عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 04-04-2008, 05:36 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




روحوا القلوب


روحوا القلوب



قم فأنت حر
جنى غلام لعمر بن عبدالعزيز جناية، فبطحه ليجلده، فقال العبد: يا مولاي لم تضربني؟ فقال: لأنك جنيت كذا، فقال: وهل جنيت أنت جناية غضب عليك بها مولاك؟ قال عمر: نعم.
فقال: وهل عجل عليك العقوبة؟ قال: لا.
قال الغلام: فلم تعجل عليَّ ولم يعجل عليك؟
فقال عمر: قم فأنت حر. وكانت سبب توبة عمر.
خزائن الله
قال أحد الصالحين: يا بن آدم لا تخش من ضيق الرزق ما دامت خزائن الله ملآنة، وخزائنه لا تنفد ابداً، ولا تأنس بغير الله فإن أنست بغيره تعالى فاتك الخير كله، وارض بما قسم الله لك ترح نفسك وبدنك، ولا تطالبه برزق غد، كما لا يطالبك بعمل غد، فإنه لا ينسى من عصاه فكيف ينسى من أطاعه وهو على كل شيء قدير.
بشـر الحـافي
يقال: إن بشر الحافي كان ذات ليلة في قصره، وعلى بابه عبيد له. وكان مقيماً على المعاصي. فأتى بابه رجل في الليل، فقال للعبد: سيد هذا القصر حر أم عبد؟
فقال: سيدي بشر حر. فقال صدقت، لو كان عبداً لحفظ مقام العبودية .. فلم يعص الله.
فسمعه بشر، فخرج إليه حافياً، وسأله ماذا قلت؟ فأعاد عليه ما قال. فرجع بشر تائباً وانكبَّ على طلب العلم والعبادة، والصلاح. وظل حافياً طول عمره. ولما سئل لم لا تنتعل؟ فقال صالحني ربي وأنا »حافي«، فسأظل حافياً!
سلنـي حاجــتك
قال الخليفة هشام بن عبدالملك لسالم بن عبدالله بن عمر عند الكعبة: سلني حاجتك، فقال: والله اني لاستحي ان أسأل في بيته غيره، فلما خرج من المسجد قال هشام: الآن خرجت من بيت الله فاسألني، فقال: من حوائج الدنيا ام الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا. فقال سالم: ما سألتها ممن يملكها، فكيف أسألها ممن لا يملكها؟
شبهة ربا
روي عن أبي حنيفة رضي الله عنه أنه كان له دَينٌ على رجل في بغداد فذهب اليه مع تلاميذه، وذلك في وسط النهار والحر شديد، فطرق الباب على الدائن، وابتعد عن الباب (لوجود سقيفة فوق الباب تقي من الحر). فقال أحد تلاميذه: لم ابتعدنا عن السقيفة ووقفنا في الشمس؟ فأجابه: لنا دين على صاحب السقيفة، ووقوفنا تحت السقيفة هو استفادة من الدين وهذه شبهة ربا!!
إلى من تكلنا؟
قال حاتم الاصم لاولاده: اني أريد الحج، فبكوا وقالوا: الى من تكلنا؟ فقالت ابنته لهم: دعوه فليس هو برازق، فسافر فباتوا جياعاً وجعلوا يوبخون البنت فقالت اللهم لا تخجلني بينهم.
فمر بهم أمير البلد وطلب ماءً فناوله أهل حاتم كوزاً جديداً وماءً بارداً، فشرب وقال دار من هذه؟ فقالوا: دار حاتم الاصم، فرمى فيها منطقة من ذهب، وقال لاصحابه: من احبني فعل مثلي، فرمى من حوله كلهم مثله، فخرجت البنت تبكي، فقالت امها: ما يبكيك وقد وسع الله علينا فقالت: مخلوق نظر الينا فاستغنينا، فكيف لو نظر الخالق الينا؟!
النفس التواقة
روىِ الطبري في تاريخه ان عمر بن عبدالعزيز امر وهو في خلافته رجلاً ان يشتري له كساء بثمانية دراهم، فاشتراه له، وأتاه به فوضع عمر يده عليه وقال: ما ألينه وأحسنه! فتبسم الرجل الذي احضره، فسأله عمر: لماذا تبسمت؟ فقال: لانك يا أمير المؤمنين أمرتني قبل ان تصل اليك الخلافة ان اشتري لك مطرف خز فاشتريته لك بألف درهم، فوضعت يدك عليه فقلت: ما اخشنه! وانت اليوم تستلين كساءً بثمانية دراهم؟. فقال عمر: ما احسب رجلاً يبتاع كساءً بألف درهم يخالف الله، ثم قال: يا هذا ... ان لي نفساً تواقة الى المعالي، فكلما حصلت على مكانة طلبت اعلى منها، حصلت على الامارة فتقت الى الخلافة، وحصلت على الخلافة فتاقت نفسي الى ما هو اكبر من ذلك وهي الجنة!

أبكي فرحاً


مرض احمد الحارون وكف بصره، واعتراه ألم لا يهدأ بالمسكنات، فدخل عليه احد تلاميذه، فوجده يبكي فبدأ يواسيه ويطلب منه الصبر على ما اصابه، فقال له: لا أبكي ضجراً من ألمي، ولكني أبكي فرحاً لان الله وجدني اهلاً لان يبتليني. وفي الحديث: »من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الى الناس«.
مجاب الدعوة
روي ان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كف بصره وكان مجاب الدعوة، يأتي الناس اليه ليدعو لهم فيستجاب له. فقال له احدهم: يا عم انك تدعو للناس فلو دعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك. فقال رضي الله عنه: يا بني قضاء الله عندي أحسن من بصري.
وسأل سعد بن ابي وقاص رسول الله صلى الله عليه وسلم: »اي الناس اشد بلاء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الانبياء ثم الامثل فالامثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فان كان رقيق الدين ابتلي على حسب ذاك. وان كان صلب الدين، ابتلي على حسب ذاك. فما تزال البلايا بالرجل حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة«.
سكينة النــفــس

يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه القيم (الايمان والحياة) ان السكينة روح من الله، ونور يسكن اليه الخائف، ويطمئن عنده القلق، ويتسلى به الحزين، ويستروح به المتعب، ويقوى به الضعيف، ويهتدي به الحيران.
السعادة .. في القليل

لاحظ الطبيب الاسلامي الشهير (ثابت بن قرة) الطريق الموصل إلى السعادة، فصاغه في عبارة قليلة جليلة فقال:
»راحة الجسم في قلة الطعام .. وراحة النفس في قلة الآثام .. وراحة القلب في قلة الاهتمام .. وراحة اللسان في قلة الكلام«.
يقول فضيلة الشيخ أحمد الشرباصي: »وصدق الحكيم اللبيب: ان راحة الجسم في قلة الطعام، فالجسم آلة وقودها الطعام، والوقود يجب ان يعطى بمقدار، فان زاد كان أخبث من النار، والجسم حينما نطلق له العنان ليأخذ مشتهاه يكون نكبة على صاحبه .. يسلخه من الانسانية، ويلحقه بالبهيمية .. وربما عجل له بالتلف والدمار ..
والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تقطمه ينقطم
وراحة القلب في قلة الاهتمام: اي في قلة الهم والخوف والحزن، لان القلب الضعيف الجبان يفتح على صاحبه دائماً ابواب الوهن والقلق، فيبيت في هم مقيم، فيندم على الماضي، ويضيق بالحاضر، ويخلق له من الناس اعداء بالحق والباطل، فيحسب لكلامهم الف حساب، ويطمع فيما لا ينال، ويتعلق حلمه بالخيال.
اما صاحب القلب الثابت، فيؤمن بقضاء الله، ويؤمن بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: »عجباً لامر المؤمن ان امره كله خير، وليس ذلك لاحد الا للمؤمن، ان اصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وان أصابته ضراء صبر، فكان خير له«.
فهذه نعمة لا يفوز بها الا صاحب القلب الثابت على الرضا بالله. ومن هنا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يكثر من دعائه:
كفاني ربي
يروى ان احد الاغنياء خرج من المسجد وهو مشغول بالتسبيح، فسأله سائل صدقة، فلم ينتبه اليه، وبعد قليل تذكر انه لم يعط السائل، فرجع يفتش عليه ليعطيه، فوجده يأكل بضع كسيرات من الخبز، فاعتذر اليه وعرض عليه، فأبى ان يأخذ شيئاً، وقال: الآن قد كفاني ربي، فان احتجت طلبت!!


منقول
رد مع اقتباس