عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 10-18-2010, 09:38 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

كتبه / مهاجر
منتدى الجامع

هل رضي أصحاب هذه القنوات بهذه التنازلات التي تفرغ رسالتهم الفكرية من مضمونها بل تجعلها ضد ما أنشئت من أجله ؟! ، لو رضوا بذلك لصار الأمر فعلا بيزنس ، فجلوس مئات من أطقم العمل في تلك القنوات ، جلوسهم في البيوت ، ولم يمت من يرزقهم جل وعلا ، خير من إرضاء الناس بسخط الله ، جل وعلا ، بتقديم تنازلات جوهرية لن تزيد خصومهم إلا طمعا فيهم ، وهو الخطأ الذي وقعت فيه الصحوة الإسلامية في السنوات الأخيرة فقد اتسع مفهوم المصلحة ، فصار ذريعة إلى التنازل في مسائل لا تحتمل التنازل تفاديا لصدام لا بد من وقوعه بمقتضى سنة التدافع الكونية فلا يزيد انزواءُ الحق الباطلَ إلا طمعا في تحقيق مكاسب إضافية فالتنازل الأول أصعب تنازل وما بعده أيسر بكثير ، ولن يقنع الباطل بتنازل واحد بل هدفه ، ولو على المدى البعيد ، التنازل الكامل ، فــ : (لَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) ، ولذلك عقب بذكر المفاصلة التي تقطع سلسلة التنازلات الطويلة : (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) ، ثم جاء التهديد ولو كان محالا في حق الأنبياء عليهم السلام لمكان العصمة ، فليس محالا في حق غيرهم لامتناع العصمة في حقهم فقد يقعون في هذا المحظور بل قد وقع كثير منهم فيه ، فالخطاب وإن كان مواجهة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا أنه مما أريد به غيره فــ : (لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) ، وهذا الخطاب يتوجه إلى أصحاب هذه القنوات فالاعتزال بشرف خير من العمل في ظل هذه التنازلات المهينة ، ولن ينتصر الإسلام بقنوات إعلامية تقدم هذا الكم من التنازل ، فالأولى البحث عن قمر آخر ، أو إنشاء قمر خاص بالقنوات الإسلامية كما في الدعوى التي أطلقها بعض الناشطين ، فالأولى البحث عن منبر حر أو السكوت عما لا يرضي الرب ، جل وعلا ، وعدم القدرة رافع لحرج كتمان الحق ، فهو خير من إلباس الحق بالباطل فيروج على كثير من المشاهدين لضعف حصيلتهم العلمية فيكون الناتج الدعوي من هذه المنابر سلبيا ، وإن حققت حصيلة مادية ! ، فالأمر يتوقف الآن على مراد أصحاب هذه القنوات : هداية الناس أو التربح عليهم ! .

وإلى الله المشتكى .
رد مع اقتباس