[أم سُهَيْل]

 

بسم الله الرحمن الرحيم




قال لها...
أتُعزينني وأنا ضرير ...
وفي الدُّنيا رجالٌ كثير ...
الصحيح والقوي و البصير ...
يالكِ بمجنونه ...
أو مشفقةُ على أعمى العيون ...
قالت ...
بل أنا مُتيمةُ برجل سيفه الحق وقهره مستحيل ...
ولا أتمنى من دنيتي ...
إلا أن تصير زوجي ...
وقد رزقني الله الصبر ...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...
فهذا ظني بالله وعليه التُكلان ...
قال ...
إن أعاد الله إليّ بصري ...
سأرضى بكِ يا قدري ...
وسأقضي معكِ الباقي من عمري ...
لكن ..
من يعطيني عينيه ...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...
؟
؟
؟
؟
وفي يومٍ جاءته مُسرِعة ...
^
^
^
^
^
أبشر قد وجدّتُ مُتبرِّعا ...
وستبصر ما خلق اللهُ وأبدعا ...
وستوفي بوعدك لي ...
وتكون بفضله زوجاً وصاحبا ...
^
^
^
^
^
^
^
^
ويوم فتح عينيه ...
كانت واقفة تتحسس الدنيا بعينيه...
أما هو فلما رأها ...
دوى صُراخه ...
أأنتِ أيضاً عمياء ؟!! يالها من مصيبة وإن صحت بلاء !!!!!...
ونعى حظه وبكى ...
قالت ...
لا تحزن ياقرة العين ...
ستكون أنت عيني و دليلي ...
والآن بعد أن أنكشفت الظلمة فهلا وفيت بوعدك لي ؟؟؟؟
فالتفتَ إليها قائلاً ...
يالكِ من حمقاء !
أأنا أتزوّجُ بضريرة !!!!!
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...
فبكت ...
وقالت سامحني ...
فمن تكون أنا لتتزوجني ؟؟؟؟ ...
ولكن ...
قبل أن تترُكني ...
أريدُ منك أن تعِدُني ...
^
^
^
^
^
أن تعتني جيداً بعيوني ...



**********
زفرات على أعتاب حقيقة الواقع


فما الأعمى إلا أعمى القلب والبصيرة