عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-22-2009, 04:34 PM
مهاجر إلي ربي مهاجر إلي ربي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي التصويت على اّلوهية المسيح

 

التصويت على اّلوهية المسيح



{ إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا*ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد} (المائدة: 116-117).
"المسيح ليس خالقاً، بل هو مخلوق لله، ونبي عظيم" تلك بعض آراء "أريوس" العالم النصراني المصري، والتي أخافت أسقف الإسكندرية "ألكسندر"، وزاد من مخاوفه أكثر سرعة انتشارها بين رجال الدين أنفسهم ونتيجة التفرق والاختلاف في المذاهب والآراء حول قضايا جوهرية من العقيدة النصرانية ، الأمر الذي أقلق الملك قسطنطين (الذي أصدر مرسوما ملكيا باعتبار الدين النصراني دينا مسموحا به في الدولة الرومانية ، وأرجع أملاك النصارى المصادرة ، ورد لهم هيبتهم بين الناس) فما كان منه أمام هذه المعضلة إلا أن عقد مجمعاً - مجمع نيقية سنة 325م - دعا إليه علماء النصارى ليتباحثوا فيما آل إليه أمر النصرانية من التفرق والشتات في المذاهب والآراء فمنهم من يقول : إن المسيح وأمه إلهان ، وهم البربرانية ، ومنهم من يقول : إن المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها ، ومنهم من كان يقول : لم تحبل مريم بعيسى تسعة أشهر ، وإنما مرَّ في بطنها كما يمرُّ الماء في الميزاب ، ومنهم من كان يقول : إن المسيح إنسان مخلوق من اللاهوت ، ويرون الله جوهراً قديماً واحداً ، وأقنوماً واحداً ، ولا يؤمنون بالكلمة ، ولا بالروح القدس ، إلى آراء كثيرة متعارضة متناقضة ، فاجتمع الأساقفة لمناقشة تلك الآراء ، فاختلفوا اختلافا شديداً ، ورأى ( 318 ) أسقفاً القول بألوهية المسيح ، وأنه ابن الله - في زعمهم - أي من ذات الله ، وأنه مساو لله جل وعلا ، وأنه مولود منه غير مخلوق ، كما رأوا أن هذا الإله تجسد في صورة البشر لخلاص الناس ثم ارتفع إلى السماء بعد قيامته من الموت ، فاستهوى هذا الرأي الملك الروماني ، فقرره ، وفرضه على بقية الأساقفة ، وقرروا لعن رأي أريوس الذي كان يعتقد أن المسيح عبد مخلوق محدث بعد أن لم يكن ، ولم يكن المخالف هو أريوس وأتباعه وحدهم ، بل إن جل المجتمعين لم يوافقوا على قرارات المجمع ، وإن لم تتفق آراؤهم فيما بينهم . وحكم المجمع على "أريوس" وموافقيه وأتباعه باللعنة والحرمان، ونفاهم الإمبراطور من البلاد. وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب "أريوس" جميعها، وجعل إخفاء أيّ كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام .
وبذلك يكون هذا القرار قد رسخ فكرة ألوهية المسيح، واستبعد كل قول مخالف يعترف ببشرية المسيح، وأنه نبي من عند الله.
واعترفت الكنيسة بأربعة أناجيل، ورفضت عدداً من الأناجيل والكتب، أوصلها صاحب كتاب اكسيهومو ( 1810م ) إلى أربعة وسبعين كتاباً ، وعددها فذكر أن منها ما هو منسوب لعيسى وأمه . وللحواريين ، ومنها ما هو منسوب للإنجيليين الأربعة ، وأوصلها بعض الباحثين إلى ما يربو على المائة كتاب ، ومنها ما هو منسوب لجماعات مسيحية قديمة كإنجيل المصريين والناصريين. وقد سميت بعض هذه الكتب أناجيل كإنجيل بطرس واندرياه ويعقوب وميتاه ( متى ) وإنجيل المصريين لمرقس وبرنابا، وعددت دائرة المعارف الأمريكية أسماء ستة وعشرين إنجيلاً لا تعترف بهم الكنيسة رغم نسبتهم إلى المسيح وكبار حوارييه. وقد كانت بعض هذه الكتابات والأناجيل متداولة لدى عدد من الفرق المسيحية القديمة ، وظلت متداولة إلي القرن الرابع الميلادي وفي مجمع نيقية 325م أمرت الكنيسة باعتماد الأناجيل الأربعة ورفض ما سواها من غير أن تقدم مبرراً لرفض تلك الأناجيل سوى مخالفتها لما تم الاتفاق عليه في المجمع ، وفي ذلك يقول العالم الألماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته " لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره ، واعتباره مقدساً منزلاً دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون .... وياليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل ...إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى" وأمرت الكنيسة بحرق جميع هذه الأناجيل لما فيها من مخالفات للعقيدة ، وصدر قرار من الامبرطور بقتل كل من عنده نسخة من هذه الكتب وهكذا اختفت معظم هذه الأناجيل ولم يصل منها سوى إنجيل برنابا والإنجيل الأغنسطي، وثلاث قصاصات من إنجيل مريم وبعض شرائح لاتينية وإغريقية وقبطية من إنجيل برثولماوس وإنجيل نيقوديموس كما عثر أخيراً في نجع حمادي بمصر على مقتطفات من إنجيل بطرس وكتاب أعمال يوحنا
ولعل أهم ما وجد في نجع حمادي مائة وأربعة عشر قولاً منسوباً للمسيح في إنجيل توما الذي يختلف أسلوبه عن الأناجيل الأربعة، إذ لم يسرد قصة المسيح ، بل نقل أقواله ، ويرجع المحقق كويستر هذا الإنجيل إلى منتصف القرن الأول الميلادي ، وأرجعه كيسيبل إلى 140م . وعثر أيضاً على إنجيل" الحقيقة "والذي اعتبره ايرينوس (180م ) إنجيلاً مزوراً

ملاحظات
وبادئ ذي بدء فإن المحققين سجلوا حول هذه الأناجيل ملاحظات .
- أن ثمة كتب كثيرة ظهرت في القرن الأول، وكلها منسوبة للمسيح وحواريه.
- أن هذه الأناجيل تخالف عقائد مجمع نيقية ، وبعضها كان خاصاً بفرق مسيحية موحدة .
- أن الكنيسة حين حرمت هذه الأناجيل ، ولم تقدم أدلة على صحة القرار الذي اتخذته .
- أنه كما لا يحق لرجال الكنيسة إعطاء صفة القانونية للأناجيل الأربعة فإنه لا يحق لهم إبطال صحة هذه الأناجيل واعتبارها أبو كريفا ( مزيفة ، خفية ) .
رد مع اقتباس