07-17-2011, 12:44 AM
|
|
شرح حديث: أي الناس أفضل؟ قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان "
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
الحمدلله
5221- وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان " . قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : " هو النقي ، التقي ، لا إثم عليه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد " . رواه ابن ماجه ، والبيهقي في " شعب الإيمان " . [صحح إسناده الألباني رحمه الله]
الشرح
5221 -
( وعن عبد الله بن عمرو ) : رضى الله عنهما
( قال : قيل لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أي الناس أفضل ؟ قال : " كل مخموم القلب " ) : بالخاء المعجمة أي : سليم القلب لقوله تعالى : إلا من أتى الله بقلب سليم من خممت البيت إذا كنسته على ما في القاموس وغيره ، فالمعنى أن يكون قلبه مكنوسا من غبار الأغيار ، ومنظفا من أخلاق الأقذار ،
( " صدوق اللسان " ) : بالجر أي : كل مبالغ للصدق في لسانه ، فيحصل به المطابقة بين تحسين لسانه وبيانه ، فيخرج عن كونه منافيا أو مرائيا مخالفا ،
( قالوا : صدوق اللسان ) : بالجر على الحكاية ، ويجوز رفعه على إعراب الابتدائية والخبر
قوله : ( نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : " هو النقي " ) أي : نقي القلب ، وطاهر الباطن عن محبة غير المولى
( " التقي " ) أي : المجتنب عن خطور السوى
( " لا إثم عليه " ) : فإنه محفوظ ، وبالغفران محظوظ ، وبعين العناية ملحوظ ، ومن المعلوم أنّ " لا " لنفي الجنس "
فقوله : ( " ولا بغي " ) أي : لا ظلم له
( " ولا غل " ) أي : لا حقد
( " ولا حسد " ) أي : لا تمني زوال نعمة الغير من باب التخصيص والتعميم على سبيل التكميل والتعميم ، لئلا يتوهم اختصاص الإثم بحق الله ، فصرح بأنه لا مطالبة عليه لا من الخلق ولا من جهة الخالق ، والله تعالى أعلم بالحقائق .
قال الطيبي رحمه الله : الجواب يلي إلى قوله تعالى : أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى أي : أخلصها للتقوى من قولهم : امتحن الذهب وفتنه إذا أذابه ، فخلص إبريزه من خبثه ونقاه ، وعن عمر رضي الله عنه : أذهب الشهوات عنها . ( رواه ابن ماجه ، والبيهقي في شعب الإيمان ) .
والله أعلم
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
كتاب الآداب » كتاب الرقاق
الشيخ علي بن سلطان القاري رحمه الله
|