u][/b][/font]

[font=simplified arabic][b][u]تابع[/u][/b][/font]

[font=simplified arabic]فماذا نحن قائلون بعد ذلك في [b][u]هذا الرجل الذي استطردت في ذكر سيرته لا لشيء إلا لأمرين : [/u][/b][/font]
[b][font=simplified arabic]الأمر الأول :[/font][/b][font=simplified arabic] أن نستفيد من ذلك علمًا وعملَأ .[/font]
[b][font=simplified arabic]الأمر الثاني :[/font][/b][font=simplified arabic] ألا يتوهم أحدًا أن الطعن في عالم من جهة يعني أنه مطعون من كل جهة ، فالذي طعن فيه ينهى عنه والذي لم يطعن فيه قال: يؤخذ منه ، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها نشدها فنأخذ الحق من قائله ونرد الباطل على قائله ، فنأخذ منه بقدر ما معه من حق ، ونرد عليه بقد ما معه من غيره .[/font]
[b][font=simplified arabic]مقدِّمةُ المؤلِّف[/font][/b]

[b][font=simplified arabic]الحمدُ[/font][/b][b][font=simplified arabic]لله جابرِ الوهن والكسر، ورازق النمل والنَّسر، المغني بوابل القطر القفر، أحمدُه[/font][/b][b][font=simplified arabic]حمداً يدوم بدوام الدهر، وأشهد له بالوحدانية في السر والجهر، وأصلي على رسوله[/font][/b][b][font=simplified arabic]المشروح الصدر، الذي نسبة فضله إلى الأنبياء كالنجوم والبدر، وعلى آله وأصحابه[/font][/b][b][font=simplified arabic]وأزواجه وأتباعه إلى يوم الحشر، وسلّم تسليماً كثيراً[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]أما بعد[/font][/b][b][font=arial]:[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]فإني تفكرت[/font][/b][b][font=simplified arabic]في سبب إعراض الناس عن ذكر الآخرة، فوجدته من قلة الفهم، ورأيت أحد العوام يشغل[/font][/b][b][font=simplified arabic]ولده حين ينشأ بالمعاش، ولا يعلّمه واجبات العبادة، ولوازم المعاملات، فيتقلّب[/font][/b][b][font=simplified arabic]الولد في طلب الدنيا، ولا يعلم أخبارا لآخرة، ولا يعرف فرضاً من الفرائض، ولا يردّ[/font][/b][b][font=simplified arabic]لجامه عن الهوى ألف رائض، فإن أفلح وحضر مجلساً من مجالس القُصّاص، فربما سمع منهم[/font][/b][b][font=simplified arabic]أحاديث الرخص الباطلة، فخرج مصرّاً على الذنوب، ويقول: ربي كريم[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]وربما أسمعوه[/font][/b][b][font=simplified arabic]أخبار الزهاد، كمعروف، وبشر، والجنيد، في زهدهم، وهو بعد لم يعرف الواجبات، ولا[/font][/b][b][font=simplified arabic]تعلق من ذلك بطائل، فإن علق بشيء علق بما الجهل أحسن منه، وهو أنه يفهم من كلامهم[/font][/b][b][font=simplified arabic]أن المقصود ترك الدنيا، ولا يعرّفونه ما المتروك فيها، فينفرد في زاوية، ويخلي[/font][/b][b][font=simplified arabic]معاشه، ويضيّع عائلته، ولا يستفيد في تلك الزاوية، إلا ما تستفيده البهيمة من حبسها[/font][/b][b][font=simplified arabic]في الإصطبل، لأنه خلا بجهله، ولا علم معه[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]وربما تهيَّأ لتسليم الناس عليه،[/font][/b][b][font=simplified arabic]والتبرّك به لموضع انفراده، وربما تخشَّع كأنه خرج من معاينة بخبر عن مشاهدة، وربما[/font][/b][b][font=simplified arabic]هام في البوادي سائحاً، فضيَّع الفروض، وترك العيال... فعلمت أن أصل هذه الآفات[/font][/b][b][font=simplified arabic]الجهل بالعلم[/font][/b][b][font=arial]. [/font][/b]
[b][font=simplified arabic]وما أزال أحرّض الناس على العلم، لأنه النور الذي يُهتدى به،[/font][/b][b][font=simplified arabic]إلا أني رأيت النساء أحوج إلى التنبيه من هذه الرفدة من الرجال، لبعدهن عن العلم،[/font][/b][b][font=simplified arabic]وغلبة الهوى عليهن بالطبع، فإنّ الصبية في الغالب تنشأ في مخدعها، لا تُلقَّن[/font][/b][b][font=simplified arabic]القرآن، ولا تعرف الطهارة من الحيض، ولا تُعلَّم أيضاً أركان الصلاة، ولا تُحدَّث[/font][/b][b][font=simplified arabic]قبل التزويج بحقوق الزوج، وربما رأت أمها تؤخر الغسل من الحيض إلى حين غسل الثياب،[/font][/b][b][font=simplified arabic]وتدخل الحمام بغير مئزر، وتقول ما معي إلا أختي وابني، وتأخذ من مال الزوج بغير[/font][/b][b][font=simplified arabic]إذنه، وتسحره، تدّعي جواز ذلك لتُعطفه عليها، وتصلي مع القدرة على القيام قاعدة،[/font][/b][b][font=simplified arabic]وتحتال في إفساد الحمل إذا حبلت، إلى غير ذلك من الآفات التي سنذكر منها ما يدل[/font][/b][b][font=simplified arabic]مذكوره على مغفله، إن شاء الله تعالى[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]فإن أفلحت، وحضرت مجلس القصاص كان أردأ[/font][/b][b][font=simplified arabic]لها، وأضرّ عليها من جهة التبرُّج، وافتتان الناس بها، وافتتانها برؤية الأحداث،[/font][/b][b][font=simplified arabic]وتارة من جهة القصاص، فإن القصّاص اليوم يعطون مكان الترياق سُمّاً، وينشدون أشعار[/font][/b][b][font=simplified arabic]العُشق والغزل، فإذا صادف ذلك قلباً فارغاً تمكَّن منه، وعسر زواله[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]ولا[/font][/b][b][font=simplified arabic]يتعرَّضون لتعريف الواجبات، ولا بالزجر عن المنهيات. وربما رأت الرجال يصيحون[/font][/b][b][font=simplified arabic]متواجدين، فصاحت، إلى غير ذلك مما قد نشرحه في كتاب القُصَّاص الجهلة.[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]فلما[/font][/b][b][font=simplified arabic]رأيت النساء أحوج إلى العلم من الرجال، شرعت في تصنيف هذا الكتاب؛ الذي يتعلق[/font][/b][b][font=simplified arabic]بأحوالهن، محتسباً الأجر، ولم أر من سبقني إلى تصنيف مثله[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b]
[b][font=simplified arabic]والنساء وإن كنّ[/font][/b][b][font=simplified arabic]معرضات عن العلم، فما يخلو الزمان من صالحة تطلبه، ورب خلق كثير خوطبوا بالصواب،[/font][/b][b][font=simplified arabic]فأجاب منهم شخص، ولقد أنذر موسى عليه السلام فرعون وقومه، وهم ألوف، فلم[/font][/b][b][font=simplified arabic]يجب منهم إلا حرسل، وآسية، والله الموفق لما يرضيه، إنه قريب مجيب[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b]
[font=simplified arabic]سنقوم بشرح المقدمة إن شاء الله في الدرس القادم .[/font]

[font=traditional arabic][size=6][color=red][b]انتهت المحاضرة الأولى [/b][/color][/size][/font]
[color=red][font=traditional arabic][color=red][size=6][b]هذه محاضرات ودروس مفرغة لفضيلة الشيخ علي ونيس.[/b][/size][/color][/font]
[font=traditional arabic][color=red][size=6][b] أسأل الله أن ننتفع بها جميعًا ونسأل اللهَ تعالى أن يعيننا و يعينَكم وأن يُسَدِّدَكم وأن يرزقَنا وإياكم خشيتَه في السِّرِّ والعلن وأن يختمَ لنا ولكم بالصالحاتِ وبشهادةِ التوحيدِ [/b][/size][/color][/font]
[font=traditional arabic][color=red][size=6][b]ونسألكم ألا تنسونا مِن صالحِ دعائِكم بظهر الغيبِ، وإن قابلَكم فيما بين أيديكم من هذه الموادِّ المُفرَّغةِ أخطاءٌ فالتمسوا لي المعاذيرَ واعلموا أننا لسنا بمعصومين، فادعوا اللهَ لي بالثباتِ والتوفيقِ والسَّدادِ . [/b][/size][/color][/font]
[center][center][font=traditional arabic][color=red][size=6][b] أختكم في الله / راجية عفو الله [/b][/size][/color][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][color=red][size=6][b] منتدى دار نور الفرقان ببنها[/b][/size][/color][/font][/center][/center]
[/color]