الأسباب المعينة على صلاة الفجــر ومن أهم العوامل المساعدة على الاستيقاظ لصلاة الفجر.. الوسيلة الأولــ الإخــلاص ـى وبدونه لن يواظب أحد على هذه الصلاة الهامة، وكما ذكرنا قبل ذلك فصلاة الفجر أصلاً مقياس للتفرقة بين المخلصين والمنافقين.. والإخلاص لله عز وجل يكون بحرصك الشديد على أن ترضي الله عز وجل.. وأن تكون مستعداً للتضحية بأي شئ في سبيل ذلك.. قال سبحانه وتعالى وهو يحكي عن الشيطان : "{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } فاحذر أن تكون فريسة للشيطان، وتسلح بسلاح الإخلاص.. الوسيلة الثـــــ العـــزيمة ـــــانية عندي قناعة شخصية أن من أراد بصدق أن يستيقظ للفجر فلن يحول دونه حائل !! لو يشعر المسلم فعلاً بقيمة الفجر في جماعة فسوف يرتب كل حياته ليقوم لصلاة الفجر.. انظر ماذا يقول ربنا سبحانه وتعالى عن المنافقين : {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ } فتأتي الإرادة أولاً.. فلو كانوا حقاً وصدقاً يريدون الخروج لأعدوا له العدة المناسبة التي تمكنهم فعلاً من الخروج وكذلك الذي "يريد" أن يصلي الفجر فإنه إن لم يعد له العدة فليس من الصدق أن يقول أنا أريد ولكني لا أوفق.. فعلى سبيل المثال إن كان ينام متأخراً، ولا يضبط منبهاً، ولا يأخذ بأي سبب من أسباب الإيقاظ، فكيف يقول أنا " أريد" ولكني لا أسمع الآذان !! لو لم تكن هناك عزيمة صادقة فليس هناك أمل في سماع الآذان.. قال تعالى :{وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } فإذا وجد الله عز وجل هذا الضعف في العزيمة، فإنه يكره انبعاث المسلم للصلاة، أو إلى أي من أعمال الخير.. بل ويثبطه ويمنعه من الفعل !! فراجع نفسك يا أخي في الله.أختى فى الله ..راجعى نفسكِ يانفسى. فــــ الأمر جد خطير.. الوسيلة الثـــ احذر الذنوب ـــالثة صلاة الفجر هدية من الله عز وجل لا تعطي إلا للطائعين التائبين.. أما القلب الذي أشرب حب المعاصي فكيف يستيقظ لصلاة الفجر؟!.. القلب الذي غطته الذنوب كيف يتأثر بحديث يتكلم عن فضل صلاة الفجر.. أو كيف يسمع لنداء: حي على الصلاة، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم؟!.. كيف لهذا القلب أن يخشع لذكر الله وما نزل من الحق؟ كيف؟! روى الترمذي وقال حسن صحيح وكذلك احمد وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، فإن زاد زادت فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ابحث بدقة في حياتك على ذنوب ما زلت مصراً عليها.. ذنوب في عينيك.. أو ذنوب في لسانك.. أو ذنوب في علاقاتك بالناس.. أو ذنوب في علاقاتك بالوالدين.. أو ذنوب في القلب من كبر أو عجب أو حسد أو غضب أو رياء أو غيره..وتب الى الله منها بصدق فإن فعلت ذلك صادقاً فإن الله يمن عليك بهداياه وعطاياه، ومنها صلاة الفجر في جماعة.. وذلك بكل أفضالها وبكل حسناتها.. وأسأل الله الهداية والتوبة لي ولكم ولعامة المسلمين.. الوسيلة الـــ الدعــاء ــرابعة وهذه وسيلة في غاية الأهمية.. وحذار أن تستهين بها.. قم بعمل ورد يومي من الدعاء الذي تدعو فيه أن يمن عليك بصلاة الفجر في جماعة.. وأكثر من الدعاء.. وأكثر من الإلحاح فيه.. ندعوه أن يزين الإيمان في قلوبنا.ندعوه أن ييسر لنا الطاعة... ندعوه أن يعيننا على الصلاة في أوقاتها وفي المسجد.. ندعوه أن يثبت أقدامنا على طريقه فلا نضل ولا نزل، ولا نتبع الهوى أو الشيطان.. ندعوه أن يعظم في أعيننا شرعه وأمره فلا نعصيه أو نخالفه.. ندعوه باستمرار وبإلحاح وفي كل وقت، وبالذات في أوقات الإجابة المعروفة.. وليس من المعقول أن ندعو الله عز وجل ـ وهو الكريم أن يقربنا منه ثم هو يبعدنا عنه.. روى البخاري ومسلم - واللفظ لمسلم - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة".. الوسيلة الخــــــ الصحبة الصالحةـــــــامسة وهذه أيضاً وسيلة في غاية الأهمية.. فالطاعة على الإنسان الوحيد صعبة، والشيطان على من سار بمفرده أقدر.. اقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وأحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال الترمذي حسن صحيح : "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" انظر من هم أصحابك ؟! هل إذا رأيتهم ذكروك بصلاة الفجر وبالقرآن وبغض البصر وببر الوالدين ؟ هل يذكروك بالله عز وجل وبطاعته ؟ أم أنهم غير هؤلاء ؟ إن لم يكن لأصحابك من هم غير اللهو واللعب وتضييع الأوقات والأعمار والحياة التافهة الرخيصة والذنوب والمعاصي فأدرك نفسك وأدركهم.. ادعهم إلى الخير.. وإلى الطاعة.. فإن أبوا عليك فانج بنفسك !! وابحث عن غيرهم.. نسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالصحبة الصالحة في الدنيا، وأن يجمعنا مع أحبابنا يوم القيامة إخواناً على سرر متقابلين.. الوسيلة الســــ تعلم كيف تنام !!! ــــادسة وهل في النوم صعوبة حتى نحتاج أن نتعلمه ؟! نعم يا إخواني ويا أخواتي !! نحن نحتاج أن نتعلم الطريقة الصحيحة للنوم، وهي الطريقة التي أرادها الله عز وجل منا، والتي كان ينام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كيف يكون النوم بهذه الطريقة ؟! أولاً : النوم مبكراً.. فقد خلق الله عز وجل الكون كله بحيث ينام ليلاً ويستيقظ نهاراً. وهذه من آيات الله الباهرات.. ومع ذلك فالناس تخالف !! فيعتقد كثير من الناس ـ وبالذات الشباب ـ أنه كلما ازداد رجولة كلما سهر أكثر، وكلما تمدن وتحضر قضي الليل مستيقظاً ونهاره نائماً !! طائفة ليست قليلة من السهرانين يقضون أوقاتهم أمام شاشات التليفزيون، والجميع يعلم أن تحصيل السيئات من وراء هذه السهرات أكبر بكثير من تحصيل الحسنات، فوق أنه وقت ضائع وجهد مهدر.. وطائفة أخرى تقضي الوقت في أعمالها، وهذه وإن كانت تعمل عملاً جاداً إلا أنها ستضيع ساعات البركة في الصباح وطائفة أخرى كبيرة من الطلاب والطالبات يسهرون للمذاكرة مع أن علماء الطب قد أجمعوا على أن تركيز المخ يكون أعلى بدرجات كبيرة في ساعات النهار الأولى.. وطائفة أخرى أشد سوءاً من كل ما سبق، وهم بعض الشباب الذين يجلسون على المقاهي والكافتيريات إلى قبيل الفجر..ومنهم من ينغرس أمام شاشات الإنترنت ثانياً : نصيحة هامة جداً بالنسبة لموضوع النوم أن تنام بالهيئة التي كان ينام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تذكر الأذكار التي كان يواظب عليها قبل نومه.. وسنن النوم موجودة في كل كتب السنن والأحاديث ومنها • النوم على وضوء.• النوم على الجانب الأيمن...قراءة المعوذتين وقل هو الله احد آية الكرسي من سورة البقرة فبقراءة آية الكرسي لن يقربك شيطان، وتسهل مهمة استيقاظك إن شاء الله.. الوسيلة الســــــ لا تأكل كثيراً قبل النوم !! ـابعة وهذه وسيلة شرعية وصحية تماماً.. لا يختلف على أهميتها طبيبان !! وهي وسيلة نافعة للإنسان بصفة عامة، ونافعة له في موضوع الصلاة بصفة خاصة.. والأصل ألا يأكل الإنسان كثيراً طوال فترات اليوم وليس في الليل فقط.. روى الترمذي وقال حسن صحيح عن مقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".. لذلك يقول أحد الصالحين: تأكل كثيراً تنام كثيراً يفوتك خير كثير !! وهو بالطبع يقصد فوات قيام الليل، فما بالك بفوات فرض صلاة الصبح!!.. الأجراس الثلاثة !! الجرس الأول : المنبه وهذه وسيلة رئيسية من وسائل الإيقاظ.. وتذكر أنك لو ضبطت المنبه على موعد بعد صلاة الصبح فهذا دليل مادي على أنك متعمد أن تضيع فرض صلاة الصبح.. وهذه علامات خطيرة جداً.. نسأل الله العافية لنا ولك.. ولي بعض النصائح الخاصة بضبط المنبه : اضبط المنبه على ميعاد الفجر تماماً بحيث يدق مع الآذان، فتسمع كلمات الآذان الجميلة: حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. الصلاة خير من النوم.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. وهذه الكلمات إن شاء الله ستحرك القلب والروح والجسد للقيام.. واحذر أن يوسوس لك الشيطان ـ خمس دقائق فقط !! وأنا أقول لك: أحذر يا أخي في الله وأحذري يا أختي في الله: هذه أخطر خمس دقائق في حياتك !! فهذه هي الدقائق الخمس التي ستقود إلى ضياع فرض من فروض الله عز وجل !! لا تضع المنبه بالقرب من يدك، بل ضعه على مسافة بعيدة في الغرفة بحيث تضطر إلى القيام لإغلاقه، فهذا أدعى إن شاء الله ليقظتك.. الجرس الثاني : التليفون اتفق مع أحد أصحابك أو مع بعض أصحابك أن من يستيقظ أولاً يوقظ الآخر بالتليفون، وهكذا تتعاون أنت وأصحابك على هذا العمل النبيل.. ومن النصائح الهامة في هذا المجال أن تجعل صديقك يفتح معك حواراً في التليفون لمدة بسيطة حتى لا تنام مباشرة بعد غلق التليفون.. كما أنه من المفيد جداً أن تجعل من مسئوليتك أن توقظ غيرك بعد أن تستيقظ.. فشعورك بالمسؤولية تجاه غيرك سيدفعك إلى الإصرار على اليقظة إن شاء الله.. الجرس الثالث : جرس الباب اتفق مع أحد جيرانك في السكن أو في المنطقة أن يمر عليك ويدق عليك جرس الباب لإيقاظك.. وهذه الوسيلة ناجحة جداً، ومن الصعب جداً أن تقوم وتفتح الباب ثم تعود مرة أخرى للنوم، ولكن لا تنسى أن تخبر أهلك بأن هناك من سيطرق الباب عند الفجر حتى لا تتسبب فزعاً في البيت !! وأسأل الله لي ولك التوفيق لكل خير.. أدع غــــيرك ! ادع غيرك إلى صلاة الفجر !! هذه وسيلة رائعة للاستيقاظ.. إذ كيف يغفل عن الخير من يذكر الناس به ؟! وما كان على الله عز وجل ليراك تذكر عباده بفريضة ثم لا يساعدك هو سبحانه وتعالى على أدائها.. وتذكر أن الحركة الدائمة في سبيل الله تضمن لك ارتباطاً دائماً به.. وابدأ أول ما تبدأ بأهلك : أولادك وزوجتك وإخوانك والديك.. وإذا كنت تجد صعوبة في صلاة الفجر فلا داعي أن يمر أحبابك بنفس التجربة الصعبة، ولكن علمهم وحفزهم وساعدهم بكل طاقتك.. واعلم أن هذا في حق أهلك ليس فضلاً منك، بل فرضاً عليك.. روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، قال: وحسبت أن قد قال: والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته".. وادع أيضاً إلى هذا الخير كل أحبابك وأصحابك ومعارفك وزبائنك.. ـ حدثهم كل يوم عن الفجر وأهميته.. وتذكر أن كل من صلى الفجر بسببك سوف تأخذ مثل حسناته ومثل حسنات أولئك الذين سيدعوهم صاحبك إلى الفجر.. مثل أولاده وأصحابه وأحبابه.. وقد يظل هذا الخير ينمو في ميزان حسناتك إلى يوم القيامة.. وهو فضل هائل لا يستوعبه العقل.. روى الإمام مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شئ، ومن سن سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شئ".. أسأل الله العظيم أن ينفعكم بهذه الكلمات وأن يجعل لها عظيم الأثر فى قلبى وقلوبكم والا يحرمنا بفضله ورحمته من صلاة الفجر انه ولى ذلك والقادر عليه من كتاب ..كيف تحافظ على صلاة الفجر للدكتور راغب السرجانى بتصرف كل رجــائى منكن حبيباتى أن تقرأو الموضوع بقلوبكن وتستفيدوا منه وتبشرونى جزاكم الله خيراا