منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الملتقى الشرعي العام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الصبر على المصائب والفتن (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=132431)

سلفى المنهج 11-03-2021 04:27 PM

الصبر على المصائب والفتن
 
[CENTER]


[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]فى خضم الفتن التى نعيشها وملاحقتها للمسلم وحرمان الكثير من نيل ما يشتهى نسوق لطالب العلم والداعية والمسلم هذا الكلام الرائع لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله
[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=Teal][SIZE=6]قال فى كتابه المتحف زاد المعاد [/SIZE][/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=DarkRed][COLOR=Blue]فصل [/COLOR]فى هديه [IMG]https://www.ansaaar.com/images/smilies/mohmad1.gif[/IMG] فى علاج حر المصيبة وحزنها[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT][/B]
[COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]قال تعالى : ([COLOR=DarkRed]وبشر الصابرين [URL="https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=800&idto=800&bk_no=127&ID=729#docu"]الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون [/URL][URL="https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=800&idto=800&bk_no=127&ID=729#docu"]أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون [/URL][/COLOR] ) [ البقرة : 155 ] . وفي " المسند " عنه - [IMG]https://www.ansaaar.com/images/smilies/mohmad1.gif[/IMG] - أنه قال : ( [COLOR=DarkRed]ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، إلا أجاره الله في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها[/COLOR] ) .

وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب ، وأنفعه له في عاجلته وآجلته ، فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته .

[COLOR=Blue]أحدهما [/COLOR]: أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقة ، وقد جعله عند العبد عارية ، فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير ، وأيضا فإنه محفوف بعدمين : عدم قبله وعدم بعده ، وملك العبد له متعة معارة في زمن يسير ، وأيضا فإنه ليس الذي أوجده عن عدمه ، حتى يكون ملكه حقيقة ، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده ، ولا يبقي عليه وجوده ، فليس له فيه تأثير ، ولا ملك حقيقي ، وأيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي لا تصرف الملاك ، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي .

[COLOR=blue]والثاني[/COLOR] : أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق ، ولا بد أن يخلف الدنيا وراء ظهره ، ويجيء ربه فردا كما خلقه أول مرة : بلا أهل ، ولا مال ، ولا عشيرة ، ولكن بالحسنات ، والسيئات ، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خوله ونهايته ، فكيف يفرح بموجود أو يأسى على مفقود ، ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء ، ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . قال تعالى : ( [COLOR=DarkRed][URL="https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=800&idto=800&bk_no=127&ID=729#docu"]ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير [/URL][URL="https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=800&idto=800&bk_no=127&ID=729#docu"]لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور [/URL][/COLOR] ) [ الحديد : 22 ] .

[COLOR=Magenta]ومن علاجه[/COLOR] أن ينظر إلى ما أصيب به ، فيجد ربه قد أبقى عليه مثله ، أو أفضل منه ، وادخر له - إن صبر ورضي - ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة ، وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي .

[COLOR=Magenta]ومن علاجه [/COLOR]أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب ، وليعلم أنه في كل واد بنو سعد ، ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة ؟ ثم ليعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة ؟ [COLOR=Red]وأنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى ، إما بفوات محبوب ، أو حصول مكروه ، وأن شرور الدنيا أحلام نوم ، أو كظل زائل ، إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا ، وإن سرت يوما ساءت دهرا وإن متعت قليلا ، منعت طويلا ، وما ملأت دارا خيرة إلا ملأتها عبرة ، ولا سرته بيوم سرور إلا خبأت له يوم شرور[/COLOR] ، [COLOR=blue]قال ابن مسعود - [IMG]https://www.ansaaar.com/images/smilies/rada1.gif[/IMG][/COLOR] - : "[COLOR=DarkRed] لكل فرحة ترحة ، وما ملئ بيت فرحا إلا ملئ ترحا [/COLOR]" [COLOR=blue]وقال ابن سيرين [/COLOR]: " [COLOR=darkred]ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء [/COLOR]" .

[COLOR=Blue]وقالت هند بنت النعمان [/COLOR] :[COLOR=DarkRed] لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشدهم ملكا ، ثم لم تغب الشمس حتى رأيتنا ، ونحن أقل الناس وأنه حق على الله ألا يملأ دارا خيرة إلا ملأها عبرة . [/COLOR]

وسألها رجل أن تحدثه عن أمرها فقالت : " أصبحنا ذا صباح وما في العرب أحد إلا يرجونا ثم أمسينا وما في العرب أحد إلا يرحمنا " .

وبكت أختها حرقة بنت النعمان يوما ، وهي في عزها فقيل لها : ما يبكيك لعل أحدا آذاك ؟ قالت :[COLOR=DarkRed] لا ولكن رأيت غضارة في أهلي ، وقلما امتلأت دار سرورا إلا امتلأت حزنا . [/COLOR]

[COLOR=Blue]قال إسحاق بن طلحة [/COLOR]: دخلت عليها يوما فقلت لها :[COLOR=DarkRed] كيف رأيت عبرات الملوك ؟ فقالت : ما نحن فيه اليوم خير مما كنا فيه الأمس ، إنا نجد في الكتب أنه ليس من أهل بيت يعيشون في خيرة إلا سيعقبون بعدها عبرة ، وأن الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بطن لهم بيوم يكرهونه[/COLOR] ثم قالت :


[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][CENTER][COLOR=DarkRed][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف فأف لدنيا لا يدوم نعيمها
تقلب تارات بنا وتصرف [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/CENTER]
[COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]

[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Magenta]ومن علاجها[/COLOR] أن يعلم أن الجزع لا يردها ، بل يضاعفها ، وهو في الحقيقة من تزايد المرض .

[COLOR=magenta]ومن علاجها [/COLOR]أن يعلم أن فوت ثواب الصبر والتسليم ، وهو الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر ، والاسترجاع أعظم من المصيبة في الحقيقة .

[COLOR=magenta]ومن علاجها[/COLOR] أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ، ويسوء صديقه ، ويغضب ربه ، ويسر شيطانه ، ويحبط أجره ، ويضعف نفسه ، وإذا صبر واحتسب أنضى شيطانه ورده خاسئا وأرضى ربه وسر صديقه ، وساء عدوه ، وحمل عن إخوانه ، وعزاهم هو قبل أن يعزوه ، فهذا هو الثبات والكمال الأعظم ، لا لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والدعاء بالويل ، والثبور ، والسخط على المقدور .

[COLOR=magenta]ومن علاجها [/COLOR]: أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه ، ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه ، واسترجاعه فلينظر : أي المصيبتين أعظم ؟ : مصيبة العاجلة ، أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد . وفي الترمذي مرفوعا : ( يود ناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء ) .

وقال : بعض السلف [COLOR=DarkRed]لولا مصائب الدنيا لوردنا القيام مفاليس . [/COLOR]

[COLOR=Magenta]ومن علاجها [/COLOR]: أن يروح قلبه بروح رجاء الخلف من الله ، فإنه من كل شيء عوض إلا الله ، فما منه عوض كما قيل :
[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][CENTER][COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=DarkRed]من كل شيء إذا ضيعته عوض وما من الله إن ضيعته عوض [/COLOR]
[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/CENTER]
[COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]

[COLOR=Magenta]ومن علاجها[/COLOR] : أن يعلم أن حظه من المصيبة ما تحدثه له ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط ، فحظك منها ما أحدثته لك فاختر خير الحظوظ ، أو شرها ، فإن أحدثت له سخطا وكفرا ؛ كتب في ديوان الهالكين ، وإن أحدثت له جزعا وتفريطا في ترك واجب أو فعل محرم ؛ كتب في ديوان المفرطين ، وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر ؛ كتب في ديوان المغبونين ، وإن أحدثت له اعتراضا على الله وقدحا في حكمته ؛ فقد قرع باب الزندقة أو ولجه ، وإن أحدثت له صبرا وثباتا لله ؛ كتب في ديوان الصابرين ، وإن أحدثت له الرضى عن الله ؛ كتب في ديوان الراضين ، وإن أحدثت له الحمد والشكر ؛ كتب في ديوان الشاكرين ، وكان تحت لواء الحمد مع الحمادين ، وإن أحدثت له محبة واشتياقا إلى لقاء ربه ؛ كتب في ديوان المحبين المخلصين .

وفي مسند " الإمام أحمد " والترمذي من حديث محمود بن لبيد يرفعه ( [COLOR=DarkRed]إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط [/COLOR] ) زاد أحمد : ([COLOR=DarkRed]ومن جزع فله الجزع[/COLOR] ) .

[COLOR=Magenta]ومن علاجها[/COLOR] : أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته ، فآخر أمره إلى صبر الاضطرار ، وهو غير محمود ولا مثاب ، قال بعض الحكماء : العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام ، ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم .

وفي " الصحيح " مرفوعا : ([COLOR=DarkRed]الصبر عند الصدمة الأولى[/COLOR] ) وقا الأشعث بن قيس : " [COLOR=darkred]إنك إن صبرت إيمانا واحتسابا ، وإلا سلوت سلو البهائم[/COLOR] " .

[COLOR=DarkRed]ومن علاجها [/COLOR]: أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له ، وأن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب ، فمن ادعى محبة محبوب ثم سخط ما يحبه وأحب ما يسخطه فقد شهد على نفسه بكذبه وتمقت إلى محبوبه .

وقال أبو الدرداء : [COLOR=darkred]إن الله إذا قضى قضاء ، أحب أن يرضى به[/COLOR] ، وكان عمران بن حصين يقول في علته :[COLOR=darkred] أحبه إلي أحبه إليه [/COLOR]، وكذلك قال أبو العالية .

وهذا دواء وعلاج لا يعمل إلا مع المحبين ، ولا يمكن كل أحد أن يتعالج به .

[COLOR=Magenta]ومن علاجها[/COLOR] : أن يوازن بين أعظم اللذتين ، والمتعتين وأدومهما : لذة تمتعه بما أصيب به ، ولذة تمتعه بثواب الله له ، فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح ، فليحمد الله على توفيقه ، وإن آثر المرجوح من كل وجه فليعلم أن مصيبته في عقله ، وقلبه ، ودينه أعظم من مصيبته التي أصيب بها في دنياه .

[COLOR=magenta]ومن علاجها[/COLOR] أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ، ولا ليعذبه به ، ولا ليجتاحه ، وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه وليسمع تضرعه وابتهاله ، وليراه طريحا ببابه لائذا بجنابه مكسور القلب بين يديه رافعا قصص الشكوى إليه .

قال الشيخ عبد القادر : [COLOR=DarkRed]يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك ، وإنما جاءت ؛ لتمتحن صبرك وإيمانك يا بني القدر سبع والسبع لا يأكل الميتة . [/COLOR]

والمقصود : أن المصيبة كير العبد الذي يسبك به حاصله فإما أن يخرج ذهبا أحمر ، وإما أن يخرج خبثا كله كما قيل :


[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][CENTER][COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]سبكناه ونحسبه لجينا فأبدى الكير عن خبث الحديد [/COLOR]
[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/CENTER]
[COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]

فإن لم ينفعه هذا الكير في الدنيا ، فبين يديه الكير الأعظم ، فإذا علم العبد أن إدخاله كير الدنيا ، ومسبكها خير له من ذلك الكير والمسبك ، وأنه لا بد من أحد الكيرين ، فليعلم قدر نعمة الله عليه في الكير العاجل .

[COLOR=Magenta]ومن علاجها [/COLOR]: أن يعلم أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد - من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب - ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب ، تكون حمية له من هذه الأدواء ، وحفظا لصحة عبوديته ، واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه ، فسبحان من يرحم ببلائه ، ويبتلي بنعمائه كما قيل :


[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][CENTER][COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=DarkRed]قد ينعم بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم [/COLOR]
[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/CENTER]
[COLOR=DarkGreen][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]

فلولا أنه - سبحانه - [COLOR=Indigo]يداوي عباده بأدوية المحن ، والابتلاء لطغوا ، وبغوا وعتوا والله - سبحانه - إذا أراد بعبد خيرا سقاه دواء من الابتلاء ، والامتحان على قدر حاله يستفرغ به من الأدواء ، المهلكة حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه أهله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته وأرفع ثواب الآخرة ، وهو رؤيته وقربه [/COLOR].

[COLOR=Magenta]ومن علاجها [/COLOR]: أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة ، يقلبها الله سبحانه كذلك ، وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة ، ولأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة ، خير له من عكس ذلك ، فإن خفي عليك هذا فانظر إلى قول الصادق المصدوق : ( [COLOR=DarkRed]حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات[/COLOR] ) .

وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق ، وظهرت حقائق الرجال فأكثرهم آثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول ، ولم يحتمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد ، ولا ذل ساعة لعز الأبد ، ولا محنة ساعة لعافية الأبد ، فإن الحاضر عنده شهادة ، والمنتظر غيب ، والإيمان ضعيف ، وسلطان الشهوة حاكم ، فتولد من ذلك إيثار العاجلة ، ورفض الآخرة ، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأمور ، وأوائلها ومبادئها ، وأما النظر الثاقب الذي يخرق حجب العاجلة ، ويجاوزه إلى العواقب والغايات ، فله شأن آخر .

[COLOR=Blue]فادع [/COLOR]نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه ، وأهل طاعته من النعيم المقيم ، والسعادة الأبدية ، والفوز الأكبر ، وما أعد لأهل البطالة ، والإضاعة من الخزي والعقاب والحسرات الدائمة ، ثم اختر ؛ أي القسمين أليق بك ، وكل يعمل على شاكلته ، وكل أحد يصبو إلى ما يناسبه ، وما هو الأولى به ، ولا تستطل هذا العلاج ، فشدة الحاجة إليه من الطبيب والعليل دعت إلى بسطه ، وبالله التوفيق . [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/CENTER]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT][/B]


الساعة الآن 07:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.