عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-22-2008, 04:46 PM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




افتراضي

لماذا يفضلنه أسود (٢)

بقلم حمدى رزق ٢٢/ ١٢/ ٢٠٠٨
وإذا كان المؤيدون للنقاب المغذون له المدافعون عنه فى معاركه، أوضح من التعريف.. فإن المعارضين له من فرق شتى، ومعارضتهم لا تتسم بالوضوح ذاته الذى يتسم به تأييده لدى المتطرفين وفرق الإسلام السياسي!
المعارضون – تصنيفاً – بعضهم من رجال الدين. وبعضهم الآخر – الأكثرية – من مثقفى اليسار. وفريق ثالث من الليبراليين دعاة (علمنة) المجتمع. وفريق رابع من الحقوقيين الذين يرون فى النقاب انتهاكاً لحقوق المرأة!
والمعارضون – خطاباً – يختلفون، رجال الدين يسوقون الأحاديث النبوية والآيات القرآنية دلائل على صدق كلامهم عن بطلان نسبة النقاب إلى الإسلام، واليسار يدعو ليس فقط إلى خلع النقاب بل إلى إعادة النظر فى الحجاب ذاته. الليبراليون يتكلمون عن أن هذه (حرية شخصية) لكنها تتعارض مع العلمانية التى تستوجب عدم التمييز الدينى بأى علامات أو شعارات أو أزياء.
والحقوقيون يرون فى المسألة قضية إنسانية تحرم فيها المرأة – وهى إنسان – من أن تكشف وجهها مع أن هذا حق لها.. أصيل! ولعل هذا التشرذم بين معارضى النقاب هو ما يُكسب مؤيديه قوة الصوت وعلوه!
وتبدو السيدات والفتيات المنتقبات أنفسهن أبعد الأطراف عن الخوض فى هذه المعركة الفقهية، التى باتت تتخذ وجهاً سياسياً فى مصر الآن!
كثير من المنتقبات يعتبرن أن (النقاب فضل) ومن تتخلى عنه عاصية. وآخر دعواهن أن يهدى ربنا المحجبات، غير أن كثيراً منهن ارتدين النقاب على غير رغبة منهن، ويكثر بينهن من ارتدين النقاب ثم خلعنه بعد أن تخلصن من أزواجهن الذين فرضوا عليهن ارتداءه.. وهذه الحالة النقابية بأمر الزوج متفشية بشدة فى أوساط المنتقبات، وأزواجهن غالباً ما ينتمون إلى جماعات. وربما إلى أفكار هذه الجماعات، دون تنظيماتها.
كذلك ترتدى بعض السيدات النقاب ليتخلصن من أعباء شراء الملابس العصرية ذات الأثمان الباهظة. أو يقبلن على النقاب لستر عيوب فى الشعر أو الوجه أو الجسد، وثمة حالات نادرة ارتدت فيه السيدات النقاب بإرادتهن، بل فى مواجهة معارضة حقيقية من أزواجهن، وتولين – هن – إقناع الزوج بالنقاب.
هذا لاينفى أن النقاب بدأ يشيع بين الطبقات الأكثر ثراء، زوجات وبنات الأثرياء الجدد انتقبن. منتقبات نادى صيد القطامية على سبيل المثال يرتدين العباءات الحريرية «السينييه» غالية الثمن.
وهذه الذرائع والدوافع لا تعنى بساطة الحالة، ولا تنفى كونها جزءاً من حالة دينية – سياسية. فحتى السيدات اللائى ارتدين النقاب لأنهن يردن ستر عيوب جسدية أو لاتقاء معاكسات الشوارع. بداخلهن إيمان بأنهن أقرب إلى الله تعالى وأفضل عنده من الأخريات. وهكذا يضربن عصفورين بحجر واحد: الجنة.. والحاجة العملية للنقاب!
النقاب صار (حالة) تستدعى الانتباه والتوقف للتبين، فأنصاره بين السيدات يتزايدن، والداعون اليه بين الرجال يجهرون ولا يبالون، أما المعارضون له فإنهم – ليأسهم – أخشى ان نفرا منهم باتوا يفكرون فى أن يطلبوا إلى الدولة استصدار قانون لمنع ارتداء العلامات والرموز والأزياء الدينية كالقوانين الأوروبية الحالية.
لكن حتى المعارضون للنقاب – كوزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق مثلاً – يرون أن هذا غير ممكن فى بلد شرقى ومسلم كمصر.. والحقيقة أن الظرف السياسى الآن فى مصر لا يحتمل اشتباكاً من هذا النوع! بالتالى فإن كل العوامل والظروف تقول إن النقاب سيظل متفشياً على الأقل فى المرحلة الحالية فى مصر، وسيظل الجدل الفقهى ظاهرياً. السياسى باطنياً، مشتعلاً بشأنه من دون حسم قريب!
رد مع اقتباس