منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الملتقى الشرعي العام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=132525)

عبدالله الأحد 06-15-2023 09:28 PM

فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 
فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


إنَّ من أهمِّ المهمات، وأفضل القُرُبات التناصُح، والتوجيه إلى الخير، والتواصي بالحق والصبر عليه، والتحذير ممَّا يُخالف أمر الله ويُغضبه، ويُباعد عن رحمته، فهو سفينة النجاة في لجج الظُّلُمات.



الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلتُه عظيمةٌ، وسمَّاه بعضُ العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدَّمه الله عز وجل على الإيمان، كما في قوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، وهو نوع من الجهاد، فهو بذل للجهد في الأفعال، والأقوال، والنفس والمال.



من فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يلي:

1- أنه من مهام الرسل عليهم الصلاة والسلام.

2- أنه من صفات المؤمنين.

3- أنه سبب التمكين في الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

4- أنه من أسباب تكفير الذنوب، فالحسنات يُذْهِبْنَ السيئات.

5- أنه من أسباب النصر.



إذا تُرِكَ الأمرُ بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعطِّلت رايتُه، ظهر الفساد في البرِّ والبحر، وترتَّبَ على تركه أمورٌ عظيمةٌ؛ منها:

1- وقوع الهلاك، والعذاب؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25].



2- عدم إجابة الدعاء كما جاء في الحديث؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ))[1].



3- تزيين المعاصي، وشيوع المنكر.



4- ظهور الجهل، واندثار العلم.



5- حصول الرَّيْن على القلب، وهو الذنب بعد الذنب، فهو سيتكرَّر إذا لم ينكره أحد.



عند رؤيتك للمنكر، أو سماعه، تذكَّر الدرجات الثلاث في الإنكار، وهي: باليد، فإن لم تستطع فاللسان، فإن لم تستطع فالقلب، وافعل ما تستطيعه منها مُرَتَّبةً، وإياك وتخذيل الشيطان؛ فإنه سيقف في طريقك.



لا تجاملْ في ترك الإنكار، ولو بمفارقة المجلس، فإن جاملتَ ولم تنكرْ - مع قدرتك عليه – كنت شريكًا للفاعلين في منكرهم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 69].



عندما تهم بالإنكار، سيجعل الشيطان أمَامك عقباتٍ؛ لكنها وهميةٌ، تزول عند بدايتك بالإنكار، فلا تكترثْ بها، فإن هذا الإنكار يعطيك جرْأةً وقوَّةً في المرَّات القادمة، والعكس بالعكس، والتجارب أثبتت ذلك.



حاول أن تجعل الإنكار للمنكر سجيةً لك، وبهذا تبرأ ذمَّتُك، وتسلم من تبعات الآخرين في أقوالهم وأفعالهم، وإن قيل عنك شيء من السوء، فقد قيل عمَّن هو أفضل منك؛ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وصحابتِه الكرام رضي الله عنهم والمصلحين.



اجعل إنكارك عن علم وبصيرة، وبرفق واحترام، فإن النفوس تُقْبِلُ حينئذٍ عليك، ولا يكن همُّك الإنكار فقط؛ بل اجعل قبول الحق من صاحب المنكر هدفًا آخر، ولا تَغْفَل عن الدعاء له بالهداية والإذعان.


[1] أخرجه الترمذي، وقال: "هذا حديث حسن"، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع برقم: (7070).



رابط الموضوع: [url]https://www.alukah.net/sharia/0/133049/%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%88%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D9%8A-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%83%D8%B1/#ixzz84j15hJLs[/url]


الساعة الآن 12:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.