عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 05-10-2010, 07:10 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

رد شبهة ..

قال صاحبنا : ( وبعدين قالوا حاجة تانية يا جماعة ، بس خد بالك النبي صلى الله عليه وسلم سمع لأغاني فيها آلة عزف ، وهي آلة الدف ، وطبعا اللي رووا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم اللي رويت في البخاري ومسلم ، بص بقى الأحاديث ، بص فرق القوة ، إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على السيدة عائشة ، وعندها في يوم عيد الفطر ، وعندها قينتان – مغنيتين بتغني الاتنين - بما تقاذفت به الأنصار يوم بعاث – في مناسبة معينة - ، فقال أبو بكر: مزمار الشيطان في بيت النبي؟؟!! ، فيه مزمار الشيطان؟؟ هما كانوا بيغنوا ومعاهم دف ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا ، وإن عيدنا اليوم. سيبهم.. دا مزمار الشيطااان!!!!!!! عارف انت ساعات وسيدنا أبو بكر الصديق النبي بيعلمه وبيعلم الأمة ، لا يا أبي بكر ده مش مزمار الشيطان.
ثم الحديث التاني اللي في البخاري إن النبي دخل على السيدة عائشة وعندها برضه جاريتان تغنيان وتضربان – يعني بالدف - ، والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد ومغطي نفسه بالثوب ، صلى الله عليه وسلم ، فدخل سيدنا أبو بكر الصديق ونهرهم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: دعهما – برضه يا أبو بكر الصديق- ، والحديث في صحيح مسلم.
) .


الحديث الأول هو الحديث الثاني ، لا فرق ، لكن يريد تكثير العدد فقط ، مع أنه نفس المعدود ! وهذا الحديث فيه دلالة على تحريم المعازف ، وليس فيه لمثل " مصطفى حسني " ومن خلفه شيء !

وقد احتوت هذه الفقرة على سوء أدب حين قال : النبي صلى الله عليه وسلم سمع لأغاني فيها آلة عزف ، وهي آلة الدف . فهذا سوء أدب مع جناب النبي صلى الله عليه وسلم .

كما حوت كذبا مكشوفا
، حين قال صلى الله عليه وسلم : « [ دعهما ] يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا ، وَهَذَا عِيدُنَا » ، فهذا كل ما قاله صلى الله عليه وسلم ، لكن مصطفى زعم أن النبي قال : لا يا أبي بكر ده مش مزمار الشيطان. وسيأتي بيان الفرق .

الحديث كما عند البخاري : عن عائشة - رضى الله عنها - قالت دخل أبو بكر وعندى جاريتان من جوارى الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث - قالت وليستا بمغنيتين - فقال أبو بكر أمزامير الشيطان فى بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( مرتين ) ؟ وذلك فى يوم عيد . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « [ دعهما ] يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا ، وَهَذَا عِيدُنَا » [وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى ] ، [ فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا ] . وما بين القوسين المعكوفين [-] هو زيادات في مواضع أخرى من الصحيح .

لولا أن أبا بكر يعلم بحرمة المعازف ، وأنه على بينة من الأمر ، ما كان ليتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في بيته ، بمثل هذا الإنكار الشديد ، هذه واحدة .

ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر لم يُنكر عليه ، لكنه رد بما فيه الرخصة ذاك اليوم – يوم العيد - ، فهذا إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم على تسمية المعازف بـ " مزامير الشيطان " .

وفي تعليل النبي صلى الله عليه وسلم الرخصة ، وطلبه من أبي بكر أن يدعهما ، بأنه يوم عيد ، دليل على أنه مستثنى من الأصل العام = تحريم المعازف .

فهذا الحديث فيه
: صغيرات تغنين ، يستعملن الدف ، في يوم العيد . فلا يجوز لفتاة بالغة أن تغني وتضرب ، وإنما جاء في الحديث الدف ، وإنما رخصه الحديث في العيد . فأين هذا مما يزعمه صاحبنا من إباحة المعازف ؟!

قال ابن رجب : وفي الحديث ما يدل على تحريمه في غير أيام العيد ؛ لأن النَّبيّ ( علل بأنها أيام عيد ، فدل على أن المقتضي للمنع قائم ، لكن عارضه معارض وهو الفرح والسرور العارض بأيام العيد .
وقد أقر أبا بكر على تسمية الدف مزمور الشيطان ، وهذا يدل على وجود المقتضي للتحريم لولا وجود المانع
. ا.هـ [فتح الباري لابن رجب] .

قال ابن تيمية : ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه الاجتماع عليه ؛ ولهذا سماه الصديق أبو بكر رضي الله عنه " مزمور الشيطان " والنبي صلى الله عليه و سلم أقر الجواري عليه معللا ذلك بأنه يوم عيد والصغار يرخص لهم في اللعب في الأعياد ... .ا.هـ [رسالة " السماع والرقص " ( 2 / 285 - مجموعة الرسائل الكبرى )] .

وقال ابن القيم في : فلم ينكر صلى الله عليه و سلم على أبي بكر تسميته الغناء ( مزمار الشيطان ) وأقرهما لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب وكان اليوم يوم عيد . ا.هـ [ إغاثة اللهفان ( 1 / 257 )] .

قال الحافظ ابن حجر تعليقا على قوله صلى الله عليه و سلم : " دعهما . . . " : فيه تعليل وإيضاح خلاف ما ظنه الصديق من أنهما فعلتا ذلك بغير علمه صلى الله عليه و سلم لكونه دخل فوجده مغطى بثوبه فظنه نائما فتوجه له الإنكار على ابنته من هذه الأوجه مستصحبا لما تقرر عنده من منع الغناء واللهو فبادر إلى إنكار ذلك قياما عن النبي صلى الله عليه و سلم بذلك مستندا إلى ما ظهر له فأوضح له النبي صلى الله عليه و سلم الحال وعرفه الحكم مقرونا ببيان الحكمة بأنه يوم عيد أي : سرور شرعي فلا ينكر فيه مثل هذا كما لا ينكر في الأعراس . ا.هـ [في " الفتح " ( 2 / 442)] .

والخلاصة أن الحديث فيه دلالة واضحة على حرمة المعازف ، وتسمية أبي بكر لها – مع إقرار النبي صلى الله عليه وسلم – باسم منفر " مزمار الشيطان " ، وقد نقلتُ لك أقوال الأئمة رحمهم الله ، فدعك مما يقول الأصاغر .

وقد تقدم ذكر الخبر عن أم علقمة مولاة عائشة : أن بنات أخي عائشة رضي الله عنها خفضن فألمن ذلك فقيل لعائشة : يا أم المؤمنين ألا ندعو لهن من يلهيهن ؟ قالت : بلى قالت : فأرسلت إلى فلان المغني فأتاهم فمرت بهم عائشة رضي الله عنها في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا وكان ذا شعر كثير فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها : " أف شيطان أخرجوه أخرجوه " فأخرجوه . فتأمل كيف تقول هذا في الغناء الذي جاوز الحد إلى الطرب والتمايل ، فكيف تفعل بآلات اللهو ؟!

والحمد لله .. ويُتبع إن شاء الله .
رد مع اقتباس