منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   التاريخ والسير والتراجم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=236)
-   -   صور من ابتلاءات العلماء....(الجزء الثانى) (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=62878)

أبو عبد الله الأنصاري 02-25-2010 11:17 AM

صور من ابتلاءات العلماء....(الجزء الثانى)
 
[center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين غلام عمر بن عبد العزيز[/color][/size][/b][/font][/center]


[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]لما وليّ الخلافة عمر بن عبد العزيز, وفدت الوفود من كل بلد لبيان حاجتها وللتهنئة, فوفد عليه الحجازيون فتقدم غلام هاشمي للكلام وكان حديث السن.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال عمر: لينطق من هو أسنّ منك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال الغلام: أصلح الله أمير المؤمنين, انما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه, فاذا منح الله عبدا لسانا لافظا وقلبا حافظا استحق الكلام وعرف فضله من سمع خطابه, ولو أن الأمر يا أمير المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق بمجلسك من هذا منك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال عمر: صدقت, قل ما بدا لك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال الغلام: أصلح الله أمير المؤمنين: وحن وفد تهنئة لا وفد مرزئة, وقد أتيناك لمنّ الله الذي منّ علينا بك, ولم يقدمنا اليك الا رغبة ورهبة.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]أما الرغبة فقد أتيناك من بلادنا, وأما الرهبة فقد أمنا جورك بعدلك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال عمر: عظني يا غلام.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال: أصلح الله أمير المؤمنين, ان ناسا من الناس غرّهم حلم الله عنهم وطول أملهم وكثرة ثناء الناس عليهم, فزلّت بهم الأقدام فهووا في النار.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فلا يغرّنك حلم الله عنك وطول أملك وكثرة ثناء الناس عليك, فتزل قدمك فتلحق بالقوم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فلا جعلك الله منهم وألحقق بصالحي هذه الأمة.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]ثم سكت.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال عمر: كم عمر الغلام؟[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقيل له ابن احدى عشرة سنة, ثم سأل عنه فاذا هو من ولد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهم, فأثنى عليه خيرا ودعا له.[/color][/size][/b][/font]




[center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين مكحول ويزيد بن عبد الملك[/color][/size][/b][/font][/center]


[font=traditional arabic][b][size=7]جلس التابعي الجليل مكحول عالم أهل الشام في مجلسه يلقي درسه كعادته وحوله طلاب العلم يأخذون عنه, اذ أقبل الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك في زينته وتبختره وجاء الى حلقة مكحول, فأراد الطلاب أن يوسعوا له.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال مكحول: دعوه يتعلم التواضع.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](سير أعلام النبلاء 5\150).[/size][/b][/font]


[center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين طاووس وهشام بن عبد الملك[/color][/size][/b][/font][/center]


[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]ان هشام بن عبد الملك قدم حاجا الى مكة فلما دخلها قال: ائتوني برجل من الصحابة.[/color][/size][/b][/font]
[b][size=7][font=traditional arabic][color=darkred]فقيل: يا أمير المؤمنين قد تفانوا.[/color][/font][/size][/b]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فقال: من التابعين.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فأتي بطاووس اليماني العالم الجليل رحمه الله.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلم عليه بامرة المؤمنين.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]ولكن قال: السلام عليك يا هشام. ولم يكنه وجلس بازائه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبا شديدا حتى همّ بقتله.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فقيل له: أنت في حرم الله وحرم رسوله, ولا يمكنك ذلك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فقال: يا طاووس, ما الذي حملك على ما صنعت؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]قال: وما الذي صنعت.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]قال هشام: خلعت نعليك بحاشية بساطي ولم تقبّل يدي ولم تسلم بامرة المؤمنين ولم تكنني وجلست بازائي دون اذني وقلت كيف أنت يا هشام؟!.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فقال: أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك فاني أخلعها بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ولا يعاقبني ولا يغضب عليّ, وأما قولك لم تقبّل يدي فاني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: لا يحلّ لرجل أن يقبّل يد أحد الا امرأته من شهوة أو ولده من رحمة.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]وأما قولك لم تسلم عليّ بامرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بامرتك, فكرهت أن أكذب, وأما قولك لم تكنني فان الله سمّى أنبياءه وأولياءه فقال يا داود ويا يحيى ويا عيسى, وكنّى أعداءه فقال تبّت يدا أبي لهب وتب. وأما قولك جلست بازائي فاني سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول: اذا أردت أن تنظر الى رجل من أهل النار فانظر الى رجل جالس وحوله قوم قيام.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فقال هشام: عظني.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]قال: سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول: انّ في جهنّم حيّات كالقلال وعقارب كالبغال تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيّته. ثم قام وخرج.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred](وفيّات الأعيان 2\510). [/color][/size][/b][/font]


[center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين طاووس وابن نجيح[/color][/size][/b][/font][/center]


[font=traditional arabic][b][size=7]عن ابن طاووس قال: كنت لا أزال أقول لأبي أنه ينبغي أن يخرج على هذا السلطان, وأن يفعل به.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: فخرجنا حجاجا فنزلنا في بعض القرى وفيها عامل _يعني لأمير اليمن_ يقال له ابن نجيح وكان من أخبث عمّالهم, فشهدنا صلاة الصبح في المسجد, فجاء ابن نجيح فقعد بين يدي طاووس فسلم عليه فلم يجبه, ثم كلمه فأعرض عنه, ثم عدل الى الشق الآخر فأعرض عنه, فلما رأيت ما به قمت اليه فمددت يده وجعلت أسائله, وقلت له: ان أبا عبد الرحمن لم يعرفك, فقال العامل: بلى, معرفته لي فعلت ما رأيت. قال: فمضى أبي لا يقول لي شيئا فلما دخلت المنزل قال: أي لكع بينما أنت زعمت تريد أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنه لسانك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](سير أعلام النبلاء 5\41).[/size][/b][/font]


[center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين طاوس وسليمان بن عبد الملك[/color][/size][/b][/font][/center]


[font=traditional arabic][b][size=7]جاء الخليفة سليمان بن عبد الملك يوما الى طاووس فلم ينظر اليه فقيل له في ذلك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: أردت أن يعلم أن لله رجالا يزهدون فيما لديه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](وفيات الأعيان 2\424).[/size][/b][/font]



[center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين طاووس والمنصور[/color][/size][/b][/font][/center]


[font=traditional arabic][b][size=7]ورد أن أبا جعفر المنصور استدعى طاووس _احد علماء عصره_ ومعه مالكبن أنس_ رحمهما الله تعالى. فلما دخلا عليه, أطرق ساعة ثم التفت الى طاووس.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال له: حدثني عن أبيك يا طاووس (ابن كيسان التابعي).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في حكمه فأدخل عليه الجور في عدله".[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فأمسك ساعة.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال مالك: فضممت ثيابي مخافة أن يملأني من دمه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم التفت اليه أبو جعفر, فقال: عظني يا طاووس.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: نعم يا أمير المؤمنين, ان الله تعالى يقول:{ ألم ترى كيف فعل ربك بعاد * ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد* وثمود الذين جابوا الصخر بالواد* وفرعون ذي الأوتاد* الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد* فصبّ عليهم ربك سوط عذاب* ان ربك لبالمرصاد}.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال مالك: فضممت ثيابي مخافة أن يملأني من دمه. فأمسك عنه ثم قال: ناولني الدواة, فأمسك ساعة حتى اسودّ ما بيننا وبينه, ثم قال: يا طاووس, ناولني هذه الدواة.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فأمسك عنه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ما يمنعك أن تناولنيها؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: أخشى أن تكتب بها معصية لله فأكون شريكك فيها. فلما سمع ذلك قال: قوما عني.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال طاووس: ذلك ما كنا نبغ منذ اليوم.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال مالك: فما زلت أعرف لطاووس فضله.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](تذكرة الحفاظ 1\160. وفيات الأعيان 2\511).[/size][/b][/font]




[center][font=traditional arabic][b][size=7]بين ابن أبي ذؤيب وأبي جعفر المنصور[/size][/b][/font][/center]


[font=traditional arabic][b][size=7]عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى, قال: حدثني عمي محمد بن علي قال: اني لحاضر مجلس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور وفيه ابن أبي ذؤيب وكان والي المدينة الحسن بن يزيد.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: فأتى الغفاريون فشكوا الى أبي جعفر شيئا من أمر الحسن بن يزيد.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال الحسن: يا أمير المؤمنين, سل عنهم ابن أبي ذؤيب.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: نسأله.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ما تقول فيهم يا ابن أبي ذؤيب؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: أشهد أنهم يحطمون في أعراض الناس, كثيرو الأذى عليهم.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال أبو جعفر: أفسمعتم؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال الغفاريون: يا أمير المؤمنين, سله عن الحسن بن يزيد.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: يا ابن أبي ذؤيب, ما تقول في الحسن بن يزيد؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: أشهد أنه يحكم بغير الحق ويتبع هواه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: سمعت يا حسن ما قال فيك وهو الشيخ الصالح؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: يا أمير المؤمنين, سله عن نفسك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ما تقول فيّ؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: تعفيني يا أمير المؤمنين.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: أسألك بالله الا أخبرتني؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: تسألني بالله كأنك لم تعرف نفسك!!.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: والله لتخبرني؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: أشهد أنك أخذت المال من غير حقه فجعلته في غير أهله وأشهد أن الظلم ببابك فاش.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: فجاء أبو جعفر من موضعه حتى وضع يده في قفا ابن أبي ذؤيب فقبض عليه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم قال: أما والله لولا أني جالس ههنا لأخذت فارس والروم والديلم والترك بهذا المكان منك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: فقال ابن أبي ذؤيب: يا أمير المؤمنين قد ولّي أبو بكر وعمر وأخذا الحق وقسما بالسوية وأخذا بأقفاء فارس والروم وأصغرا أنوفهم.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: فخلّى أبو جعفر قفاه وخلى سبيله.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: والله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال ابن أبي ذؤيب: والله يا أمير المؤمنين اني لأنصح لك من ابنك المهدي.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: فبلغنا أن ابن أبي ذؤيب لما انصرف من مجلس المنصور لقيه سفيان الثوري.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: يا أبا الحارث: لقد سرّني ما خاطبت به هذا الجبار ولكن ساءني قولك له "ابنك المهدي".[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: يغفر الله لك يا أبا عبد الله كلنا مهدي, كلنا كان في المهد.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](الاحياء الجزء السابع ص 27).[/size][/b][/font]

[font=traditional arabic][b][size=7]منقوول[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]من كتاب (صور من ابتلاءات العلماء )[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]للشيخ وحيد عبد السلام بالى[/size][/b][/font]
يتبع ان شاء الله

أبو عبد الله الأنصاري 02-27-2010 09:41 AM

[center][font=traditional arabic][b][size=6][color=red]بين الحسن البصري والحجاج الثقفي[/color][/size][/b][/font][/center]
[size=6][/size]
[size=6][/size]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]لما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي العراق وطغى في ولايته وتجبّر, كان الحسن البصري أحد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه وجهروا بين الناس بسوء أفعاله وصدعوا بكلمة الحق في وجهه, من ذلك أن الحجاج بنى لنفسه بناء في واسط, فلما فرغ منه نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فلم يشأ الحسن أن يفوّت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه, فخرج اليهم ليعظهم ويذكّرهم ويزهدهم بعرض الدنيا ويرغبهم بما عند الله عز وجل, ولما بلغ المكان ونظر الى جموع الناس وهي تطوف بالقصر المنيف مأخوذة بروعة بنائه مدهوشة بسعة أرجائه مشدودة الى براعة زخارفه, وقف فيهم خطيبا, وكان في جملة ما قاله: لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيّد وبنى أعلى مما بنى ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنى وشيّد.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه, وأن أهل الأرض قد غرّوه..[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ومضى يتدفق على هذا المنوال حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجاج فقال له: حسبك يا أبا سعيد.. حسبك, فقال له الحسن: لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]وفي اليوم التالي دخل الحجاج الى مجلسه وهو يتميز من الغيظ وقال لجلاسه: تبا لكم وسحقا, يقوم عبد من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما يشاء أن يقول ثم لايجد فيكم من يردّه أ, ينكر عليه, والله لأسقينّكم من دمه يا معشر الجبناء. ثم أمر بالسيف والنطع فأحضرا, ودعا بالجلاد فمثل واقفا بين يديه, ثم وجه الى الحسن البصري بعض شرطة وأمرهم أن يأتوا به. وما هو الا قليل حتى حضر الحسن, فشخصت اليه الأبصار ووجفت عليه القلوب, فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد حرّك شفتيه, ثم أقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن وعزة المسلم ووقار الداعية الى الله.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فلما رآه الحجاج على حاله هذا هابه أشد الهيبة وقال له: هاهنا يا أبا سعيد.. هاهنا.. ثم ما زال يوسع له ويقول: هاهنا.. الناس ينظرون اليه فيدهشة واستغراب حتى أجلسه على فراشه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ولما أخذ الحسن مجلسه التفت اليه الحجاج وجعل يسأله عن بعض أمور الدين, والحسن يجيبه كل مسألة بجنان ثابت وبيان ساحر وعلم واسع. فقال له الحجاج: أنت سيّد العلماء يا أبا سعيد, ثم دعا بغالية وطيّب له بها لحيته وودّعه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ولما خرج الحسن من عنده تبعه حاجب الحجاج وقال له: يا أبا سعيد لقد دعاك الحجاج بغير ما فعل بك, واني رأيتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنطع فحرّكت شفتيك, فماذا قلت؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال الحسن: لقد قلت: يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي, اجعل نقمته بردا وسلاما عليّ كما جعلت النار بردا وسلاما على ابراهيم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue](صور من حياة التابعين 2\17).[/color][/size][/b][/font]
[size=6][/size]
[size=6][/size]
[size=6][/size]

[size=6][/size][center][font=traditional arabic][b][size=6][color=red]بين أبي يوسف القاضي وهارون الرشيد[/color][/size][/b][/font][/center]
[size=6][/size]
[size=6][/size]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]عندما طلب هارون الرشيد من أبي يوسف القاضي وضع كتاب الخراج لم يفت القاضي أن يقدم النصيحة للخليفة في مقدمة الكتاب فقال: يا أمير المؤمنين: ان الله وله الحمد, قد قلّدك أمرا عظيما, ثوابه أعظم الثواب, وعقابه أشد العقاب, قلدك أمر هذه الأمة, فأصبحت وأمسيت وأنت تبني لخلق كثير, قد استرعاكهم الله وائتمنك عليهم وابتلاك بهم وولاك أمرهم, وليس يلبث البنيان اذا أسس على غير التقوى أن يأتيه الله من القواعد فيهدمه على من بناه وأعان عليه. فلا تضيّعن ما قلدك الله من أمر هذه الأمة الرعية, فان القوة في العمل باذن الله, لا تؤخر عمل اليوم الى الغد, فانك اذا فعلت ذلك أضعت, ان الأجل دون الأمل, فبادر الأجل بالعمل فانه لا عمل بعد الأجل, ان الرعاة مؤدون الى ربهم ما يؤدي الراعي الى ربه فأتم الحق فيما ولاك الله وقلدك ولو ساعة من نهاره, فانّ أسعد الرعاة عند الله يوم القيامة راع سعدت رعيّته, ولا تزغ فتزيغ رعيّتك, وايّاك والأمر بالهوى والأخذ بالغضب واذا نظرت الى أمرين, أحدهما للآخرة والآخر للدنيا فاختر أمر الآخرة على الدنيا, فان الآخرة تبقى والدنيا تفنى ولكن من خشية على حذر, واجعل الناس عندك في أمر الله سواء القريب والبعيد, ولا تخف في الله لومة لائم, واحذر فان الحذر في بالقلب وليس باللسان, اتق الله فانما التقوى بالتوقي, ومن يتقي الله يتقه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]اني أوصيك يا أمير المؤمنين بحفظ ما استحفظك الله, ورعاية ما استرعاك الله, وألا تنظر في ذلك الا اليه وله, فانك ان لا تفعل تتوعّر عليك سهولة الهدى وتعمى في عينيك وتتخفى رسومه, ويضيق عليك رحبه, وتنكر منه ما تعرف, وتعرف منه ما تنكر, فخاصم نفسك خصومة من الفلج لها لا عليها, فان الراعي المضيّع يضمن ما هلك على يديه ما لو شاء رده عن مواطن الهلكة باذن الله.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]وأورده أماكن الحياة والنجاة فان ترك ذلك أضاعه وان تشاغل بغيره كانت الهلكة عليه أسرع وبه آخذ. واذا أصلح كان أسعد من هنالك بذلك, ووفاه الله أضعاف ما وفى له.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فاحذر أ، تضيع رعيّتك فيستوفي ربها حقها منك ويضيّعك بما أضعت أجرك, وانما يدعم البنيان قبل أن ينهدم, وانما لك من عملك ما عملت فيمن ولا الله أمره, فلست تنسى ولا تغفل عنهم وعما يصلحهم, فليس يغفل عنك ولا يضيع حقك من هذه الدنيا. وأوصيك في هذه الليالي والأيام بكثرة تحريك لسانك في نفسك بذكر الله تسبيحا وتهليلا وتمجيدا والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة وامام الهدى.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue](مقدمة كتاب الخراج للامام أبي يوسف القاضي). [/color][/size][/b][/font]
[size=6][/size]
[size=6][/size]

[size=6][/size][center][font=traditional arabic][b][size=6][color=red]بين أبي حنيفة والمنصور (1)[/color][/size][/b][/font][/center]
[size=6][/size]
[size=6][/size]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]انتفض أهل الموصل على أبي جعفر المنصور, وقد اشترط المنصور عليهم أنهم ان انتفضوا تحل دماؤهم له, فجمع المنصور الفقهاء وفيهم الامام أبو حنيفة.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال: أليس صحيحا أنه عليه السلام قال/"المؤمنون عند شروطهم"؟ وأهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا عليّ, وقد خرجوا على عاملي وقد حلذت دماؤهم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال رجل منهم: يدك مبسوطة عليهم وقولك مقبول فيهم, فان عفوت فأنت أهل العفو وان عاقبت فبما يستحقون.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال لأبي حنيفة: ما تقول أنت يا شيخ؟ ألسنا في خلافة نبوة وبيت أمان؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فأجاب: انهم شرطوا لك ما لايملكون (وهو استحلال دمائهم) وشرطت عليهم ما ليس لك, لأن دم المسلم لا يحل الا بأحد معان ثلاث*.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فأمرهم المنصور بالقيام فتفرقوا فدعاه وحده.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال: يا شيخ, القول ما قلت. انصرف الى بلادك ولا تفت الناس بما هو شين على امامك فتبسط أيدي الخوارج.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]*يشير الامام أبي حنيفة رحمه الله تعالى الى قوله عليه الصلاة والسلام:" لا يحلّ دم امرىء مسلم الا باحدى ثلاث: الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة". متفق عليه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue](المناقب لابن الجوزي ج2 ص 17).[/color][/size][/b][/font]
[size=6][/size]

[size=6][/size][center][font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]بين أبي حنيفة المنصور (2)[/color][/size][/b][/font][/center]
[size=6][/size]
[size=6][/size]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]أراد أبو جعفر المنصور أن يولّي أبا حنيفة القضاء فأبى, فحلف عليه ليفعلنّ, فحلف أبو حنيفة ألا يفعل, فقال الربيع بن يونس الحاجب: ألا ترى أمير المؤمنين يحلف؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال أبو حنيفة: أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني, وأبى أن يلبّي الأمر.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قال الربيع: رأيت المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء وهو يقول: اتق الله ولا ترعي أمانتك الا من يخاف الله, والله ما أنا مأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب؟ لو اتجه الحكم عليك, ثم هددتني أن تغرقني في الفرات أو تلي الحكم لاخترت أن أغرق, ولك حاشية يحتاجون من يكرمهملك, ولا أصلح لذلك فقال له: كذبت أنت تصلح, فقال له: قد حكمت لي على نفسك, كيف يحل لك أن تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب؟!,[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue](وفيات الأعيان 5\407). [/color][/size][/b][/font]
[size=6][/size]

[size=6][/size][center][font=traditional arabic][b][size=6][color=red]بين الأوزاعي وعبد الله بن علي[/color][/size][/b][/font][/center]
[size=6][/size]
[size=6][/size]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]لما دخل عبد الله بن علي دمشق, بعد أن أجلى بني أميّة عنها, طلب الأوزاعي, فتغيّب عنه ثلاثة أبام, ثم حضر بين يديه, قال الأوزاعي: دخلت عليه وهو على سريره وفي يده خيزرانة والمسودة عن يمينه وشماله معهم السيوف مصلتة, والغمد والحديد, فسلمت عليه فلم يرد. نكت بتلك الخيزرانة التي في يده.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ثم قال: يا أوزاعي ما ترى فيما صنعناه من ازالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهادا ورباطا هو؟[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقلت: أيها الأمير سمعت يحيى بن سعيد الأنطاري التيمي يقول: سمعت محمد بن ابراهيم يقول سمعت علقمة بن وقاص يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عن سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول:" انما الأعمال بالنيّات وانما لكل امرىء ما نوى, فمن كانت هجرته الى الله ورسوله, فهجرته الى الله ورسوله, ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه".*[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فنكت بالخيزرانة أشدّ ما ينكت وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ثم قال: يا أوزاعي ما تقول في دماء بني أميّة؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يحلّ دم امرىء مسلم الا باحدى ثلاث, النفس بالنفس, والثيّب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة".*[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فنكت أشد من ذلك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ثم قال: ما تقول في أموالهم؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قلت: ان كانت في أيديهم فهي حرام عليك أيضا, وان كانت حلال فلا تحل لك الا بطريق شرعي.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فنكت أشد ما ينكت قبل ذلك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ثم قال: ألا نوليك القضاء؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قلت: ان أسلافك لم يكونوا يشقون عليّ في ذلك, اني أحب ما ابتدأوني به من الاحسان.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال: كأنك تحب الانصراف؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال: ان من ورائي حرما وهنّ يحتجن القيام عليهنّ وسترهن وقلوبهن مشغولة بسببي.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]انتظرت رأسي أن يسقط بين يدي, فأمرني بالنصراف.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]*رواه البخاري ومسلم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][size=6][b][color=blue](مجلة العربي العدد 71 سنة 1964 م : الأوزاعي فقيه أهل الشام).[/color][/b] [/size][/font]

[size=6][/size][font=traditional arabic][center][font=traditional arabic][b][size=6][color=red]بين الأوزاعي والمنصور[/color][/size][/b][/font][/center]
[size=6][/size]
[size=6][/size]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]وهذا الامام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قال محدثا عن نفسه: بعث الي أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين وأنا بالساحل, فأتيته, فلما وصلت اليه سلّمت عليه بالخلافة, فرد عليّ واستجلسني, ثم قال لي: ما الذي أبطأ بك عنا يا أوزاعي؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قال: أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قلت: انظر يا أمير المؤمنين انك لا تجهل شيئا مما أقول.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قال: وكيف لا أجهله وأنا أسألك عنه, وفيه وجهت اليك وأقدمتك له.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قلت: أخاف أن تسمعه ثم لا تعمل به.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قال الأوزاعي: فصاح بي الربيع وأهوى بيده الى السيف فانتهره المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة.[/color][/size][/b][/font]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=blue]فطابت نفسي وانبسطت في الكلام, فقلت: يا أمير المؤمنين حدثني مكحول بن عطية بن بشر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فانها نعمة من الله سيقت اليه, فان قبلها بشكر والا كانت حجة من الله عليه ليزداد اثما ويزداد الله بها سخطا عليه".[/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]يا أمير المؤمنين: من كره الحق فقد كره الله, ان الله هو الحق المبين, ان الذي ليّن قلوب أمتكم لكم حين ولاكم أمورهم لقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد كان بهم رؤوفا رحيما مواسيا لهم بنفسه من ذات يده محمودا عند الله وعند الناس, فحقيق بك أن تقوم له بالحق, وأن تكون بالقسط لهم فيهم قائما, ولعوراتهم ساترا, ولا تغلق عليك دونهم الأبواب ولا تقم دونهم الحجاب, تبتهج بالنعمة وتبتئس بما أصابهم من سوء.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]يا أمير المؤمنين: قد كنت في شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم أحمرهم وأسودهم ومسلمهم وكافرهم. وكل له عليك نصيب من العدل, فكيف اذا انبعث منهم فئام وراء فئام, وليس منهم أحد الا وهو يشكو بليّة أدخلتها عليه, وظلمة سقتها اليه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]يا أمير المؤمنين: ان الملك لو بقي لمن قبلك لم يصل اليك, وكذا لا يبقى لك كما لم يبقى لغيرك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:"لو ماتت سخلة على شاطىء الفرات ضيعة لخشيت أن أسأل عنها" فكيف بمن حرم عدلك وهو على بساطك؟ يا أمير المؤمنين: قد سأل جدك العباس النبي صلى الله عليه وسلم امارة مكة أو الطائف أو اليمن فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا عباس يا عم النبي! نفس تحييها خير من امارة لا تحصيها". نصيحة منه لعمه وشفقة عليه وأخبره أنه لا يغني عنه من الله شيئا اذ أوحى الله اليه:{ وأنذر عشيرتك الأقربين}, فقال: يا عباس, يا صفيّة عمة النبي, ويا فاطمة بنت محمد, اني لست أغني عنكم من الله شيئا, لي عملي ولكم عملكم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]وقال عمر بن الخطاب الأمراء أربعة:[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فأمير قوي ظلف نفسه وعماله فذلك كالمجاهد في سبيل الله, يد الله باسطة عليه بالرحمة؛ وأمير فيه ضعف ظلف نفسه وأرتع عماله لضعفه فهو على شفا هلاك الا أن يرحمه الله؛ وأمير ظلف عماله وأرتع نفسه فذلك الحطمة الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:" شرّ الرعاة الحطمة" فهو الهالك وحده؛ وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعا.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]ثم قال: يا أمير المؤمنين, ان أشدّ الشدّة القيام لله بحقه, وان أكرم الكرم عند الله التقوى, وانه من طلب العز بطاعة الله رفعه الله وأعزه, ومن طلبه بمعصية الله أذله الله ووضعه, فهذه نصيحتى اليك والسلام عليك. ثم نهضت فقال لي: الى أين؟[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقلت: الى الولد والوطن باذن أمير المؤمنين ان شاء الله.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]فقال: أذنت لك وشكرت نصحك وقبلتها.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]قال محمد بن مصعب: فأمر له بمال يستعين به على خروجه فلم يقبله.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]وقال: أنا في غنى عنه وما كنت لأبيع نصيحتي بعرض الدنيا.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في ذلك*[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue]*أي لم يغضب عليه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=6][color=blue](روى هذه النصيحة الحافظ ابن أبي الدنيا في مواعظ الخلفاء). [/color][/size][/b][/font]
[size=6][/size][/font]
[size=6][/size]

أبو عبد الله الأنصاري 02-27-2010 09:45 AM

[center][center][b][font=traditional arabic][size=7][color=blue]بين سفيان الثوري والخليفة المهدي[/color][/size][/font][/b][/center]
[center][font=traditional arabic][size=7] [/size][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][size=7][color=red] قال الامام سفيان الثوري: لما حج المهدي قال: لا بد لي من سفيان, فوضعوا لي الرصد حول البيت, فأخذوني بالليل. فلما مثلت بين يديه قال لي: لأي شيء لا تأتينا فنستشيرك في أمرنا؟ فما أمرتنا من شيء صرنا اليه وما نهيتنا عن شيء انتهينا عنه.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقلت له: كم أنفقت في سفرك هذا؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]قال: لاأدري, لي أمناء ووكلاء.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]قلت: فما عذرك غذا اذا وقفت بين يدي الله تعالى فسألك عن ذلك؟ لكنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما حج قال لغلامه كم أنفقت في سفرنا هذا؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]قال: يا أمير المؤمنين ثمانية عشر دينارا.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال: ويحك أجحفنا بيت مال المسلمين.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]وقد علمت ما حذثنا به منصور عن الأسود بن علقمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ربّ متخوّض في مال الله ومال رسوله فيما شاءت نفسه له النار غدا", فيقول أبو عبيد الكاتب: أمير المؤمنين يستقبل بمثل هذا؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فيجيبه سفيان بقوة المؤمن وعزة المسلم: اسكت, انما أهلك فرعون هامان وهامان فرعون.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7](المسند للأستاذ أحمد شاكر: الجزء الأول_ وفيات الأعيان 2\387).[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7] [/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=7][color=red]وهذا موقف ثان له:[/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=7] في يوم قال الخليفة المهدي للخيزران: أريد أن أتزوج, فقالت له: لا يحلّ لك أن تتزوج عليّ, قال: بلى, قالت له: بيني وبينك من شئت.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7]قال: أترضين سفيان الثوري؟[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7]قالت: نعم.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7]فوجه الى سفيان فقال: انّ أم الرشيد تزعم أنه لا يحل لي أن أتزوج عليها وقد قال تعالى:{ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} ثم سكت, فقال له سفيان أتم الآية, يريد قوله تعالى:{ فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة}, وأنت لا تعدل.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7]فأمرله بعشرة آلاف درهم فأبى أن يقبلها.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7](وفيات الأعيان 2\389).[/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=7][color=blue]وهذا موقف ثالث له:[/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=7] [/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]قال القعقاع بن حكيم: كنت عند المهدي وأتى سفيان الثوري كبير علماء المسلمين في عصره, فلما طخل عليه سلّم ولم يسلّم بالخلافة, والربيع قائم على رأسه متكئ على سيفه يرقب أمره, فأقبل عليه المهدي بوجه طلق, وقال له: يا سفيان انظر هاهنا وهاهنا, أوتظن أن لو أردناك بسوء لم نقدر عليك, فقد قدرنا عليك الآن, أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]قال سفيان: ان تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال الربيع له: يا أمير المؤمنين, الهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ أتأذن لي أن أضرب عنقه؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال له المهدي: اسكت! ويلك, وهل يريد هذا وأمثاله الا أن نقتلهم فنشقى لسعادتهم! اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه في حكم, فكتب عهده ورفعه اليه, فأخذه وخرج ورمى به في دجلة وغاب عن أنظار الناس, فطلب في كل بلد فلم يوجد فتولى القضاء مكانه شريك النخعي.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7](تذكرة الحفاظ 1\160, وفيات الأعيان 2\390).[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7] [/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=7][color=blue]وهذا موقف رابع له:[/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=7] دخل على أبي جعفر المنصور, العالم الجليل سفيان الثوري, وسأله أن يرفع اليه حاجته فأجابه: اتق اله فقد ملأت الأرض ظلما وجورا, فطأطأ المنصور رأسه ثم أعاد السؤال عليه, فأجابه: انما نزلت هذه المنزلة بسيوف المهاجرين والأنصار, وأبناؤهم يموتون جوعا, فاتق الله وأوصل اليهم حقوقهم, فطأطأ المنصور شاكرا ثم كرّر السؤال, ولكن سفيان تركه وانصرف.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7](الاحياء الجزء الخامس ص 120).[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7] [/size][/font]
[b][font=traditional arabic]
[size=7][/size][/font][/b]
[center][center][b][font=traditional arabic][size=7][color=blue]بين حمّاد بن سلمة ومحمد بن سليمان[/color][/size][/font][/b][/center]
[center][font=traditional arabic][size=7] [/size][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][size=7] [color=red] [/color][color=red]قال ابن سليمان, دخلت على حماد بن سلمة فاذا ليس في البيت الا حصير, وهو جالس وفي يديه مصحف يقرأ فيه وجراب فيه عملة ومطهرة يتوضأ منها, فبينما أنا جالس اذ دق الباب.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال حمّاد: يا حبيبة اخرجي فانظري من هذا؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقالت: رسول محمد بن سليمان الى حماد بن سلمة, فأذن له بالدخول[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال بعد أن سلّم: أما بعد فصبّحك الله بما صبّح به أولياءه وأهل طاعته.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]وقعت مسألأة فأتينا نسألك عنها, والسلام.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال: يا حبيبة, هلم الدواة.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]ثم قال لي: اقلب كتابه, واكتب أما بعد:[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فأنت صبّحك الله بما صبّح به أولياءه وأهل طاعته, انا أدركنا العلماء وهو لا يأتون لأحد, فان وقعت لك مسألة فأتنا وسل ما بدا لك وان أتيتني فلا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك, ولا أنصح الا تقيّا, والسلام.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فبينما أنا جالس اذ دق الباب.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال: يا حبيبة فانظري من هذا؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red] قالت: محمد بن سليمان.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]قال: قولي له يدخل وحده, فدخل وجلس بين يديه وبدأ.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال: ما لي اذا نظرت فيك امتلأت منك رعبا؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]قال حمّاد: حدثني ثابت البناني قال سمعت أنسا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ان العالم اذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء, واذا أراد أ، يكنز الكنوز هاب من كل شيء".[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال: ما تقول _رحمك الله_ في رجل له ابنان وهو على أحدهما أرضى, فأراد أن يجعل له في حياته ثلثي ماله؟.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فقال حماد: لا يفعل_ رحمك الله_ فاني سمعت أنسا يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" اذا أراد الله أن يعذب عبدا من عباده في حياته وفقه الى وصيّة جائرة".[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red]فعرض عليه مالا فلم يقبل وخرج.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=red](الاسلام بين العلماء والحكام ص 99).[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic]
[size=7][/size][/font]
[center][center][b][font=traditional arabic][size=7][color=blue]بين صالح المرّي والمهدي[/color][/size][/font][/b][/center]
[center][font=traditional arabic][size=7] [/size][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][size=7] بعث المهدي الى صالح المرّي, قال صالح: فلما دخلت عليه قلت: يا أمير المؤمنين, احمل لله ما أكلمك به اليوم, فان أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النصيحة فيه, وجدير بمن له قرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرث أخلاقه ويأتمّ بهديه, وقد ورثك الله من فهم العلم وانارة الحجة ميراثا قطع به عذرك. فمهما ادّعيت من حجة, أو ركبت من شبهة لم يصح لك فيها برهان من الله, حل بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم أو أقدمت عليه من شبهة الباطل, واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصم من خالف أمته, يبتزها أحكامها, ومن كان محمد صلى الله عليه وسلم كان الله خصمه, فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسوله حججا تضمن لك النجاة, أو استسلم للهلكة.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7]واعلم أ، أبطأ الصرعى نهضة صريع الهوى, وأن أثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم, فمثلك لا يكابر بتجديد المعصية ولكن تمثل له الاساءة احسانا, ويشهد عليه خونة العلماء وبهذه الحبالة تصيدت الدنيا نظرائك, فأحسن الحمل فقد أحسنت اليك الأداء.
فبكى المهدي ثم أمر له بشيء فلم يقبله.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7]وحكى بعض الكتاب أنه رأى هذا الكلام مكتوبا في دواوين المهدي.[/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7](وفيات الأعيان 2\494). [/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7] [/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7] [/size][/font]
[center][center][b][font=traditional arabic][size=7][color=blue]بين الامام مالك وجعفر بن سليمان[/color][/size][/font][/b][/center]
[center][font=traditional arabic][size=7] [/size][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][size=7] [color=darkred]سعي بالامام مالك الى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وهو ابن عم أبي جعفر المنصور وقالوا له: انه لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء, فغضب جعفر ودعا به وجرّده وضربه بالسياط, ومدت يده حتى انخلعت كتفه وارتكب منه أمرا عظيما, فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=darkred]وذكر ابن الجوزي في (شذور العقود) في سنة سبع وأربعين ومائة وفيها ضرب مالك بن أنس سبعين سوطا لأجل فتوى لا توافق غرض السلطان.[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=7][color=darkred]( وفيات الأعيان 4\137).[/color][/size][/font]

أبو عبد الله الأنصاري 02-27-2010 09:51 AM

[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين الفضيل بن عياض والرشيد[/color][/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7] قال الفضيل بن الربيع: كنت بمنزلي ذات يوم وقد خلعت ثيابي وتهيأت للنوم, فاذا بقرع شديد على بابي, فقلت في قلق: من هذا؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال الطارق: أجب أمير المؤمنين, فخرجت مسرعا أتعثر في خطوي, فاذا بالرشيد قائما على بابي وفي وجهه تجهّم حزين, فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت اليّ لأتيتك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ويحك قد حاك في نفسي شيء أطار النوم من أجفاني وأزعج وجداني شيء لا يذهب به الا عالم تقي من زهادك, فانظر لي رجلا أسأله.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم يقول ابن الربيع: حتى جئت به الى الفضيل بن عياض.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال الرشيد: امض بنا اليه, فأتيناه, واذا هو قائم يصلي في غرفته وهو يقرأ قوله تعالى:{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم, ساء ما يحكمون}.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال الرشيد: ان انتفعنا بشيء فبهذا. [/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقرعت الباب.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال الفضيل: من هذا؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قلت: أجب أمير المؤمنين.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ما لي ولأمير المؤمنين.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقلت: سبحان الله, أما عليك طاعته؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فنزل ففتح الباب, ثم ارتقى الى الغرفة فأطفأ السراج, ثم التجأ الى زاوية من زوايا الغرفة, فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف الرشيد كفي اليه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: يا لها من كف ما ألينها ان نجت من عذاب الله تعالى غدا.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال ابن الربيعك فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب تقي.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال الرشيد: خذ فيما جئناك له يرحمك الله.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقالالفضيل: وفيما جئت وقد حمّلت نفسك ذنوب الرعيّة التي سمتها هوانا, وجميع من معك من بطانتك وولاتك تضاف ذنوبهم اليك يوم الحساب, فبك بغوا وبك جاروا وهم مع هذا أبغض الناس لك وأسرعهم فرارا منك يوم الحساب, حتى لو سألتهم عند انكشاف الغطاء عنك وعنهم أن يحملوا عنك سقطا _جزءا_ من ذنب ما فعلوه, ولكان أشدهم حبا لك أشدهم هربا منك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم قال: ان عمر بن عبد العزيز لما وليّ الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب ورجاء بن حيوة _ وهو ثلاثة من العلماء الصالحين_ فقال لهم: اني قد ابتليت بهذ البلاء فأشيروا عليّ. فعدّ الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7] فقال سالم بن عبد الله: ان أردت النجاة غدا من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا, وأوسطهم عندك أخا, وأصغرهم عندك ابنا, فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]وقال رجاء بن حيوة: ان أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحبّ للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك, ثم مت ان شئت, واني أقول لك يا هارون اني أخاف عليك أشدّ الخوف يوما تذل فيه الأقدام فبكى هارون.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال ابن الربيع: فقلت أرفق بأمير المؤمنين.
فقال: تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم قال: يا حسن الوجه, أنت الذي يسألأك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة, فان استطعت أن تقي هذا الوجه فافعل, واياك أن تصبح أو تمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيّتك, فان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة".*[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فبكى الرشيد.
ثم قال: هل عليك دين؟.
فقال: نعم دين لربي لم يحاسبني عليه, فالويل لي ان سألني والويل لي ان ناقشني والويل لي ان لم ألهم حجتي.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال الرشيد: انما أعني دين العباد.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ان ربي لم يأمرني بهذا وقد قال عز وجل:{ وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
فقال الرشيد: هذه ألف دينار خذها وأنفقها على عيالك وتقوّ بها على عبادتك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: سبحان الله. أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال ابن الربيع: فخرجنا من عنده.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال هارون الرشيد: اذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا, هذا سيّد المسلمين اليوم.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]*رواه البخاري( 13\112) (142) في كتاب الايمان.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](سير أعلام النبلاء 8\378).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]ويحكى أن الرشيد قال له يوما: ما[/color] أزهدك! فقال الفضيل: أنت أزهد مني, قال: وكيف ذلك؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: لأني أزهد في الدنيا, وأنت تزهد في الآخرة, والدنيا فانية والآخرة باقية.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](وفيات الأعيان 4\48).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font]
[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين شعيب بن حرب وهارون الرشيد[/color][/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7] [color=red] [/color][color=red]قال شعيب بن حرب: بينما أنا في طريق مكة, اذ رأيت هارون الرشيد, فقلت في نفسي: قد وجب عليك الأمر والنهي, فقالت لي: لا تفعل فان هذا رجل جبار ومتى أكرته ضرب عنقك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقلت في نفسي: لا بد من ذلك. فلما دنا مني صحت: يا هارون, قد أذيت الامة وأتعبت البهائم, فقال: خذوه. ثم أدخلت عليه وهو على كرسي وفي يده عمود يلعب به.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال: ممن الرجل؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقلت: من أفناء الناس.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال: ممن ثكلتك أمك؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]قال: من الأبناء.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]قال: وما حملك أن تدعوني باسمي؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقلت: أنا أدعو الله باسمه فأقول يا الله, يا رحمن, وما ينكر من دعائي باسمك, وقد رأيت الله سمى في كتابه أحب الخلق اليه محمدا, وكنى أبغض الخلق اليه أبا لهب.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال: أخرجوه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red](وفيات الأعيان 2\470).[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red] [/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic]
[b][size=7][/size][/b][/font]
[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين منذر بن سعيد والخليفة الناصر[/color][/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7] لقد أقبل الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله على عمارة الزهراء أيما اقبال, وأنفق من أموال الدولة في تشييدها وزخرفتها ما أنفق, وهي في حقيقة حالها مجموعة من القصور الفاخرة. وكان يشرف بنفسه على شؤون البناء والزخرفة حتى شغله ذلك ذات مرّة عن شهود صلاة الجمعة , وكان منذر بن سعيد يتولى خطبة الجمعة والقضاء, ورأى_ خروجا من تبعة التقصير فيما أوجبه الله على العلماء _ أن يلقي على الخليفة الناصر درسا بليغا يحاسبه فيه على إسرافه وإنفاقه في مدينة الزهراء , ورأى أن يكون ذلك على ملأ من الناس في المسجد الجامع بالزهراء فلما كان يوم الجمعة اعتلى المنبر والخليفة الناصر حاضر والمسجد غاصّ بالمصلين وابتدأ خطبته فقرأ قوله تعالى:{ أتبنون بكل ريع ءاية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * واذا بطشتم بطشتم جبّارين * فاتقوا الله واطيعون *واتقوا الذي أمدّكم بما تعلمون * أمدّكم بأنعام وبنين * وجنّات وعيون * اني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}. سورة الشعراء (128_135).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم مضى في ذم الاسراف على البناء بكل كلام جزل وقول شديد, ثم تلا قوله تعالى:{ أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هاو فانهار به في نار جهنّم, والله لا يهدي القوم الظالمين}. التوبة (109).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]وراح يحذر وينذر ويحاسب حتى ادكر من حضر من الناس وخشعوا وأخذ الناصر من ذلك بأوفر نصيب , وقد علم أنه المقصود به فبكى وندم على تفريطه. غير أن الخليفة لم يحتمل صدره لتلك المحاسبة العلنيّة ولشدة ما سمع .[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال شاكيا لولده الحكم: والله لقد تعمّدني بخطبته وما عنى بها غيري, فأسرف عليّ وأفرط في تقريعي.. ثم استشاط غيظا عليه متذكّرا كلماته وأراد أن يعاقبه لذلك!!.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فأقسم أن لا يصلي خلفه صلاة جمعة, وجعل يلزم صلاتها وراء أحمد بن مطرف خطيب جامع فرطبة.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ولكن لما رأى ولده الحكم تعلق والده بالزهراء والصلاة في مسجدها العظيم.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال له: ما الذي يمنعك من عزل منذر عن الصلاة به اذا كرهته ؟ ولكن الناصر زجره قائلا: أمثل منذر بن سعيد في فضله وخيره وعلمه (لا أمّ لك) يعزل لارضاء نفس ناكبة عن الرشد سالكة غير القصد؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]هذا ما لا يكون, واني لأستحي من الله ألا أجعل بيني وبينه في صلاة الجمعة شفيعا مثل منذر في ورعه وصدقه, ولكن أحرجني فأقسمت, ولوددت أن أجد سبيلا الى كفارة يميني بملكي, بل يصلي منذر بالناس حياته وحياتنا ان شاء الله, فما أظن أنا نعتاض منه أبدا. ولما اشتدت الفجوة بين الشيخ منذر بن سعيد والخليفة عبد الرحمن نتيجة محاسبة المنذر له في اسرافه على بناء الزهراء, أراد ولده الحكم أن يزيل ما بينهما فاعتذر له عند الخليفة.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: يا أمير المؤمنين انه رجل صالح وما أراد الا خيرا, لو رأى ما أنفقت وحسن تلك البنية لعذرك ( ويريد بالبنية هنا القبة التي بناها الناصر بالزهراء واتخذ قرامدها من فضة وبعضها من مغش بالذهب, وجعل سقفها نوعين صفراء فاقعة الى بيضاء ناصعة يستلب الأبصار شعاعها).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فلما قال له ولده ذلك أمر ففرشت بفرش الديباج وجلس فيها لأهل دولته.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم قال لقرابته وزرائه: أرأيتم أم سمعتم ملكا كام قبلي صنع مثل ما صنعت؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقالوا: لا والله يا أمير المؤمنين, وانك الأوحد في شأنك.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فبينما هم على ذلك, اذ دخل منذر بن سعيد ناكسا رأسه, فلما أخذ مجلسه قال له ما قال لقرابته, فأقبلت دموع المنذر تنحدر على لحيته لسوء ما رأى.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]وقال: والله يا أمير المؤمنين ما ظننت أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ, ولا أن تمكنه من قيادتك هذا التمكن مع ما آتاك الله وفضلك به على المسلمين حتى ينزلك منازل الكافرين.
فاقشعر الخليفة من قوله.
وقال له: انظر ما تقول كيف أنزلني الله منازلهم؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: نعم, أليس الله يقول:{ لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقف من فضة ومعارج عليها يظهرون}. الزخرف(33).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فوجم الخليفة ونكس رأسه مليا, وجعلا دموعه تنحدر على لحيته ثم أقبل على المنذر وقال له:[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]جزاك اله خيرا وعن الدين خيرا, فالذي قلت هو الحق. [/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]ثم قام من مجلسه, وأمر بنقض سقف القبة وأعاده أميرها ترابا على صفة غيرها.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](مقال بين خليفة وقاض في مجلة الأزهر لشهر رمضان 1371 للأستاذ عبد الحميد لبعبادي, وانظر الاسلام بين العلماء والحكام 93).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font]
[font=traditional arabic]
[b][size=7][/size][/b][/font]
[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين الكيلاني والمقتفي[/color][/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7] [color=red]وهذا الشيخ عبد القادر الكيلاني _ رحمه الله تعالى_ يقف على منبره محاسبا المقتفي لأمر الله, ومنكرا عليه توليه يحيى بن سعيد المشهور بابن المزاحم الظالم القضاء, فقال له مخاطبا: ولّيت على المسلمين أظلم الظالمين وما جوابك غدا عند أ{حمالراحمين؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فارتعد الخليفة وعزل المذكور لوقته.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red](قلائد الجواهر ص8).[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font]
[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين العز بن عبد السلام ونجم الدين[/color] أيوب[/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7]كان لمماليك الأـراك نفوذ في الدولة الاسلامية في أواخر حكم العباسيين, وامتد نفوذهم حتى أصبحوا امراء في الدولة أيام حكم نجم الدين أيوب في مصر, وكان الشيخ العز قاضيا للقضاة فيها, وقام_ رحمه الله_ مصلحا لأمر القضاء منفذا بحزم أحكام الشرع, لا تأخذه في ذلك لومة لائم, فنظر في حقيقة قضية أولئك الأمراء التي أثارها هو ثم أصدر قضاءه الآتي:[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال السبكي: ذكر كائنة الشيخ مع أمراء الدولة من الأتراك وهو جماعة, ذكروا أن الشيخ لم يثبت عنده أنهم أحرار وأن حكم الرق مستصحب عليهم لبيت مال المسلمين. فبلغهم ذلك, فعظم الخطب فيه واحتدم الأمر, والشيخ مصمم لا يصحح لهم بيعا ولا شراء ولا نكاحا, وتعطلت مصالحهم بذلك, وكان من جملتهم نائب السلطنة فاشتاط غضبا واجتمعوا وأرسلوا اليه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: نعقد لكم مجلسا وينادى عليكم لبيت مال المسلمين ويحصل عتقكم بطريق شرعي, فرفعوا الأمر الى السلطان, فبعث اليه فلم يرجع فجرت من السلطان كلمة فيها غلظة, حاصلها الانكار على الشيخ في دخوله في هذا الأمر, وأنه لا يتعلّق به, فغضب الشيخ وحمل حوائجه على حمار, وأركب عائلته على حمير أخرى, ومشى خلفهم من القاهرة قاصدا الشام فلم يصل الى نحو نصف بريد حتى لحقه غالب المسلمين, لم تكد امرأة ولا صبي ولا رجل لا يؤبه له يتخلف, ولا سيما العلماء والصلحاء والتجار وأنحاؤهم, فبلغ السلطان الخبر, وقيل له متى راح ذهب ملكك قبله, فرجع واتفق معه على أن ينادى على الأمراء فأرسل نائب السلطنة بالملاطفة, فلم يفد فيه, فانزعج النائب.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ميف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟ والله لأضربنّه بسيفي هذا.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فركب بنفسه في جماعة, وجاء الى بيت الشيخ والسيف مسلول في يده, فطرق الباب, فخرج ولد الشيخ.. فرأى من نائب السلطنة ما رأى فعاد الى أبيه وشرح له الحال, فما اكترث لذلك ولا تغيّر.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]وقال: يا ولدي أبوك أقلّ من أن يقتل في سبيل الله, ثم خرج كأنه قضاء الله قد نزل على نائب السلطنة, فحين وقع بصره على النائب وسقط السيف منها ارتعدت مفاصله, فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له, وقال: يا سيدي, خير أي شيء تعمل؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: أنادي عليكم وأبيعكم.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: ففيم تصرف ثمنا؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: في مصالح المسلمين.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]قال: من يقبضه؟.
قال: أنا. فتمّ له ما أراد ونادى على الأمراء واحدا واحدا وغالى في ثمنهم وقبضه وصرفه في وجوه الخير _ وهذا لم يسمع قبله أحد رحمه الله ورضي عنه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](الاسلام بين العلماء والحكام 197).[/size][/b][/font]

أبو عبد الله الأنصاري 02-27-2010 09:53 AM

[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين العز بن عبد السلام والصالح[/color] [color=blue]اسماعيل[/color][/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7] [color=red] [/color][color=red]ان خلافا نشأ واشتد, وخصاما طفق منذرا بالكيد والحرب بين الأخوين: سلطان الشام الملك الصالح اسماعيل, وسلطان مصر الصالح نجم الدين أيوب وقد أوجس اسماعيل خيفة من نجم الديت أيوب فاستعان بالصليبين أعداء الاسلام, وتحالف معهم على قتال أخيه, وأعطاهم مقابل ذلك مدينة صيدا على رواية المقريزي وغيره, وأمعن اسماعيل في هذه الخيانة فسمح للصليبين أن يدخلوا دمشق ويشتروا منها السلاح وآلات الحرب وما يريدون, وأثار هذا الصنيع المنكر استياء المسلمين وعلماءهم. فهب الشيخ العز بن عبد السلام واقفا في وجه الخيانة والخائنين, وأفتى بتحريم بيع السلاح لهم, وصعد على منبر جامع الأموي بدمشق في يوم الجمعة, حيث كان خطيبه الرسمي وأعلن الفتوى وشدد في الانكار على السلطان بومئذ, وصار يدعو بدعاء " اللهم أبرم لهذه الأمة ابرام رشد يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" والمصلون يضجون بالتأمين على دعائه, ولم يكن السلطان حاضرا لتلك الخطبة, اذ كان خارج دمشق, ولما أعلمه رجاله بذلك أمر بعزل الشيخ عن خطبة الجمعة زاعتقاله مع صاحبه الشيخ ابن الحاجب المالكي لاشتراكه معه في هذا الانكار.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]وكان أنصار الشيخ قد أشاروا عليه بأن يغادر البلاد وينجو بنفسه من يد السلطان وأعدوا له وسائل الهرب, ولكنّه أبى ذلك, وألحّوا عليه, فأصر على الاباء, فعرضوا عليه أن يختبىء في مكان أمين لا يهتدي اليه السلطان ورجاله, فرفض هذا الغرض أيضا وقال:" والله لا أهرب ولا أختبىء وانما نحن في بداية الجهاد ولم نعمل شيئا بعد, وقد وطنت نفسي على احتمال ما ألقى في هذا السبيل, والله لا يضيع عمل الصابرين".[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]ثم لما قدم اسماعيل الى دمشق أفرج عنهما بعد الاعتقال, ولكن العز بن عبد السلام أمر بملازمة داره وأن لا يفتي ولا يجتمع بأحد البتة, فاستأذنه في صلاة الجمعة مؤتما بامامها وأن يعيد اليه طبيب أو مزين اذا احتاج اليهما وأن يدخل الحمام فأذن له في ذلك, ومرّت الأيام والشيخ في اقامته الجبرية وقد منع من الافتاء والاتصال بأحد من اخوانه أو طلابه, وتعطلت هوايته المفضلة وواجبه المقدّس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فطلب الهجرة من دمشق قاصدا مصر. وأفرج عنه بعد محاورات ومراجعات فأقام بدمشق ثم انتزع منها الى بيت المقدس. فوافاه الملك الناصر داود في الفور فقطع عليه الطريق وأخذه وأقام بنابلس مدة وجدت لهمعه خطوب, ثم انتقل الى بيت المقدس حيث أقام مدة, ثم جاء الصالح اسماعيل والملك المنصور صاحب حمص وملوك الفرنج بعساكرهم وجيوشهم الى بيت المقدس يقصدون الديار المصرية, فسير الصالح اسماعيل بعض خواصه الى الشيخ بمنديله, وقال له: تدفع منديلي الى الشيخ وتلطف له غاية التلطف وتستنزله وتعده بالعودة الى مناصبه على أحسن حال, فان وافقك فتدخل به عليّ, وان خالفك فاعتقله في خيمة الى جانب خيمتي. فلما اجتمع الرسول بالشيخ, شرع في مسايسته وملاينته.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]ثم قال له: بينك وبين أن تعود الى مناصبك وما كنت عليه زيادة أن تنكسر للسلطان وتقبل يده لا غير.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال الشيخ: والله يا مسكين ما أرضاه أن يقبل يدي فضلا عن أقبّل يده,يا قوم أنت في واد وأنا في واد الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال الرسول: يا شيخ قد رسم لي أن توافق على ما يطلب والا اعتقلتك.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال الشيخ: افعلوا ما بدا لكم. فأخذه واعتقله في خيمة الى جانب خيمة السلطان وكان الشيخ يقرأ القرآن في معتقله والسلطان يسمعه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقال يوما لملوك الفرنج: تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقالوا: نعم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]قال: هذا أكبر قسوس المسلمين, وقد حبسته لانكاره علي تسليمي لكم حصون المسلمين وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه ثم أخرجته فجاء الى القدس وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم!!.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red]فقالت له ملوك الفرنج: "لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها".[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red](واسلاماه لأحمد باكثير 100, وانظر الطبقات للسبكي).[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=red] [/color][/size][/b][/font]
[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين النووي والظاهر بيبرس[/color][/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7] لما خرج الظاهر بيبرس الى قتال التتار بالشام, أخذ فتاوى العلماء بجواز أخذ مال من الرعيّة يستنصر به على قتالهم, فكتب له فقهاء الشام بذلك فأجازوه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: هل بقي أحد؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقيل له: نعم بقي الشيخ محيى الدين النووي.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فطلبه فحضر.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال له: اكتب خطابك مع الفقهاء, فامتنع.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: ما سبب امتناعك؟.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: أنا أعرف أنك كنت في الرق للأمير( بندقار) وليس لك مال, ثم منّ الله عليك وجعلك ملكا وسمعت عندك ألف مملوك, كل مملوك له حياصة من ذهب, وعندك مئتا جارية لكل جارية حق من الحليّ, فاذا أنفقت ذلك كله وبقيت مماليكك بالبنود والصرف بدلا من الحوائص وبقيت الجواري بثيابهن دون الحليّ, أفتيتك بأخذ المال من الرعية. فغضب الظاهر من كلامه.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]وقال: أخرج من بلدي _ يعني دمشق.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال: السمع والطاعة, وخرج الى نوى.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فقال الفقهاء: ان هذا من كبار علمائنا وصلحائنا وممن يقتدى به, فأعده الى دمشق.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]فرسم برجوعه, فامتنع الشيخ.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7]وقال: لا أدخلها والظاهر فيها, فمات بعد شهر.[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7](من أخلاق العلماء الجزء التاسع).[/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font]
[font=traditional arabic]
[b][size=7][/size][/b][/font]
[center][center][font=traditional arabic][b][size=7][color=blue]بين ابن تيمية وغازان[/color][/size][/b][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][b][size=7] [/size][/b][/font][/center][/center]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=blue] وردت الأنباء في أواخر سنة 698ه,[/color] [color=darkred]بزحف غازان التتري وجيشه من ايران نحو حلب. وفي وادي سليمة يوم 27 ربيع الأول سنة 699 التقى جمع غازان بجمع الناصر بن قلاوون, وبعد معركة حامية لوطيس هزم جمع الناصر وولى الجند والأمراء الأدبار, ونزح أعيان دمشق الى مصر يتبعون سير الناصر, حتى خلت دمشق من حاكم أو أمير أو أعيان البلاد, لكن شيخ الاسلام ابن تيمية بقي صامدا مع عامة الناس فاجتمع شيخ الاسلام مع من بقي من أعيان البلاد, واتفق معهم على تولي الأمور, وأن يذهب هو على رأس وفد من الشام لمقابلة غازان. فقابله في بلدة البنك, وقد دارت بينهما مناقشة عنيفة. قال البالسي: قال الشيخ ابن تيمية لغازان وترجمانه يترجم كلام الشيخ: أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاض واماموشيخ ومؤذنون على ما بلغنا, فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا؟ وأبوك وجدك كانا كافرين وما غزوا بلاد الاسلام بعد أن عاهدونا, وأنت عاهدت فغدرت, وقلت فما وفيّت.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]وجرع مع ابن تيمية وغازان أمور قام بها ابن تيمية كلها لله, ثم قرب غازان الى الوقد طعاما فأكلوا الا ابن تيمية فقيل له: ألا تأكل؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتوه من أغنام الناس وطبختوه بما قطعتم من أشجار الناس؟.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]وغازان مصغ لما يقول شاخص اليه لا يعرض عنه, وان غازان من شدة ما أوقع في قلبه من الهيبة والمحبة سألأ: من هذا الشيخ؟؟ اني لم أر مثله, ولا أثبت قلبا منه, ولا أ,قع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا لأحد منه..[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فأخبر بحاله, وما هو عليه من العلم والعمل. ثم طلب منه غازان الدعاء.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]فقام الشيخ يدعو فقال: اللهم ان كان عبدك ها انما يقاتل لتكون كلمتك العليا وليكون الدين كله لك, فانصره وأيّده, وملّكه البلاد والعباد, وان كان قد قام رياء وسمعة وطلبا للدنيا ولتكون كلمته هي العليا ليذل الاسلام وأهله فاخذله وزلزله ودمّره واقطع دابره, وغازان يؤمّن على دعائه ويرفع يديه. قال البالسي: فجعلنا نجمع ثيابنا خوفا من أن نتلوّث بدم ابن تيمية اذا أمر بقتله, فلما خرجنا من عنده قال قاضي القضاة نجم الدين وغيره:[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]كدت تهلكنا وتهلك نفسك, والله لا نصحبك من هنا, فقال: واني والله لا أصحبكم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]قال البالسي: فانطلقوا عصبة وتأخر هو في خاصة نفسه ومعه جماعة من أصحابه, فتسامعت به الخواتين والأمراء وأصحاب غازان فأتوه يتبرّكون بدعائه وهو سائر الى دمشق, ووالله ما وصل الى دمشق الا في نحو ثلاثمائة فارس في ركابه.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred]وكنت أ،ا من جملة من كان معه, وأما أولئك الذين أبوا أ، يصحبوه, فخرج عليهم جماعة من التتار فشلحوهم أي سلبوهم ثيابهم وما معهم.[/color][/size][/b][/font]
[font=traditional arabic][b][size=7][color=darkred](مختصر منهاج السنة للذهبي ص332).[/color][/size][/b][/font]


الساعة الآن 02:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.