عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-20-2011, 12:41 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




Icon41 أعلام العربية / سيبويه.

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

سِيبَويه

اسمه :
عمرو بن عثمان بن قنبر ، فارسي الأصل ، وينتمي بالولاء إلى الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد ، قال المرزباني يقال هو مولى آل الربيع بن زياد الحارثي

كنيته :
اختلف في كنيته فقيل : هو ابو بشر ، وهو ابو حسين ، وهو ابو عثمان ، وأثبت هذه الكنى جميعا هي ابو بشر

لقبه :
سيبويه وهو الذي به اشتهر حتى صار علما له وعرف به على مدار الاعصار ، وذكر العلماء أن معنى اسمه هو رائحة التفاح وهو مكون من كلمتين بالفارسية ( سيب ) بمعنى التفاح و ( ويه ) بمعنى الرائحة . أما سبب تسميته بسيبويه فقيل أن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك ، وقال ابراهيم الحربي : سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين

ذكر ولادته :
ولد سيبويه بالبيضاء ، وهي أكبر مدينة في كورة إصطخر بفارس ، ويقال : إن مولده ومسقط رأسه كان بالأهواز ، ثم هاجر أهله إلى البصرة فنشأ بها ، وكانت الهجرة إلى الحواضر الاسلامية فاشية متواصلة في ذلك الزمان ، وكان أقرب المهاجر إلى فارس هي مدن العراق الثلاث ، البصرة والكوفة وبغداد ، فكان اختيار أسرته للبصرة ، حيث نشأ وتربى وطلب العلم .

ذكر شيء من صفاته :
نقل الخطيب رحمه الله تعالى عن التاريخي قال حدثنا اسحق بن ابراهيم الحربي قال سمعت ابن عائشة يقول كنا نجلس مع سيبويه في المسجد و كان شابا حسنا جميلا نظيفا ، وقد تعلق من كل علم بسبب وضرب مع كل أهل أدب بسهم مع حداثة سنه. وتحدث بعض العلماء عن لسان سيبويه فقالوا انه ليس فصيحا كقلمه ، قال ابو حاتم : كان في لسانه حبسه ، وقلمه أبلغ من لسانه . وقال سيبويه مرة : لإن أخر من السماء أحب إلي من أن أدلس .

رحلته في طلب العلم :
كان الحديث والفقه أول ما يدرسه العلماء ، فصحب سيبويه الفقهاء وأهل الحديث ، وكان في بدايته يستملي الحديث على حماد بن أبي سلمة يوما وكان شديد الاخذ ،
قال حماد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أحد من أصحابي إلا وقد أخذت عليه ، ليس أبا الدرداء .
فقال سيبويه ليس أبو الدرداء وظنه اسم ليس ،
فقال حماد لحنت يا سيبويه ، ليس هذا حيث ذهبت وإنما ليس ها هنا استثناء فقال : لا جرم سأطلب علما لا تلحنني فيه ، فلزم الخليل فبرع .

من شيوخ سيبويه :
الخليل بن احمد الفراهيدي وهو أكثر من أخذ منه ، حماد بن سلمة ، الأخفش الاكبر ، يعقوب بن اسحق البصري القارئ ، سعيد بن اوس الأنصاري .

من تلاميذ سيبويه :
أبو الحسن الأخفش ، أبو محمد بن المستنير البصري ، الناشي .
ولعل قلة تلاميذه ناجمة عما ذكرته سابقا من أنه كانت في لسانه حبسة قال معاوية بن بكر العليمي : عمرو بن عثمان ( سيبويه ) قد رأيته ، وكان حدث السن ، كنت أسمع في ذلك العصر أنه أثبت من أخذ عن الخليل بن أحمد ، وقد سمعته يتكلم ويناظر في النحو وكانت في لسانه حبسة ، ونظرت في كتابه فعلمه أبلغ من لسانه .

أقوال العلماء فيه :
_ قال محمد بن سلام : كان سيبويه النحوي غاية الخلق في النحو وكتابه هو الإمام فيه
_ وقال أبو منصور الأزهري : كان علامة حسن التصنيف
_ قال ابن النطاح : كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه فقال : مرحبا بزائر لا يمل ، فقال أبو عمر المخزومي وكان كثير المجالسة للخليل : ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه
_ قال أحمد بن علي : كان يطلب الأثار والفقه ، ثم صحب الخليل بن أحمد فبرع في النحو وجرت بينه وبين الكسائي وأصحابه مناظرة

أثره في اللغة العربية :
إذا تحدثنا عن أثر سيبويه في اللغة العربية ، فلا شك أننا نتحدث هنا عن كتابه في النحو المسمى ( الكتاب ) وهو الاسم الذي عرف به على مدار الاعصار ، ومن المقطوع به تاريخيا أن سيبويه لم يسمه بإسم معين على حين كان العلماء في دهره وغير دهره يضعون لكتبهم أسماء : كالجامع والإكمال لعيسى بن عمر ، والعين المنسوب إلى الخليل .

وقد يكون أعجل عن تسميته بأنه أحتضر شابا فلم يتمكن من معاودة النظر فيه واستتمامه ، فليست للكتاب مقدمة وليست له خاتمة مع جلالة قدره و إحكام بنيانه

أقوال العلماء في كتاب سيبويه :
_ قال السيرافي : كان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علما عند النحويين ، فكان يقال في البصرة : قرأ فلان الكتاب ، فيعلم أنه كتاب سيبويه ، وقرأ نصف الكتاب ، ولا يشك أنه كتاب سيبويه

_ قال أبو عثمان بكر بن محمد المازني : من أراد أن يعمل كتابا كبيرا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي
_ قال ابن كثير : وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره ، واستخرجوا من درره ، ولم يبلغوا إلى قعره

ذكر وفاته :
سبق أن ذكرت في أحد المواضيع سابقا قصة تناظر سيبويه مع الكسائي إمام الكوفيين ومؤدب ولد الخليفة ، ولما قدم سيبويه إلى بغداد فناظر الكسائي وأصحابه ، فلم يظهر عليهم ، لم تطب له الإقامة ببغداد ، فيقال إنه سأل عمن يبذل من الملوك ويرغب في النحو ، فقيل له : طلحة بن طاهر في خراسان ، فاعتزم الخروج إليه فيقول بعضهم : إنه عرج على البصرة قبل الخروج إليه ، ثم شخص إلى طلحة في خراسان فلما انتهى إلى ساوة مرض مرضه الذي مات فيه ، وقيل إنه بعد هذه المناظرة أقام في فارس إلى أن مات غما في الذرب ولم يعد إلى البصرة .

وقيل انه لما احتضر قال :

يؤمـــل دنيــا لتبقــى له **** فوافى المنيــة دون الأمـــل
حثيثا يروي أصول الفسيـــل **** فعـاش الفسيـل ومات الرجـل

وكان سيبويه في حجر أخيه فأغمي عليه ، فدمعت عين أخيه فأفاق فرآه يبكي فقال :

وكنا جميعا فرق الدهر بيننا **** إلى الأمد الأقصى فمن بأمن الدهرا

واختلف المؤرخون في تاريخ وفاته وأرجح الأقوال انه توفي سنة 180 هـ واختلفوا أيضا في عمره قال الخطيب البغدادي : يقال إن سنه كانت اثنتين وثلاثين سنة . قال أبو سعيد الطوال : رأيت على قبر سيبويه رحمه الله تعالى هذه الأبيات المكتوبة ، وهي لسليمان بن يزيد العدوي :

ذهـب الأحبـة بعـد طـول تـزاور **** ونأى المزار فأسلمــوك وأقشعــوا
تركوك أوحـش ما تكـون بقفــرة **** لم يؤنسوك وكربــة لم يدفعـــوا
قضي القضاء وصرت صاحب حفرة **** عنك الأحبة أعرضوا وتصدعـــوا


منقول جزى الله خيرًا كاتبه.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس