[رداد السلامي]

 

الصلاة ..سعي ثابت لاستجلاب معيته وحفظه ورزقه ، هي تأكيد يومي منتظم ومستمر على اننا مازلنا نرجو هدايته الى صراطه المستقيم ، هي إقامة دائمة تمنحنا الاستقامة ، فالصلاة درب الاستقامة المتجدد ، مسلك الاسوياء ، الذين يبتغون الفلاح ، وهي استفاقة الضمير الواعي بالغاية من وجوده ، تعبير رفيع عن حركة وجدانية نقية لازال صاحبها موصول بالله من خلالها .

المصلي إنسان سوي ، يمتاز بالثبات الاخلاقي ، والقيمي ، الذي تجدد وعيه الصلاة كل يوم ، وتعمل على تثمير رصيد الايمان في قلبه وتثبيته، ولذلك تجد المصليين صادقين ، لديهم القدرة على مواجهة محاولات الشيطان الانحرافية في ذواتهم وواقعهم ، يعيدون تشغيل الحاسة الروحية النفاذة في اوقات محددة ودائمة ، فالصلاة هي القلعة الاولى الحصينة في مضمار التدافع ، لأنها ذات خاصية تثبيتيه وتجديدية فريدة وقادرة في انتظامها على توفير المعيار الفارز في دوامة الحراك اليومي المستمر والاستقطابات المختلفة ، المنطوية على حالة من الرؤى الضبابية التي تجعل الامور متشابه بحيث لا تستطيع التمييز بين الحقيقي والزائف.!

الاقتراب من الله طمأنينة وراحة وعزة وكرامة ، ينجلي الوجود عن جود كريم حين ترى آياته وآثار رحمته وقدرته وحكمته في كل شيء ، لذلك اقترابنا من الله من خلال طاعته وأداء فرائضه ، يجعلنا مطمئنين ، لا لشيء إلا لأن ذلك تأكيد ثابت على دوام ايماننا به وتوحيدنا له سبحانه وتعالى.