انتقلت إلى رحمة الله أختكم (رولينا)
الحمد لله رب العالمين المتعال ذو الجلال والإكرام الذي كتب الفناءعلى كل مخلوق والحمد لله في الأولى والاخرة وليس لنا إلا أن نرضى بقضائه وقدره وهو المستعان على كل حال وفي كل حال .
بالأمس فتحت بريدي لأجد رسالة من موقع (إسلام لايف) عنوانه [ انا لله وإنا اليه راجعون من إدارة إسلام لايف ]
فقرأت ما هزني وآلمني ، فقد كانت الرسالة تحتوي خبر وفاة أختي ومن أحببتها في الله ، هي أختي (رولينا هيرسون)
جئت للمشكاة أكتب خبر وفاتها ليس لأنه خبر ، ولكن لأن حياتها عظة
لقد كانت في حياتك لي عظات ***** وأنت اليوم أوعظ منك حيّا
أخي رولينا ليست عربية وإنما أمريكية مسلمة وشابة صغيرة عاشت يتيمة
أمها ماتت عندما ولدت بأختي رولينا ثم مات أبوها وهي في التاسعة عشرة والحمد لله كانا مسلمين
فكانت تعيش لوحدها مع صديقتين لها وكذلك كانت مرتبطة مع خالها لكن لم تكن تعيش معه .
هذه الأخت رحمها الله أشرفت إشراف عام على موقع للإفتاء ولم تكن تجيد اللغة العربية كثيرا وكانت تكتبها بشكل جيد حتى أنه كان مما يشدني في كتابتها هو خلوها تقريبا من الأخطاء الإملائية
كانت تطلب مني تعليمها بعض قواعد اللغة .
كانت نشيطة في عمل الخير وكانت تسعى إليه وكانت تصر على الإشراف رغم كل ظروفها
فقد كانت مريضة بالقلب وكانت تدرس في كلية الطب وكانت لا تفهم اللغة العربية فهم ممتاز .
فلم يثنيها ذلك عن العمل للإسلام وسعيها في خدمته
كنت دائما أقول لها إني أحتقر نفسي أمامك لما أرى همتك وسعيك وأعجميتك وظروفك ومع هذا لا تتوانين في خدمة الإسلام
افتتحت موقعا كي تنشر الإسلام وقالت لي سأنشغل بعض الشيء وكوني مديرته ولكني اعتذرت إليها
فكانت تعلم الإسلام وتنشره باللغتين العربية والانجليزية .
زفت لي قبل أشهر خبر تخرجها من كلية الطب في تخصص النساء والولادة رغبةً منها في ستر بنات المسلمين هناك في بلاد الغرب .
وسألتها مرة عن حجابها فقالت لي أنها تتحجب رغم أنها قد تجد نظرات غريبة ولكن لا يهمها إلا أن ترضي ربها .
مرة أرسلت لي رسالة مؤلمة تقول فيها : قبل يومين تعرفت على بنت من المملكة الأردنيه أثناء الحديث ذكرت لي هذه العبارة ( أنتم أولاد الحاقدين ولا أريد علاقة بكِ أو من جنسكِ ولا تحسبي لإنك مسلمه سوف تكوني شيء في نظري كما أنتِ أولاد كفار وإعتناق الدين الإسلامي لا يغير منكم شيء)
في الحقيقه أختي لم أستطع فهم شيء ألا أنها تريد إهانتي في عباراتها .
لماذا العرب ينظرون الينا بهذه النظرة وما علاقة السياسة في الدين؟
فكتبت لها رسالة طيبت فيها خاطرها وقلت لها لا عليك مما قالته الأخت الأردنية وأخذت أمدح أختي رولينا وأثني عليها
ففاجأتني بردها عليّ حيث قالت لي : أنا لست حزينة من كلام الأردنية ، ولكن آلمني أنها تكلمت على والديَّ رحمهما الله .
كم تأثرت بجملتها
فهي لم تهتم لجلافة تلك الأردنية هداها الله ، ولكن آلمها أن يُـتكلَّم في والديها .
رحمك الله يا رولينا
فقد اجتهدت وأشهد الله أنك كنت حريصة على الخير ساعية لخدمة هذا الدين بجهدك رغم صعوبة اللغة العربية عليك ورغم غربتك بسبب دينك وبسبب عيشك وحدك دون أم أو أب .
كنت أترقب خبر نجاح عمليتك التي أجريتِـها قبل أشهر فإذا بي ألقى خبر وفاتك
رحمك الله أيتها الغالية فقد نشأتِ شابةً في طاعة الله وإني أرجو الرحمن أن يظلك بظل عرشه يوم لا ظل لا إلاظله .
منقول بتصريف