أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ
[center][size=4][color=navy][b][font=courier new]قصة مؤثرة : صبر وابتلاء
[color=darkorange]أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ [/color] (ت 104 هـ = 722 م) عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي: من عباد أهل البصرة وزهادهم ، عالم بالقضاء والاحكام ، أرادوه على القضاء. فهرب إلى الشام، فمات فيها. وكان من رجال الحديث الثقات ...[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] مات بالشام سنة أربع ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك ... يروي حكايته ابن حبان في كتاب الثقات (ج5 الطبعة الهندية حيدر ءاباد )[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] بسنده عن الأوزاعي ، عن عبد الله بن محمد قال: خرجت إلى ساحل البحر مرابطًا وكان رابطنا يومئذ عريش مصر.[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا بِبُطَيْحة، وفي البُطيْحة خيمة، فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] وماله من جارحة تنفعه إلا لسانه، وهو يقول: " اللهم أوزعني أن أحمدك حمدًا،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ، وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا ". قال الأوزاعي: قال عبد الله: قلت: والله لآتينَّ هذا الرجل، ولأسألنَّه أنَّى له هذا الكلام !!! ،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] فهمٌ أم علمٌ أم إلهامٌ أُلهم؟[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] فأتيتُ الرجل فسلمت عليه، فقلت: سمعتك وأنت تقول: "اللهم أوزعني أن أحمدك حمدًا، أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ، [/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new]وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا" فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها ؟ ،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] وأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليها ؟. قال: وما ترى ما صنع ربي؟ والله لو أرسل السماء علي نارًا فأحرقتني، [/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new]وأمر الجبال فدمرتني، وأمر البحار فغرقتني، وأمر الأرض فبلعتني، ما ازددت لربي إلا شكرًا، لما أنعم علي من لساني هذا، ولكن يا عبد الله إذ أتيتني،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] لي إليك حاجة، قد تراني على أي حالة أنا، أنا لست أقدر لنفسي على ضُرٍّ ولا نفع،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] ولقد كان معي بنيٌّ لي يتعاهدني في وقت صلاتي،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] فيوضيني، وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام ، [/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new]فتحسَّسه لي رحمك الله. فقلت: واللهِ ما مشى خَلْقٌ في حاجة خلقٍ، كان أعظم عند الله أجرًا ممن يمشي في حاجةِ مثلك. فمضيت في طلب الغلام ، فما مضيتُ غير بعيد ، حتى صرت بين كثبان من الرمل ،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت ... وقلت: أنى لي وجه رقيق آتي به الرجل؟ فبينما أنا مقبل نحوه ،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أتيته سلمت عليه، فرد علي السلام، فقال: ألست بصاحبي؟ قلت: بلى. قال: ما فعلت في حاجتي؟ فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟ قال: بل أيوب النبي. قلت: هل علمت ما صنع به ربه؟ أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟ قال: بلى. قلت: فكيف وجده؟ قال: وجده صابرًا شاكرًا حامدًا. قلت: لم يرضَ منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبابه؟ قال: نعم. قلت: فكيف وجده ربُّه؟ قال: وجده صابرًا شاكرًا حامدًا. قلت: فلم يرض منه بذلك حتى صيَّره عَرَضًا لمار الطريق، هل علمتَ؟ قال: نعم. قلت: فكيف وجده ربه؟ قال: صابرًا شاكرًا حامدًا، أوجز رحمك الله. قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كُثبان الرمل، وقد افترسه سبع فأكل لحمه، فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر. فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقًا يعصيه، فيعذبه بالنار. ثم استرجع، وشهق شهقة فمات. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، عظمت مصيبتي، رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع، وإن قعدتُ، لم أقدر على ضر ولا نفع.[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] فسجَّيته بشملةٍ كانت عليه، وقعدت عند رأسه باكيًا، فبينما أنا قاعد إذ تهجم علي أربعة رجال، فقالوا:[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] يا عبد الله، ما حالك؟ وما قصتك؟ فقصصت عليهم قصتي وقصته، فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه، فعسى أن نعرفه.[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] فكشفت عن وجهه، فانكبَّ القوم عليه، يقبلون عينيه مرة، ويديه أخرى، [/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new]ويقولون: بأبي عينٌ طالما غُضّت عن محارم الله، وبأبي وجسمه طالما كنت ساجدًا والناس نيام. فقلتُ: من هذا يرحمكم الله؟ فقالوا: هذا أبو قلابة الجرمي، صاحب ابن عباس، لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه وسلم . فغسَّلناه وكفنَّاه بأثواب كانت معنا، وصلينا عليه ودفنَّاه. فانصرف القوم وانصرفتُ إلى رباطي، فلما أن جَنَّ عليَّ الليل، وضعت رأسي،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة، وعليه حُلَّتانِ من حُلَلِ الجنة، [/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new]وهو يتلو الوحي: "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"، فقلتُ: ألست بصاحبي؟ قال: بلى... قلت: أنى لك هذا؟ قال: "إن للهِ درجاتٍ لا تُنَال إلا بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء،[/font][/b][/color][/size] [size=4][color=navy][b][font=courier new] مع خشية الله عز وجل في السرِّ والعلانية".[/font][/b][/color][/size][/center] [size=4][color=navy][b][font=courier new] [/font][/b][/color][/size][size=4][color=darkorange][b][font=courier new]م ن ق و ل[/font][/b][/color][/size] |
الساعة الآن 03:37 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.