الموضوع: عالمية الرسالة
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11-09-2015, 09:52 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

اليقين والحق

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ, وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ, وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - 104 يونس.

بدأت رسالة الإسلام بأنها الحق واليقين الذي لا ريب فيها متحدية فصحاء العرب أن يأتوا بمثله وعلماء العالم بالسبق العلمي والحضاري..

قال تعالى في سورة البقرة :

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ – 23 فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ – 24


وهذا دليل عقلي على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصحة ما جاء به، فقال : ﴿
وإن كنتم ﴾ معشر المعاندين للرسول, الرادين دعوته, في شك واشتباه, مما نزلنا على عبدنا, هل هو حق أو غيره ؟
فهاهنا أمر نصف، فيه الفيصلة بينكم وبينه، وهو أنه بشر مثلكم, ليس بأفصحكم ولا بأعلمكم وأنتم تعرفونه منذ نشأ بينكم, لا يكتب ولا يقرأ، فأتاكم بكتاب زعم أنه من عند الله, وقلتم أنتم أنه تقوَّله وافتراه، فإن كان الأمر كما تقولون, فأتوا بسورة من مثله, واستعينوا بمن تقدرون عليه من أعوانكم وشهدائكم, فإن هذا أمر يسير عليكم،
فإن جئتم بسورة من مثله, فهو كما زعمتم, وإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم غاية العجز, ولن تأتوا بسورة من مثله،

ولكن هذا التقييم على وجه الإنصاف والتنزل معكم، فهذا آية كبرى, ودليل واضح جلي على صدقه وصدق ما جاء به,

فيتعين عليكم اتباعه, واتقاء النار التي بلغت في الحرارة العظيمة والشدة , أن كانت وقودها الناس والحجارة, ليست كنار الدنيا التي إنما تتقد بالحطب, وهذه النار الموصوفة معدة ومهيأة للكافرين بالله ورسله. فاحذروا الكفر برسوله, بعد ما تبين لكم أنه رسول الله.

وهذه الآية ونحوها يسمونها آيات التحدي, وهو تعجيز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن،

قال تعالى : ﴿
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا-88 الإسراء

وكيف يقدر المخلوق من تراب, أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟
أم كيف يقدر الناقص الفقير من كل الوجوه, أن يأتي بكلام ككلام الكامل, الذي له الكمال المطلق, والغنى الواسع من كل الوجوه؟ هذا ليس في الإمكان, ولا في قدرة الإنسان،
وكل من له أدنى ذوق ومعرفة بأنواع الكلام, إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء, ظهر له الفرق العظيم.

*******

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ, وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ, وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - 104 يونس.

﴿
وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ﴾ أي : هو الله الذي خلقكم، وهو الذي يميتكم، ثم يبعثكم، ليجازيكم بأعمالكم، فهو الذي يستحق أن يعبد، ويصلى له ويخضع ويسجد. (تفسير السعدي)

والتذكير باليقين وهو الموت لا يختلف عليه إنسان..
فلو اجتمعت الإنس والجن على أن يمنعوا حدوث الموت لمن حان أجله لما استطاعوا...

قال تعالى في سورة الواقعة :

فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ - 86 تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - 87
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ – 88 فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ - 89
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ – 90 فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ – 91
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ – 92 فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ – 93 وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ – 94

إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ – 95

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ – 96


******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
رد مع اقتباس