شرح أصول السنه .. للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
 

[size=4][color=#000080]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/color][/size]



[center][size=4][color=blue][b][color=#cc99ff][size=4][color=blue][b]" [u][size=5]أصول السنة "[/size][/u] [/b][/color][/size][/color][/b][/color][/size]
[size=3][color=royalblue]للعلامة[/color][/size]
[size=3][color=royalblue]أحمد بن محمد بن حنبل [/color][/size]
[size=3][color=#4169e1]رحمه الله[/color][/size]


[size=4][color=navy]وهو كتاب صغير في حجمه لكنه عظيم الفائدة جمع فيه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى الأصول التي ينبغي للمسلم أن يتعلمها ويسير عليها لتصح عقيدته .. والعقيدة هي أهم شيء في حياة الإنسان .. فإذا صحت عقيدة المرء نجا وصحت سائر أعماله وإن فسدت عقيدته ضاع وهلك .. [/color][/size]


[size=4][color=navy]ولأهمية الأمر فكرت أن نتناول هنا شرحاً مبسطاً لهذه الأصول حتى يصحح الله لنا معتقداتنا وأعمالنا .. تقبل الله منا ومنكم وسدد على الحق خطانا وخطاكم ..[/color][/size]
[/center]

[right][size=5]قال الإمام عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى :

[color=sienna]أصول السنة عندنا :[/color]

[color=red]الأصـــل الأول :[/color][color=royalblue] التمسك بما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .[/color]

[color=red]الأصل الثاني :[/color] [color=royalblue]والإقتداء بهم .[/color]

الشرح :

[color=sienna]- الصحابة رضي الله عنهم هم قوم اختارهم الله لصحبة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وقدشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "متفق عليه ، ولقوله أيضاً صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "متفق عليه [/color]

[color=#a0522d]- [/color][color=sienna]وعلينا أن نقتدي بهم في أفعالهم بشروط اتفق العلماء عليها وهي :[/color]


[color=sienna]1[/color][color=sienna] - أن لا يخالف الكتاب أو السنة .[/color]
[color=sienna]2 - اشتهار هذا الأمر عن الصحابي وسكوت الصحابة عنه .. (أي لم ينكروا عليه) .[/color][/size] [/right]

اكرمك الله
ونفع بكِ
جزاكِ الله خيرا
وفي انتظار المزيد من المشاركات

شرفني مروركم الغالي

أمي الحبيبه

[right][size=5][color=#ff0000]الأصل الثالث :[/color] [color=royalblue]وترك البدع .[/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[right][size=5][color=red]الأصل الرابع :[/color] [color=royalblue]وكل بدعة ضلالة .[/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[right][size=5]الشرح :[/size][/right]
[size=5][/size]
[right][size=5]-[color=sienna] من أصول السنة أن نترك البدع ، والبدعة هي :[/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[size=5][/size]
[center][color=sienna][size=5][color=red]""[/color] [color=blue]طريقة مخترعة في الدين يقصد بها التقرب إلى الله[/color] [color=red]""[/color]. [/size][/color][/center]
[size=5][/size]
[right][size=5][color=sienna]لذلك فالأشياء المخترعة في أمر الدنيا لا تعد بدعة ، والطريقة المبتدعة في عبادة الله لا تقبل لأن شروط قبول العمل عند الله أمران :[/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[right][size=5][color=sienna]1 - أن يكون خالصاً لوجهه تعالى.[/color][/size]
[size=5][color=sienna]2 - أن يكون على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكما أمر به .[/color][/size]
[size=5][color=sienna]لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " [color=red]من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد [/color]" . متفق عليه[/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[right][size=5][color=sienna]وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : " [color=red]أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته[/color] " ابن ماجه [/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[right][size=5][color=sienna]- وكل بدعة ضلالة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "[color=red] وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار[/color] " . رواه أحمد[/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[right][size=5][color=sienna]وعليه فيجب علينا نحن المسلمون أن نترك أي بدعة لم يقم بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح حتى لا نقع في ضلالة ولقد قال أهل العلم : إن ذنب المبتدع أكبر من العاصي لأن العاصي يعلم أنه مقيم على معصية وذلك يورثه ذلاً وانكساراً لله أما المبتدع فيظن أنه يتقرب إلى الله بعمل طاعة لم يعملها من سبقوه ( وفي ذلك معنى خفي من اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم إما بالتقصير في تبليغ الرسالة وإما بأنهم فعلوا أحسن مما كان يفعل عليه أفضل الصلاة والسلام ) .[/color][/size][/right]
[size=5][/size]
[right][color=sienna][size=5][color=darkorange]وقد روي في هذا الأمر أنه جاء رجل إلى الإمام مالك فقال : يا إمام المسلمين إني أريد أن أحرم بالعمرة من المسجد ( أي المسجد النبوي ) فقال الإمام : لا تفعل فإنما أخشى عليك الفتنة قال : وأي فتنة تقصد ؟ قال مالك[/color] : [color=red]{[/color][color=darkslateblue] فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [/color][color=red]}[/color] .النور (63) .[/size][/color][/right]

[right][size=5][color=red]الأصل الخامس :[/color][color=royalblue] وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء[/color][color=blue] .[/color][/size][/right]

[right][size=5][color=red]الأصل السادس :[/color] [color=royalblue]وترك المراء والجدال والخصومات في الدين .[/color][/size][/right]


[right][size=5]الشرح :[/size][/right]

[right][size=5][color=sienna]- أهل الأهواء هم أهل البدع ومن سمة أهل البدع أن يكتموا الحق كما وصفهم الله في كتابه [color=darkred]{[/color] [color=darkorange]وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِين [/color][color=darkorange]َ[/color][color=darkred]} [/color](49)النور[/color][/size]
[size=5][color=sienna]وإن تدعوهم إلى الكتاب والسنة يرفضوا وهذه هي العلاقة بين البدعة والهوى فلذلك نجد صاحب البدعة ليس عنده قاعدة فالقاعدة عنده هي الهوى .[/color][/size][/right]

[right][size=5][color=sienna]وهجر أصحاب البدع والأهواء عبادة شرعية أي أننا مأمورين بها شرعاً ومثابين عليها أجراً بدليل هجر النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك وصاحبه .[/color][/size][/right]

[right][size=5][color=sienna]وفي مجالسة المبتدعة ومخالطتهم مفاسد عديدة منها :[/color][/size]
[size=5][color=darkorange]* [/color][color=sienna]تكثير سوادهم .[/color][/size]
[size=5][color=darkorange]*[/color] [color=sienna]تأثر القلب وفساده بهم .[/color][/size]
[size=5][color=darkorange]* [/color][color=sienna]مخالفة أمر الله تعالى حيث قال سبحانه[/color][color=darkred]{[/color] [color=darkorange]وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُون[/color][color=darkorange]َ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[/color][color=darkred] }[/color] [color=sienna](68)الأنعام[b] .[/b][/color][/size][/right]

[right][size=5][color=sienna]وقال عز وجل[/color][color=darkred]{[/color] [color=darkorange]وَاصْبِرْ نَفْسَك[/color][color=darkorange]َ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا[/color][color=darkred] } [/color][color=sienna](28)الكهف .[/color][/size][/right]



[right][size=5][color=sienna]- أما عن ترك المراء والجدال فيكفينا فيه حديث سيدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه [/color][color=darkred]([/color] [color=red]أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ [u]لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا[/u] وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ [/color][color=darkred]) [/color][/size][/right]

[size=5][/size][size=5] [/size]
[right][size=5][color=red]الأصل السابع :[/color] [color=royalblue]والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم .[/color]


[color=red]الأصل الثامن :[/color] [color=royalblue]والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن.[/color]

الشرح:

[color=sienna]قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى إن القرآن والسنة في رتبة واحدة من حيث الحجة ، قال صلى الله عليه وسلم " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " أخرجه أحمد .[/color]
[color=sienna]وقال تعالى[/color] { [color=darkorange]وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)[/color] } [color=sienna]النجم[/color]
[color=sienna]والسنة تخصص عموم القرآن بدليل قوله تعالى[/color] {[color=darkorange]إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ[/color]} [color=sienna]البقرة (173)[/color]

[color=sienna]وهذا عموم فجاءت السنة فخصته فعن ابن عمر رضي الله عنه [/color][font=tahoma][color=sienna]أن النبي صلى الله عليه وسلم [/color][/font][color=sienna]قال[/color] " [color=darkorange]أحلت لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال[/color] "[color=sienna] رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني .[/color][color=sienna]فقوله (الحوت) يعني جميع الكائنات البحرية وقوله (أحل لنا) فيه تخصيص هذه الأمة بذلك.[/color]

[b][u][color=blue]شروط تفسير السنة للقرآن :-[/color][/u][/b]

[color=sienna][color=blue]1 -[/color] أن يكون الحديث نصاً في تفسير الآية كما قال تعالى[/color] {[color=darkorange]وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ[/color]} [color=sienna]الأنفال (60) . [/color][color=sienna]فقال رسول الله[/color][color=sienna] صلى الله عليه وسلم[/color] " [color=darkorange]ألا إن القوة الرمي[/color] [color=sienna]" [/color][color=sienna]هذا نص من السنة في المسألة .[/color]

[color=sienna][color=blue]2 -[/color] أن يكون الأثر ليس في المسألة لكن له مرجع قال تعالى[/color] {[color=darkorange]يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ[/color]} ال[color=sienna]قلم (42)[/color][color=sienna] ففيها قولان :[/color]

[color=sienna]- أنها للقوة والشدة .[/color]
[color=sienna]- أ[/color][color=sienna]نها ساق الله تعالى وهذا تفسير ابن مسعود لقول النبي صلي الله عليه وسلم "[/color] [color=darkorange]فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن[/color] [color=sienna]"[/color][color=sienna]فرغم أنها ليست نصاً في المسألة ولكنها تحمل على الحديث أي تفسير الآية بالحديث .[/color]

[color=sienna][u]مثال آخر :-[/u] قال تعالى [/color]{[color=darkorange]الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ[/color]}[color=sienna] الأنعام (82) [/color][color=sienna]فتلبس الأمر على الصحابة أنه الظلم على عمومه فيوضح لهم النبي صلى الله عليه وسلم[/color][color=sienna] أنه ليس ذلك بل إنه الشرك لقوله تعالى [/color]{[color=darkorange]إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[/color]}[color=sienna] لقمان (13) . متفق عليه[/color]

[b][u][color=blue]فوائد:-[/color][/u][/b]

[color=sienna]1 - استحباب السؤال في الدين .[/color]
[color=#a0522d]2 - تفسير الآية على عموم اللفظ أو المعنى المتبادر إلى الذهن حتى يأتي غير ذلك .[/color]
[color=sienna]3 - تفسير القرآن بالقرآن لقوله صلى الله عليه وسلم [/color][color=sienna]"[/color][color=darkorange] ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم [/color][color=sienna]"[/color][color=sienna] إنما هو الشرك .[/color]
[color=sienna]4 - تفسير القرآن بالسنة ... لأنهم لما أشكل عليهم ذهبوا إلى رسول الله [/color]
[color=sienna]5 - فضل علم التفسير وفهم كتاب الله [/color][/size][/right]

[IMG]http://www.arabsyscard.com/pic/thanx/17.gif[/IMG]

[IMG]http://www.rjeem.com/forum/mwaextraedit4/extra/109.gif[/IMG]

جزاك الله خيراً أخيتي الحبيبه

تشرفت بمرورك العطر

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى

[right][size=5][/size]
[size=5] [/size]
[size=5][color=red]الأصل التاسع[/color] [color=#548dd4]: وليس في السنة قياس[/color] .

الشرح :

[color=#943634]الدليل حديث معاذة : " [/color][color=#e36c0a]أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِعَائِشَةَ أَتَجْزِي إِحْدَانَا صَلَاتَهَا إِذَا طَهُرَتْ فَقَالَتْ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ كُنَّا نَحِيضُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَأْمُرُنَا بِهِ أَوْ قَالَتْ فَلَا نَفْعَلُهُ "[/color]

[color=#943634]فلا يجوز أن نقيس قضاء الصوم للمرأة التي أفطرت أيام الحيض أو النفاس أو لأي عذر شرعي ( أي صوم رمضان ) على أنه يجب قضاء الصلاة ، وذلك لأنه كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان يحدث ذلك في عهد النبي ولم يأمر بذلك .[/color]

[color=#31849b]فوائد الأثر :[/color]

[color=#948a54]- استحباب تشديد النكير على مثل من يرد السنة بمثل هذا القياس .[/color]
[color=#948a54]- معرفة الحرورية وهم الخوارج ومعرفة أصل من أصول الخوارج وهو رد السنة بالقياس والنظر العقلي [/color]
[color=#948a54]- مبنى الأحكام الشرعية على التعبد وعدم ربط الأحكام بعلة لأن العلة ربما لا تستقيم كمثل من قال أن زكاة الفطر تخرج أموال لأنها أنفع للفقير أو جواز التماثيل لأن النهي كان لأنها تُعبد أما الآن فلا تُعبد .[/color]
[color=#948a54]- عدم جواز القياس عند وجود النص وهذا سبب هلاك إبليس عندما قاس فضل أصله على أصل آدم عليه السلام ،[/color][color=#948a54] وهذا من جهله إذ أن شرف الأصل لا يقتضي شرف الفرع كما أنه بنى بتسليم أن النار أفضل من الطين وهذا غير صحيح ، باعتبار هذا لا يسجد ، وباعتبارين آخرين يسجد إذ أن الله أمره وأن الملائكة سجدت والملائكة أفضل من إبليس فهي خلقت من نور ، والنور أفضل من النار [/color][/size][/right]