عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 04-26-2009, 04:14 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

اقتباس:
هل يذكرنا إخواننا وأخواتنا بالفِرَقِ التي نفت صفة اليد عن المولى عز وجل
المتابع لذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لليدين أنه إذا ذكر الرسول اليدين في سياق ذكر مخلوق زاد النبي قوله : (وكلتا يديه يمين) واستشهد بحديث واحد وهو ( المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين.... الحديث) . فإن أصر المثبت على الظاهر أن اليدين صفة ذات كان ذلك تعطيلاً واضحاً كشمس النهار لدلالة الاسمين( الظاهر والباطن) وإلحاداً فيهما بعد أن بيّن الرسول صلي الله عليه وسلم دلالة الاسمين بنفسه وكأن الرسول صلى الله عليه واَله وسلم يحذرنا من أن نقول إن اليدين صفات ذات للمولى عز وجل ، وأنا لا أقول بتأويلها بالقدرة بل أقول( آمنا به كل من عند ربنا)والمثبت أخذ بالكلام الوارد في(ذكر اليدين وكلتا يديه يمين) ولم يأخذ بكلام الرسول صلي الله عليه وآله وسلم أن ذات الرحمن سبحانه وتعالى ليس فيها يمين بدلالة الاسمين الظاهر والباطن فلابد للمثبت لصفة اليدين أن يُظهر في ذات الرحمن (يميناً لأن اليمين صفة أصلية لليدين) وإذا فعل ذلك عطل دلالة الاسمين لذلك كان العلماء الأكابر من أهل السنة مالك والشافعي وأحمد وغيرُهم يقولون:
(أمّرِوها كما جاءت مع التصديق بها)
لأن من الفرق من ينكرون هذه الأحاديث فمنهم من شط وانحرف عن أهل السنة والجماعة كالجهمية والمعطلة والمعتزلة والمرجئة وهؤلاء أراهم باطلة.

والجهمية المعطلة هم الذين يقولون في مثل قوله تعالى ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}سورة ص(75) يقولون أي خلقت بقدرتي .

قال الإمام الترمذي رحمه الله في سننه :

((قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث ما يشبهه هذا من الروايات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجـهـمـية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجـهـمـية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحاق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))أ.هـ


 وكل هؤلاء ظنوا أن في أثبات صفة السمع والبصر والمجيء واليد والاستواء لله تعالى ظنوا أن في ذلك تشبيهًا لله عز وجل بالمخلوق- كذبوا- .
وأراد الآخرون أن يفروا من التشبيه فوقعوا في ضلالة التعطيل أو التأويل الذي لا مستند له من الشرع أو العقل إذ يقال لمن يؤول صفة اليد إلى القدرة مثلاً مدعياً أن ظاهرها غير مراد وهو بزعمه مشابهة يد الخلق

وكذالك بعض الأشاعرة المتأخرين قالو :
القول في الصفات الخبرية كصفة الوجه واليدين والعينين، فقد كان رأي الإمام أبي الحسن رحمه الله في هذه الصفات موافقا لرأي الكلابية الذين يثبتون هذه الصفات لله عز وجل، وقد نص أبو الحسن رحمه الله على إثباتها في [الإبانة: 51 - 58] وفي رسالته لأهل الثغر [ص: 72 - 73]، في حين ذهب متأخروا الأشعرية إلى تأويل تلك الصفات.

يقول الإيجي [3/145] في صفة اليد: (الخامسة اليد: قال تعالى: { يد الله فوق أيديهم }، { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي }، فأثبت الشيخ صفتين ثبوتيتين زائدتين وعليه السلف وإليه ميل القاضي في بعض كتبه، وقال الأكثر إنها مجاز عن القدرة فإنه شائع، وخلقته بيدي أي بقدرة كاملة).


ففي تهذيب شرح الباجوري على جوهرة التوحيد ـ (مشروع المحدث إصدار 2.02 ص87) :

"
إن الخلف ذهبوا - بعد أن نزّهوا الله تعالى عن الظاهر المتبادر من هذه النصوص - إلى التأويل التفصيلي فقالوا: ... وإن المراد بالوجه الذات، وباليد القدرة ... وإن المراد باليمين في قوله تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} القوة"

وقد ذكر الصاوي رحمه الله في شرحه على الجوهرة أمثلة للتأويل السائغ عندهم فقال: "وباليد والأصابع القدرة" ص 130

هذا مع ملاحظة أن القوة هي القدرة، وينظر في ذلك معاجم اللغة وأيضاً الإبانة للأشعري رحمه الله.
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس