عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 02-25-2010, 08:04 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

الشبهة السابعة :
الاستدلال بأخبار سمراء والشفاء رضي الله عنهما
اشتاطت مروة غيظاً ..
كلما جاءت بشبهة لتثبت لكبرها أنها المنتصرة عادت بخفي حنين ..
فقالت : إذن ما رأيك في أخبار سمراء و الشفاء رضي الله عنهما .. ؟
قالت أسماء :
مما أشكل على بعض المضللين
و دعاة الاختلاط و تحرير المرأة و الفجور
خبر مفاده تولية النبي صلى الله عليه وسلم سمراء بنت نهيك أمر السوق،
وحديث سمراء بنت نهيك الذي أخرجه الطبراني في الكبير،
صححه بعض أهل العلم118،
وفيه أن يحيى بن أبي سليم قال:
"رأيت سمراء بنت نهيك -وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم- عليها درع غليظ وخمار غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"
، وهو كما ترى ليس فيه ذكر لولاية بل ولاسوق!
ثم إن الاحتمالات ترد على معناه وغاية ما فيه أنه - ابن أبي سليم -
رأى سمراء تأمر وتنهى، ولم يقل أنها اتخذت ذلك عملاً أو وليته منصباً،
فربما كانت خارجة لبعض حاجتها فرأت المنكرات فأنكرتها،
وهذا دأب عباد الله الصالحين،
ولعل مما يجعل هذا الاحتمال وجيهاً هو عدم نقل غيره له
ولو كان مَنصِباً لكان معروفاً مشهوراً منقولاً عن غيره،
ولاسيما لو كان منصباً في محل عام يرده ويصدر عنه الفئام،
بل ندر من لاتكون له حاجة فيه.
وأهل العلم لايحرمون خروج المرأة للحاجة أو الضرورة وإن تكرر الخروج،
فلو خرجت امرأة لحاجة والتزمت بضوابط الشرع في خروجها،
فلا حرج عليها، فإذا رأت منكراً وكان بوسعها إنكاره فعليها أن تنكره،
وهذا غاية ما في أثر بنت نهيك.
ولايُعرف من أشار إلى توليتها السوق منصباً،
وإنما ذُكر عن عمر - رضي الله عنه-
أنه ولَّى أم سليمان بن أبي حثمة الشفاء بنت عبدالله العدوية القرشية
شيئاً من أمر السوق،
وقد كانت موصوفة بفضل وعقل
وهي من المهاجرات الأوائل رضي الله عنهن جميعاً،
ولعل خبر توليتها السوق ليس له سندٌ يُعوّل عليه،
كما أن ظاهر كلام أهل العلم يفهم منه تولية ابنها ومساعدتها له في بعض الشأن،
فقد ذكرها الحافظ المزي فقال:
" وكان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها
وربما ولاها شيئاً من أمر السوق ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر"
ونقله نحوه ابن حزم في المحلى121
ولكن الزرقاني أشار إلى أن من وُلِّي هو ولدها سليمان بن أبي حثمة، قال:
" وقال (أبو) عمر رحل مع أمه إلى المدينة وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم واستعمله عمر على السوق وجمع الناس عليه في قيام رمضان"122،
وكلام الزرقاني هو الذي نص عليه ابن عبدالبر كما في الاستيعاب123،
وقد نقله الحافظ ابن حجر في الإصابة،
وقال: " قلت هذا كله كلام مصعب الزبيري وذكره عنه الزبير بن بكار"124.
فغاية ما في هذا إن ثبت -
فمصعب الزبيري توفي في ستة وثلاثين ومائتين وبينه وبين عمر مفاوز-
أن عمر رضي الله عنه ولاها شيئاً من أمر السوق مع ابنها،
ولعل ذلك فيما يختص بما يحتاج الرجال دخول النساء فيه
فكانت تساعده في ذلك والله أعلم،
وهذا الصنيع له وجهه الذي لايخفى
فإن شؤون النساء قد لايناسب مباشرة بعض حالات احتسابها رجال،
وهذا ظاهر.
وأخيراً هناك من يذكر خبراً عن شخصية يسمونها خولة بنت الأزور
ويذكرون قصة إنقاذ أخيها ضرار -وهو صحابي معروف- من الأسر،
ولا أصل لهذه القصة فلا يوقف معها،
بل إن في ثبوت شخصية خولة هذه نظر فضلاً عن القصة.
انتهت الشبهة السابعة
التوقيع

رد مع اقتباس