عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-20-2023, 04:03 AM
اللهم لا تمتني إلا شهيداً اللهم لا تمتني إلا شهيداً غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

كلنا نعاني بشكل أو بآخر
كلنا عندنا منغصات تنغص علينا حياتنا
كلنا أصحاب هموم
ولكن
شتان الفرق بين مهموم آخر
لا أبدا مش أقصد إنك همك أكثر من همي
ولا إن همومنا إحنا الإثنين ماتجيش حاجة جمب هم فلان وفلانة!
خالص
آه طبعا في فروق ودرجات وابتلاءات ومحن (بكسر الميم مش ضمها!)
لكن الاختلاف الحقيقي في تعاملك إنت مع الهموم!
نظرتك ليها من الأساس كهم من عدمه!
يعني كمثال هناك من يجعل همه فوز فريقه المفضل ولو هزم(بضم الهاء) يتنكد ويتعصب ويكتئب وينكد على أهله لمجرد أن فريقه المفضل قد هزم!
في حين تلاقي شخص ثاني ويشجع نفس الفريق ولكن مش بتفرق معاه قوي هو بيستمتع باللعب أولا ثم هو عنده قناعة إن مافيش فريق بيفوز على طول ولو فريقه انهزم مرات عديدة برضه مش بيأثر فيه الموضوع قوي لأنه مش واخدها بعصبية زي الأولاني
نفس الحدث ونفس الفريق المفضل لكن رد الفعل اختلف تماما بناء على إيه ؟
بناء على قناعة ونظرة كل شخص للحدث أو للهم الذي وقع!
مثال ثاني
طالب وطالبة في الثانوية العامة ولنفترض إن الإثنين متفوقين والإثنين علمي ونفس الإمتحان ونفس التوقيت
ظهرت النتيجة الاثنين جابوا٩٠٪
الولد قال قشطة ورضي وفرحان بنتيجته ويستعد للتنسيق لو مش دخل طب يبقى صيدلية أو هندسة مثلا
لكن البنت إنهارت وبكت بدل الدموع دم بسبب نتيجتها لأنها كانت تطمع في ٩٥٪ مثلا لتضمن الطب أو لأنها شايفة إنها تستحق أكتر من ٩٠٪ وتبكي على ضياع مجهود سنوات من دروس وكتب ومذاكرة وسهر الليالي و ووإلخ
غيرها في نفس السنة ونفس المستوى وبنتيجة أقل من الإثنان السابقان وراضي ولا فارق معاه!
برضه ايه الي اختلف؟
قناعة ونظرة كل شخص منهم للهم أو بمعنى أصح للحدث فمنهم من اعتبره هم ومنهم من اعتبره عادي ومنهم ولا فكر فيه أصلا إنه هم بل فرح!
قس على ذلك كل ما تعانيه أنت كقاريء لهذا الموضوع ماهي همومك الحالية ؟ولم تعتبرها هموم؟ وهل فكرت فيها كهدف فرعي يصب في هدفك الأساسي الي عاملين نتكلم عنه ألا وهو الجنة وسبب وجودك في الحياه ألا وهو عبادة الله؟

هل حرقة دمك بسبب هزيمة فريقك المفضل يصب في هدفك الأساسي؟!
نتيجتك في الثانوية العامة أو غيرها تستحق أن تكون سببا في هم لك؟!
اللهم إلا هم زعل والدك ووالدتك الي عملوا ما بوسعهم لتحصل على نسبة أعلى ولكن حتى هذه فيها نظر بل كلام كثير من تعليم يستحق ودولة تقدر وناس هينفعوك لو جبت نتيجة أعلى من عدمه وأصلا هدفك من التعليم ككل ومن تحقيق نسبة عالية في الثانوية بشكل خاص!
مرضك ؟
أتعاني مرضا مزمنا يسبب لك هما كبيرا؟!
لطالما أتعجب من رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم من المرأة السوداء التي طلبت منه الدعاء لها بالشفاء من الصرع فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إذا شئتي صبرتي ولكي الجنة وإن شئتي دعوت الله أن يعافيكي!!
دايما بسأل نفسي طب ليه النبي خيرها اصلا ما كان يدعو لها بالشفاء فتشفى وترتاح من هذا العذاب!
رؤيتنا دائما قاصرة بالطبع فمن يدري ماذا تفعل إن شفاها الله بدعوه نبيه صلى الله عليه وسلم
لعلها تشقى وتعمل أعمالا تدخلها النار إن كانت لا تعاني من هذا المرض الذي لا يتمناه أحد ولكن انظر إلى الخيارين تصبري وتدخلي الجنة أم أدعو الله فيعافيكي؟!
وكأنه صلى الله عليه وسلم يضمن لها الجنة إذا صبرت على المرض ولا يضمن لها ذلك إن تم شفاءها
والجميل أيضا أن المرأة رغم عذاب الصرع وما قد تعانيه في أي وقت وأي مكان بسببه إلا أنها اختارت الصبر عليه والتعايش معه طالما أن نهايته الجنة كما أخبرها الصادق المصدوق
الجنة
أيوة الجنة
هدفها في هذه الحياة!!!
نفس موضوعنا آه
نفس كلامنا عن تغيير حياتنا!
كل الطرق تؤدي إلى الجنة مهما كانت هذه الطرق فمرحبا بها!
ثم انظر رغم كل ذلك سألته أن يدعو لها ألا تتكشف هنا دعا لها صلى الله عليه وسلم!
مش بقولك لو بتعاني من صرع أو أي مرض لا تسعى للعلاج
أسعى طبعا وخد بالأسباب لكن مش تنسى هدفك الأساسي والوحيد وهو الجنة ولو كنت مؤمنا حقا فإذا أصابتك سراء شكرت وإذا أصابتك ضراء صبرت!
أعلم أن مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه متفقٌ عَلَيهِ.
أو كما قال صلى الله عليه وسلم
دة إذا كنت صابرا محتسبا طبعا مش شاتما المرض وناقما على ربك لأنه أصابك بالمرض دون فلان وعلان أو جعل مرضك سببا في شركك بذهابك للأموات الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا وتترجاهم إن يشفوك أو يشفوا إبنك أو زوجتك!!
شفت المرأة الي بتعاني من الصرع عندما بشرها رسول الله بالجنة إن صبرت وبرضه خيرها بين ذلك وبين الدعاء بالشفاء عملت إيه واختارت إيه؟!
ماهو ياجماعة الصحابية دي فهمت الدنيا صح وإن هدفنا الجنة فلو صبرت عالصرع أدخل الجنة؟! مش محتاجة تفكير لقلب مؤمنة زيها!
انظر إلى الصحابي عمير بن حمام في غزوة بدر عندما قال النبي محرضا الجيش قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقال عمير جنة عرضها السموات والأرض ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال عمير بخ بخ فسأله النبي فقال له عمير ما معناه أنه يرجوا أن يكون من أهل الجنة فقال له النبي أنت من أهلها!!
انظر ماذا حدث بعد ذلك؟!
والله إن الحياة بكل مافيها تهون بعدما حدث!
أخرج سيدنا عمير بن حمام تمرات وبدأ يأكل منها ثم قال ( وبعد بشارة النبي له بالجنة ) لإن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة!!!
ثم رمى التمرات ودخل لقتال المشركين حتى قتل!!!
الجنة يا جماعة!
هدفنا الوحيد والأساسي من حياتنا هذه!
بينه وبين الجنة بعد بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أكل بضع تمرات لم يصبر على ذلك ورماها مسرعا إلى القتال والجنة!
دة هدفنا الي مش لازم ابدا ننشغل عنه لأي هدف آخر مهما كان وكل هدف وأي هدف ثاني يجب أن يصب في الجنة !!!
لا وتمعن قوله لأن انا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة!!
انت مدرك لمعنى كلامه؟!
بضع ثواني أو دقائق اعتبرها حياة طويلة طالما هذه الدقائق أو الثواني هي الفيصل بينه وبين الجنة!
عارفين انتوا في كرة القدم لما فريقك يكون فايز وفي وقت إضافي عبارة عن دقيقة وانت عاوز الدقيقة دي تمر هوا؟
حتى المعلق وقتها بيقول إن الدقيقة دي ستمر على الفريق المتفوق بهدف كأنها الدهر!
نفس الموضوع مع الفارق الشاسع طبعا في طبيعة الهدف!
هناك الفوز بمباراة وهنا الفوز بالجنة!!

مش الجنة هدفنا؟
مش العبادة سبب خلقنا؟

أيا كان الهم الذي تعانيه نفسي أو جسدي أو حياتي أو عام أو خاص اعرضه على هدفك وسبب خلقك!
مش هخش في تفاصيل مشاكل كل واحد طبعا وكل واحدة انت افهم الموضوع وقس على ذلك
غير حياتك يا أخي!
غيرتي حياتك يا أختي!
غير نظرتك لما تعانيه من هموم بعرضه على هدفك وسبب خلقك هتلاقى هموم كتير انزاحت تلقائيا!!
مش يكون كل همك تتجوز فلانة وتقولي أنا مهموم!
مش يكون همك الأساسي تتفوقي في دراستك وتوصلي الليل بالنهار بالمذاكرة والدروس والمذكرات والامتحانات ولما تنقصي نص درجة تنهاري وتقوليلي مهمومة!
مش يبقى عندك قوت يومك وتقولي مهموم عشان مش عندي تليفون حديث زي فلان أو شاشة كبيرة زي فلانة!
احنا على فكرة بنخلق لنفسنا هموم من الهوا!!
عارف مقولة غاوي نكد أو غاوية نكد؟!
أيوة معظمنا كدة فعلا!
ولو هموم حقيقية فليه ربنا جعل الصبر أجره كبير ربنا قال يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ "
وآيات الصبر والصابرين وجزاء الصبر كتيرة لمن يريد أن يبحث وكذلك الأحاديث

يبقى همك الي منغص عليك حياتك دة إذا نظرت له نظرة من هدفه الجنة وسبب خلقه العبادة صدقني حياتك كلها هتتغير
البعض همومه ستصبح سرابا لأنها لا تساوي شيئا في طريق هدفه الحقيقي
والبعض الآخر سيزيد عنده اليقين والصبر ويتقبل همه أو يسعى لحله في إطار هدفه من الحياة وفهم سبب خلقه
هناك القلة القليلة(نسأل الله أن نكون منهم) همه دينه ونصرة دينه وشريعته وذلك أيضا من سعيه لهدفه وفهمه لسبب خلقه
ومن دعاءالنبي صلى الله عليه وسلم (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا)
المصيبة الحقيقية في الدين أي مصيبة تانية مهما كانت مش تعتبر مصيبة! ويقول لا تجعل الدنيا أكبر همنا
لينا هموم في الدنيا طبعا من ديون أو عدم صلاح زوجة أو إبن أو أهل أو قاضي أو حاكم!
موت قريب أو حبيب أو جار سوء أو صاحب حقود أو أب ظالم أو أم مريضة!
هموم كثيرة لكن تستحق أن نطلق عليها اسم هموم وليس هزيمة فريقي أو هزيمتي أمام غريمي في السايبر!
ليس بسبب أن تليفوني ليس به خاصية عند زميلي حزني على نص درجة في زمن ووطن يقول رئيسه يعمل إيه التعليم في وطن ضايع؟!
وكمان مش يكون همنا الرزق كما أوضحنا في الفقرة السابقة لأننا غير مطالبين به من الأساس!!

عالأقل هموم تستحق كالمرأة التي تصرع ونصبر عليها لتكون همومنا هذه سبب في دخولنا الجنة!
أن تدخلني ربي الجنة
هذا أقصى ما أتمنى
كتبه محمد وحيد صباح يوم الأحد ٢٠/ ٨/ ٢٠٢٣
رد مع اقتباس