إن كتاب التوحيد الذي ألفه الإمام شيخ الإسلام ( محمد بن عبد الوهاب ) قد جاء بديعا في معناه : من بيان التوحيد براهينه وجمع جملا من أدلته لإيضاحه وتبيينه فصار علما للموحدين وحجه على الملحدين . إن هذا الإمام رحمه الله في مبدأ منشئه قد شرح الله صدره للحق المبين . الذي بعث الله به المرسلين : من اخلاص العباده بجميع انواعها لله رب العالمين . وقد شرح الله صدور كثير من العلماء لدعوته وسروا واستبشروا بطلعته وأثنوا عليه نثرا ونظما . وأما كتبه المذكور فموضوعه في بيان ما بعث به الله الرسل : من توحيد العباده وبيانه بالأدله من الكتاب والسنه وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبرأو ينافي كماله الواجب ومن الشرك الأصغر ونحوه وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه . وإن الله عز وجل قيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب لنصرة الإسلام . ما هو الأفضل حركه وهابيه أم دعوه إلى الحق ؟ دعوه إلى الحق لأنها دعوه إلى الله عز وجل ما هي الأشياء التي أفرد بها الله عز وجل ؟ ثلاث أشياء : 1-توحيد الربوبيه :هو توحيد في المعرفه والأثبات >>> كخلق السماوات والأرض . 2-توحيد الألوهيه :هو توحيد في الطلب والقصد >>> وهو جعل العباده لله وحده . 3-توحيد الأسماء والصفات :وهو توحيد في المعرفه والأثبات . كل الرسل جاءوا بلا إله إلا الله . مشركين العرب : مقرين بتوحيد الربوبيه . وليس المراد بالتوحيد : مجرد توحيد الربوبيه ، وهو أعتقاد أن الله وحده خلق العالم كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام والتصوف . فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خلق كل شيء وكانوا مع هذا مشركين . قال تعالى : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ). قالت طائفة من السلف تسألهم : من خلق السماوات والأرض ؟ فيقولون الله وهم مع هذا يعبدون غيره . فليس كل من أقر بأن الله تعالى رب كل شيء وخالقه يكون عابدا له دون ما سواه . وقال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ). وقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .