عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 06-19-2009, 10:02 PM
*زهرة الفردوس* *زهرة الفردوس* غير متواجد حالياً
{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
 




افتراضي

أسأل الله لنا جميعا أن يهدينا من ضلال ، ويرشدنا من حيرة، وينقذنا من كل هم وضيق إلى صراطه المستقيم

لا أخفيك سرا أننا جميعا نحتاج إلى خلوة بين الحين والآخر لتوجيه النفس وتقييمها؛ ومجاهدتها على الاستمرار والثبات في طريق الله

، عندما يغيب الهدف والغاية عن حياة أي إنسان ؛ يفقد البوصلة المرشدة له ؛ ويتخبط في الحياة ويشعر بالضياع ، ويصاب بالاضطراب والقلق والحيرة.

ومشكلة الإنسان من الأزل وإلى الأبد أنه لا يجيب بشكل عملي عن الأسئلة الثلاثة التي حيرت فلاسفة العالم:

لماذا خلقنا؟
وإلى أين نسير؟
وما المصير؟

فكيف يوقن المسلم أنه مخلوق لعبادة الله ثم ينصرف عنه؟
وكيف يؤمن أنه يعيش أياما معدودة وينتهي إلى الموت ثم يعرض عن عبادة الله؟
وكيف يعتقد أن مصيره إما إلى الجنة أو إلى النار ثم يغفل عن طلب الجنة والبعد عن النار؟

إننا ـ للأسف الشديد ـ حينما نعمل في وظيفة من أجل الحصول على لقمة العيش لا نجرؤ على التقصير أو التهاون فيها ، وإلا تعرضنا للفقر والجوع والخوف ، لكن في أمر الآخرة يتراجع مؤشر النشاط ، وتفتر العزائم ، وتنحط الهمم ، مع أن القرآن قرر في مواضع عديدة أن الآخرة هي خير وأبقى ، وأن الدار الآخرة لهي الباقية الدائمة التي تستحق النشاط والعمل الدائب.

المرء منا إذا أحب أخا له لا يملك أن يخالفه أو يقصر فيما طلبه منه، بل يسارع إلى إنجاز كل ما يرضيه حتى لو لم يأمره به، فهل نريد فعلا أن نحوز رضا الله، وأن يرضى عنا؟

وإذا سألتِ نفسك هل تريدين أن تكوني حبيب إلى الله لم يتردد لسانك في الجواب، وهو بالإيجاب، ولكن لكل شيء ثمن، ولكل قول حقيقة، ولكل قضية برهان،

وقد قال الشاعر قديما

تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

ولهذا أحب أن أصيغ نصيحتي لك بشكل عملي في النقاط التالية:

أولا
: لابد من إدراك وظيفتنا في الحياة التي خلقنا الله لها، وهي العبادة بمفهومها الشامل الذي يُعبِّد الدنيا للآخرة، ويُصلح الدنيا بالدين.

ثانيا
: يجب أن تختلي بنفسك بشكل دائم ودوري كل شهر مرة، أو كل أسبوع مرة، وإن استطعت أن تفعلها كل يوم مرة فحسن ، توجه نفسك إلى المسار الصحيح إن ضلت، وتذكرها إن نسيت، وتلجمها بلجام التقوى إن ضلت عن الصراط المستقيم، وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتهيأوا للعرض الأكبر".

ثالثا
: الصحبة لها دورها الخطير في حياة المسلم، فالمرء على دين خليله، كما أخبرنا المصطفى عليه السلام، فتخير من أقرب الناس إلى نفسك وأحبهم إلى قلبك من يعينك على الطاعة ويذكرك بالله دائما، ويرفع همتك، ويحافظ عليك، وإن كان لك قرناء سوء فأقلع عنهم فورا، واجعل علاقتك بهم عادية حتى لا تصاب بأذاهم.

رابعا
: عليك أن تستشعر دائما فضل الله عليك ولطفه بك وقربه منك والنعم التي تفضل بها عليك ، هل تكافئه بترك ما أمرك به، وإتيان ما نهاك عنه؟ إن الإنسان مجبول على حب من أحسن إليه، وقد قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

وإذا صنع أحد معنا معروفا فنحن نبحث عن أقرب فرصة نرد فيها إليه معروفه ، فكم من النعم التي أنعم الله بها علينا شكرناه علينا ؟ وإذا شكرنا فهل وفيناه حقه "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".

خامسا
: طالع من حين لآخر سير الصالحين والعباد والزهاد، وتأمل كيف كان حالهم مع الله، وكيف كانوا يعبدونه، ويستصغرون عبادتهم في مقابل فضله ونعمه، ويستشعرون ـ بعد هذا كله ـ تفريطهم في جنب الله.

سادسا
: عليك بالدعاء في جوف الليل أن يهديك الله تعالى، وألا يدعك لغيرك أو يتركك إلى غيره طرفة عين، واسأله الثبات والصبر، وكن على يقين أن الإنسان حينما يحيا في طاعة الله يشعر بالرضا ويمتلئ قلبه بالطمأنينة والسعادة، ويعيش أسعد لحظات السكينة والرضي.

اعلم أنّ ما تشكو منه ليس مشكلة خاصة بك وحدك، بل هو من الحالات التي لا ينفك أن يمر بها الجميع، ليس فقط في أيامنا، بل إن أول من عاناه وطلب الدواء منه هم أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم،
وإن من المبشِّر بالخير هو اهتمامنا بهذا الامر والسؤال عنه.

وأخيرًا، أدعو الله لك أن يزيد إيمانك، وأن يجعلناجميعا من الصالحين المصلحين الذين يعيدون لهذه الأمة مجدها ورفعتها وسيادتها.

التوقيع

أنت مهموم بالقرش والفرش والكرش وسعد يهتز لموته العرش !

جعفر تق...طعت بالسيوف أوصاله وارتفع بالفرح تهليله وابتهاله !


تهاب الوضوء إذا برد الماء و حنظلة غسل قتيلا في السماء !


تعصي حي على الفلاح ومصعب بن عمير قدم صدره للرماح !


ما تهتز فيك ذرة والموت يناديك في كل يوم مائة مرة !


والله لو أن في الخشب قلوب لصاحت ولو أن للحجارة أرواح لناحت !


يحن المنبر للرسول الأزهر والنبي الأطهر وأنت لا تحن ولاتئن ولا يضج بكاؤك ولا يرن !


ويحك خف ربك وراجع قلبك واذكر ذنبك

رد مع اقتباس