هنا توقف لسان مروة عن الحديث ..
فلم يعد في جعبتها بعد أن فندت أسماء كل أدلتها الواهية شيئاً ..
فانهارت و أخذت تبكي بكاءاً له نحيب ..
لم تفهم أسماء ماذا حدث
فأخذت تربت على كتفيها و تهدئها ..
إلى أن هدئت ..
فسألتها أسماء :
ماذا حدث يا مروة ..
هل آذيت شعوركِ في شيء ؟ صارحيني ..
فردت عليها مروة :
لا يا أسماء أبداً .
. أنا فقط أصابني الإرهاق فقط من كثرة النقاش
و ليس لدي القدرة على المواصلة .
فهدّأت أسماء من روع مروة ..
و انصرفا إلى حديث آخر لعلها تهدأ
و اتفقا على موعد آخر في صباح بعد غد- وكان يوم جمعة-
لاستكمال الحديث.
خرجت مروة من بيت أسماء متجهةً إلى منزلها
فبدأت تنزل الدرج شاردة الذهن فيما علمته من الحق
و لكنها تكابر حتى تثبت أنها على صواب ..
و بينما هي كذلك تذكرت أنها على موعد خلال بضع دقائق مع صديقها هاني .
. و لم تدر ما تفعل ..
هل تخرج معه بعد الحق الذي علمته أم ماذا ؟!
و بعد التفكير لم تستطع مروة أن تهزم تكبرها على الحق ..
و قررت الخروج مع هاني و كأن شيئاً لم يكن ..
و لحظات حتى جاءت سيارة هاني في المكان المتفق عليه للقاء
و كان بقرب بيت أسماء
و جاءت السيارة بنفس الصخب الذي جاءت به أول مرة ،
لتستقل مروة السيارة مع صديقها - كما تزعم - هاني ....
سارت السيارة بسرعة جنونية متجهة إلى هدفها
و هو أحد المقاهي التي انتشرت في الآونة الأخيرة تحت عنوان ( كوفي شوب )
و في الطريق لاحظ هاني شرود مروة و استغراقها في التفكير ..
فبادر بالسؤال قائلاً :
ما الذي أصابك يا مروة ؟! هل حدث شيء ؟!
انتبهت مروة لكلام هاني الذي قطع عليها حبال تفكيرها
فقالت : لا شيء .. لا عليك يا هاني .
سكت هاني و لم يسأل مرة ثانية و كأنه لم يسأل
و استغرق في سماع الموسيقى الصاخبة
و استغرقت مروة في التفكير من جديد ..
و عندما وصلت السيارة إلى هدفها استقرت أمام الـ ( كوفي شوب )
و نزلت مروة بصحبة هاني لمقابلة الـ ( شلة )
التي كانت تتكون من فتاتين و شابين بالإضافة إلى مروة و هاني ..