عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 12-03-2011, 05:25 AM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

المسكن
ثلاثية المسكن . . !
1 - الواسع .
2 - البيت المحصن بالأذكار .
3 – الجار الصالح .

السكن هو ثاني أركان البيت السعيد .
ولقد امتن الله تعالى على عباده بنعمة السكن فقال : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها واشعارها أثاثا ومتاعاً إلى حين ) .
فالسكن نعمة من نعم الله العظيمة التي نغفل - حقاً - عن قدرها وشكرها حق الشكر . بل إن البعض استخدم هذه النعمة فيما يبغض الله تعالى بأن أدخل فيها ما يفسد أخلاق أهلها ودينهم وعقيدتهم ، ومن المسلمين من جعل بيته قبراً ، ومنهم من جعلها بيتاً للجن والشياطين ، ومنهم من تطاول بها فخرا وكبرياءً ..وهكذا نلمس في الواقع عظيم جهلنا بنعمة السكن وغفلتنا عن الشكر الحقيقي لهذه النعمة الجليلة .
وتأمل عظيم هذه النعمة - نعمة البيت والمسكن - في أنها:
- تستر العورات .
- وتحمي من هوام الأرض ومطر السماء .
- الشعور بالأمن والاطمئنان فيها .
- حرز من السرّاق والقطّاع .
- نقضي بها معايشنا .
- نأمن فيها على أعراضنا وأطفالنا وأثاثنا ومتاعنا .

إلى غير ذلك من فوائد ( السكن ) التي لا يشعر بها ولا يجد لذتها إلا من فقدها .
وتأمل العجب في وصف الله تعالى له بـ ( السكن ) قال تعالى ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً ) تسكن إليه أبدانكم ونفوسكم وتأنس بها ! فالسكون فيه معنى الهدوء والراحة والاطمئنان وقرة العين . ففرق بين البيت وبين السكن ، فمن البيوت مالا تكون سكناً بل تكون بيوت جحيم وشقاء وفزع وخوف - أجارنا الله وإياكم - فتأمل هذا واستشعر عظيم منّة الله عليك بهذا السكن .
وحتى يكون بيت الأسرة سكناً ( سعيداً ) وليكتمل به عقد السعادة الأسرية فإنه لابد أن يتميّز في ثلاث :
1· المسكن الواسع .
ثبت في حديث سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه – السابق - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من السعادة ) وذكر منها : ( المسكن الواسع ) فالسعة والوسع والتوسع أمر مباح في الشريعة دون مجاوزة به الحدّ .
والوسع في السكن أمر نسبي !
بمعنى أنه يختلف باختلاف الناس في نفوسهم وطبائعهم وأنماط حياتهم .
لكن تبقى صفة السعة صفة محمودة تجلب السعادة لأهلها ، وبقدر ما يوجد الوسع بقدر ما تزيد السعادة . والنفس مفطورة على حب السعة والتوسع ، فمن جوانب السعادة في المسكن الواسع أنه :

- ضرورة تربوية .
ففي المنزل الواسع بإمكان الوالدين أن يحققوا الأمر بالتفريق في المضاجع بين الأبناء .- على سبيل المثال -
ثم إن المسكن الواسع يساعد على تهذيب وتشكيل نفسية الأطفال تربويا كعامل مساعد :
لاحظ معي ذلك الطفل ذي الأربع السنوات كيف تكثر حركته بالمنزل !
فالطفل في هذه المرحلة العمرية بحاجة أن يبدد هذه الطاقة بكثرة الحركة واللعب ...لاحظ حين يكون المنزل واسعاً فسيجد الطفل الجو المناسب لتبديد هذه الطاقة ، كما أن والديه لن يحتاجا كثيراً إلى كثرة متابعته وتأنيبه على التكسير
وستختفي التربية السلبية نوعاً ما .. التربية التي تقوم على مبدأ ( لا ) !!
وفي المقابل لاحظ كيف يتغير أسلوب تربيتنا للطفل حين يكون المنزل ضيقاً :
اجلس لا تكسر ..
انتبه قد يقع عليك ..!
ألم اقل لك لا تلعب ؟!!!
كلها توجيهات سلبية قد تؤثر سلباً على تشكيل نفسية الطفل وخاصة في مثل هذه المرحلة من العمر والتي يسميها أصحاب علم نمو النفس ( مرحلة التمركز حول الذات ) !
الأمر الذي يجعل السعة في المسكن سر من أسرار السعادة .

- أضف إلى أن الوسع في المنزل مطلب جمالي . والله جل وتعالى ( جميل يحب الجمال ) .
ويبقى الجمال في السعة رونقا للسعادة حين لا يتعدى فيصل إلى غمط الناس والتفاخر والتعالي عليهم .
- ومع زيادة متطلبات الحياة . وتغير نمط الروتين في الحياة ؛ وتوسع دائرة المعارف والأحبة والأصحاب يجعل المسكن الواسع مطلب ملح وعلامة من علامات السعادة . .
غرفة للأطفال ، وغرفة للضيوف ، ومكتبة للكتب ، وصالة للطعام ، وغرفة للنوم ، ومخزن ..... وهكذا
على أنه ينبغي أن نلاحظ أن السعادة الأسرية لا تكتمل بالمسكن الواسع ، وإنما تكتمل باجتماع أسباب السعادة في جميع أركان الأسرة الثلاثة ( الأفراد - المسكن - المركب ) . على تفاوت في اعتبار أن بعضها أهم من بعض !
وإلا فكم من شقي في الدنيا وهو يسكن القصور ...
وكم من سعيد فيها وهو يسكن الدويرة والدور ..!!
التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رد مع اقتباس