07-19-2008, 01:42 AM
|
|
الموت أحب إلى أحدهم من الحياة
الموت أحب إلى أحدهم من الحياة
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ، هكذا قالها
عمرالفاروق لأبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهما ، عندما قدم الشام ليتسلم
مفاتيح بيت المقدس من البطاركة ، وقد كان يلبس ثوباً مرقعاً ،
ويركب بغلة يتناوبها مع غلام له، فأرادوا منه أن يغير ملابسه وبغلته .
ذلك أن المسلمين إنما فتحوا البلاد وقلوب العباد بحبهم لربهم وسيرهم على نهج نبيهم وتعلقهم
بجنة خالقهم ، فما عرفت الدنيا طريقاً إلى قلوبهم ، ولا تسلطت على نفوسهم .
وفي القصة التالية ما يشير إلى هذا المعنى ، إذ لما فتح المسلمون مصر بقيادة الصحابي الجليل
عمروبن العاص رضي الله عنه أرسل المقوقس رسلاً إلى
عمرو ، فحبسهم عمرو عنده يومين ، ولما رجعوا إلى القوقس سألهم : كيف رأيتم ؟
فقالوا :
رأينا قوماً الموت أحب إلى أحدهم من الحياة ، والتواضع أحب إليهم من
الرفعة ، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة ، وإنما جلوسهم على التراب ، وأكلهم على
ركبهم ،وأميرهم كواحد منهم ، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ، ولا السيد من العبد ،
وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد ، يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم .
فقال المقوقس عند ذلك : والذي يحلف به ، لو أن هؤلاء
استقبلوا الجبال لأزالوها ، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد !
لأجل هذا هابهم الأعداء وخشيهم الألداء ، ولما تنكبت الأجيال من بعدهم
الطريق تداعت على أمتنا الأمم كتداعي الأكلة على قصعتها ، وماهم بقليل ، ولكنه حب الدنيا
وكراهية الموت ..
فأين نحن من سلفنا الصالح ؟؟
|