عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04-10-2009, 03:38 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي


بنو أمية وحسناتهم


الدولة الأموية كغيرها من الدول الإسلامية لها يد بيضاء وفضل كبير على المسلمين في شتى بقاع الأرض ، ونظرة واحدة على عدد المسلمين الذين دخلوا الإسلام في زمن حكمها تكفي للرد على الافتراءات والمزاعم التي حيكت في حقها ؛ فهذا إقليم شمال إفريقيا بكامله دخل الإسلام في عهد بني أمية، ابتداءً من ليبيا وحتى المغرب ، وإذا كانت الفتوح الإسلامية لهذه البلاد قد بدأت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه فإن هذه البلاد قد ارتدت على عقبها ثم فُتحت من جديد ولكن في عهد بني أمية، ومع إقليم شمال إفريقيا كانت أفغانستان وأيضا جمهوريات جنوب روسيا ، كل هذه البلدان وغيرها وصلتهم رسالة الإسلام ودخلوا فيه في زمن بني أمية ، فقد كان الجهاد في أيامهم أمرا طبيعيا جدا ، وهو في كل أيام العام صيفا وشتاء ، يخرج إليه الناس وكأنهم ذاهبون إلى أعمالهم ، وإضافة إلى ذلك أيضا فقد دُوّنت السنة النبوية في مدتهم ، وحُكِّم شرع الله وطُبّق في دولتهم .

ومع كل هذا فإنا لا نقر بتبرئتهم من كل خطأ أو عيب ؛ فالنقص والخطأ شيمة البشر ، ومن المؤكد أن هناك أخطاء كثيرة في تاريخ بني أمية ، لكن - بلا شك - كل هذه الأخطاء تذوب في بحر حسناتهم ، وبحر أفضالهم على المسلمين ، فقد امتد حكم بني أمية اثنين وتسعين عاما، من سنة أربعين إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة من الهجرة، وكان أول خلفاء بني أمية الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ورضي الله عن أبيه أبي سفيان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذلك الخليفة الذي لم يسلم من ألسنة كثير من الناس ، فطعنوا في تاريخه وفي خلافته رضي الله عنه ، ولقد كذبوا ، فليتنا نصل إلى معشار ما فعله معاوية بن أبي سفيان للإسلام والمسلمين .

وإن كان هذا ليس هو مجال الحديث عن بني أمية إلا أن هذه المقدمة البسيطة قد تفيد - بمشيئة الله - في الحديث عن الأندلس ، فبعد معاوية بن أبي سفيان تتابع الحكام وكان أشهرهم عبد الملك بن مروان رحمه الله ، ومن تبعه من أولاده ، وكان منهم الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وقد تخللهم الخليفة الراشد المشهور عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه ، وهو الخليفة الأموي من أبناء الدولة التي يطعنون فيها الذي ملأ الأرض عدلا ورحمة وأمنا ورخاء ، أما الجانب السيئ من تاريخ دولة بني أمية فإنه يكمن في السنين السبع الأخيرة فقط من تاريخهم ، تلك التي كان فيها كثير من المآسي ، وكثير من الاختلاف على المنهج الإسلامي ، وكسنة من سنن الله تعالى فلما فسد الأمر في بني أمية قامت دولة أخرى وهي دولة بني العباس ، أما الأندلس وفتح الأندلس فيبقى حسنة من حسنات بني أمية.





التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 07-21-2009 الساعة 07:03 PM
رد مع اقتباس