عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-16-2011, 08:11 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

ومن سمية -
التي قدمتُ لسبق شهادتها- إلي الصديقة بنت الصديق
إلي المبرأة من فوق سبع سماوات,إلي امرأة سكن الإيمان قلبها, ونزل
الإيمان واليقين بفؤادها؛عائشة حبيبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم

صديقة بنت صديق..
عائشة
لست أدرى ما الذي أختار لكِ من طهارتها وعفتها!!
أأختار لكِ إيماناً لا شك معه ولا مرية؟
أأختار لكِ جناناً مليئاً بمحبة الله؟
أأختار لكِ علماً وفضلاً وأدباً وخلقاً؟
إنها النجم الزاهر
,والروض الناضر الذي يستهوي
من رآه,ويستهوي من سمع أخباره..

إنها عائشة
التي تربت في بيت الصديق,وفي بيت النبوة
مع خاتم الأنبياء والمرسلين,صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم أجمعين
..

إنها عائشة
التي رضيت بالله ربّاً, وبالإسلام ديناً,وبمحمدٍ صلي الله عليه وسلم

نبياً ورسولاً وزوجاً محبوباً,أكرمه الله وأحبته فلما خُيرت من رسول الله
صلي الله عليه وسلم,
ونزلت آية التخيير لسنائه, قال لها رسول الله صلي الله
عليه وسلم
كما في الصحيح:(( إني مخيرك في أمر فلا تعجلي فيه حتي تراجعين
فيه أباكِ وأمكِ
)) فما إن خيرها بين الدار الآخرة وبين أن يمتعها ويسرحها سراحاً
جميلاً,حتى أبت وأصرت إلا البقاء معه
صلى الله عليه وسلم,بل إنها أجابت مباشرة
بأنها تختار الله ورسوله والدار الآخرة,وعجلت أن تخبر والديها,فهو الأمر الذي لا
يحتاج إلي خيار غير خيارٍ واحد,وهو الذي أحبته وارتضته,وهو اختيار رحمة الله ومحبته..


عاشت هذه الطيبة الطاهرة
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

مثالاً لكل زوجة وفية لزوجها,أحبها رسول الله
صلى الله عليه وسلم

وفضلها علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام,أحبها لديانتها
ولطهارتها,ولصلاحها وعفتها
رضي الله عنها وأرضاها..

وعاشت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في عيشة الفقر؛
فقر الظاهر وغنى الجواهر,عاشت فقيرة في الظاهر ولكنها
غنية بالله
عزوجل,ثلاثة أشهر وما يوقد في بيتها نار,فرضيت
بهذه العيشة لعلمها بأن رضوان الله
عز وجل فيها...


ماذا أختار لكِ من هذه الصالحة الطيبة الطاهرة المباركة
الصديقة بنت الصديق التي عاشرت رسول الله
صلى الله
عليه وسلم
بعينٍ تراقب حركاته وسكناته,وسمعٍ يصغي لكل
لفظ من حديثه,فكانت وعاءً من أوعية السنة,وحافظة من
حفاظ الصحابة,وعت أكثر من ألف حديث عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم
,فنضر الله ذلك الوجه,ونضر الله عز وجل

تلك الصورة التي حفظت للأمة دينها..
وما اختلف أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فى شئ
من هديه داخل بيته إلا ورجعوا إلي الصديقة يختارونها حكماً
بينهم؛قال أبو موسى
-رضى الله عنه وأرضاه- :((ما اختلف
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرٍ ورجعوا إلي
عائشة وجدوا عندها خبراً وأثراً
))..

إنها عائشة
علماً وأدباً وفضلاً ونبلاً,رسمت منهجاً للصالحات
في المثابرة علي محبة رب البريات بطلب العلم,فهي مثال لكل
زوجة عالم,ومثال لكل زوجة داعية أن تتقي الله
عز وجل في
زوجها,رسمت المنهج الصالح بمعاشرة النبي الكريم ولخلفاء
الأنبياء من العلماء العالمين,والدعاة المخلصين بصبرها علي
العيشة اليسيرة,وعفتها عن الغني الذي يرديها ويهلكها,رضيت
فأرضاها الله
عز وجل برضاها ..


ونحن اليوم نعيش مع عائشة
,اليوم نعيش مع تلك النماذج الحية
من نساء مؤمنات صالحات طاهرات ذكرن عائشة في علمها وأدبها
فجعلنها قدوة بها يتحذي,وأمة بها يُقتدى..

نعيش اليوم مع تلك النماذج الطيبة الطاهرة
,مع النساءالحافظات
لكتاب الله,اللاتي خرجن إلي بيوت الله لحفظ آيات الله..

نعيش مع عائشة اليوم
وهي ساهرة فى طلب العلم بعين
ترجو رحمة الله,وهى تخط بيدٍ ترجو الفوز بالكرامة من الله
وهي تصغي بسمعٍ يطلب رضوان الله..

نعيش مع عائشة اليوم
تلك الداعية المخلصة التي
نذرت نفسها للدعوة إلي الله..

مع عائشة اليوم
التي جرت محبة الدعوة في عروقها..

إنها عائشة الصالحة
.. عائشة الفاضلة ..عائشة التي صبرت
على البلاء,فأوذيت في أقدس شئ
-بعد الإيمان- وهو عرضها
فمست كرامتها,ولكن لتنال من الله رضواناً
وصفحاً من الرحمن وبراً وإحساناً..

وقفت عائشة
رضي الله عنها أيام محنة الإفك؛ ذلك الموقف
العصيب الرهيب,ولكنها كانت أكبر من تلك المقالة حينما
تعلقت بالله ولاذت به,واستعاذت بالله فكانت معه,قيل عنها
ما قيل فبرأها الله
عز وجل,وغار عليها إذ نزل آيات التنزيل
وما كانت تظن أن ينزل الله
عز وجل فيها قرآناً إلي يوم الدين
فكل امرأة اليوم تؤمن بربها,فتؤذى في عرضها,تترسم نهج
هذه الصالحة فتصبر لوجه الله, وتحتسب الأذية عند الله
وترجو في مصابها وبلائها المثوبة من الله..

عائشة اليوم
تؤذى وتتهم في عرضها وعفتها ولكنها ثابتة
لوجه الله,صادقة إيماناً بالله,تصبر علي تلك المكائد,وتصبر
علي ما يروجه كل معاند وحاسد,تتمثل هدي تلك المرأة
الصالحة,وتترسم خطى تلك الصديقة الفاضلة..

عائشة
رضى الله عنها التي كانت مثالاً في الزكاة,ومثالاً
في الجود والسخاء,فُتحت لها أموال الدُنيا فما ألتفت إلي
تلك الأموال,بعث إليها عبد الله بن الزبير -
رضي الله عنها
وعنه -
مائة ألفٍ فجاءتها وهي صائمة لله, فما إن وقعت
في يدها حتي تذكرت جنان الخلد التي ترجوها عند ربها
فبذلت تلك المائة في طاعة الله ومحبته,فرَّقت تلك المائة
حتي أمس المساء وما عندها منها شئ,فطلبت فطورها
وطلبت شيئاً ترد به جوعها وظمأها,فإذا به لم يبق من
المائة ألف شئ تُطعم به طعاماً,ولطنها أبقت رضوان الله
والرجاء فيما عند الله,صامت لوجه الله
عز وجل ذلك اليوم
وصامت مع صيام الجسد عن شهوة الدُنيا وفتنتها وزهرتها
فبذلت المال كله لوجه الله حتي نسيت طعام فطورها!!

يا لله من قلب يؤمن بالله! ويا لله من فؤاد يرجو رحمة الله!
ويا لله من صِديقة تلتمس رضوان الله!!

قالت لها أم ذر
:((هلا تركتِ من المائة ألف ما تفطرين به؟
فقالت:لا تلوميني,هلا ذكرتيني))..

ذهلت عن الدُنيا حينما تذكرت رحمة الله
ورجت الفوز بما عند الله..
إنها ذهبت ومضت وخلفت لنساء المؤمنين ذلك المثال الصادق
لبذل المال لوجه الله واحتساب الأجر عند الله..

ذهبت عائشة إلي رحمة
الله ورضوانه, ولكنها رسمت المنهج
لعائشة اليوم حينما اقتدت بها وائتست..

فكم نسمع من قصص تذكر بها! كم نسمع من تلك الصالحة!
وعن تلك المؤمنة المؤقنة التي جددت عائشة الأمس رضي الله
عن تلك وعن هذه رضواناً لا سخط بعده..
امرأة من نساء المؤمنين في عصرنا الحاضر
كانت بنت ثري
من الأثرياء,شاء الله
عز وجل أن يقبض روحه فخلف الأموال
الكثيرة, فجاءها زوجها مساء ذلك اليوم بتلك الورقة التي فيها
خمسة ملايين من الريالات,فلما أخبرها الخبر
وقال لها: هذا قسمك
من ميراث أبيكِ,
قالت: كم هو؟ قال:كذا وكذا,قالت:والله لا أطعم منه
شيئاً وأيتام الأفغان يعانون من الجوع,وأرامله يقاسون البرد والعناء

وقالت:
والله لا يمسي هذا المال وعندي منه شئ ,فخرجت منه ترجو رضوان الله!!


فيا لله من مؤمنة صابرة!
ويالله من مؤمنة صادقة!
إنها قلوب الصادقات التي آمنت برب البريات
فنسيت عند الإيمان به حظوظ الدُنيا وزهرتها
إنها أمثلة ونماذج حية بنقل الثقات عن تلك
الصالحات اللاتي يُذكَّرن بعائشة الأمس
رضي الله عن الجميع وأرضاهن..


 
يا فتاة الإسلام! هذه هي القدوة

أخواتي المسلمات:
إن نماذج الصالحات نورٌ في القلوب
ودليل يدل على رحمة علاَّم الغيوب,إنها النماذج الحية
التي إذا قرأت المؤمنة سيرهنَّ تذكرت كتاب الله,فكلامهن
وأفعالهن, وأخلاقهن تذر بالقرآن..

فالله الله أن تستبدل المؤمنة الصادقة بتلك السيرة العطرة
والمواقف النضرة سير الماجنات الداعرات!
الله الله أن تنسي المرأة المؤمنة تلك النماذج الحية
التي تسبقها إلي رياض الجنان..
فيا طالبة الجنان!
فيا أيها المؤمنة التي تعلق قلبها
بالجنان!ويا أيتها المؤمنة التي ترجو الرحمة من الكريم
الرحمن! شمري عن ساعد الجد في زمان الغربة, وجددي
مآثر الإسلام في هذا الزمان الذي عظمت فتنته وجلت
محنته, جددي مآثرهن بالأخلاق الفاضلة, والآداب الرفيعة..


كم كان بودي أن أبقي معكن في سير الصالحات التي
لا تنتهي,في سير أولئك الداعيات المُصلحات اللاتي أحيا
الله
عز وجل بهن قلوب البريات,في سيرة تلك الصالحات
الداعيات إلي الله عزوجل والمُحتسبات للأجر عنده,ولكن
ضاق الوقت, وأرجو من الله
عز وجل أن يجعل فيما مضي
الخير والبركة, وليست العبرة أن نذكر سيرهن,وليست العبرة
أن نقص أخبارهن,ولكن العبرة كل العبرة أن يتُرجم أمثالكُن
يا معشر المؤمنات الصالحات,ويا معشر التائبات العابدات
ويا معشر المُنيبات القانتات, أن تجددن تلك المواقف
وأن تترجمن هذه السير وهذه المواقف إلي حياة عملية..


فنضر الله
عز وجل وجه امرأة أحيت تلك السيرة الفاضلة
ودعت إلي تلك المواقف المُشرفة,وأسال الله العظيم رب العرش
الكريم أن يُكثر سواد الصالحات في الأمة
وأن يُثبت قلوبهن علي الطاعة والملة..

اللهم أعذهن من شرور أهل الفتن وأهل المحن,وأسمعنا عنهن
كل خير وكل فضل وبر, إنك ولي ذلك والقادر عليه,وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلي الله وسلم وبارك علي نبيه الأمين..
 
 
 
 
 
 
 
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس