رؤيا في المنام...وطموحاتٌ وأحلام.
كانت خديجة امرأة عالية الهمة واسعة الأفق بصفاتها الجميلة حلقت بها فجعلتها في سماء السبق إلى ساحة المعالي...
وكانت خديجة تصغي كثير إلى أحاديثِ ابنِ عمّها( ورقة ابن نوفل )
عن الأنبياء والرسل .
وفي ليلةٍ غارت نجومها , وحلولك ظلامها, جلست خديجة في بيتها بعد أن طافت مرارًا بالكعبة وتفقدت أبنائها عندئذ ذهبت إلى فراشها وقد ترسمت على وجهها علامات الرضا والابتسامة
وما أن استسلمت للنومِ وراحت في سبات
وكان ما كان ورأت فيما يرى النائم.
(((رأت شمسا عظيمةً تهبط من سماء مكّة لتستقرّ في دارها وتملأ جوانب الدار نورا وبهاءً ويفيض ذلك النور من دارها ليملأ كلّ من حولها بضياء يبهر النفوس قبل أن يبهر الأبصار)))
هبّت خديجة من نومها_ وراحت تدور بعينيها فيما حولها وكأنها تبحث عن ذالك النور
فأيقنت أنّ هذا كان حلمًا وأدركت أنّ الليل لم يزل يعمّ أرجاء المكانِ بالسواد
ولكن ضلّ ذاك النور مشرقا في وجدانها ,,ساطعا في أعماقها
فما أن أشرق الصباح وغادر الليل..
ما كان من خديجة إلّى أنّها أسرعت إلى ابن عمّها (ورقة ابن نوفل)فلعلّها تجد تفسيرا لما رأت في حلمها البهيّ
دخلت خديجة على ورقة فألفته قد عطف على قراءة الصحف وما إن مسّ صوت خديجة حتّى رحّب بها معجبًا
خديجة؟؟ الطاهرة؟؟
قالت: هيَ هيَ
جلست خديجة وراحت تقصّ عليه ما جرى معها في المنام وكان يُصغي إليها باهتمام
وما إن انتهت خديجة من كلامها حتّى تهلل وجهه بالبشرِ
وارتسمت على شفيته علامات الرضا
فقال لخديجة بهدوء ووقار ابشري ياابنة العمّ!!
والله لو صدق الله رؤيتك ليدخلّن نور النبوّة داركِ
ماذا تسمع خديجة ..شاجات في صدرها عواطف مشبوبة زاخرةً بالألم والرحمة والرجاء,,
ظلّت خديجة تعيش على رفرف الأمل وبدأت أحلامها تطاير فوق السماء.
فعسى أن تتحقق رؤيتها وتكون مصدر خيرا للبشريّة .
فكانت خديجة إذا تقدّم إليها أحد من سادات قريش لخطبتها تُسَاوِيهِ بالحلم الذي رأته وهذه من حكمتها رضي الله عنها .
ومع ذلك فكانت تردّهم رداّ جميلا أنّها لا ترغب بالزواج
فكان إحساسها أنّ لأيّام تخبّئ لها شيئا يُفرح قلبها ويعمّها بالراحة والطمأنةِ
يتبع...