عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-06-2010, 01:41 PM
رحيق الورد رحيق الورد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

اليكم تفريغ الاشرطة لمن اراد المتابعة بالقراءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرايم

إليكم تفريغ أشرطة منة الرحمن للشيخ ياسر برهامي حفظه الله

وكلكم يعلم أهمية هذا الكتاب في العقيدة

أسأل الله أن ينفعنا به

وأن تعم الفائدة على سائر المسلمين

آمين

الشريط الأول



تحميل الدرس


شرح المنة

شرح كتاب منة الرحمن في نصيحة الإخوان
بإذن الله تبارك وتعالى سوف نبدأ في المرة القادمة في شرح أصول أهل السنة والجماعة من كتاب المنة ، قبل أن نبدأ فنحن نود أن نذكر مقدمة في أهمية دراسة الإيمان أو قل أهمية الإيمان كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم .
دراسة التوحيد والعقيدة وتطبيق ذلك عملياً مر عبر التاريخ بمراحل مختلفة حتى صار طريق القرآن والسنة طريقاً مهجوراً إلا من رحم الله سبحانه وتعالى من عبادة المؤمنين السائرين عليه .
نشبه أمر الإيمان وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله بالقصر العظيم المنيف الذي من دخله وجد فيه أنواع السعادة والراحة كلها وقد عدا على هذا القصر الأعداء ورموه بأنواع من الحجارة وأنواع من الأشياء التي يريدون هدم هذا القصر بها وقد هدموه في نفوس الكثيرين وبقيت بعض المعالم في نفوس البعض وعبر الزمان تعرض هذا القصر بأنواع من الهجمات فكانت فرق البدع والضلال في الحقيقة هي امتداد لعقائد المشركين والملل المنحرفة الأخرى والمنافقون هم الذين ترأسوا هذه الفرق محاولة لإفساد الدين كما أفسدوا قبل ذلك ما جاء به الأنبياء من دين موسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فكان ما وقع من أنواع الإنحراف في الاعقتاد الأول انحراف الخوارج وغلوهم في مسائل الإيمان ثم بعد ذلك انحراف التشيع والغلو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي وقع في أواخر عصر الخلافة الراشدة وحرق علي رضي الله عنه هؤلاء الغلاة الذين ألهوه وقالوا عنه أنه هو الله ، ثم بعد ذلك بدع التجهم بدعة الجهمية في نفي الأسماء والصفات ثم بعد ذلك أو معه بدع نفي القدر وبدعة الإرجاء وأنواع من البدع أدت إلى هدم هذا القصر في نفوس الكثيرين من الناس وكان لابد في كل زمن من وجود معالم تحدد حدود هذا القصر الذي بناه الأنبياء على سبيل المثال أعني ، كان لابد من وجود هذه المعالم ليتمكن كل مؤمن أن يبني قصره الداخلي في حدود هذه المعالم ، ولابد من التمييز بين ما كان من لبنات القصر الأولى التي وضعت على أوصله وقواعده التي أسسها الأنبياء وبين الأحجار التي قصد بها هدم القصر وصار كومة لدى كثير من المنتسبين للإسلام ، كومة من الأحجار عبارة عن لبنات من البناء الأول وعبارة عن أحجار كانت معاول هدم وكانت أسباب هدم لهذا القصر فكان تحديد معالم عقيدة أهل السنة والجماعة في المسائل المختلفة منذ أن انحرف أهل البدع كان هو مثل ترسيم الحدود ووضع الأسس التي يبنى عليها البناء .
كان من أخطر ما تعرضت له دراسة العقيدة والتوحيد المنهج المختلف والطريقة المختلفة في تناول أمور الغيب وأمور الإيمان المخالف لطريقة الكتاب والسنة أعني بذلك دخول الفلسفة وعلم الكلام فإنه مازال له الأثر الخطير إلى يومنا هذا ، وكما ذكرنا كان لابد من تحديد المعالم وكل زمن يظهر فيه نوع من الانحراف ينص أهل السنة على مسائل بعينها يظهر بها حدود البناء الذي يحتاج كل واحد منا أن يبنيه لنفسه ، تحديد هذه المعالم قد تزداد زمن بعد زمن ، أعني كان في الزمن الأول هناك من يخالف في مسائل الإيمان فأصبحت مسائل الإيمان والكفر من أهم المسائل التي ينص عليها ويبين أن مرتبك الكبيرة ليس بكافر وأنه لا يخلد في النار وأن الإيمان يزيد وينقص ونحو ذلك مع أن أصول الإيمان الستة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الذي هو مثل فهرس الكتاب الذي جمع فيه معالم الدين يجب أن يضع كل منا نصب عينيه هذه الستة وكما كرنا حدود المعالم التي هي نابعة من الستة ولكن أبرزت وبينت لما ظهر أهل البدع المخالفون لما ظهر من يخالف في علو الله على عرشه صار مسألة العلو والفوقية أحد المسائل التي صنفت في التوحيد قديماً تقتصر غالباً على هذه المسائل ، أعني التي تعرضت لهجوم من أهل البدع واختلط فيه الأمر لدى الكثيرين من المنتسبين للإسلام وكما ذكرنا كل زمن كان يحصل فيه بعض المسائل ، عندما ظهرت مثلاً في عصر المعتزلة مسألة خلق القرآن صار ينص في عقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق مع أن هذا لم يكن في الزمن الأول ومن نقل عن الصحابة رضي الله عنهم لم ينقل هذه العبارة ولكنها مقتضى الدليل الثابت من الكتاب والسنة ومقتضى ما نقل عنهم في كتاب الله سبحانه وتعالى والبدع الخطيرة التي وقعت في ترك نصوص الكتاب والسنة والانشغال والفلسفة في علم الكلام في الحقيقة ميراث عقيدة أخرى وأمة أخرى غير أمة الإسلام وميراث من خالف أنبياء الله ورسله .


ومن الطرائف التي يتندر بها :
أن النصارى في زماننا يقر كبريهم بابا الفاتيكان بأن العقيدة التي يدينون بها هي مزج بين تعاليم المسيح وبين الفلسفة الإغريقية وهذا كلام واضح فعلاً يوقن به كل من ينظر في عقيدتهم ، ولم يقل العقيدة التي جاء بها المسيح وفعلاً والله تعاليم المسيح ما عندهم من تعاليمه إلا وصايا وتهذيب للنفس وأما العقيدة فأخذوها من مصدر آخر بالقطع واليقين وليس من كلام المسيح وهذا الذي وقع لأمتنا دخول الفلسفة الإغريقية مرة أخرى على يد الفلاسفة أولاً ثم المتكلمين الذين هذبوا الفلسفة وصبوها في قالب إسلامي مما أدى إلى وجود قدر عظيم من الانحراف ،أدى أن يقف أهل السنة موقفاً محدداً في مسائل بعينها ، كان من آخر ما تعرض للعدوان والهجوم من عقائد أهل الإيمان ما يتعلق بتوحيد الإلوهية وما يتعلق بصرف العبادة لغير الله وذلك لأنها أعظم المسائل وضوحاً ولذا نجد في الكتب المتقدمة التي ألفت قبل عصور الانحطاط الشديد الذي شهد مولد الغلاة من عباد القبور بعد أن سيطر الرافضة والباطنية زمناً طويلاً على كثير من بلاد المسلمين حوالي ثلاثة قرون تقريباً للدولة الباطنية المسماة بالفاطمية أدت إلى أن يخترق الأعداء هذا الحاجز عند الكثيرين وصارت عبادة القبور والغلو فيها وعبادة الصالحين أمراً موجوداً كان يخشى منه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ويحذر منه صلى الله عليه وسلم وقع الإطراء في الأنبياء والصالحين الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ولذا نجد في الكتب المتقدمة على هذا العصر إشارة إلى أهم قضايا التوحيد وهو توحيد الإلوهية وترك الشرك بالله سبحانه وتعالى لأنها كانت مستقرة في ذلك العهد ، كما لم نجد في كلام الصحابة رضي الله تعالى عنهم مثلاً أن القرآن مخلوق ولم نجد لهم كلاماً في تخصيص بعض الصفات بالإثبات دون بعض أو بالكلام عليها دون بعض أو بذم التأويل والتحريف خصوصاً فكذلك وقع في العصور المتأخرة أكثر من ذلك فيما يتعلق بتوحيد الربوبية والإلوهية ، كانت قضايا ثابتة لدى أهل الإيمان جميعاً مثل الرجوع إلى شرع الله عز وجل والالتزام بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ ما خالف ذلك من أحكام الجاهلية وكذلك قضية أن الإسلام هو وحده الدين الحق وأن ما سواه من الملل والأديان باطلة وهذه الأمور لها جذورها أعني هذه البدع المحدثة في زماننا لها جذورها في الفرق الضالة قديماً ولكن لم تظهر بقوة ولم تطرح بقوة على أسماع المسلمين كما ظهرت في زماننا فاحتاج الأمر إلى مزيد من التحديد أعني مزيد من وضع المعالم وذلك دخلت قضايا توحيد الإلوهية التي لم تكن تذكر في الكتب المتقدمة والتي يحرص البعض وله رأيه ووجهته في ذلك على أن تكون هي علامة التوحيد أننا نرجع إلى دراسة ما كتبه المتقدمون ، نقول هذا أمر ينبغي أن يكون ولكن بشرط أن يضم إليه ما يحتاج إليه الناس ، لو تأملت مثلاً كتاب العقيدة الطحاوية وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا الكتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مجدد القرن الثاني عشر تعرض لكثير جداً من المسائل لم يتناولها مثلاً كتاب العقيدة الطحاوية ولا شرحه وكما ذكرت كان السبب في ذلك أن هذه البدع لم تكن ظهرت في العصر الأول فاحتاج الأمر إلى مزيد من التحديد والتوضيح وكما ذكرنا عندما اختلط المسلمون بأعدائهم اختلاطاً خطيراً جداً بعد احتلال الأعداء لمعظم بلاد المسلمين في عصور الاستعمار بل هو استخراب ومازالت أثارة تضر المسلمين جميعاً لما اختلطوا بعدوهم ظهرت مناهج هؤلاء الكفار في التحاكم وفي فرض قضية الولاء والبراء أعني قضية الموالاة على غير الدين وفرض أن ملل الكفار ملل مقبوله وسائر أنوع المعاملات التي تدخل في حيز موالاة الكفار المنهي عنها دخلت في دائرة اهتمام أهل السنة وأصبحوا ينصون على ذلك وينبهون عليه مع أنك ربما لا تجد في كتب المتقدمين الذين تكلموا عن الأسماء والصفات والقضاء والقدر والإيمان والكفر وتكلموا عن الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرهم لا تجدهم يكثرون الكلام على موالاة المشركين ولا على التحاكم لشرع الله حتى ظن البعض أن هذه ليست من قضايا التوحيد وليست من قضايا الإيمان كما ذكرنا جانب من القصر بل هو أعظم أجزائه وأهم أجزائه هدم لدى الكثيرين ممن ينتسبون إلى الإسلام فصار تحديد هذه المعالم أمراً لازماً بالإضافة إلى المعالم الأولى فإن أهل البدع فيها لم ييأسوا خصوصاً أنهم بعد أن دحروا وغلبوا على أيدي أئمة السنة في الأزمنة المختلفة تدثروا بثياب أخر ولبسوا ملابس أخر وأسماء أخر لا تجد أحداً يكاد يقول أنه معتزلي ولكن تجد عقائد المعتزلة موجودة لدى الكثيرين ، لا تجد من يصرح بأنه من الخوارج لكن عقيدة الخوارج موجودة أما الشيعة فتجد الأمر أخطر من ذلك وهم يكادون الآن خطراً جاثماً أو أكبر الأخطار فيمن ينتسب إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله على أهل الإسلام بالإضافة إلى فرق الصوفية الغلاة ممن تربى في حضن التشيع وأخرج لنا هذا العدو أنواع من المخاطر الهائلة على الأمة الإسلامية لذلك كان لابد من تحديد المعالم في عصرنا وفيما قبل ذلك حتى تحدد معالم القصر الذي نريد بناءه .
طريقة القرآن طريقة بناء عظيم لا يوجد لها مثيل ، يختلط فيا الإيمان مع العمل مع الأحوال القلبية مع السيرة سيرة الأنبياء مع موقف تغير من داخل الإنسان ، تحديد المعالم اكتفى به البعض مع أن رسم الحدود ليس هو بناء القصر ، هناك مسئولية شخصية على كل إنسان في أن يبني قصر الإيمان في قلبه بناءاً محكماً .
رد مع اقتباس