عليكم بكثرة صلاة النوافل
ثواب الإكثار من نوافل الصلاة
أحمد خالد العتيبي @Ahmadarts9 بسم الله الرحمن الرحيم من الأعمال التي يحبها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم واجلها واشرفها وافضلها هي الصلاة واذا كنت من المحافظين على الصلاة، والمكثرين من الطاعات، فأبشر بالخير بإذن الله. ولعل من الأعمال التي تكون سبباً في دخولنا الجنة بعد رحمة الله هي الصلاة وكذلك المحافظة على النوافل التي بعدها كما جاءت الأحاديث . ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم من الإكثار من النوافل حيث روى أبو فاطمة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَكْثِرْ مِنَ السُّجُودِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً ، إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَة). صححه الألباني (1204) وأهم المزايا التي سيجنيها من أكثر من نوافل الصلاة الآتي: أولاً : ترفعك في الجنة إن صلاتك ركعتين، ترفعك درجات في الجنة، وتكتب لك حسنات، وتمسح عنك سيئات. لما رواه مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ ، قَالَ : لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ ، يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ ؟ أَوَ قَالَ : قُلْتُ : بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ ، فَسَكَت ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ ، رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً ، إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً . رواه مسلم (488) والترمذي (388) ثانياً : تمسح عنك ذنوبك إن كثرت ركوعك وسجودك، تسقط عنك سيئات كثيرة، كلما ركعت أو سجدت. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العبدَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ أتى بذنوبِه كلِّها فوُضِعت على عاتقيهِ فَكلَّما رَكعَ أو سجدَ تساقطت عنه). صححه الألباني (1398) ثالثاً : تحظى بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كلنا يتمنى أن يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا والله شرف كبير، وبعمل يسير على من وفقه الله أن يداوم على النوافل والفرائض بكثرة سجوده في الصلاة وينال هذا الفضل العظيم. جاء في الحديث كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ممَّا يقولُ للخادمِ ألكَ حاجةٌ قالَ حتَّى كانَ ذاتَ يومٍ قالَ يا رسولَ اللَّهِ حاجتي قالَ: وما حاجتُكَ قالَ حاجتي أن تشفعَ لي يومَ القيامةِ قالَ: ومن دلَّكَ على هذا قالَ: ربِّي عزَّ وجلَّ قالَ: (إمَّا لا فأعنِّي بكثرةِ السُّجودِ). رواه مسلم (489) رابعاً : تجبر النقص في الفرائض إذا كنت حريص على صحة صلاتك عليك بالإكثار من النوافل، لتجبر النقص في صلاة الفريضة كي ينظر في بقية عملك، وأما إذا فسدت الصلاة، فسد سائر العمل ولا ينظر فيه. قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ: الصَّلاَةُ، قَالَ: يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وجَلَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلاَةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ). رواه أبو داود (864) والترمذي (413) خامساً : تنال بكل اثنتي عشرة ركعة بيتاً في الجنة الجميع منا يريد أن يكون من أهل الجنة وهي غاية كل مؤمن ومؤمنة حتى يتنعم بنعيمها ويأكل من ثمارها ويستظل بظلها ويكون له بيتا خاص به في الجنة بعمل يسير أن يصلي النوافل التي بعد الصلوات. (اللهم أجلعنا من أهل الجنة يا رب العالمين). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ ، أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ). رواه مسلم (1199) والترمذي (415) وعن أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ ، إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ). رواه مسلم (728) سادساً : نيل محبة الله عز وجل وإجابة الدعاء المواظبة على نوافل الصلاة دليل على محبة العبد للصلاة واشتياقه لها، وعلى المسلم أن يجتهد قدر استطاعته بالتقرب إلى الله تعالى بالإكثار من نوافل الصلاة والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ .(رواه البخاري (6502) اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ كتاب: أعمال أكثر منها النبي صلى الله عليه وسلم – محمد بن إبراهيم النعيم (رحمه الله تعالى) كتبة: أحمد خالد العتيبي – الخميس 14-12-1440هـ صيد الفوائد أقصى أماني المؤمن أن يدخل الجنة، وينال رضا الرحمن، ويكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم فيها، غير أن هذه الأمنية تحتاج من العبد العمل الجاد والمتواصل، وذلك لأنَّ الجنة سلعة غالية، والشيء الغالي لابد له من ثمن يقدمه المرء ويدفعه مهما كان قدر هذا الثمن، ولأجل هذا أجاب النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله مرافقته الجنة أن يكثر من النوافل وعبر عنها بالسجود. فعن ربيعة بن كعب الأَسلمي رضي الله عنه قَالَ : (كنت أبِيت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأتيته بِوَضوئِه وحاجته فَقَالَ لِي : « سل ». فقلت أَسألك مرافقتك في الْجَنَّة. قال : أوَ غير ذلك، قلت هو ذاكَ، قَالَ : فَأَعِنِّى عَلَى نفسك بكثرة السُّجود ) رواه مسلم. ومثله قال لثوبان رضي الله عنه عندما سأله عن عمل يدخله الله به الجنة، فقال صلّى الله عليه وسلّم: (عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحَطَّ عنك بها خطيئة) رواه مسلم. قوله : ( أسألك مرافقتك في الجنة ) فهذه هي أمنية كل مسلم، لكنها لا تتأتى بدون عمل ولا محبة لله ورسوله ، ولا بدون متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم إنما حيازة ذلك تتطلب الإخلاص والمتابعة ، كما تحتاج للعمل الجاد والمتواصل. فقوله ( أعني على نفسك ) : فيه دلالة على أن الإنسان لا يستطيع أن ينال فضل الآخرة إلا بالجهد والكبت لنفسه عن فضول الشهوات والمنهيات ، كما في قوله تعالى : ( وأمَّا من خاف مقام ربِّه ونهى النَّفس عن الهوى ) (النازعات:40)، ولذا لا يستطيع المرء أن ينال الجنة ولا أن ينال أعظم درجاتها ، وأعلى منازلها إلا إذا كان مالكاً لنفسه الأمارة بالسوء . وقوله: (بكثرة السجود ) : أي صلاة النوافل ، وعبَّر بالسجود، لأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى، وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها، وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن، وأيضا لأنَّ العبد أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد، وهو موافق لقول الله تعالى: ( واسجد واقترب ) (العلق:19). والخلاصة أن مرافقة المصطفى صلى الله عليه و سلم في الجنة من الدرجات العالية التي لا مطمع في الوصول إليها إلا بحضور الزلفى عند الله في الدنيا بكثرة السجود، وهذا أحد الأعمال وليس كلها، التي يحصل بها العبد على مرافقته صلى الله عليه وسلم في الجنة. اسلام ويب عن معدان بن أبي طلحة اليعمري رضي الله عنه قال: لقيت ثوبانَ مَولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعملٍ أعمله يدخلني به الجنة، أو قال: قلت: بأحبِّ الأعمال إلى الله، فسكتَ، ثم سألتُه، فسكتَ، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ؛ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً))، قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألتُه، فقال لي مثل ما قال ثوبان؛ [أخرجه مسلم]. إن السجود لله من صفات المؤمنين الذين يبتغون رضا الله عنهم والفوز بالجنة؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾ [الفتح: 29]. وحتى تنال مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة عليك بكثرة السجود؛ لما ثبَت في صحيح مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: ((سَلْ)) فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: ((أو غير ذلك؟))، قلت: هو ذاك، قال: ((فأعِنِّي على نفسِكَ بكثرةِ السُّجودِ)). وللسجود فضائل كثيرة يا إخواني ويا أخواتي، منها أن الله يرفع به الدرجات، ويحطُّ به السيئات؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمٍ يسجُدُ للهِ سجدةً إلا رفَعَه اللهُ بها درجةً وحَطَّ عنه سيئةً))، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن عبدٍ يسجُدُ للهِ سجدةً إلا كَتَب اللهُ له بها حسنةً، وحطَّ عنه بها سيئةً، ورفع له بها درجةً؛ فاستكثِروا من السجودِ))؛ (أخرجه ابن ماجه). واعلم أنَّ مَن سَجَدَ لله عز وجل، فلن تأكل النار أَثَرَ سجودِه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((تأكُل النارُ من ابن آدم إلا أَثَر السجود؛ حرَّم الله على النارِ أن تأكُلَ أَثَرَ السجودِ))؛ (متفق عليه). والسجود لله من صفات المؤمنين الذين يبتغون رضا الله عنهم والفوز بالجنة؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾ [الفتح: 29]، وعلى كل مسلم أن يدعُو الله عند سجوده بخيرَي الدنيا والآخرة، وليَبْكِ من خشية الله؛ لأنه سيكون أقربَ من الله إذا سجد؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ من اللهِ تعالى أن يكونَ ساجِدًا))، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: ((أقربُ ما يكونُ العبدُ إلى اللهِ عز وجل إذا سَجَد؛ فأكْثِروا الدُّعاءَ عند ذلك)). أسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم بكثرة السجود له والإكثار من ذكره موقع الالوكة |
الساعة الآن 04:04 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.