عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-31-2011, 12:11 AM
أبو أسلم المنصوري. أبو أسلم المنصوري. غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

ينخدع كثيرٌ من الناس عندما يسمعون من العلمانيين في المغرب - مثل كثير من اخوانهم في كل بلاد الإسلام - عن معادة الغرب وأهله من الأمريكان والأوربيين، ووصفهم بأوصاف "الإمبريالية" والطغيان والتسلط... الخ.

ويظن كثيرٌ من الناس؛ أن هؤلاء القوم صادقون في دعواهم تلك.

والحقيقة غير ذلك...

فإن هؤلاء المرتدين المارقين لا يرفعون أصواتهم بعداوة الغربيين إلا للتلبيس على الشعوب، من أجل أن تسلس لهم قيادها، ليدخلوها في العلمانية، التي هي الدين المشترك بين العلمانيين جميعاً - سواء كانوا عرباً أو أمازيغاً أو أكراداً أو تركاً أو فرنسيين أو بريطانيين أو أمريكيين -

إنهم إخوة في دين العلمانية، ومهما كان بينهم من خلافات؛ فإنها ليست إلا خلافات على الغنائم والأسلاب المادية، وليست خلافات في الدين، مما يجعلهم - رغم تباين مراتب علمانيتهم وكفرهم -؛ إخوة.

فكما أن الله تعالى قرر أن المؤمنين إخوة؛ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، فإنه سبحانه وتعالى قد قرر حقيقة ثانية، وهي أن الكفار - ومنهم كفرة هذا العصر من العلمانيين - هو إخوة، ويجب أن يُعاملوا على هذا الأساس من طرف أهل الإسلام، وإلا وقعت الفتنة بين المسلمين واختلط الحق بالباطل وبقي الناس في حيرة، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}.

وهذه الأخوة تظهر في مظاهر مختلفة، نذكر منها:
) المرجعية المشتركة، وهي العلمانية بكل جوانبها وأسسها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

2) التطبيق العملي للمناهج الغربية في كل الميادين، والتعاون مع دول الغرب على ذلك - بشكل مباشر أو عبر المؤسسات والمنظمات الدولية -

3) التحالف مع الأنظمة الغربية في محاربة الإسلام والمسلمين والدعاة والمجاهدين.

4) التعامل بوجهين، وجه إلى الشعوب، ووجه إلى أعدائها، قصد تهدئة النفوس في الطريق إلى تحويل المجتمع من الإسلام إلى العلمانية، وتلك صفة المنافقين في كل زمان ومكان؛ {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.

5) الدعوة إلى كل سياسة يدعوا إليها العلمانيون الغربيون، ورفع كل شعار يرفعونه، فمن "الحداثة" إلى "الديمقراطية" إلى "حقوق الإنسان" إلى "العولمة"، والدخول في كل الخطط التي يدعون إليها.

إلى غير ذلك من الأدلة على الأخوة الدينية بين العلمانيين في بلاد المسلمين وبين إخوانهم في الغرب والشرق.

مما يجعلهم يداً واحدة على الإسلام والمسلمين، ويجعل الهدف المشترك بينهم جميعاً؛ هو بناء عالم لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحتكم في حياته إلى شرائع الشرك والجاهلية دون شريعة الله العليم الحكيم.

فلا يجوز لمسلم أن يثق فيما يعلنه الحكام والأحزاب العلمانية في بلاد المسلمين، من دعوى معاداة الغرب وأهله، فإنما ذلك وسيلة للتمويه من أجل ادخال الناس في دينهم الشركي وإخراجهم من الإسلام كله.

والله الموفق إلى كل خير، وهو يهدي السبيل.

رد مع اقتباس