عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-17-2012, 01:20 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

لكن هنالك لفتة مهمة، قلنا بأن الطائفة المزدكية اخترقت البرامكة،فما
هي المزدكية إذاً؟أود أن ألفت النظر إلى أن كارل ماركس ليس أول من نادى بالشيوعية ،فلقد سبقه إليها مزدك ،و المزدكية وثنية من جذور المجوس،يقول الشهرستاني رحمه الله في كتابه "الملل والنحل" في حديثه عن عقيدة المزدكية :
"كان مزدك ينهى الناس عن المخالفة والمباغضة والقتال ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب النساء والأموال أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيهما كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ
وحكي عنه أنه أمر بقتل الأنفس ليخلصها من الشر ومزاج الظلمة
ومذهبه في الأصول والأركان أنها ثلاثة : الماء والأرض والنار
ولما اختلطت حدث عنها مدبر الخير ومدبر الشر فما كان من صفوها فهو مدبر الخير وما كان من كدرها فهو مدبر الشر
وروي عنه أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود خسرو في العالم الأسفل وبين يديه أربع قوى :
قوة التمييز والفهم والحفظ والسرور
كما بين يدي خسرو أربعة أشخاص :
موبذ موبذان والهربذ الأكبر والأصبهيد والرامشكر"
وكما نلاحظ فإن القاسم المشترك الأكبر الأول بين مزدك وماركس هو أنهما نظرا إلى مشاكل البشرية من نزاعات وقتال فاقترحا حلاً لها ألا وهو جعل النساء والأموال مشاعاً وشركة بين الناس،ونتحدث عن مشاع المال أولاً لأننا نتحدث عن المادة التي تشكل عمود فلسفة ماركس وفكره كما هو معروف،وكذلك الأمر بالنسبة لجمهورية إيران الصفوية وبالذات في قضية الخمس،فهم يأخذون الخمس عنوة
مستدلين بالآية التالية:{ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا} تدبروا كلمة "غنمتم" في الآية ، رؤوس الرافضة يأخذون الخمس من العوام على أنه "غنيمة"كما هو واضح في الآية،وبديهي أن الغنيمة لا تؤخذ إلا من جيش الكفار،يعني هؤلاء يعاملون عوام الإمامية في العالم معاملة الجيش المسلم للجيش الكافر!والسر في ذلك هو أن الدولة الصفوية الإيرانية واسعة الأحلام والتطلعات و إماكنياتها أقل من ذلك فلا بد لها من الاعتماد على مصدر آخر غير ثرواتها،هذا عن مادية الرافضة،وكما هو معروف عن الشيوعية فهم ينادون بالاشتراكية وبمبدأ(الأرض للفلاح والمعمل للعامل) ،هذا عن مشاع المال عند المزدكية و الرافضة و الشيوعيين ..
أما بالنسبة لمشاع النساء الذي هو القاسم المشترك الآخر ،فإن الإباحية المكشوفة القبيحة التي غزت الاتحاد السوفييتي أمر معروف،والجدير بالذكر أن كارل ماركس اشتهرت عنه مقولة إبليسية ألا وهي:
"إن الإسلام أكذوبة،وإن الله خرافة،وسأعلم ابنتي كيف تكون عاهرة،وسأعلم ولدي كيف يكون ماجناً" وبالمثل فلقد استفحلت الإباحية باسم الدين وآل البيت الأطهار حتى يومنا هذا في إيران باسم المتعة وما يتعلق بها من أمور يندى لها جبين كل من لديه أدنى ذرة من إيمان أو حياء أو مروءة ،هذا عن مشاع النساء عند مزدك و غيره .
وهناك قاسم مشترك أيضاً بين المزدكية والشيوعية نستنتجه من النص السابق هو الدموية والإجرام في عقيدة مزدك من النص السابق:" أنه يجب قتل الأنفس لتخليصها من الشرور والظلمة" التي هي جزء من كل إنسان،فكل إنسان على وجه الأرض له قرينان،قرين يأمره بالخير وهو ملاك،وقرين يأمره بالشر وهو الشيطان،فبناءاً على كلامهم وعقيدتهم سيكون القتل وسفك الدماء بشكل عشوائي وهو مشهود وموثق تاريخياً في الشيوعية المعاصرة المتمثلة بالثالوث الإبليسي(ماركس،ستالين،لينين) التي لا يتسع المقام لتبيان جرائمها بحق البشرية عامة،و بحق الموحدين على وجه الخصوص،فلقد ذبحوا في إقليم تركستان التابع للصين وحده أكثر من مليون وثلاثمئة ألف موحد،فضلاً عن باقي بقاع الأرض فلقد اندفعوا بكل حيوانية ووحشية وهمجية إلى ذبح وتعذيب وحصار الملايين من الموحدين رجالاً وشيوخاً وشباباً ونساءاً وأطفالاً حتى انهار الاتحاد السوفييتي ولله الحمد من قبل ومن بعد، و كلنا نرى ما يفعله حزب البعث في سوريـا ،و الذي هو نسخة معدلة عن الحزب الشيوعي،والدموية موجودة أيضاً عند اليهود وعند الرافضة عبر العصور وإلى يومنا هذا أيضاً و نحن نعلم ما فعله و يفعله جيش المهدي و فيلق الغدر بأخواننا أهل السنة في العراق ،و ما فعله حزب الشيطان في لبنان .
و هنالك قاسم مشترك آخر بينهم ألا و هو الوثنية، وثنية مزدك، و وثنية الرافضة في غلوهم بأئمتهم الاثني عشر ، و وثنية الشيوعيين الذين يسجدون و يركعون عند ضريح لينين رغم ادعائهم أنه :" لا إله في الوجود " .
ثم جاء بعد الرشيد ولده الخليفة الأمين رحمهما الله، ثم أخوه المأمون ابن الفارسية، و نحن لا نتنقص المأمون إلا لأمور لا أدري إن كان قد فعلها عن قصد أو غير قصد، لقد أمر بترجمة كتب الفلسفة و علم الكلام ،و لنتذكر معاً بأن كلمة فلسفة يونانية ، و أن كلمة :"فيلو" محبة ،و كلمة "صوفيا" تعني الحكمة، و لنتذكر معاً أن أصل نشأة الصوفية أربع روايات :فمنهم من قال بأن أصلها من الصوف لأنهم كانوا يلبسونه تقشفاً وزهداً في الدنيا، ومنهم من قال بأنهم منسوبون لأهل الصفة وهم فقراء المهاجرين والأنصار الذين كانوا يجلسون عند الصفة في المسجد النبوي،ومنهم من قال بأنها نسبة إلى صفاء النفس وتخليصها من الشوائب والشهوات،وما يهمنا أن هناك مقولة تقول بأنها مأخوذة من كلمة صوفيا ،ونحن نعلم بأن مصطلح الفلسفة عبارة عن كلمتين هما فيلو ، وصوفيا،وأن فيلو باليونانية تعني المحبة،وصوفيا تعني الحكمة ،هذا عن منشأ الصوفية، نحن نعلم جميعاً أن بدعة خلق القرآن قد نشأت في عهد المأمون كنتيجة لانتشار علم الكلام ،و نعلم جميعاً ما حدث في التاريخ لعلماء أهل السنة و على رأسهم أحمد بن حنبل رحمه الله نتيجة لهذه البدعة،لقد سجن لمدة عامين، و تم جلده أمام تلامذته و هم يبكون، و تم إعدام آخرين، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و لنقرأ التاريخ بعد المأمون،كيف انحدرت الأمة الإسلامية و تأخرت عن ركب الأمم، فصارت لعبة بيد الصليبيين تارة، و بيد المغول تارة، و بيد دولات استقلت عن بني العباس مثل الدولة الحمدانية و البويهية الرافضيتين، و الدولة الباطنية الدرزية التي تسمّت بالفاطمية في أرض الكنانة مصر، يقول ابن كثير رحمه الله في تأريخه لسنة ثلاثمائة و سبعة و أربعين للهجرة في كتابه " البداية و النهاية :
{وقد امتلأت البلاد رفضاً وسباً للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين وكل ملوك البلاد مصرا وشاما وعراقا وخراسان وغير ذلك من البلاد كانوا رفضا وكذلك الحجاز وغيره وغالب بلاد المغرب فكثر السب والتكفير منهم للصحابة وفيها بعث المعز الفاطمي مولاه أبا الحسن جوهر القائد في جيوش معه ومعه زيري بن هناد الصنهاجي ففتحوا بلادا كثيرة من أقصى بلاد المغرب حتى انتهوا إلى البحر المحيط فأمر جوهر بأن يصطاد له منه سمك فأرسل به في قلال الماء إلى المعز الفاطمي وحظي عنده جوهر وعظم شأنه حتى صار بمنزلة الوزير وممن توفي فيها من الأعيان}
و في نهاية المطاف، سقطت و جاء الحكم العثماني الإسلامي الذي كان في بدايته أيضاً له صولة و قوة وصل الإسلام في وقتهم إلى أبواب فيينا، و ما لبث أن توقف نتيجةً لتآمر الدولة الصفوية التي كانت في أول ظهور لها، حتى قال أحد المستشرقين: " لولا الصفويين في إيران، لكنا اليوم في بلجيكا و فرنسا نقرأ القرآن مثل الجزائريين" .
و هنا يبدأ بنا المطاف بالتعريف بالغزو الفكري للأمة الإسلامية لأنه بدأ عند هذا التاريخ و كل من الشيوعيين و المجوس و من كان في جذور المجوس من المزدكية و غيرها و من جاء بعدهم من الرافضة و المعتزلة و الأشاعرة عانوا كما ذكرنا في مباحث سابقة من عقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد ، و بالنسبة للمعتزلة فقولهم ببدعة خلق القرآن وحده يكفي،لأن الخالق لا يخطئ والمخلوق يخطئ ويصيب،وكل مخلوق يموت والله حي لا يموت،ثم يناقضون قولهم بإقرارهم بأن القرآن كلام الله .
لكن يبدأ التأصيل من تاريخ دخول الاستشراق،أول دعوة استشراقية جاءت على لسان شخص يدعى البارون دويتز سنة 1664م حيث طالب بإنشاء مدرسة يتعلم طلابها التبشير – أو بالأحرى التنصير- باللغات الشرقية ،و ترجع جذور الدعوة التنصيرية إلى صدر النصرانية كما قال المؤرخ :"أدوين بلس" لكن كتائب الدعوة التنصيرية غزت العالم الإسلامي على وجه التحديد منذ القرن الرابع عشر على يد رهبان و راهبات الدومينيكان و الفرانسيسكان، و كانت بدايات ظهورها على شكل مدارس و مستشفيات و مستوصفات ،و انطلقت أول دعوة استشراقية على لسان البارون " دو ويتز " في عام 1664م حيث طالب بتأسيس مدارس لتعليم التبشير باللغات الشرقية .
في العام 1855 م تم تأسيس جمعية الشبان المسيحيين من الشباب الإنكليز و الأمريكان، و تفرع عنها "جمعية الشبان المتطوعين للتبشير في البلاد الأجنبية" .
و كان اليسوعيون قد قاموا بتأسيس مدارس في بيروت عام 1839م و زحلة 1844م و دمشق 1872م و حلب 1873م و انتقلت مدرسة غزير إلى بيروت و تحولت إلى جامعة القديس يوسف (اليسوعية) .
في العام 1877م قام صموئيل زويمر بأول زيارة له للخليج العربي،حيث أسس أول إرسالية أمريكية بمساعدة القس جيمس كانتين و قد أنشأ في البحرين عام 1891م أول مركز تنصيري تحت ستار طبي و منه انطلقا إلى مسقط و دبي و الشارقة ،و هكذا توسعت البعثات التنصيرية في عالمنا الإسلامي بأسره كما يقول المؤرخ "أدوين بلس" .
فلقد قام البروتستانت المحليون بتشكيل الكنيسة الإنجيلية السورية عام 1848م و ظهر نشاطها في الطباعة و التعليم، ففي عام 1834م قاموا بنقل مطبعة عربية من مالطة إلى بيروت لعبت دوراً مهماً في نشر التراث العربي، و كانت أول مطبعة عربية دخلت هي التي أهدتها روما إلى رهبانية دير قزحيا، كما أنشأت أول مطبعة في حلب 1698م ،تلتها مطبعة الشوير 1732م ،و مطبعة بولاق بمصر 1821م
ثم انتقل المُنَصِّرون إلى افتتاح المدارس، و لعل أهم عمل قاموا به هو افتتاح افتتاح الكلية السورية البروتستانتية في بيروت 1866م بمساعي دانيال بلس و التي تحولت إلى الجامعة الأمريكية فيما بعد .
و لقد تركز نشاط خريجي هذه المدارس على أمرين رئيسيين :
1 – فصل العرب عن الترك بإحياء فكرة القومية .
2 – تنصير المسلمين .
نذكر مثالاً عنهم ابراهيم اليازجي إذ يقول:
تنبهوا و استفيقوا أيها العرب * فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكم * و أنتم بين راحات القنا سُلُبُ
أ لستم من سطوا في الأرض و اقتحموا * شرقاًو غرباً وعزوا أينما ذهبوا
فيال قومي و ما قومي سوى عرب * و لن يضيع فيهم ذلك النسب
و ما يهمنا هو قوله في هذه القصيدة :
صبراً يا أمة الترك التي ظلمت * دهراً فعما قليل ترفع الحجب
لنطلبن بحد السيف مأربنا * فلن يخيب لنا في جنبه أرب
فما هي القومية التي بقينا ندرسها في مدارسنا سنوات و سنوات ؟ و من أين جاءت؟ و هل هي اختصاص مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وحده؟
أول دخول لها إلى أمتنا الإسلامية كان على يد المفكر المعروف باسم رفاعة الطهطاوي،الذي رافق البعثة المصرية إلى فرنسا،وكان من المفترض عليه كشيخ أزهري أن يحمي شباب البعثة من المؤثرات السلبية للغرب،لكنه بدلاً من ذلك عاد بهذه النزعة العنصرية التي كان من أحد نتائجها شقاء ومظلومية شعب بأكمله ألا وهو الشعب الكردي، بكل بساطة، نتذكر معاً مقولة رسول الله صلى الله عليه و سلم بِمِنًى فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ ، فَقَالَ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ، أَلا قَدْ بَلَّغْتُ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ} . " .
لكن الأتراك العثمانيين – و السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله على وجه الخصوص – هل كانوا أهل تقوى، أم أهل جور و استبداد؟ و ما هي سلبياتهم ، و ما هي إيجابياتهم؟ هذا ما نعرفه بعد قليل إن شاء الله بالوثائق .
يقول الحاخام إسحق وايز- أحد أقطاب الصهيونية الحديثة- : (إن كارل ماركس حفيد الحاخام مردخاي ماركس، كان في روحه واجتهاده وعمله ونشاطه وكل ماقام به واعد له أشد إخلاصا لإسرائيل من الكثيرين ممن يتشدقون اليوم بدورهم في مولد الدولة اليهودية)المصدر:[التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية للغادري ص(19)].
خطط هرتزل زعيم المنظمات الصهيونية بجد لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين فقد أخرج كتابا سنة (1895م) تحت عنوان (الدولة اليهودية)، ثم رتب لاجتماع بال سنة (1897م) ضم فيه المنظمات الصهيونية في العالم وانبثق عن هذا المؤتمر (بروتوكولات حكماء صهيون). وفي سنة (1901م) حاول هرتزل مع السلطان عبد الحميد من أجل السماح لليهود بشراء الأراضي التي ليس لها أصحاب في فلسطين،وفي سنة (1902م) حاول هرتزل مع السلطان عبد الحميد، وفي هذه المرة دخل معه -كراسيوس (قره صو) المحامي اليهودي الماسوني وعرضا على السلطان: 1- (150) مليون دينار ذهب إنجليزي. 2- سد ديون الدولة العثمانية. 3- بناء أسطول للدولة العثمانية. 4- بناء جامعة عثمانية في القدس. 5- الدفاع عن سياسة السلطان عبد الحميد في أوربا و
أمريكا
المصدر:"كتاب مكائد يهودية عبر التاريخ لعبد الرحمن حبنكة ص(284)"
ورفض السلطان رحمه الله كما في هذه الوثيقة :



يقول (برنارد لويس) -اليهودي- في كتابه (تركياالحديثة): (لقد تعاون الإخوة الماسون واليهود سرا على إزالة السلطان عبد الحميد لأنه كان معارضا قويا لليهود، إذ رفض بشدة إعطاء أي شبر أرض لليهود في فلسطين).
وفي سنة (1904م) مات هرتزل ليتولى زعامة الحركة الصهيونية حاييم وايزمن. وفي أيار سنة (1916م) التقى وايزمن مع لينين بحضور الكاتب الصهيوني جاك ليفي في بيت الصناعي اليهودي دانيال شوين في زوريخ، لبحث المخطط الثوري الإشتراكي لتقويض القيصرية ولبحث المخطط اليهودي للشرق، قال لينين لوايزمان : (على نجاح الثورة في روسيا يتوقف تحرير اليهود من كابوس ملوك أوربا وحكامها ورفعهم إلى أسمى المراتب في الدولة، وفرض احترامهم وشخصيتهم، وسوف تحقق الثورة للشعب اليهودي المشتت ما عجزت عن تحقيقه لهم الثورة الفرنسية سنة (1789م)، وبعد أن تزول القيصرية وكنيستها من روسيا تقام الدولة الماركسية الإشتراكية على الأسس التي خطط لها لتحقيق أهدافها البعيدة المدى في الغرب والشرق).
واقتنع وايزمن بالفكرة وقال للينين: (إن فتح أبواب الشرق واستقرار اليهود في فلسطين يتوقف بالدرجة الأولى على تدمير الإمبراطورية العثمانية.
وبتدميرها تزول الحواجز والعقبات التي تعترض المسيرة إلى أرض الميعاد... عمرها أصبح محدودا وانهيارها وشيكا . لا بد من إنشاء دولة يهودية في فلسطين على أسس اشتراكية بعد أن تحقق الثورة الروسية الإشتراكية أهدافها) .
المصدر:[دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل للدكتور إبراهيم الشريقي -عضو المجامع العلمية الدولية- ص(17)].
يقول جاك ليفي : (لقد عرفت لينين -في زوريخ حيث عقدت عدة اجتماعات حضرها وايزمن- أنه رجل ثوري مدين إلى تروتسكي بالمكاسب التي حققها، لا يصلح لقيادة أمة شعبهامثقف واعي).المصدر: [دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل ص(18)].
وفي سنة (1920م) أرسلت موسكو إلى فلسطين (فلاديمير جابو تنسكي) اليهودي الشيوعي مهمته تدريب الشباب اليهودي وتشكيل فرق منهم.
وقد خصصت الحكومة البلشفية مليون ليرة ذهبية من المال القيصري الذي استولوا عليه لإنشاء مستعمرات في أراضي فلسطين ، ولقد دفعت روسيا (40%) من مجموع الأموال التي قدمت لليهود حتى سنة (1939م) للإنشاء. [دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل ص 18] .
فبدأت أجهزة البث تعمل ليل نهار ضد السلطان عبدالحميد، وقد أصبحت القاهرة وباريس أهم مراكز التآمر على السلطان، وأما دعاة القومية العربية فبالاضافة إلى نصارى الشام في القاهرة الذين تولوا توجيه الفكر في مصر كلها فهناك في المركز الآخر في باريس
المصدر:يقظة العرب لجورج أنطونيوس (ص 174).
سنبدأ الحديث عن الشخصيات التي توصف بالفكرية بالكلام عن المدعو جمال الدين الرافضي الإيراني الذي ادعى تقية أنه أفغاني .
يقول هذا المتأفغن:"القرآن القرآن وإني لآسف إذ دفن المسلمون بين دفتيه الكنوز وطفقوا في فيافي الجهل يفتشون عن الفقر المدقـع"
المصدر:خاطرات جمال الدين الأفغاني محمد المخزومي (ص:99)، المدرسة العقلية في التفسير (ص:76)
وهذا لمن تدبره تصريح بإنكار السنة النبوية المطهرة من أولها إلى آخرها ، و حتى لا نظلمه سنتعرف الآن على جنايته بحق الأسرة المسلمة و المجتمع المسلم ، ألا و هي شبهة تحريم تعدد الزوجات ...
قبل أن نتحدث عن هذه الشبهة ينبغي علينا تحديد مصدرها،إنه الغرب النصراني الذي يحرم الزواج بأكثر من واحدة،لكن ثمة سؤال هام،تعدد الزوجات في النصرانية،هل هو محرم أم مباح؟لنقرأ معاً هذه النصوص من كتابهم المقدس:
" أحبَّ الملك سليمان نساء غريبة كثيرة … "
سفر الملوك الأول 11 1/
ويقول : " وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه "
سفر الملوك الأول 11 3 /
يعني يا نصارى، قبل أن تصدروا إلينا هذه المصيبة،يلزمكم أولاً أن تثبتوا أنها محرمة عندكم وأن تدركوا أنكم خالفتم كتابكم المقدس على شطحاته وأخطائه الكثيرة .
ولا نراهم يفعلون ذلك إلا من باب حسدهم لنا على سعة شريعتنا وجمالها وكمالها مع أننا لا ندعوهم إلا لما هو خير في الدين والدنيا والآخرة وما يحل لهم ما حرم عليهم ويضع عنهم إصرهم ويخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
وهنا سؤال آخر،هل قام نصارى الغرب أو حتى المتواجدين في البلاد الإسلامية بترويج هذه الدعاية بأنفسهم؟الجواب:لا،لكن كالعادة،دخلت علينا عن طريق المنافقين المندسين بين صفوف الموحدين المغرمين بحضارة الغرب ولم يأخذوا منها وللأسف الشديد غير السلبيات،ولا أعلم أحداً سبق جمال الدين الإيراني الذي ادعى تقيّة بأنه أفغاني في الترويج لهذه المصيبة
يقول جمال الدين المتأفغن :
{ فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة}
"قيد من خاف أن لا يعدل بالمرأة الواحدة وترك لمن يخشى أن لا يعدل -حتى مع المرأة الواحدة- عدم الزواج وهذا ما يستنتجه العقل مادام يحمله العاقل ويقول به الحق والعدل"
المصدر:منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير (ص 87_ 90)
فهم يقولون بأن الله تعالى بعد أن أحل تعدد الزوجات بالآية الكريمة:" فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" ألغى التعدد بآيتين:
الأولى:
" فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة "
والثانية قوله تعالى:
" ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"
،نقول لكل من صدق هذه الدعاية:
الآية الأولى تقول:
"وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"
ركزوا على عبارة"إن خفتم"حتى يتضح المعنى،وانظروا إلى الآية الثانية:
"فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"
سؤالنا الآن،لماذا حملتم عبارة"إن خفتم"في الآية الأولى على السنة الذي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها،وحملتم عبارة"إن خفتم"في الآية الثانية على المنع والتحريم؟!
كلا العبارتان تفيدان لمن تدبرهما تدل على السعة والإباحة ولا إلزام فيهما لمن كان يعرف لغة العرب،فإن قالوا بأن الآية التي تؤكد أنه منع وتحريم هي الآية القائلة:
" ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"
نقول لهم،هذه الآية تؤكد المعنى الذي ذكرناه ولا تنفيه على الإطلاق،فكما أن الرجل لا يستطيع أن يعدل تمام العدل بين النساء ولو حرص على ذلك، أيضاً لا يستطيع واحد منا بلوغ تمام الخشوع في الصلاة ولو حرص على ذلك،ولا يستطيع بلوغ تمام الإخلاص المنافي للرياء الذي يحبط العبادات ولو حرص على ذلك،والأمثلة كثيرة في أن كل شخص بعد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يستطيع بلوغ التمام في أي عبادة من العبادات،ولو سلمنا بأنها محمولة على المنع فإنه يتوجب علينا حينها أن تكون صلاتنا حركات وكلمات لا خشوع فيها،وأن تكون أعمالنا كلها رياءاً لا إخلاص فيها،سبحان الله،القرآن يضرب لنا المثل العليا لنقتدي بها وتحفزنا لا لتثبطنا!
ومما يؤكد المعنى الذي ذكرناه هو بقية الآية السابقة:
"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً"
طيب لو سلمنا جدلاً بأن الله تعالى نفى العدل ونفى معه التعدد،فهل هذه الآية:
"فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة"
تخاطب الذي له زوجة واحدة أم لديه زوجة أخرى يخاف أن تبقى معلقة بسبب عدم العدل بينها وبين الأخرى؟
إذاً فلماذا يقول لنا"وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً"؟
والمعنى واضح إن شاء الله،طبعاً لكم أيضاً أن تتخيلوا حجم الضرر الذي يلحق بالمجتمع إذا اقتصر كل رجل على امرأة واحدة،ولكم أن تتخيلوا فوائد التعدد مع الحرص على العدل على قدر المستطاع من تقليل نسبة الأرامل والعنوسة التي انتشرت في مجتمعنا كما لم تنتشر من قبل حتى من خمسين سنة خلت،تبقى مشكلة ربما لا تخرج من قلب أخت من أخواتنا ألا وهي الغيرة من ضرتها وهذا حق ومن فطرة كل امرأة ولا ينكره أحد،فنساء بيت النبوة رضوان الله عليهن كن يغرن من بعضهن البعض،نقول لها،يا أختنا الفاضلة،لو سلمنا جدلاً بأن الرجل لديه دافع تجاه النساء لا سمح الله،فهل الأولى أن يضعه في ستر نساء المؤمنين وتعزيز الأخوة والأرحام في المجتمع الإسلامي ،أم يضعه في حرام وهو الذي يتواجد خارج المنزل وبين الناس والفتن كموج البحر المتلاطم الهائج والمجال مفتوح ؟ومن قال بأن الأديان أصلاً جاءت لتوافق أهواءنا ورغباتنا؟
ألسنا كل يوم نستيقظ لصلاة الفجر من أطيب نوم؟ألسنا في شهر رمضان نمتنع عن الطعام والشراب والنكاح من طلوع الشمس إلى غروبها؟بل إننا في ساحات الجهاد نضحي أرواحنا وأنفسنا ودنيانا من أولها إلى آخرها لقاء جنات عرضها السماوات والأرض .
و رغم ما ذكرناه أعلاه ،سنتعرف الآن على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما إذا كانت المرأة تستطيع أن تشترط على زوجها ألا يتزوج عليها و أن تلزمه به أم لا، فلقد ذكر الأقوال واحداً واحداً ثم انتصر لقول الإمام أحمد رحمه الله:إذا تزوج وتسرى كان الأمر بيدها إن شاءت أقامت معه وإن شاءت فارقته لقوله صلى الله عليه و سلم:{ إن أحق الشروط أن يوفي به ما استحللتم به الفروج} ولأن رجلا تزوج إمرأة بشرط أن لا يتزوج عليها فرفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه و أرضاه فقال :{مقاطع الحقوق عند الشروط}
بعبارة أوضح،كل ما أردنا قوله،لا يحق لأحد أن يحل أو يحرم أو أن يقول على الله ورسوله صلى الله عليه و سلمبغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين .
ننتقل سوية إلى هجوم هذا المتأفغن على الإسلام بالكلية بقوله في المحاضرة التي ألقاها في فرنسا،أول دولة علمانية في التاريخ وثالث أكبر تجمع يهودي في العالم،و التي وثقتها صحيفة جورنال ديه ديبا" الفرنسية بتاريخ 18 مايو1883م:
" وفي الحقيقة إن الدين الإسلامي حاول خنق العلم وسد جميع التطور، ولذلك نجح في سد الحركات الفكرية والفلسفية وطرد الأذهان عن طلب الحقيقة العلمية"
وقال:إن المجتمع النصراني الذي تحرر واستقل الآن يتقدم بادي الرأي سريعاً في سبيل التقدم والعلوم بينما المجتمع الإسلامي لم يتحرر إلى الآن من تسلط الدين"،
ونلاحظ أنه يبرر إزالة الإسلام بأنه مثل النصرانية الوثنية الغربية،يقف عائقاً دون التقدم العلمي والحضاري،مع أن أي شخص لديه أدنى معرفة واطلاع على العقيدة النصرانية ،يدرك تماماً بأنها جاءت موافقة للرومان الوثنيين الإباحيين من شرك وشذوذ يعجز اللسان عن وصفه مدون في الكتاب المقدس المحرف ،نعم نحن نعلم يقيناً أنه، وباعتراف المؤرخين النصارى الغرب أنفسهم،كانت الكنيسة عائقاً للعلم والبحث العلمي والتقدم ،وأن الحضارة المعاصرة والثورات الصناعية ما قامت إلا بعد ثورتها على الكهنوت النصراني،ونعلم أن الكثيرين ممن قالوا بكروية الأرض وغير ذلك من الاكتشافات العلمية المخالفة للكتاب المقدس تم إحراقهم، لكن هل من المعقول لإنسان لديه أدنى غيرة على الإسلام أن يصدر هذا الحكم عليه ويضعه بجانب النصرانية الوثنية الإباحية المحرفة ويجعله عائقاً للحضارة والعلم مع أن أول كلمة نزلت في القرآن هي "إقرأ"!!
لمثل هذا يذوب القلب من كمد.......إن كان في القلب إسلام وإيمانُ
بل وطعن هذا المتأفغن في رسول الله صلى الله عليه و سلم بأقبح صورة بقوله:
"القرآن وحده سبب الهداية، أما ما تراكم عليه وتجمع حوله من آراء الرجال واستنباطهم ونظرياتهم، فينبغي ألا نعول عليه كوحي وإنما نستأنس به كرأي" .
موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين (1/281 )
واضح كعين الشمس مساواته لتراث رسول الله بكامله من أقوال وأفعال وعقائد وأعمال وجهاد بما يأتي من أي رجل يخطئ ويصيب ويؤخذ به ويرد عليه،سبحان الله،هل ذكر القرآن عدد ركعات الصلاة وكيفيتها!؟،
هل ذكر القرآن مقدار الزكاة؟!
ولقد رأينا قبل قليل نموذجاً من فهمه للقرآن الذي أفرده بالصحة على حد زعمه الكاذب.
وكان يحتضن كثيرا من النصارى واليهود وكان طبيبه الخاص اسمه هارون يهوديا، وقد حضر موته هو ونصراني آخر اسمه (جورجي كونجي) وكان ينزل في لندن ضيفا على مستر (بلنت) البريطاني صاحب كتاب (مستقبل الاسلام)، وعندما حاول الخليفة منع الأفغاني من الخروج من تركيا توسط له السفير البريطاني وخرج.
المصدر :كتاب الاسلام والحضارة الغربية فصل الأفغاني ومحمد عبده وكتاب الفكر الإسلامي المعاصر للتوبة) .
شاهدوا على هذا الرابط وثيقة انتخاب جمال الدين المتأفغن رئيساً لمحفل كوكب الشرق الماسوني في القاهرة،نذكّر بأن كوكب الشرق هو لقب المغنية التي كانت تسمّي نفسها :" أم كلثوم" هذا من مبلغ خداع الناس بآل البيت الأطهار رضوان الله عليهم



وشاهدوا هذه الوثيقة وهي من مراسلاته للماسونيين توضح ثناءه على الآراء الفلسفية الإلحادية الهدامة:



شاهدوا أيضاً هذه الوثيقة لصحيفة الأهرام لمظاهر احتفال المحفل الماسوني الذي يرأسه جمال الدين المتأفغن وقتها:





يتبع إن شاء الله

التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس