الموضوع: ألام أمتنا
عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 03-03-2007, 01:39 AM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ألا ان أصدق الحديث كتاب الله تعالى و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار

و الله نسأل الإخلاص في قولنا و أعمالنا و نستعيذه من شر الكبر فهذا الرسالة بعنوان الغروب

غروب شمس الإسلام في الأندلس

لعل بعضنا يسأل أسبانيا التي ظل بها الاسلام زهاء ثمانية قرون بها أقل عدد من المسلمين في أوروبا كلها ! و دول أخرى مثل أندونسيا لم يدخلها الفتح الاسلامي أصلا ! و هي دولة اسلامية !

كنت أعجب كثيرا من هذه المفارقة

حتى عرفت الاجابة

انها محاكم التفتيش

فما قصة محاكم التفتيش

و كيف وصلت أسبانيا بعد ان كانت معقل معاقل الاسلام في أوروبا ان تكون أقل دول أوربا اسلاما ؟

و كيف بدأت قصة محاكم التفتيش ؟

بدأت قصة محاكم التفتيش مع سقوط غرناطة و قصة سقوطها قصة تدمي لها القلوب و تبكيها العيون

و تبدأ قصة غرناطة مع انتهاء دولة المرابطين التي كانت أخر دول الأندلس قاطبة حكمت الأندلس كلها و لما سقتطت صارت الأندلس دويلات صغيرة



و سهلة الالتهام

و صاح الناس أين لنا بالمنصور بن أبي عامر

أين لنا بيوسف بن تاشفين

أين هؤلاء الأبطال المجاهدين

و كانت النتيجة الحتمية التي توقعها الجميع

سقوط الأندلس

سقوط مدينة بعد مدينة

و ماتت القلوب و رثاها عشرات الشعراء

ليظهر تسائل أولم يتوقعوا سقوطها ؟

فما الداعي للحزن ؟

و لم ظلوا بها و يتعرضوا للتعذيب الخرافي على يد محاكم التفتيش

فأقول

لو علمت ان أمك ستموت هذا أمر حق مهما كانت مريضة

أما موتها أمام عينيك فهذا أمر أخر

و لو شب النار في المكان فلن تغادر المكان مهما حدث و لن تقول

ستموت ستموت فلا داعي بل ستظل معها الى أخر نفس لأنك تحبها

و كذا كان المسلمون

هي أرض الاسلام كيف نتركها

و أعين الجميع متحسرة حزينة

ثم جئات أيام نحسات

سنة 646هـ

سقطت أشبيليه بلد البطل المعتمد بن عباد رحمه الله
و تلتها بطليوس 626هـ
ثم بلنسية 636هـ
ثم
بياسة 625هـ

ثم

جيان 644هـ


قلعة جابر 645هـ


شاطبة 647هـ


قرطبة 633هـ


قرطاجنة 640هـ


مرسية 641هـ


ميورقة 630هـ


وفقدت دولة الإسلام بالأندلس معظم قواعدها التالدة في نحو ثلاثين عاماً فقط في وابل مروع من الفتن والملاحم .

ثم أفاق زعماء المسلمون على هذا الواقع المروع

و بكوا جميعا

و أدركوا ماذا كانت نتيجة خذلانهم و ضعفهم فقرروا أن يتحدوا لأول مرة و لكن بعد فوات الأوان

و حتى في ذلك الوقت أثمرت وحدتهم لمحة من نصر من بين الهزيمة

و قرروا أن يقيموا دولة الاسلام في قلب غرناطة

أخر معاقل الاسلام في الأندلس

و ظلت غرناطة قرونا لم تسقط و كان لهذا أسباب كثيرة

أولها اتحاد المسلمون لأول مرة تحت راية أمير لهم

ثانيا
وجود قيادة قوية ومؤمنة من ملوك بني الأحمر وكان أولهم محمد بن يوسف النصري المعروف بابن الأحمر ويرجع أصله إلى الأنصار وبالتحديد سعد بن عبادة رضي الله عنه وكان محمد بن يوسف أول من أنشأ دولة غرناطة

ثالثا :

التجاء كثير من المسلمين في الأندلس إلى مملكة غرناطة والتي كانت تمثل دار الإسلام وقتها بعد أن سقطت مدنهم الأصلية في يد الصليبيين وقد انحاز هؤلاء لغرناطة وهم موتورين حانقين على الصليبيين وكان منهم العلماء والأدباء والصناع والزراع وأرباب المهن والحرف فعمرت بهم غرناطة عمراناً حافلاً فلم يبق شبر من أرضها إلا استغل أحسن استغلال حتى وصل عدد المسلمين بتلك المملكة ستة مليون مسلم وهو عدد ضخم .

و الرابع
مساعدة ملوك دول المغرب العربي لإخوانهم الأندلسيين وخاصة ملوك الحفصيين وملوك بني مرين وكلاهما قد قاما بوراثة دولة الموحدين وكان ملوك بني مرين خصوصاً يكثرون من إرسال المساعدات الحربية والجيوش لنصرة مسلمي الأندلس كلما ضغط الصليبيون على غرناطة .

الخامس
حالة الصراعات الداخلية والتفكك الذي ساد ممالك أسبانيا النصرانية في هذه الفترة من الزمان حيث سادت الانقسامات داخل مملكة قشتالة أكبر ممالك أسبانيا النصرانية ودخلت في صراعات دموية مع مملكة ليون وأراجون , هذه الصراعات قد ساعدت مملكة غرناطة على تثبيت أركانها وتقوية قواعدها والتفرغ للعمران والبناء وربما التوسع في بعض الأحيان .


و استمر الملك في سلالة بني الأحمر حتى سقوط غرناطة وكان الرعيل الأول منهم على مستوى المسئولية ووصلت لأوج قوتها حتى عهد محمد الخامس سنة 763هـ وبعد موته لم يكن خلفاؤه على نفس المستوى فبدأت المملكة في الاندحار .

ثم بدأ الانهيار

بدأ لأننا لم نتعلم الدرس أبدا و ها نحن نكرره كل زمان و مكان

بدأ لأن أخطائنا لا ننساها أبدا

ففي الوقت الذي تحاصرنا فيه الذئاب من كل جانب لازلنا نحارب بعضنا بعضا و يعادي بعضنا بعضا

و ترك ملوك بني مرين مساعدة اخوانهم لانشغالهم بحروب الخارجين عليهم في المغرب و لا حول و لا قوة الا بالله

بدأ الصليبيون في توحيد رايتهم واجتمعت مملكة ليون وقشتالة تحت راية واحدة بعد أن تزوج فرديناند ملك ليون وأراجون إيزابيلا ملكة قشتالة وأعلنوا قيام تحالف قوي ضد المسلمين و ليقضي الله أمرا كان مفعولا لحكمه لا يعلمها سواه سبحانه

اما ملوك بني الأحمر فانشغلوا بالصراعات الداخلية على الملك حتى أن معظمهم قد قتل في الصراع على الملك بدلا من الموت في سبيل الله

و زاد الأمر عظما و بلائا بأن عادت مرة أخرى ألات اللهو و الطرب و الفسق و المجون الى ديار غرناطة و لم يستعشر الفساق أي خطر كانوا فيه و نسوا حديث النبي صلى الله عليه و سلم :

إذا تبايعت أمتي بالعينة و تبعوا أذناب البقر فقد تودع منها ( او كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم )

و نسوا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :

مثل القائم في حدود الله و الواقع فيها ..............

و يروى في ذلك قصصا كثيرة

يروى أن ملوك قشتالة و ليون و الأرجون لما أرادوا دخول غرناطة أرسلوا جاسوسا فلما دخل المدينة وجد شابا يبكي فسأله ما بك ؟

قال لم أستطع صيد العصفورة فكيف احارب الكفار؟

فعاد اليهم و قال لا قبل لكم بهم الأن

إن قوما يبكون لهذا لن تكسر شوكتهم

فاتبعوا مبدأ زويمر القس الملعون

الذي قال :

كأس و غانية تفعلان بالأمة المحمدية ما لا تفعله ألف مدفع

فأغرقوهم بالفساد و انتشرت ألات الفساد

و كذا اذا عتت الأمة عن أمر ربها عذبها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها و كان عاقبة أمرها خسرا

و أفاق المسلمون على الكارثة

لى جيوش الصليبيين بقيادة فرديناند وإيزابيلا تملأ عليهم الوديان والسهول


وخاض المسلمون معارك طاحنة هائلة دفاعاً عن وجودهم وكيانهم الأخير

ولكن هيهات هيهات

هيهات هيهات

هيهات لقوم قد فقدوا كل أسباب الانتصار وتقلدوا كل عوامل الهزيمة أن ينتصروا


و سقطت غرناطة


سقطت في يوم لن ننساه

سقطت في 21محرم سنة 897هـ كآخر معقل للإسلام بالأندلس



وعقد آخر ملوك غرناطة أبو عبد الله معاهدة التسليم مع الصليبيين
وهي مكونة من سبعة وستين شرطاً منها تأمين المسلمين على دينهم وأموالهم وعقيدتهم وحرياتهم


و يوم الوداع الأخير

و عبد الله يستعد لركوب سفينته

حانت منه التفافة لبلده

بلده التي لم يعرف سواها

بلده التي تربى تحت سماها

بلده التي مات أبائه و اجداده دفاعا عنها

بلده التي سحقت من أجلها الوف الجماجم و مات لأجلها الوف الوف الشهداء 0000000000000

و هو الأن تاركها

و لسان حاله

ااااااااااااااااااه لو سمعت لأهل العلم

اااااااااااااااااااااه لو لم انشغل بقتال اخواني

اااااااااااااااااااه أين كلمة المعتمد بن عباد لأن ارعى الجمال خير و الله من أن أرعى الخنازير

ثم بكى بكى بكاءا حارا

فرأئته امه

عائشة الحرة فقالت له جملتها الشهيرة

أبكي كالنساء

ملكا لم تحافظ عليه كالرجال 0000000000000


الى رسالة تالية باذن الله نقرأ فيها من شعر أبي البقاء الرندي و نحكي قصص محاكم التفتيش

و كيف حقت مقولة

ويل للمهزوم

و ويله ويله أمة و ويل أبيه ان كان مسلما

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رد مع اقتباس