عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-13-2010, 02:58 PM
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي




هذه مُذكره من غرفة العمليات عندما كانت أمي فيها... سبق أن نشرتها قبل عامين في موقع شيخي خالد الراشد قبل إغلاقة وقد نُقلت في مواقع أخرى ولكن لايمنع أن أضعها اسأل الله أن ينفع بها،،،


يا أنات الألم قد طرقتي بابنا في هذا المسير

فأصبح جسد أمي سقيماً ضعيفاً وأسير

يا أنات سمعتها من لسانها خرجت كالصرير
أصابت قلبي كسهماً قتل الشهيد بيوم بدر الشهير

فخررت بعدها وصحت بإعلى صوتي يارب ياكبير

أشفي أمي الحبيبه فإنك أنت على كل شئٍ قدير



ليلة الإثنين ليله هادئه ...الصمت و القلق مسدلا ستارهما

على منزلنا ....لأن نجمه قد أفل وشمسه قد غاابت

لا صوت نسمع لها ولا نرى مكانها

كان يوم كئيب لا أعرف هل جزعت أنا أردد

أفاً لك يادنيا ثم تٌفاً عليك ما أحقرك كم من عزيز قد فارقنااه

وكم من غالي قد بكينااه وكم من حبيب فقدناه

واليوم جااء دورك يا أمـااه

أنا أعلم أن كل شئ بيد الله

ولكن بكيت على من أهمته الدنيا وهو يرى مايرى فيها

كان الكل يترقب غداً ماذا يحصل

وماهي نتيجة العمليه ..لجأنا لمن بيده ملكوت السموات والإرض

والإمر أسُقط من أيدينا وهو وحده من يحل هذا الأمر...

أمــي الحبيبه متوسده على فراش أبيض وفي لبااس أزرق

رفيقها في تلك الغرفه أجهزه فقط،،

أمـي الحبيبه مستلقيه لن أنسى تلك العيون
التي لطالما نظرت لي بحب وعاتبتني بثقة

وتلك الإيدي التي ضمتني بكل حنان وأدبتني بكل شفقة

وتلك الإقدام التي مشت لإرتاح وذاك البطن الذي

أحتواني تسعة أشهر بثقلي واالآلام...



أمــاه أنتِ أملي وكل الدنيا يا أمي..

كل شئ فيك يذكرني إنك نعمه يجب أن أشكر الله عليها

فماضيك لايُنسى وحاضرك يُرسم لي البسمه
وهناك وقفة تذكرتها في هذا الموقف
"تذكرت أمهات في دور الرعايه لاأحد يمسح دموعهن ولا أحد يجبر بخاطرهن

فلا تنسوا تلك الإمهات زوروهم يا

أهل الخير والصلاح أشعروهم أنه إذا تخلى عنك فلذت كبدك بعقوق أو جنون


فهناك من يريدك ويقدر شعورك كأم ,,,وتذكرت من حُرم ذاك القلب

الرحيم باليُتم والأسف والحرمان فحسسوا الإيتام زوروهم قولوا كلنا لكم أم وأب،،،


فحمدت الله أنه لازال عندي باب من الجنة مفتوح في الدنيا وهو

{باب أمي } فإن شئت فرطت فيه وخسرت

وإن شئت أمسكت به بل وتشبثت عليه وربحت فدعوت الله

الإعانه والتوفيق للبر والوفاء وأعلم إني مهما فعلت

وعملت لن أرد لها زفره

من زفرات الولاده فيارب أرحمهما كما ربياني صغيرا

وأرحم تقصيري"

فجاء الموعد المرتقب فبدأت العمليه العاشره صبااحاً

وأنتهت عند الثاني عشر بحمد من الله وفضل بنجااح

أمي لاتزال تحت التخدير وينتهي في الخامسه

ونستطيع أن نتحدث معها

ونشنف آذاننا بسماع صوتها أمي أبصرتنا

ولكنها مُتعبه بعض

الشئ وهذا واضح على ملامح وجهها الطاهر

فكانت تتصبر وتوحي لنا

أنها لا تحس بشئ كيف لا تحسي يا أمي وجسمك

قد شُق تمنيت لوأستطعت

أن أفديك بروحي وتكون بُنيتك المقصره من يلقى بمكانكولا

يٌشق لكِ جلد ولا يتقطر منكِ دم

أمــاه أحبك أحبك أحبك فحبك

الوردي يجري مع كل شرياان يُضخ إلى قلبي

ومع كل نفس تتنفس به روحي

فأدامك الله لنا نبراساً يضئ لي الدروب

وألبسك الله لباس الصحه والعافيه دوماً يا أمـي وأعادك الله



إلى أفقك سالمة لتنيريه بأشعتك


والحمد لك ربي حمداً حمداً حمداً

*حرر في جمادى الثاني*


امجاد امتي



رب أرحمهما كما ربياني صغيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب
وصحبة ومن والاه ،،،
وبعد ...
سأغوص في بحر الوفاء
وسأعيش في هذه السطور تحت ظلال الحب
وسأحلق في سماء رد الجميل ..!
نعم ..أذن الله لشمس بالشروق ...
وأعلن سواد الليل الرحيل مصطحباً القمر ...
مات أبي ..صرخة موجعة ...ودمعة منهمره ..تمتمات تحجرت .. ذكرى يحن لها الفؤاد ..
ذكرى تعانقها بسمة الصبر الجميلة ...
مات من رباني .. ولاتزال في قلبي بقايا أماني ..!
رؤيته ..مجالسته ..أوااه
فهل تجدي ؟
هل ستعيد جسداً واره التراب ؟
لا وربي ولكن أملنا بالله كبير
"أوولداً صالح يدعو له" فرحماك رحماك
به وبأموات المسلمين اللهم تجاوز عنا وعنهم ،،،
حروف تعانق الرضى بقضاء الله ..وكلمات تذللت وتواضعت ...
وألوان الطيف تتمسك بكلمة واحده
"رب أرحمهما كما ربياني صغيرا "
سطوري هنا تُحذر وأخرى تُشجع
قبل أن يقال ..
كان أبي ..كانت أمي على قيد الحياة،،،
للوالدين حقاً علينا يا أبناءُ
طـاعة ورحمة مع إكرامُ
،،،الوالدين ،،،
كلمة لاإعراب لها ولاوصف يغني عنها
فإن ذُكرت الرحمة ..ذكروا
وإن ذُكرت التضحية كانوا فرسانها
وإن ذُكر الحب كانوا في ثالث القائمة
لذا سنردد
"رب أرحمهما كما ربياني صغيرا"
تطيش معانِ المفردات ..أقف حائرة عاجزة
ماذا أكتب بعد هذه الآيه !
"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"
لا إله إلا الله فهذه رسالة بأهمية بر الوالدين فقد قرن سبحانه الإحسان إليهم بعبادته
فلنتأدب معهم قبل أن نؤدب ...
فقد أعطانا الله طريقة للأدب معهم
فحري بمن يقرأها أن يطبق
"فلا تقل لهما أفّ ٍ"
وقوله تعالى " ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما"
باعوا راحتهم وأشتروا راحتي ..
فهل لهذا الصنيع مكافئ؟
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم
"لايجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه" رواه مسلم
سبحان من جعل رضاهم مقرون برضاه
ففي رواية الترمذي أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال "رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد "
فياحسرتاه ..
على
أذاقهم مرارة الحرمان ولوعة الحزن والهجران,,
أين من أبكاهم ...فليضحكهما ،،،
،،الوالدين،،
أنشودة رددتها منذ الصغر ..
ولوحة ربيعية رسمتها عند الكبر
،،الوالدين،،
برهما طاعة ..وإزاحة هماً وغم ..
وتفريج كرب فهانحن قرأنا منذ الصغر
قصة الثلاثة الذين أطُبقت عليهم الصخرة فتوسلوا بصالح أعمالهم ..
ياترى هل قال أحدهم أصلي الليل !مع عظم مكانتها ..بل هل قال أصوم النهار ولا أفطر!
..لا..بل توسل أحدهم ببره بوالديه
الله أكبر فأتى الجواب وفُتحت فرجه..
في الحقيقة جلست قبل سنة أتصور ذالك المنظر ..
فلم أجد سوى..
صمت مُطبق على ظلام الإخلاق إلا وهو
العقوق
الذي سمعنا عنه ..
أم تبكي وتقول أبنها لطمها؟
وأب يشتكي أبني رماني؟
أقول أي قلب تحمله أيُها الأبن العاق
أما سمعت بحديث تكرر على المنابر
وأُشبعت المجالس بترديده ..
"إلا أنبئكم بأكبر الكبائر ..
قلنا بلى يارسول الله ..فذكر عقوق الوالدين "..الحديث


فالعقوق ...كلمة تُثير المكامن وتسبب الآلآم وهنا سأذكرب بعض ماذكره أبن الجوزي رحمه الله عن طرق العقوق سأذكرها لي أولاً ثم لمن يقرأ حتى يتعلم ويجتنب

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال "إبكاء الوالدين من العقوق"

وعن عمر بن الزبير قال:"ما بر أبويه من أحد النظر إليهما"
وعن محمد بن سيرين قال:"من مشى بين يدي أبيه
فقد عقه، إلا أن يمشي يميط الأذى عن طريقه
ومن دعا أباه باسمه فقد عقه إلا أن يقول: يا أبت"
وعن مجاهد قال: "لا ينبغي للولد أن يدفع يد
والده إذا ضربه، ومن شد النظر إلى والديه
لم يبرهما ومن أدخل عليهما ما يحزنهما فقد عقهما"
وقال الحسن البصري: "منتهى القطيعة أن
يجالس الرجل أباه عند السلطان"
وقال فرقد: قرأت في بعض الكتب:
"ما بر ولد حر بصره إلى والديه وأن النظر إليهما عبادة، ولا ينبغي للولد أن يمشي بين يدي والده
ولا يتكلم إذا شهد، ولا يمشي عن يمينهما ولا عن يسارهما، إلا أن يدعواه فيجيبهما
أو يأمراه فيطيعهما ولكن يمشي خلفهما كالعبد الذليل"
وقال يزيد بن أبي حبيب: "إيجاب الحجة على
الوالدين عقوق" يعني الانتصار عليهما في الكلام....
وسئل كعب الأحبار عن العقوق! فقال:"إذا أمرك والدك بشيء فلم تطعهما فقد عققتهما العقوق كله"
أنتهى،،،
:::هدية مُغلفة بالإحترام لكل بار:::
رفع يده فأستجاب دعائه
ببره لوالدته بر الله قسمه
للنطلق إلى عهداً قد أنقضى سطر لنا خطوط من
نور
أويس القرني
..رجلاً قال عنه حبيبنا صلى الله عليه وسلم
وهو لم يراه ولا عجب فالحبيب صلى الله عليه وسلم "ماينطق عن الهوى" قال:" يأتي عليكم
أويس بن عامر مع مع امداد أهل اليمن من
مراد ثم من قرن ،كان به برص فبرأ منه إلا
موضع درهم له والده هو بها بر لو أقسم
على الله لأبره فإن استطعت أن يتغفر لك فافعل"
هل قرأنا الحديث ..أستوقفتني
"له والده هو بها بر لو أقسم على الله لأبره"

فلكل داع ولم يستجيب الله له ..ألزم قدم والديك
إلى من أراد الفلاح والظفر ..ألزم قدم والديك
ولمن طلب العز والشرف ..ألزم قدم والديك

ولكل مشغول في فتات الدنيا الزائل ومضيع الحقوق..ألزم قدم والديك

ألزم قدم والديك ..فثم الجنة
فأعمل وقدم مادامت شمسهم مشرقة في سمائك
فوالله سيأتي يوم وستغيب شمسهم ..
ستفقد دعواتهم ..
ستفقد من يتفقد أمورك ولو بالخفاء ..
ستفتقد من يفتقدك إذا أشغلتك المشاغل عنهم ..
ستفقد عيوناً تسكب الرحمة قبل أن تتحدث ..
ستفقد كل ..كل شئ
وبعدها ..ماذا ستفعل؟؟
نعم ستبكي ثم تتحسر على لحظات قضيتها
في تقصير ،،،
ستتذكر ...صوتاً رفعته ..أو إشاره عملتها
تحولت بصدر والديك جمرة ،،
،،الوالدين،،
هم شموع أحرقت نفسها ..لتضئ لك الدروب
هم نسمات مُزجت بعبق بعيداً عن الأنا وحب الذات ،،

"رب أرحمهما كما ربياني صغيرا"

همـسـة
سرور في القبور ...
الوالدين سعوا لراحتك في صغرك ..
فأدخل السرور عليهم في القبور
بصدقة لهم ودعوة في سجود
مما رواه الإمام أحمد ..
"عن مالك بن ربيعة رضي الله عنه قال :بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه رجل من الإنصار قال:يارسول الله هل بقي علي من بر أبويِّ شئ بعد موتهما أربهما به؟
قال:نعم خصال أربع
"الصلاة عليهما والإستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لارحم لك إلا من قبلهما ..فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما " حديث حسن
وأخيراً،،،،،
أستجيبوا للأوامر
وقدموا رضا الوالدين على رضا من ترغبون
و برُّوا أبائكم تبركم أبناؤكم

"رب أرحمهما كما ربياني صغيرا"
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلاماً على المرسلين والحمدلله رب العالمين
حُرر29-3-1431
امجاد امتي


كنت حاجاً في العام الماضي 1425 هـ فطرحت موضوع للأخوة قلت: عنوان الموضوع ( هكذا علمتني الحياة ) أريد من كل واحد يذكر موقف أثر في حياته وأعجبه في حياته..
قال لي أحد الأخوة الحجاج معنا من الأردن يقول: العام الماضي كنت موظف في إحدى الشركات فقدمت استقالتي فأعطوني حقوقي 3200دينار.. يقول: استلمت المبلغ ولا أملك غيره طوال حياتي...
طبعاً هذا المبلغ يعتبر جيد بالنسبة لهذا الموظف يقول: لما رجعت إلى البيت كان الوقت قبل حج عام 1424هـ لما دخلت البيت أخبرت والدي بهذه المكافئة من العمل.
فقال لي والدي ووالدتي: نريد أن تدفع هذا المبلغ لأجل أن نحج.
يقول: دفعت المبلغ ووالله ما أملك غير هذا المبلغ.
فذهبت إلى مكاتب السفر التي تهتم بأمر الحجاج في الأردن ودفعت المبلغ وودعت والدي ووالدتي.
يقول: وبعد أسبوعين ولما رجعوا دخلت في عمل أخر يقول فاتصل علي مدير الشركة السابقة.
وقال: فيه مكافئة ولابد أن تأتي تستلمها.
لاحظ الآن لا يملك شيء وكل المبلغ صرفه لوالديه في الحج.
يقول: ذهبت إليهم توقعت مبلغ يسير لأني لم أتوقع أن لي مكافئة.
ثم دخلت على المدير وأعطاني الشيك وإذا فيه 3200دينار.
يا عجبا والله..... لقد دفع لوالديه فيأتيه نفس المبلغ بعد أيام..
نعم أنفق على والديك وسيأتيك الرزق من حيث لا تحتسب {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} أليس البر بالوالدين من التقوى ؟
أليس الإنفاق عليهم من أعظم الأعمال عند الله عزوجل ؟
هذا الرجل أعطى والديه 3200دينار ويقول والله بعد أسبوعين بالضبط تأتني 3200دينار.
{ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }.
أليس هناك بعض الأخوة يبخل على والديه ؟
والله يا أخوة جلست مع بعض الشباب وكان والده جالسا معنا فقال الابن الأكبر لوالده وأنا موجود: المبلغ الشهري ما سلمته لنا إنه يريد من والده أن يدفع 200 ريال شهرياً لأجل فاتورة الكهرباء والماء.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.


قصة قفاز
[ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.. ]

تشرق الشمس وتغيب.. ويولد الهلال ويشب ويشيخ.. وتتوالى الشهور تتبعها السنون ولا تزال بعض المواقف متربعة في عرش الذكريات.. فلم تستطع الأيام محوها ولا حتى الليالي.

سأعود عشرات السنين لأقف هناك في منزلنا الطيني الصغير حيث أرتدي لباس الطفولة وأعيش عالمها الجميل في كنف والديَّ رحمهما الله رحمة واسعة ولا أزال أذكر موقفاً مع والدتي - رحمها الله- أثَّر فيَّ ولا يزال...

أورده مشعراً كل عاق بوالديه مقصّر في حقهما أن الكريم يجزي الإحسان بالإحسان.. ولقد تعب والداك أيما تعب حتى وصلت لما تروم.. أفيكون جزاؤهما أن تصبحهما بـ (أف وأخواتها) وتمسيهما بتجاهل مشاعرهما.

عوداً على الموقف:

كنت أدرس الابتدائية، بل وفي مراحلها الأولى، وكان البرد شديداً والفقر مدقعاً فلم أكن أجد ما أتقي به البرد القارس سوى اليسير..

وفي يوم خيم البرد فيه على مدينتنا فتجاوبت معه البيوت بالصقيع وقد ذهبت إلى المدرسة كعصفور مبلول ينتفض.. فرأيت بعض زملائي في الصف وقد ألبس كفيه (مداسيس) تقيه من البرد فتمنيت بمشاعر طفل أن لو كان عندي مثلها وعدت إلى البيت مكلوما ولجأت إلى أمي فبكيت بين يديها وبحت لها بما أريد وأن صديقي يلبس القفازات فلم لا ألبسها أنا؟؟!

تأثرت الوالدة ولكن ماذا عساها أن تصنع وليس في مقدورها ذلك لقلة ذات اليد..

بكيت وبكيت حتى تطابقت الأجفان معلنة عن نوم عميق لم يقطعه عليَّ سوى صوت أذان الفجر وصياح الديك.. لأفاجأ بأمي جالسة في طرف الغرفة تغالب النوم وقد سهرت ليلها كله تنسج لي قفازات من بعض الأقمشة التي جمعتها من هنا وهناك.. حتى سلمتها لي قبيل ذهابي إلى المدرسة، جبراً لخاطري، وحفاظاً عليَّ.. وفي سبيل ذلك قدمت راحتها ونومها ثمناَ.

لا تعليق سوى الدعاء في كل سجود..


قصة حقيقية في... ثمرات البر بالوالدين
طرق الباب طارق ورجل مسكين يجلس متصدراً المجلس ونادى من يفتح الباب وحضر ابنه الشاب الذي لم يتجاوز السابعة و العشرين من عمره وعندما فتح الباب اندفع رجل بدون سلام ولا كلام و لا احترام وتوجه نحوالرجل العجوز (الشايب ) و أمسك بتلابيبه وقال له : اتق الله وسدد ما عليك من الديون فقد صبرت عليك أكثر من اللازم ونفد صبري ماذا تراني فاعل بك يا رجل ؟ وهنا تدخل الشاب ودمعة في عينيه وهو يرى والده في هذا الموقف وقال للرجل : كم على والدي لك من الديون ؟ فقال الرجل أكثر من تسعين ألف ريال فقال للرجل : اترك والدي واسترح وأبشر بالخير ودخل الشاب إلى المنزل وتوجه إلى غرفته حيث كان قد جمع مبلغا من المال قدره سبعة وعشرون ألف ريال من رواتبه التي يستلمها
من وظيفته والذي جمعه ليوم زواجه الذي ينتظره بفارغ الصبر ولكنه آثر أن يفك به ضائقة والده ودينه على أن يبقيه في دولاب ملابسه.


دخل إلى المجلس وقال للرجل هذه دفعة من دين الوالد قدرها 27 ألف ريال وسوف يأتي الخير ونسدد لك الباقي في القريب العاجل.


هنا بكى الشيخ بكاءً شديداً وطلب من الرجل أن يعيد المبلغ إلى ابنه فهو محتاج له ولا ذنب له في ذلك. ورفض صاحب الدين إعادة المبلغ مع إصرار الشاب على أن يأخذ الرجل المبلغ، وودعه عند الباب طالبا ًمنه عدم التعرض لوالده و أن يطالبه هو شخصياً بما على والده و أغلق الباب وراءه .. وتقدم الشاب إلى والده وقبل جبينه وقال: يا والدي قدرك أكبر من ذلك المبلغ وكل شيء ملحوق عليه إذا أمد الله عمرنا ومتعنا بالصحة والعافية فانا لم أستطع أن أتحمل ذلك الموقف ولو كنت أملك كل ما عليك من دين لدفعته له ولا أرى دمعة تسقط من عينيك على لحيتك الطاهرة وهنا احتضن الشيخ ابنه و أجهش بالبكاء و أخذ يقبله ويقول الله يرضى عليك يا ابني ويوفقك ويحقق لك طموحاتك.


في اليوم التالي وبينما كان الابن منهمكاً في أداء عمله الوظيفي إذ زاره أحد الأصدقاء الذين لم يرهم منذ مدة وبعد سلام وعتاب وسؤال عن الحال و الأحوال قال له ذلك الصديق الزائر : يا أخي أمس كنت مع أحد كبار الأعمال وطلب مني أن أبحث له عن رجل مخلص و أمين وذوي أخلاق عالية ولديه طموح وقدرة على إدارة العمل بنجاح و أنا لم أجد شخصاً أعرفه تنطبق عليه هذه الصفات إلاأنت فما رأيك في استلام العمل وتقديم استقالتك فوراً ونذهب لمقابلة الرجل هذا المساء ؟؟!


فتهلل وجه الابن بالبشرى وقال إنها دعوة والدي وقد أجابها الله فحمد الله كثيراً على أفضاله وفي المساء كان الموعد المرتقب بين رجل الأعمال والابن . فما أن شاهده الرجل حتى شعر بارتياح شديد تجاهه وقال : هذا الرجل الذي أبحث عنه فسأله : كم راتبك ؟ فقال : 4970ريال وهناك قال رجل الأعمال : اذهب صباح غدوقدم استقالتك وراتبك 15000 ريال وعمولة من الأرباح 10% وبدل سكن ثلاثة رواتب وسيارة أحدث طراز وراتب ستة أشهر تصرف لك لتحسين أوضاعك .


وما أن سمع الابن ذلك حتى بكى بكاءاً شديداً وهو يقول : ابشر بالخير يا والدي . وهنا سأله رجل الأعمال عن سبب بكائه فحدثه بما حصل له قبل يومين، فأمر رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده.


وكانت محصلة أرباحه من العام الأول لا تقل عن نصف مليون ريالإنه ثمرة طيبة لبر الوالدين وفك ضائقة المسلمين وسداد ديونهم.


تأملوا إخوتي عظم أجر البر بالوالدين فعاقبته تكون في الدنيا و الآخرة ووصيتي لكل قارئ ممن لا زال والـــداه على قيد الحياة أن يغتنم برهــــماو لا يؤجل بره فإنه لا يعلم متى الأجل له ولوالديه ....بر الوالدين شيء عظيم فلقد قرن الله رضاه برضاهما قال تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما)) الإسراء 23

ولقد كان لسلف رحمهم الله مواقف و آثار عجيبة في لبر بالأمهات فعن عبد الله ابن المبارك قال : قال محمد بن المنكدر: بات عمر يعني أخاه يصلي وبت أغمز رجل أمي ( أي يجسها ويكبسها بيده ليذهب ما بها من ألم) وما أحب أن ليلتي بليلته.


وعن محمد بن سيرين قال : بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم قال : فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فعقرها فأخرج جُمّارها (قبها وشحمتها التي في قمة رأس النخلة) فأطعمه أمه فقالوا له : ما يحملك على هذا و أنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟قال : إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها.
لا أستطيع التعليق أكثر فالقصة مؤثرة وفيها من العبرة وحسن العاقبة الشيء الكثير أسأل الله أن يرزقنا البر بوالدينا وأنيثبتنا على ذلك وأن نكون قرة عين لهم و أن يرحمهم ربنا كما ربيانا صغيرا.



المراجع:أين نحن من أخلاق السلف لعبد العزيز الجليل وبهاء الدين عقيل رياض الصالحين الفرج بعد الشدة والضيق ابراهيم الحازمي

فيا ملكاً قد أطبق الكون ملكُــه ... وخرّت له الأجسام رأسٌ ومنكِبُ
سألناك لا تغضب علينا وعافنا ... فوالله إنا من عذابك نرهـــــبُ



مجموعــــة قصصـــية واقعيـــــــــــة عن بر الوالدين
القصة الأولى
كنت حاجاً في العام الماضي 1425 ه فطرحت موضوع للأخوة قلت : عنوان الموضوع هكذا علمتني الحياة . أريد من كل واحد يذكر موقف أثر في حياته وأعجبه في حياته..قال لي أحد الأخوة الحجاج معنا من الأردن يقول : العام الماضي كنت موظف في إحدى الشركات فقدمت استقالتي فأعطوني حقوقي 3200دينار.. يقول : استلمت المبلغ ولا أملك غيره طوال حياتي...طبعاً هذا المبلغ يعتبر جيد بالنسبة لهذا الموظف يقول : لما رجعت إلى البيت كان الوقت قبل حج عام 1424ه لما دخلت البيت أخبرت والدي بهذه المكافئة من العمل.فقال لي والدي ووالدتي : نريد أن تدفع هذا المبلغ لأجل أن نحج .يقول : دفعت المبلغ ووالله ما أملك غير هذا المبلغ.فذهبت إلى مكاتب السفر التي تهتم بأمر الحجاج في الأردن ودفعت المبلغ وودعت والدي ووالدتي .يقول :وبعدأسبوعين ولما رجعوا دخلت في عمل أخر يقول فاتصل علي مدير الشركة السابقة.وقال : فيه مكافئة ولابد أن تأتي تستلمها .لاحظ الآن لا يملك شيء وكل المبلغ صرفه لوالديه في الحج. يقول : ذهبت إليهم توقعت مبلغ يسير لأني لم أتوقع أن لي مكافئة.ثم دخلت على المدير وأعطاني الشيك وإذا فيه 3200دينار .
............ ......... .
يا عجبا والله ..... لقد دفع لوالديه فيأتيه نفس المبلغ بعد أيام ..نعم أنفق على والديك وسيأتيك الرزق من حيث لا تحتسب {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} أليس البر بالوالدين من التقوى ؟
أليس الإنفاق عليهم من أعظم الأعمال إلى الله عزوجل ؟
هذا الرجل أعطى والديه 3200دينار ويقول والله بعد أسبوعين بالضبط تأتني 3200دينار . {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }.أليس هناك بعض الأخوة من يبخل على والديه
القصة الثانية

إسماعيل عليه السلام .. يفاجئ يوم من الأيام إذا بوالده إبراهيم عليه السلام يقول له **يابني إني أرى في المنام أني أذبحك}
مفاجئة عجيبة لإبراهيم ولابنه إسماعيل ...
إن إبراهيم عليه السلام ما جاءه ولد إلا بعد فتره طويلة من عمره ...بعد ما بلغ من العمر عتيا ... ويأتيه النداء والبشارة من الله أنه سيرزق بمولود ... وتمر الأيام ويرزقه الله بذلك المولود ويأتي إسماعيل عليه السلام ولداً لإبراهيم , ثم يأمر الله عز وجل إبراهيم بذبح ابنه .
فماذا قال ذلك الابن البار: ** قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } عجباً لهذا البر...
عجبا لهذه الطاعة... لقد استجاب إبراهيم لأمر الله عز وجل ولكن الله أكرم الأكرمين عوضه بذبح عظيم {وفديناه بذبح عظيم } انظر إلى نتيجة البر ونتيجة الطاعة للوالدين يأتي الفرج من الله سبحانه
( القصة الثالثة )

السلف وبر الوالدين
لقد طبق السلف رضي الله عنهم أعظم صور البر والإحسان .
أبو هريرة رضي الله تعالى عنه كان إذا دخلت البيت قال لأمه : رحمك الله كما ربيتني صغيرا, فتقول أمه : وأنت رحمك الله كما برتني كبيرا .
ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائما حتى استيقظت.
وهذا ابن عون أحد التابعين نادته أمه فرفع صوته فندم على هذا الفعل وأعتق رقبتين .
كان ابن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع وإذا دخلت أمه يتغير وجهه .
كان الحسن البصري لا يأكل من الصحن الواحد مع أمه يخاف أن تسبق يده إلى شيء وأمه تتمنى هذا الشيء .
حيوة ابن شريح أحد التابعين كان يدرس في المسجد وكانت تأتيه أمه فتقول له : قم فاعلف الدجاج فيقوم ويترك التعليم براً بوالدته ولم يعاتبها ولم يقل لها أنا في درس , أنا في محاضره , أنا في مجلس ذكر .
أما سمعتم بخبر أويس القرني !! هذا الرجل هو الرجل الوحيد الذي زكاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو من التابعين وحديثه في صحيح مسلم , قال النبى صلى الله عليه وسلم للصحابة : (يأتيكم أويس ابن عامر من اليمن كان به برص فدعى الله فأذهبه أذهب الله عنه هذا المرض كان له أم كان له أم هو بها بر . يا عمر إذا رأيته فليستغفر لك فمره يستغفر لك ).
وفي لفظ أخر قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن أويس القرني ( لو أقسم على الله لأبره ) لماذا أويس حصل على هذه المنزلة؟
قال العلماء لأنه كان باراً بوالدته , المهم جاء يوم من الأيام ودخل الحج فكان عمر رضي الله عنه حريص على أن يقابل هذا الرجل أويس .
فجاء وفد من اليمن فقال عمر رضي الله عنه : أفيكم أويس ابن عامر فجاء أويس رجل متواضع من عامة الناس قال أنت أويس ابن عامر قال : نعم . قال : كان بك برص فدعوت الله فأذهبه ؟ قال : نعم . قال : إستغفر لي !
قال : يا عمر أنت خليفة المسلمين !! قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكر قصته .. فأويس استغفر له فلما انتشر الخبر أمام الناس اختفى عنهم وذهب حتى لا يصيبه العجب أو الثناء فيحبط عمله عند الله عزوجل .
ما نال هذه المنزله أويس ابن عامر أنه لو أقسم على الله لأبره إلا ببره بوالدته رحمه الله .
قال البخاري رحمه الله في كتابه الأدب باب من بر والديه أجاب الله دعاءه ,وذكر البخاري رحمه الله وروى حديث الثلاثة أصحاب الغار الذين دخلوا في الغار من بني إسرائيل فانطبقت عليهم الصخرة فكل واحد منهم دعا الله بعمل فواحد منهم قال اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران .
كان هذا الرجل له والدين كبيرين وكان يذهب يأتي بلبن لهم فيوم من الأيام , جاء بلبن وقد نام والداه فلما وصل إليهما فإذا بهم نائمين انتظر قائماً حتى استيقظا وشربا من اللبن وكره أن يشرب أبناءه من اللبن قبل والديه .
فدعا الله وقال : اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذالك يعني هذا العمل هذا البر بوالدتي ووالدي ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون .


رد مع اقتباس