عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-07-2011, 04:11 PM
أشرف أمير عسران أشرف أمير عسران غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي نكبة دمشق أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله

 

نكبة دمشق


أمير الشعراء أحمد شوقي



سـلام من صبا بردى أرقُ ودمعٌ لا يكفكفُ يا دمشقُ

وذكرى عن خوافقها لقلبي إليـكِ تلفتٌ أبداً وخفـقُ

وبي مما رمتـكِ به الليـالي جراحات لها في القلبِ عمقُ

لـحاها الله أنبـاءٌ توالـت على سـمع الوليِّ بما يشـقُّ

تكاد لروعةِ الأحداثِ فيـها تُخال من الخرافةِ وهي صدقُ

ألستِ، دمشقُ، للإسلامِ ظئراً ومرضعـةُ الأبـوةِ لا تعـقُّ

سماؤك من حلى الماضي كتاب وأرضك من حلى التاريخ رقٌّ

بنيتِ الدولةَ الكُبرى ومُلكاً غبـار حضارتَيه لا يُشـَقُّ

رباع الخلدِ، ويحكِ ما دهاها أحـقٌّ أنها دَرَسَت أحـقُّ؟

وللمستعمـرين وإن ألانوا قلوب كالحجـارةِ لا ترِقُّ

دمُ الثـوارِ تعرفهُ فرنسـا وتعـرفُ أنهُ نـورٌ وحـقُّ

بلادٌ مـاتَ فتيتهـا لتحيـا وزالوا دونَ قومهمُ ليبقـوا

وحُررتِ الشعوبُ على قَناها فكيـف على قَنَاها تُسترَقُّ؟

وللأوطـانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ يدٌ سلفت ودينٌ مستـحقُّ

ففي القتلى لأجيالٍ حيـاةٌ وفي الأسرى فِدىً لهُمُ وعتقُ

وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ
رد مع اقتباس