إسبانيـــــا
مالنـا ولإسبانيا ؟!!!
أليست تلكَ الدولةَ الأوربيةَ التي يفصلنا عنها بحرٌ عظيمٌ ؟!!!
نعم هي تلك الدولة ...
فما لنا ولها ؟.....
ربما يطرأُ هذا السؤالُ على أذهاننا فعلاً ولا نعلمُ ما هي علاقتنا بإسبانيا ...
ربما لأنَّ كثيراً منّـا لم يعلم بتلكَ الدولةِ الإسلاميةِ التي استمرت لما يقربُ من ثمانيةِ قرونٍ هناكَ ، وشهدت فيها أوروبا حضارةً لم يشهدها العالَـمُ بِأَسْـرِهِ على يَـدِ المسلمينَ ..
نعم ومن إسبانيا وفي إسبانيا حدث هذا ...
ولكن ربما نحنُ نعلمُ الإسمَ الآخرَ الأكثرَ شهرةً ..
ونستطيعُ أن نقولَ الأكثرُ جمالاً ..
وهو ..
الأندلس ..
آآآآآآآآهٍ
يالها من شجونٍ وأحزانٍ تعتصرُ القلبَ عندَ سماعِ هذا
الاسمِ ..
عندَ تَذَكُّرِ تلكَ الملحمةِ التاريخيةِ بما فيها من خيرٍ وشرٍّ وجراحٍ وأفراحٍ ...
لقد مثَّلَت الأندلسُ أفضلَ صورةٍ للسننِ الكونيةِ التي لا تحابي أحداً مهما بلغَ منَ القوةِ والعظمةِ ..
" فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيْلَاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلَاً "
.........
.....
قِصَّةُ الأندلس ....
قصةُ أبطالٍ وخونة ...
أوفياءَ وعملاء ...
قِصَّةً لأُناسٍ عَمِلوا لدينهم تلاهم ناسٌ عَمِلوا لدنياهم فكانتِ النتيجةَ المعلومةَ ..
" نَحْنُ قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلامِ فَمَهْمَا ابْتَغَيْنَا الْعِزَّةَ فِي غَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللهُ "
.........
.....
حقبةٌ مِنَ التاريخِ بعضنا لا يعلمها أصلاً ، والبعضُ الآخرُ يعلمُ أجزاءَ منها ...
فمن منّا يعلمُ يوسفَ بنِ تاشفين رحمهُ اللهُ ..؟
ومن منّا يعلم اللمتوني رحمهُ اللهُ الذي فتحَ أكثرَ من خمسةَ عشرَ دولة ....؟
ومن منّا يعرفُ موسى بنِ نصير وطارقِ بنِ زيادٍ ....؟
ماذا نعرفُ عن موقعةِ العقاب ...؟
وماذا نعرفُ عن بلاطِ الشهداء ...؟؟!
كيف قامت الدولة ...؟
وكيف سقطت ...؟
ومن كانوا سبباً في النهوضِ ، ومن كانوا سبباً في الانهيارِ ...؟!
لا نَقُصُّ القصةَ من بابِ المعلوماتِ العامةِ ، ولكن لأنها سنَّةً كونيةً ثابتةً إذا فعلنا مثلما فعلوا فى البدايةِ فسنكونُ مثلهم وسنملكُ الدنيا .. وإذا تشبهنا بمن تسبَّبَ في الانهيارِ فلا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ ...!
لنبدأِ الملحمةَ معاً ولنرى كيفَ كانتِ البدايةُ وكيفَ ستكونُ النهاية ..
لنبدأَ في قِصَّةِ الأندلس ..
ومن إسبانيا ...
..
.