عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 05-22-2010, 04:14 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصعب السلفي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم
---

حديث خطير لكل داعٍ إلى الله, فانتبه له وتَفَكَّر فيه أصلحني الله وإياك !

عن سَمُرَة بن جندب -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال : أقيموا الصلاة, وآتوا الزكاة, وحجُّوا, واعتمروا, واستقيموا يُستَقَم بكم. [حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 1189]

فهذا هو المفتاح الأعظم للتأثير على المدعو!, فانظر يارعاكَ الله أين أنت من تحقيق الإستقامة!. فإن كنتَ مقصِّر فيها فاستعن بالله ولا تعجز وسدد وقارب واجتهد, فمن يتحَرَّ الخير يُعْطه, ومن يتوَقَّ الشر يوقه; أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وهنا بعض اللفتات حول الإستقامة والملتبس بها.
وهذا كلام لأحد أهل الفضل في هذا المعنى "واستقموا يُستقم بكم"
اقتباس:
توجد نقطة دقيقة جداً قالها النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذه نقطة مُبَشِّرة لكم جميعاً ، قال عليه الصلاة والسلام : " استقيموا يُسْتَقَمْ بكم " . لمجرد تأديتك لحق الله أحياناً ، ولمجرد أن تقف موقفاً نبيلاً فإن الآخرين قد يستفيدوا من هذا الموقف فيقلِّدوك .
حَدَّثني أخ أجرى عملية جراحية ناجحة جداً ، فجاء وليُّ المريض ليشكره شكراً جزيلاً ومعه محفظة ، فلما فُتِحَت ليُقدِم له هذه الهدية فإذا هي زجاجة خمر من النوع الغالي جداً ، فقال هذا الطبيب المؤمن : أعتذر عن قبولها لأنني لا أشرب الخمر ، فقال له : أهدها لمن تحب ، فقال له : أعتذر عن أن أهديها لأحد لأن هذا ليس من شأني .. وتمضي الأيام .. وبعد ستة أشهر التقى بهذا الذي قدَّم له هذه الهدية ، قال له : والله لقد أعجبني موقفك ، وتبت بعد شهرٍ عن شرب الخمر ، والذي حملني على التوبة هذا الموقف الشريف المبدئي منك . فهذا الطبيب لم يفعل شيئاً ، و لم يتكلم ولم يدع ، ولم يلق خطبة ولا هو أعطى شيء ، إلا أنه وقف موقفاً سليماً .. " استقيموا يُسْتَقَمْ بكم"..
لقد رأيت في الحج إنساناً ألمانياً غربياً ، فعلمت أنه أسلم بسبب طالبٍ سوريٍّ أقام في بيته مستأجراً ، وصاحب البيت هذا تمنَّى أن يرى هذا الطالب ينظر إلى ابنته للحظةٍ واحدة ، لكن هذا الطالب غضّ بصره ، وفعله هذا حمل إنساناً ليس مسلماً على أن يتبع الإسلام .. "استقيموا يستقم بكم " .. قد تكون أكبر داعيةٍ وأنت ساكت ، فاستقامتك دعوةٌ إلى الله ، وصدقك دعوةٌ إلى الله ، ووفاؤك دعوةٌ إلى الله .
فتح سمرقند :
أذكر أن الجيوش الإسلامية فَتَحَتْ سمرقند ، ويبدو أنها فُتِحت بخلاف الطريقة الشرعية ، فالطريقة الشرعية هي أن يُعرض الإسلام على هؤلاء ، فإن رفضوا ، تُعرَضُ عليهم الجزية، فإن رفضوا يُقاتَلوا ، ويبدو أن هذا الجيش قاتل مباشرةً ودخل المدينة واحتلها ورفع راية الإسلام فيها ، و بَلَغَ أهل هذه البلدة بعد حين أن الطريقة التي فُتِحت بها بلدتهم ليست شرعية فأرسلوا وفداً سرياً إلى خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز ، وعرضوا عليه المخالفة الشرعية في فتح بلدهم ، و هذا الخليفة العظيم قد حَكَمَ ثلاثين شهراً فقط ، وفي هذا العهد الذي حكمت به ديار المسلمين لم يستطع دافع زكاةٍ أن يُعطي درهماً واحداً لفقير ، فلم يعد هناك فقراء ، فجاءت أموال الزكاة من اليمن و إفريقيا إلى الشام ، فلم يوجد أحد يقبل الزكاة ، فتحقق وعد الله في عهد هذا الخليفة الراشد ، قيل أن هذا الخليفة أمسك ورقة صغيرة .. قصاصة .. وكتب عليها إلى قائد الجيش في سمرقند : أن اخرج من المدينة واعرض عليهم الإسلام أولاً ، ثم الجزية ثانياً ، ثم الحرب ثالثاً ، فلم يصدق هؤلاء الناس أن جيشاً محتلاً ، احتل مدينة وفتحها ورفع راية الإسلام فيها يخرج بقصاصة ! لكن هذا الذي حدث ، وحينما أُعطي قائد الجيش قصاصة الخليفة قبَّلها وأعطى أمراً بالانسحاب ، فما كان من أهالي سمرقند إلا أن أعلنوا إسلامهم وقالوا : ابقوا نحن راضون بكم .. لا تخرجوا ..
إخواننا الكرام ... " استقيموا يستقم بكم " ، و كل واحد منَّا له حرفة، فكن صادقاً ،ولا تكذب ، ولا تغُش ، ولا تحتل ، طبِّق الإسلام ، فإن فعلت فأنت داعية بعملك ، والناس قد ملَّوا الكلام يا إخوان ، فالكلام لا يقدَّم ولا يؤخِّر لأنه ليس له ثمن ولا يكلّف شيئاً ، وأنت إن أردت أن تدعو إلى الله فطبق الإسلام في بيتك وفي عملك ، وأنا أقسم لك -غير حانثٍ- أن أناساً كثيرين سيستفيدون منك، وسيقتدون بك ، وستكون سبب طاعتهم وتوبتهم وإنابتهم ، بشرط أن تكون أنت مطبقاً .. " استقيموا يستقم بكم
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس