عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-29-2011, 12:54 AM
أبو يوسف السلفي أبو يوسف السلفي غير متواجد حالياً
" ‏مَا الْفَقْرَ ‏أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي‏ ‏أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ "
 




Smile على فكرة ، أنت سلفي بس مش عارف

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد فقد قال ربنــا جـــل في علاه ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء ) وقال سبحانه ( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ) ، وقد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - والأمة كلها على قلب رجل واحد ، وكلمة رجل واحد ، ربهم واحد ، نبيهم واحد ، كتابهم واحد ، دينهم واحد ، ولكن شاء الله رب العالمين أن يحدث ما أخبر عنه - صلى الله عليه وسلم - في قوله ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . وفي لفظ : على ثلاث وسبعين ملة ، وفي رواية قالوا : يا رسول الله من الفرقة الناجية ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ، وفي رواية قال : هي الجماعة يد الله على الجماعة ).
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 3/345 خلاصة حكم المحدث: صحيح مشهور في السنن والمسانيد
هذا الحديث روي بطرق عديدة ، فهو أصل أصيل ، ويشهد بذلك واقع المسلمين من وجود فرق كثيرة ، منهم من كفّر الصحابة كـ ( الشيعة الإمامية ) ، ومنهم من أنكر القدر وكفر به كـ ( القدرية ) ، ومنهم من عبد القبور كـ ( الصوفية ) ، وغيرهم كثير.
وقد أخبرنا علماؤنا وأئمتنا أن لأي عمل في الدين شرطين لأن يقبل ، أولهما ( الإخلاص ) فلا بد أن يكون العمل خالصًا لله رب العالمين دون رياء أو سمعة أو شهرة ، قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي عند البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى ...... ) وفي هذا السياق أحاديث وآيات كثيرة تبين أنه يجب أن يكون العمل خالصًا لله رب العالمين ، الشرط الثاني هو ( المتابعة ) أي أن يكون العمل على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وطريقته ، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي عند البخاري ومسلم من حديث أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي هذا السياق أيضًا آيات وأحاديث كثيرة تبين أهمية هذا الشرط .
لهذين الشرطين ، ولما حدث من المسلمين من افتراق بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وجب على كل مسلم يريد رضا الله أن يلتزم بما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه من التزام ما كان عليه هو وأصحابه والتزام جماعة المسلمين الذين مازالوا على السنة .
على هذا سار الصحابة ومن تبعهم من التابعين وتابعي التابعين وأئمتنا المهديين - أمثال الأئمة الأربعة والثوري والنخعي والليث وابن عيينة وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير - نصروا السنة وحاربوا البدعة ، ومن قرأ في سيرهم وجد ذلك جليًا .
ومع ظهور الفرق الكثيرة التي ابتدعت في الدين ما ليس منه ، ظهر مصطلح ( أهل السنة والجماعة ) الذي تبناه أئمتنا ، فماذا يعني هذا المصطلح ، كلمة (أهل السنة ) لا تحتاج إلى تبيان ، فهم هؤلاء القوم الذين التزموا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحاربوا كل بدعة ، وفي هذا السياق قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم ) ، أما كلمة ( الجماعة ) فهي التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه المذكور آنفًا والتي تعني أن هؤلاء القوم الذين أطلقوا على أنفسهم هذا المصطلح التزموا جماعة المسلمين ولم يتبعوا أي فرقة من الفرق التي خرجت عن الجماعة .
بعد أن عرفنا ما هو مصطلح ( أهل السنة والجماعة ) فما هو مصطلح ( السلفية ) ؟ في العصر العباسي لما تُرجمت كتب الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية ، وتأثر كثير من المسلمين بهذه الثقافة الغربية ، نشأ عن ذلك فكر فاسد هو فكر المتكلمين الذين أفسدوا العقيدة بسبب هذه الفلسفة ، وهؤلاء المتكلمون هم ( الأشاعرة والمعتزلة والماتريدية ) - وكان ممن حاربهم الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله تعالى عليه - وكان مما ابتدعوا في دين الله أنهم قالوا أن الصحابة والسلف – والسلف يعني أهل الرجل ممن سبقوه ، ويقصد بهم الصحابة والتابعون وتابعوهم – لم يحققوا العقيدة وأن طريقة الخلف – أي الذين جاءوا من بعدهم – أعلم وأحكم من طريقة السلف - وهذا كلام باطل ظاهر البطلان ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم – فقال أهل السنة أن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم من طريقة الخلف ، ولهذا ظهر مصطلح السلفية ، أي الذين ينتصرون للسلف .
وعلى هذا فمصطلح ( السلفية ) ومصطلح ( أهل السنة والجماعة ) مترادفان يحملان معنًا واحد ، ويشيران إلى هؤلاء القوم الذين اتبعوا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم – فحق عليهم أن سماهم النبي – صلى الله عليه وسلم – ( الفرقة الناجية ) و ( الطائفة المنصورة ).
وعلى هذا فالآيتين الكريمتين اللتين ابتدأت بهما كلامي لا تنطبقان على أهل السنة وإنما هما حجة على غيرهم ممن بدّل دينه وفرّق أمره ، وابتدع في الدين ما ليس منه .
وعلى هذا فإن عموم المسلمين - بفضل الله – مازالوا على السنة ، لم يُكفّروا الصحابة ، ولا أنكروا القدر ، ولا عبدوا القبور ، ومن وقع منهم في بدعة فإنما يكون ذلك جهلًا أو تقصيرًا ، وليس عنادًا وإنكارًا ، وعلى هذا فأنت سُني سلفي وأنت لا تعلم.
رد مع اقتباس