عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-14-2007, 11:55 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

- خطبة وصلاة الجمعة
في أحد الأيام .. وعند الساعة التاسعة صباحاً أيقظته حتى يتهيأ لصلاة الجمعة … تكاسل .. تباطأ .. فقلت له أستحثه :
- ما بك لقد قاربت الساعة الآن من العاشرة والنصف وأنت لم تنهض بعد .. هيا حتى تستعد للذهاب إلى الصلاة
تصنع النوم والتوعك .. وتحت ضغطي وإلحاحي عليه بالنهوض قام متأففاً ذهب إلى المسجد للصلاة .. تنفست الصعداء .. الحمد لله على كل حال ..
بعد انتهاء الصلاة ... عاد غاضباً حانقاً من الخارج .. وأغلق الباب بقوةٍ وعنفٍ اهتز له أرجاء المنزل .. وأصابني الخوف ! ماذا أيضاً ؟؟ ما به ؟؟
أسرعت إليه لأستفسر عن سبب غضبه .. فقال وصدره يعلو ويهبط من شدة الغيظ:
- الأوغاد !! أهل الكفر !! الوهابيون !!....
- عمن تتحدث ؟ هدئ من روعك ! ما بك ؟؟
قال ونار القهر تتأجج من صدره :
- في أي شهر نحن ؟!
- في شهر رجب ! لِمَ تسأل ؟؟
- وماذا تعرفين عن فضله ؟؟ وعن أول جمعة فيه ؟
استرقت النظر إليه ثم قلت بعد تردد :
- إنه شهر كباقي الشهور وأول يوم جمعة يومٌ كباقي الأيام فيه ! ولكن لماذا ؟
قال في تمهل وضيق وقد احمرّ وجهه غضباً :
- تباً .. تباً للوهابين ! تباً لهم !! إن الإمام الضال ينهانا عن صيام أيام وشهر رجب ! وعن تعظيم ليلة الإسراء والمعراج ! وعن الاحتفال بهذه الليلة ! وعن إقامة الولائم
فيها ! فهو يزعم بأنها بدعة ! هل جُنّ ؟ ولكن ... أنت السبب في كل ذلك ! فقد قلت لك بأني لا أرغب الذهاب إلى المسجد فلم تستمعي إلي ..!!
- ولكني قرأت بالفعل بأن تخصيص رجب للصيام يُعدّ ... بدعة !! وأن....
قاطعني وعيناه تنقل إلي رسالة وعيدٍ مدمر لا يمكن لأحد غيري أن يفهمها :
--- اصمتي .. اصمتي الآن و إلا جززت رأسك وفصلته عن كتفيك .. ألا تعلمين
أن من ينقدنا فإنه يطرد من رحمة الله ؟
- ماذا ؟؟
- نعم فهذا الشهر من أفضل الشهور لدينا .. ففيه ليلة عظيمة هي ليلة السابع والعشرين منه وهي ليلة الإسراء و المعراج ....
- ولكن ليلة الإسراء والمعراج لم تحدد في السابع والعشرين من الشهر !!
نظرت إليه لأرى أثر كلماتي عليه .. فنظر إلي وقد أدهشه ما قلت ... لاحظت دهشته بقلبٍ خافق ... ولكنّي أطرقت برأسي قائلة :
- وهل .. وهل .. يجوز تعظيم هذه الليلة ؟! .. أعتقد .. أعتقد ..
وهنا ضرب المائدة بقبضة يده وقال معترضاً :
- هذه الليلة الشريفة العظيمة هي ليلة السابع والعشرين من رجب بالفعل ويكثر الناس فيها من إيقاد القناديل .. وتجتمع النساء والرجال في المسجد .. أما النسوة فيدخلن متطيبات متزينات تعظيماً لهذه الليلة المباركة
قلت بتعجب واستغراب :
- أيحدث كل هذا حقاً في هذه الليلة ؟!
تجاهل سؤالي وأضاف :
- بل ويطبخ الطعام ويهتم به ويرسل إلى المساجد للدعاء عليه لإيصال الثواب ...
- ولكن ... ولكن كيف تختلط النساء بالرجال ؟ وفي المساجد !!!
- نعم تختلط !! تدخل النساء بكامل زينتها وكل ذلك تعظيماً لهذه الليلة المباركة
خفق قلبي .... وخاطبت نفسي ... هل ينتظر من ذلك ؟! أرجو ألا يأمل أن أفعل !!
ثم ... خرج من الغرفة ..
يتبع ....
رد مع اقتباس