منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   التاريخ والسير والتراجم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=236)
-   -   محمد صلي الله عليه وسلم كأنك تراه(4) (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=23767)

هجرة إلى الله السلفية 10-12-2008 10:22 AM

محمد صلي الله عليه وسلم كأنك تراه(4)
 
[b][u][color=maroon][font=times new roman]الرسول صلى الله عليه وسلم باكيا:[/font][/color][/u][/b]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] البكاء فضيلة عند رؤية التقصير أو خوف سوء المصير، وهو محمدة إذا تذكّر العبد ربه وخاف ذنوبه، ودليل على تقوى القلب وسمّو النفس وطهر الضمير ورقّة العاطفة، مدح الله رسله بالبكاء فقال[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (58)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] مريم.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ووصف أولياءه الصالحين بأنهم{[/font][size=3][font=simplified arabic] [color=blue]وَيَخِرُّونَ[/color][/font][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (109) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]} [/font][/color][font=times new roman]الإسراء.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ولام أعداءه على القسوة والغلظة فقال[color=blue]:{ [/color][/font][color=blue][font=simplified arabic][size=3]أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولا تبكون[/size][/font][/color][font=times new roman][color=blue]}[/color].[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وأثنى على قوم فقال[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] وَإِذَا سَمِعُواْ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] المائدة 83.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وسيد الخاشعين لربّ العالمين، وإمام الخائفين من مالك يوم الدين هو خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم. فقد كان نديّ الجفن، سريع العبرة، سخيّ الدمع، رقيق القلب، جياش العاطفة، مشبوب الحشا، تنطلق دمعته في صدق وطهر، ويسمع نشيجه في قنوت وإخبات، يترك بكاؤه في قلوب أصحابه آثارا من التربية والاقتداء والصلاح ما لا تتركه الخطبة البليغة والمواعظ المؤثرة، فهو يبكي صلى الله عليه وسلم عند تلاوة القرآن، فقد قام ليلة من الليالي يكرر قوله تعالى[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] إِن تُعَذِّبْهُمْ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]الْحَكِيمُ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (118) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] المائدة، فيبكي غالب ليله.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو يبكي عند سماع القرآن، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن مسعود[color=blue]:"اقرأ عليّ القرآن"، [/color]قال: كيف أقرؤه عليك وعليك أُنزل؟ قال[color=blue]:" اقرأ فإني أحبّ أن أسمعه من غيري"[/color] فيقرأ ابن مسعود من أول سورة النساء، حتى بلغ[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] فَكَيْفَ إِذَا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (41)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]} [/font][/color][font=times new roman]النساء. قال[color=blue]:" حسبك الآن"[/color] فنظرت فإذا عيناه تذرفان. أخرجه البخاري [ 4582، 5055] ومسلم 800 عن عبدالله بن مسعود.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو يخشع صلى الله عليه وسلم عند سماع القرآن، فقد صح أنه قام ليلة يستمع لأبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن ثم قال له في الصباح[color=blue]:" لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود"[/color] أخرجه البخاري 5048 ومسلم 793 عن أبي موسى.[/font]
[font=times new roman]فيقول أبو موسى: لو كنت أعلم أنك تستمع لي لحبّرته لك تحبيرا. أي: جوّدته وحسنته وجمّلته. هذه الزيادة أخرجها البيهقي في الكبرى [ 4484، 208421] وفي الشعب 2604.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وقال عبدالله بن الشخير في حديث صحيح: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وبصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، وهو القدر إذا استجمع غليانا.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ويحضر صلى الله عليه وسلم جنازة ابنته زينب، ويجلس على القبر وتذرف عيناه من هول المنظر، وتذكر العاقبة والتفكير في ذلك المصير، وأصحابه يشاهدون هذا المشهد المؤثر المعبّر منه صلى الله عليه وسلم.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ويخبر صلى الله عليه وسلم بفضل البكاء من خشية الله، فيذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله[color=blue]:"... ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"[/color] اخرجه البخاري[ 660، 1423، 6806] ومسلم 1031 عن أبي هريرة رضي الله عنه.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال[color=blue]:" عينان لا تمسّهما النار أبدا: عين بكت وجلا من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله"[/color] أخرجه الترمذي 1639 والبيهقي في الشعب 796 عن ابن عباس.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فالبكاء السنّي الشرعي ما كان من خوف الله عز وجل، وتذكّر القدوم عليه والوقوف بين يديه والتفكير في آياته الشرعية والكونية. والبكاء من الوفاء، ومن أفضل أعمال الأولياء، خاصة إذا كان ندما من معصية وعند فوت طاعة، ووجلا من عذاب، ورحمة لمصاب، ورقة عند موعظة، وخشية عند تفكّر. ولا يحمد البكاء على الدنيا، فهي أقل وأرخص من يُبكى عليها، فليست أهلا لذلك.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم أجلّ وأفضل البكاء، وهو ما دلّ على يقين وعظمة خوف وشدة رهبة من الجليل، وصدق معرفة وحسن علم بعاقبة، فأعماله صلى الله عليه وسلم كلها في أرقى مقامات الأعمال وأسمى غايات الأحوال.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ولم يكن صلى الله عليه وسلم بالهلوع الجزوع الذي يأسف على فوات الحظوظ الدنيوية ويجزعلى ذهاب المكاسب الدنيّة، ولم يكن بالفرح البطر القاسي الذي لا تؤثر فيه المواقف ولا تحرّكه الأزمات، بل كان بكاؤه وندمه وأسفه في مرضاة ربه. وكان تبسّمه وضحكه وسروره في طاعة خالقه، ففي كل خصلة من خصال النبل وفي كل صفة من صفات الفضل هو المثل الأعلى والقدوة الحسنة[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] لَقَدْ كَانَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[/font][/color][/size][font=times new roman][color=blue]}[/color] الأحزاب 21.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] لقد كان أصحابه صلى الله عليه وسلم ينظرون إليه على المنبر ودموعه تذرف، ونشيجه يتعالى، ولصدره أزيز ولصوته أزيمن حينها يتحول المسجد إلى بكاء ودموع، كلٌّ ينكس رأسه ويترك التعبير لعينيه أمام هذا المشهد الذي لا تمحوه الأيام ولا تنسيه الليالي.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] يا الله! محمد رسول الله هكذا باكيا أمام الناس، هكذا تسحّ دموعه وتتساقط على وجنتيه وهو أعرف الناس بالله وأدراهم بالوحي وأعلمهم بالمصير![/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] يبكي من قلب ملؤه الخوف من الله، ومن نفس عمَرها حب الله، فتكاد دموعه تتحدث للناس، ويكاد يكون بكاؤه أبلغ من كل موعظة وأفصح من كل كلمة.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]قد كنت أشفق من دمعي على بصري[/font]
[font=times new roman]فاليوم كلّ عزيز بعدكم هانا[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]
[b][u][color=maroon][font=times new roman]الرسول صلى الله عليه وسلم ضاحكا:[/font][/color][/u][/b]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] الضحك المعتدل بلسم للروح ودواء للنفس وراحة للخاطر المكدود وبعد الجد والعمل، والمقتصد منه دليل على الأريحية، وآية على اعتدال المزاج، وعلامة على صفاء الطويّة.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم مع أهله إذا دخل عليهم ضحاكا بساما يمازح زوجاته ويلاطفهن ويؤنسهن ويحادثهن حديث الود والحب والحنان والعطف؛ لأنه بُعث رحمة للعالمين، وأحق الناس بهذه الرحمة أهله وقرابته وأحبابه وأصحابه. وكانت تعلو محيّاه الطاهر البسمة المشرقة الموحية، فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهم أسرا فمالت نفوسهم بالكلية إليه وتهافتت أرواحهم عليه، يبتسم عن مثل البرد في وجه أبهى من الشمس، وجبين أزهى من البدر، وفم أطهر من الأقحوان، وخلق أندى من الرياض، وودّ أرق من النسيم، يمزح ولا يقول إلا حقا، فيكون مزحه على أرواح أصحابه أهنى من قطرات الماء على كبد الصادي وألطف من يد الوالد الحاني على رأس ابنه الوديع، يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم، فلا والله ما يريدون الدنيا كلها في جلسة واحدة من جلساته، ولا والله لا يرغبون في القناطير المقنطرة من الذهب والفضة في كلمة حانية وادعة مشرقة من كلماته.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] يقول جرير بن عبدالله البجلي: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسّم في وجهي، وجرير يفتخر بهذا العطاء ويعلن هذا السخاء، فهذه البسمة الوارفة الدافئة الصادقة أجلّ عند جرير من كل الذكريات وأسمى من كل الأمنيات.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] يبتسم في وجهه فكفى، يملأ روحه برا وحنانا ولطفا، ويشبع قلبه سماحة ورحمة وودا، ولا تظن المسألة عادية أو أن الموقف سهل بسيطن لأنك ما عشت الحدث وما لابست القضية.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] والرسول صلى الله عليه وسلم في ضحكه ومزاحه ودعابته وسط بين من جفّ خلقه ويبس طبعه وتجهّم محيّاه وعبس وجهه، وبين من أكثر من الضحك واستهتر في المزاح وأدمن الدعابة والخفة، فكان صلى الله عليه وسلم يضحك في مناسبات حتى تبدو نواجذه، ولكنه لم يستغرق في الضحك حتى يهتز جسمه أو يتمايل أو تبدو لهواته، وهي أقصى الحق.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وقد صحّ عنه أنه قال[color=blue]:" وإيّاك والضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب"[/color] أخرجه أحمد 8034 والترمذي 2305 وابن ماجه 4217 عن أبي هريرة رضي الله عنه وانظر البيان والتعريف 1\22 وكشف الخفاء 85.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وقد ورد أنه مازح بعض أصحابه فقال له: أريد أن تحملني يا رسول الله على جمل، قال[color=blue]:" لا أجد لك إلا ولد الناقة"[/color] فولّى الرجال فدعاه وقال[color=blue]:" وهل تلد الإبل إلا النوق؟"[/color] أي أن الجمل أصلا ولد ناقة. أخرجه أحمد 13405 وأبو داود 4998 والترمذي 1991 عن أنس بن مالك.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ويروى أن عجوزا أتته صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يدعو لها بدخول الجنة، فقال[color=blue]:" لا يدخل الجنة عجوز" [/color]فولّت تبكي، فدعاها وقال[color=blue]:" أما سمعت قول الله سبحانه:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] إِنَّا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (35) [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]فَجَعَلْنَاهُنَّ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]أَبْكَاراً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (36) [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]عُرُباً أَتْرَاباً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (37)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]} [/font][/color][font=times new roman]الواقعة. أخرجه الطبراني انظر مجمع الزوائد 10\419.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] بل كان ضحكه طاعة لربه تعالى، وفيه من مقاصد الإقتدء والأسوة ما يفوق الوصف، ولم يكن ضحكه عبثا أو لهوا أو تزجية للوقت وقتلا للزمن.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] يركب صلى الله عليه وسلم راحلته مسافرا فيدعو بدعاء السفر ثم يقول[color=blue]:" اللهم اغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت[/color]" ثم يضحك صلى الله عليه وسلم، فيسأله أصحابه: لم ضحكت يا رسول الله؟ فقال[color=blue]:" يضحك ربك إذا قال العبد: اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا".[/color] أخرجه أحمد 932 وأبو داود 2602 والترمذي 3446 عن علي رضي الله عنه.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ويتلو صلى الله عليه وسلم قصة الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة ويخرج من النار، ويسأل ربه شيئا فشيئا حتى يعطيه الله عشرة أمثال ما تمنّى، فيقول الرجل: أتهزأ بي وأنت رب العالمين؟ فيضحك صلى الله عليه وسلم عند ذلك.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فمن هديه صلى الله عليه وسلم الذي هداه الله إليه ودلّه عليه أنه يعطي كل مقام حقه حتى لا يصلح في ذلك المقام إلا ما فعله صلى الله عليه وسلم، ففي وقت الأنس والفرح والسرور مزاح مقتصد ودعابة وقورة ومرح معتدل، وفي وقت الموعظة والخوف والتذكر بكاء في خشية ورهبة في ذكرى وتأثر في سكون، فمزاحه تأليف للقلوب، ودعابته أنس للأرواح، وضحكه بلسم للنفوس، بل كل مزحة مكتوبة في دواوين الحديث على أنها سنة، وكل دعابة نقلها الرواة على أنها أثر وخلق من أخلاقه الشريفة، فسبحان من رفع قدره حتى صار ضحكه يحفظ في بطون الأسفار كأنه أعجب قصة من قصص العبر والعظات، وتبارك من شرّف منزلته حتى جعل مزحه يرويه الثقات عن الثقات كأنه فريضة قائمة، فصلى الله عليه وعلى أصحابه وآله ما تنفس صباح وعسعس ليل.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[b][u][color=maroon][font=times new roman]الرسول صلى الله عليه وسلم شجاعا:[/font][/color][/u][/b]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] الرسول صلى الله عليه وسلم أشجع الناس قلبا، ويكفي شجاعته مثلا أنه ما فرّ من معركة قط، وما تأخر عن القتال، وما نكص عند النزال، بل كان إذا حمي الوطيس وقامت الحرب على ساق واحمرّت الحدق وتطايرت الرؤوس على أطراف السيوف وتكسّرت الرماح على الجماجم، حينها تجد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ثابت الجأش ساكن النفس، عنده من الطمأنينة والثقة بربّه ما يكفي أمة وما يفيض على جيش.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] أما كان في الغار مع أبي بكر الصديق وقد أحاط بالغار كفار قريش معهم السيوف المصلتة والقلوب الحاقدة يريدون روحه صلى الله عليه وسلم بأي ثمن، وهو أعزل من السلاح؟ فلما رأى تخوف أبي بكر عليه قال[color=blue]:" يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين الله ثالثهما" [/color]أخرجه البخاري [ 3653، 4663] ومسلم 2381 عن أبي بكر رضي الله عنه.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهذا غاية الثبات ونهاية الشجاعة.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ويفرّ المسلمون في حنين ولا يبقى إلا ستة من الصحابة، فيتقدم صلى الله عليه وسلم على بغلته الى جيش الكفار المدجج بالسلاح الكثير العدد القوي البأس، فيرميهم بحفنة تراب بيده ويقول[color=blue]:" شاهت الوجوه"[/color] أخرجه مسلم 1777 عن سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[b][u][color=maroon][font=times new roman]الرسول صلى الله عليه وسلم ممدوحا:[/font][/color][/u][/b]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فذو العرش محمود وهذا محمد:[/font]
[font=times new roman] [/font]
[color=blue][font=times new roman] {[/font][/color][size=3][color=blue][font=simplified arabic]عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (79) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] الإسراء.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]الشمس من حساده والنصر من[/font]
[font=times new roman]قرنائه والحمد من أسمائه[/font]
[font=times new roman]أين الثلاثة من ثلاث خلاله[/font]
[font=times new roman]من حسنه وإبائه ومضائه[/font]
[font=times new roman]مضت الدهور وما أتين بمثله[/font]
[font=times new roman]ولقد أتى فعجزن عن نظرائه[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] محمد بن عبدالله.. هذا الاسم الأعلم، إذا ذكر ذكرت معه الفضيلة في أجمل صورها، وذكر معه الطهر في أرقى مشاهده، وذكر معه العدل في أسمى معانيه.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] محمد بن عبدالله.. اسم كتب بحروف من نور في قلوب الموحّدين، فلو شققت كل قلب لرأيته محفورا في النياط مكتوبا في السويداء، مرسوما في العروق.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]والله لو شقّ قلبي في الهوى قطعا[/font]
[font=times new roman]وأبصر اللحظ رسما في سويداه[/font]
[font=times new roman]لكنت أنت الذي في لوحه كتبت[/font]
[font=times new roman]ذكراه أو رسمت بالحب سيماه[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] محمد صاحب الغرة والتبجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيد بجبريل.. حامل لواء العز في بني لؤين وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] بشّرت به الرسل، وأخبرت به الكتب، وحفلت باسمه التواريخ، وتشرّفت به النوادي، وتضوعت بذكره المجامع، وصدحت بذكراه المنائر، ولجلجت بحديثه المنابر.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] عصم من الضلالة والغواية[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] مَا ضَلَّ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (2) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] النجم، وحفظ من الهوى[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] وَمَا يَنطِقُ عَنِ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]الْهَوَى[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (3)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] النجم...[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فكلامه شريعة، ولفظه دين، وسنته وحي[color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]إِنْ هُوَ إِلَّا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]وَحْيٌ يُوحَى[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (4)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman]النجم..[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] سجاياه طاهرة، وطبيعته فاضلة، وخصاله نبيلة، ومواقفه جليلة[color=blue]{[/color] [/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (79) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman]النمل.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] تواضعه جمّ، وجوده عمّ، ونوره تمّ، فهو مرضي الفعال، صادق الأقوال، شريف الخصال[color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]وَإِنَّكَ لَعَلى[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]خُلُقٍ عَظِيمٍ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (4) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] القلم.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ليّن الجانب، سهل الخليقة، يسير الطبع[color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]فَبِمَا رَحْمَةٍ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]مِنْ حَوْلِكَ[/font][/color][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] آل عمران 159.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] ظاهر العناية، ملحوظ بعين الرعاية، منصور الراية، موفق محظوظ، مظفّر مفتوح عليه[color=blue] {[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]إِنَّا فَتَحْنَا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (1) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]} [/font][/color][font=times new roman]الفتح.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] أصلح الله قلبه، وأنار له دربه، وغفر له ذنبه [color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]لِيَغْفِرَ لَكَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ[/font][/color][/size][font=times new roman][color=blue]}[/color] الفتح 2.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فهو المصلح الذي عمر الله به القلوب، وأسعد به الشعوب، وأعتق به الرقاب من عبودية الطاغوت، وحرّر به الإنسان من رقّ الوثنية [color=blue]{ [/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (52)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] الشورى.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو الذي أعفى البشرية من التكاليف الشاقة، وأراحها من المصاعب، وأبعدها من المعاطب، وسهل لها بإذن الله أمر الحياة، وبصّرها بسنن الفطرة [color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] الأعراف 157.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فهو رحمة للإنسان، إذا علّمه الرحمن، وسكب في قلبه نور الإيمان، ودلّه على طريق الجنان..[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو رحمة للشيخ الكبير، إذ سهّل له العبادة، وأرشده لحسن الخاتمة، وأيقظه لتدارك العمر واغتنام بقية الأيام..[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو رحمة للشاب إذ هداه إلى أجمل أعمال الفتوة وأكمل خصال الصبا، فوجّه طاقته لأنبل السجايا وأجلّ الأخلاق..[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو رحمة للطفل، إذ سقاه مع لبن أمه دين الفطرة، وأسمعه ساعة المولد أذان التوحيد، وألبسه في عهد الطفولة حلة الإيمان..[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو رحمة للمرأة، إذ أنصفها في عالم الظلم، وحفظ حقها في دنيا الجور، وصان جانبها في مهرجان الحياة، وحفظ لها عفافها وشرفها ومستقبلها، فعاش أبا للمرأة وزوجا وأخا ومربيا..[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو صلى الله عليه وسلم رحمة للولاة والحكام، إذ وضع لهم ميزان العدالة، وحذّرهم من متالف الجور والتعسف، وحدّ لهم حدود التبجيل والاحترام والطاعة في طاعة الله ورسوله..[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وهو رحمة للرعية، إذ وقف مدافعا عن حقوقها محرما الحيف ناهيا عن السلب والنهب والسفك والابتزاز والاضطهاد والاستبداد.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] إذا فهو رحمة للجميع ونعمة على الكل[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] وَمَا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (107)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] الأنبياء.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا تكلم عبلا كلامه حدود النفس وتجاوز أقطار الروح، فغاص حديثه في أعماق الأفئدة، ونقش لفظه في صفحة الذاكرة، وخطّ على سويداء القلوب.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا ضحك ملأ المكان أنسا، وأتحف الحضور بشرا، وعبّأ جلاسه سعادة وحفاوة.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا بكى خشع لبكائه الناس، وذرفت كل عين مخزونها، وأخرجت كل نفس مكنوناتها، فكأن نذر القيامة على الأبواب، وكأن رسل الموت وقوف على الرؤوس، فلا ترى إلا دموعا وخشوعا وخضوعا وإطراقا[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] أَفَمِنْ هَذَا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (59) [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]وَتَضْحَكُونَ وَلَا[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]تَبْكُونَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (60)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] النجم.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]بادٍ هواك صبرت أن لم تصبر[/font]
[font=times new roman]وبكاك إذا لم يجر دمعك أو جرى[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا خطب هز المنابر، وأيقظ الضمائر، وحرّك السرائر، وألهب السامعين، وأذهل المخاطبين، فلو أن للصخر عينا لبكت، ولو أن للجدار نفسا لخشعت، ولو أن للأيام أذنا لأنصتت.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]ليت للدهر مقلة فلعل الذكر[/font]
[font=times new roman]يبكيه مثلما أبكاني[/font]
[font=times new roman]بحديث يغوص في القلب غوصا[/font]
[font=times new roman]وعليه جلالة من معان[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا قاتل ثبت ثبوت الرجال، وتقدّم تقدّم السيل، وصمد صمود الحق [color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]فَقَاتِلْ فِي[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ}[/font][/color][font=simplified arabic] [/font][/size][font=times new roman]النساء 84.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] فكان لا يعرف الفرار، ولا يسمع بالهزيمة ولا يستسلم للإحباط، محيّاه باسم والغبار يملأ المكان، وقلبه مطمئن والرؤوس تعاف الأبدا، ونفسه ساكنة والنفوس شذر مذر على رؤوس الرماح، وطلعته ضاحكة والسيوف تخطّ بالدماء حروف الموت[color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]وَمَا مُحَمَّدٌ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] آل عمران 144.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]وقفت وما في الموت شكّ لواقف[/font]
[font=times new roman]كأنّك في جفن الردى وهو نائم[/font]
[font=times new roman]تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة[/font]
[font=times new roman]ووجهك وضّاح وثغرك باسم[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا جاد بلغ المدى في السخاء، وفعل ما لم تفعله الأنواء، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويهب هبة من أرخص الدنيا وزهد في الحطام وعاف البقاء ورجا من الله الخلف.. يداه غمامة أينما هلّت، وكفّه مدرارا أينما وقع نفع، جاد بمهجته فعرّضها للمنايا في سبيل الله، وقدّمها لشفرات السيوف لرفع لا إله إلا الله، فما شجاعته إلا آية لجوده، وما إقدامه إلا برهان على سخائه:[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]أنت الشجاع إذا لقيت كتيبة[/font]
[font=times new roman]أدّبت في هول الردى أبطالها[/font]
[font=times new roman]وإذا وعدت وفيت فيما قلته[/font]
[font=times new roman]لا من يكذّب قوله أفعالها[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] يعطي ما يملك في ساعة، ويهدي ما عنده في لحظة، هانت عليه الدنيا فمنح أجلاف العرب مئات الإبل، ورخصت عنده الأموال فجاد بالغنائم على مسلمي الفتح[color=blue]:" والذي نفسي بيده، لو أن لي بعدد عضاة تهامة مالا لأنفقته ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا"[/color] مالك في الموطأ 977.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]ما قال "لا" إلا في التشهد[/font]
[font=times new roman]وما ترك "نعم" إلا عند المناهي[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] سئل قميصه فخلعه وأعطاه، وجاد بقوته فعصب بطنه على حرّ الجوع وبلواه.. جود حاتم للصيت والسمعة والرياء، وجود خاتم الأنبياء لمرضاة رب الأرض والسماء.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] أنفق من فاقة، وأعطى من فقر، وآثر من حاجة، ووصل مع العوز.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا عفا على الجاني أسره بإحسانه، فلا يعاتبه ولا يطالبه.. ينسى الإساءة ويدفن الزلة ويمحو بحلمه لذنب، ويغطي بصفحه الجرم [color=blue]{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic]فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (85)[/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman] الحجر.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] قاتله قومه ونازلوه، فآذوه وسبّوه وشتموه، وطردوه وحاربوه وجرحوه، فلما انتصر عفا وصفح، وحلم وسمح، وصاح في الدهر صيحته المشهورة وكلمته العامرة[color=blue]:"اذهبوا فأنتم الطلقاء".[/color][/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] أنشودة أخلاقه[color=blue]:" إن الله أمرني أن أصل من قطعني، وأن أعفو عمن ظلمني، وأن أعطي من حرمني"[/color]. أخرجه رزين أنظر المشكاة 5358 وتفسير القرطبي 7\346.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] كل خلق كريم في القرآن فهو مترجم في سيرة هذا الإنسان، ولذلك قالت عائشة عنه صلى الله عليه وسلم: كان خلقه القرآن.[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] وكان إذا وعد وفى، فلم يحفظ عنه أعداؤه خلفا لوعد، ولا خيانة لعهد، مع حرصهم الشديد على الظفر بعثرة له أو زلّة، ولكن هيهات، عاش عمره كله سلماً وحربا ورضىً وغضباً وحلاً وترحالاً، عاش حالة واحدة من الصدق والأمانة، فهل الصدق إلا ما كان عليه؟ وهل الأمانة إلا منه وإليه؟[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] لقد وعده رجل في مكان، فانتظر صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان ثلاثة أيام، ليفي بوعده. لقد عاهد المشركين واليهود وهم أشد الناس عداوة له، فما خان ولا خلف بالعهد، ولا نقض لميثاق. وحق له أن يكون أوفى الناس بوعده وأصدقهم في عهده، وهو الذي جاء بشريعة الصدق والوفاء، وحذّر من الخيانة ونقض الميثاق، أليس هو القائل[color=blue]:" آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"[/color] أخرجه البخاري [ 33، 2682] ومسلم 59 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو الذي نزلت عليه[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (34) [/font][/font][/color][/size][color=blue][font=times new roman]}[/font][/color][font=times new roman]، وقوله[color=blue]:{[/color][/font][size=3][color=blue][font=simplified arabic] الَّذِينَ يُوفُونَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] [/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ[/font][/color][color=blue][font=simplified arabic][font=times new roman] (20)[/font][/font][/color][color=blue][font=simplified arabic]}[/font][/color][color=red][font=simplified arabic] [/font][/color][/size][font=times new roman][color=black]الرعد[/color].[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman]وإذا أخذت العهد أو أعطيته[/font]
[font=times new roman]فجميع عهدك ذمّة ووفاء[/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]
[font=times new roman] [/font]


الساعة الآن 07:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.