عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-30-2010, 04:36 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

يُتابع هداه الله عائبا فكر " الوهابيين " ضد أصحاب الديانات الأخرى : (وعدم القصاص لهم تنفيذاً لفتوى لا يقتل المسلم بالكافر) .
قلتُ : نعم هناك فتوى بهذا ، تعرفون من أفتى بها ؟!
أجمع العلماء ألا يُقتل المسلم بالكافر الحربي .
وجمهور العلماء من الشافعية ، والحنابلة ، وبعض المالكية ، وهو مذهب ابن حزم الظاهري ، ألا يُقتل المسلم بالكافر الذمي .
والجمهور أيضا ، وهو مذهب أبي حنيفة والمشهور عن أبي يوسف أيضا ، ألا يقتل المسلم بالكافر المُستأمن .
فهل هي فتوى " الوهابيين " أم المذاهب الأربعة ؟!
قال الله : " أفنجعل المسلمين كالمجرمين "
وقال تعالى : " لا يستوي أصحاب النار واصحاب الجنة "
وقال تعالى : " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يقتل مسلم بكافر " البخاري وأحمد وأبو داوود .
وقال صلى الله عليه وسلم : " المسلمون تتكافأ دماؤهم " أحمد وأبو داوود ، ودل على أن غير المسلمين لا تكافئ دماؤهم دماء المسلمين .

انتقل بعدها الكاتب إلى العزف على وتر اضطهاد المرأة ، فقال : (المرأة طبقاً للتفكير الوهابى مجردة من آدميتها وإنسانيتها) .. يا إلهي ، إلى هذه الدرجة يمارس الوهابيون العنف ضد المرأة ، ويحتقرونها ، ويذلونها ؟! لماذا ؟! ماذا يفعلون بالضبط ؟!

يجيب – هداه الله - : (لا تسير فى وسط الطريق ولكن بحافته وبجوار الحائط حتى تلتصق ملابسها بالجدار!!) ..
روى أبو داوود في سننه عن حمزة بن أبى أسيد الأنصارى عن أبيه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء فى الطريق فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء « اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ ». فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.
فهذا الذي تزعمه تجريدا للمرأة من إنسانيتها وآدميتها هو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا " الوهابيين " !
فهذا الذي تزعمه تجريدا للمرأة من إنسانيتها وآدميتها هو ما يحفظ لها عزتها وآدميتها حقا ، ويميزها عن البهائم ، إذ تكون عزيزة لا ينالها الرجال ، إذ تترفع عن الاختلاط بهم .
أما اللصوق بالجدار حتى تتعلق الثياب به ، فهو من فعل الطاهرات العفيفات الصحابيات ، من شدة امتثالهن لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، لا أن " الوهابيين " يُفتون به .

ويتابع ذكر الأفعال الشنيعة ، والأفكار البشعة عند الوهابيين ضد المرأة ، فيقول هداه الله : ( وإذا تعطرت فهى زانية ) .
قلتُ : هذا غير صحيح ! من هذا الذي يُفتي أن تعطر المرأة زنا ؟! هل مجرد التعطر زنا ؟!
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ ، وَالْمَرْأَةُ إِذَا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ فَهِيَ كَذَا وَكَذَا - يَعْنِي زَانِيَةً - ) .
و عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا ".
و عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل ".
فهذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة أن تتطيب إذا كان الرجال سيجدون ريحها ، وبهذا يُفتي أهل العلم " الوهابيين " ! فهل نزعوا آدمية المرأة وإنسانيتها بفتواهم الناس بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
قال ابن حجر العسقلاني : وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ا.هـ " فتح الباري "
وقال ابن دقيق : وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال. ا.هـ نقله المناوي في "فيض القدير"
وقال المباركفوري : ( إِذَا اِسْتَعْطَرَتْ ) أَيْ اِسْتَعْمَلَتْ الْعِطْرَ ( فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ ) أَيْ مَجْلِسِ الرِّجَالِ ( يَعْنِي زَانِيَةً ) لِأَنَّهَا هَيَّجَتْ شَهْوَةَ الرِّجَالِ بِعِطْرِهَا ، وَحَمَلَتْهُمْ عَلَى النَّظَرِ إِلَيْهَا وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَدْ زَنَى بِعَيْنَيْهِ ، فَهِيَ سَبَبُ زِنَى الْعَيْنِ فَهِيَ آثِمَةٌ . ا.هـ " تحفة الأحوذي " .
فهل العسقلاني ، وابن دقيق ، والمباركفوي ، " وهابيون " أيضا ؟!!

يتابع – هداه الله - : (وإذا كشفت وجهها أو شعرها فمصيرها جهنم وبئس المصير) .
قلتُ : ما قال عالم قط بهذا الكلام ، فهو محض افتئات !
التي لا تلتزم الحجاب الشرعي آثمة ، لكن أن يُقال لها : إن مصيرك جهنم وبئس المصير !! هذا ما لم يُقل أبدا !!
ولا أدري ، هل يُفهم من هذه العبارة أن الدكتور لا يرى بأسا في كشف المرأة شعرها ؟!

ويتابع وصفا في أقبح الصور ، يحاول فيه أن يجعل النفور في قلب القارئ من " الوهابيين " يبلغ أقصاه ، فيقول : (أقصى ماتستطيع المرأة فعله هو حريتها فى ارتداء كفن أسود يحجبها عن الأعين وعن الحياة ولا تتخلص منه إلا بكفن آخر لونه أبيض!) .
فيصف اللباس الشرعي بالكفن الأسود ، الذي لا يُنزع من عليها إلا بموتها لتتكفن بآخر أبيض ، وكأن الدكتور يكلم ناسا يعيشون في "آلاسكا البنجلاديشية" أو "بلاد الواق واق" !
لنا أمهات منتقبات "وهابيات" ، وأخوات "وهابيات" ، وزوجات "وهابيات" ، ولا يُلزمن باللباس الأسود إلا أن يكون لون فيه زينة أو فيه شهرة ، والحمد لله يخلعن السواد أو أي لون لبسنه إذا كن في بيوتهن أو حيث لا يراهن الرجال الأجانب ، تخيل هذا !
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة " الوهابية " (17/108) :
لباس المرأة المسلمة ليس خاصاً باللون الأسود ، ويجوز لها أن تلبس أي لون من الثياب إذا كان ساتراً لعورتها ، وليس فيه تشبه بالرجال ، وليس ضيقاً يحدد أعضاءها ، ولا شفافا يشف عما وراءه ، ولا مثيراً للفتنة اهـ .
وجاء فيها أيضاً (17/109) :
لبس السواد للنساء ليس بمتعين ، فلهن لبس ألوان أخرى مما تختص به النساء ، لا تلفت النظر ، ولا تثير فتنة اهـ .

فتأملوا غاية ما يتهم به " الوهابيين " ، ويرميهم بتجريد المرأة من آدميتها وإنسانيتها به ، ذلك أنهم أبوا أن تسير المرأة متبرجة تتخطفها الأنظار ، أو أن تتعطر وهي مارة على رجال فتهيجهم ، أو أن تختلط بالرجال في الطرقات ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

يُتبع إن شاء الله .
رد مع اقتباس