عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-03-2011, 02:32 PM
الناقد الاعلامي الناقد الاعلامي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

أماّ بالنسبة لعمل المرأة السياسي او بمعنى آخر حمل الدعوة فهو واجب عليها
فلقد اقتضت حكمة الله تعالى تنويع الجنس البشري الى ذكر وأنثى ليكون في اطار هذا التنوّع التكامل والاستمرر الانساني
الى أن يرث الله الارض ومن عليها. ومع هذا التنوّع فهو سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة من نفس واحدة، قالى تعالى:
﴿ ( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ) ﴾

فالمرأة مثل الرجل تماما من حيث كمال انسانيّتها واستقلال شخصيّتها.
ولئن جاء الاسلام بأحكام خاصّة بالرجال قامت القرائن على أنّها لا تشمل النّساء ، واحكاما خاصّة بالنساء قامت القرائن
على انها لاتشمل الرجال كالقوامة وأحكام الميراث وغيرها. الا أنّه تبارك وتعالى قد ساوى بينها في كثير من الامور.
فهما متساويان في التكاليف من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله الى سائر العبادات والمعاملات المختلفة ، كما أنها
متساويان في المسؤولية عن الاعمال الصالحة والاعمال الطالحة، فالمرأة كما الرّجل تتحمّل مسؤولية أعمالها وأفعالها
من خير او شرّ وهي محاسبة على عملها ثوابا وعقابا
﴿ كلّ امرء بما كسب رهين ﴾

واستمرارا للمنزلة الكريمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى للمراة نرى القرآن الكريم لايفرّق بين الرّجل والمرأة في واجب
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو واجب يشمل كلّ دروب الاصلاح في جميع نواحي الحياة، وهو يشمل العمل لتغيير
الواقع السيّء الذّي يعيشه المسلمون اليوم ويشمل العمل على حمل الدعوة لاستئناف الحياة الاسلامية واقامة دين الله
في الارض لحفظ الحرمات ونشر الامن والطمأنينة بين الناس .قال تعالى
﴿ ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ﴾

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لتأمرّن بالمعروف ولتنهوّن عن المنكر أو ليوشكّن الله أن يبعث
عليكم عقابا منه ثمّ تدعونه فلا يستجاب لكم". فالخطاب في هذه الادلّة جاء عامّا للرجال والنساء لكون هذا العمل يتعلّق
بالانسان بوصفه انسانا ، لا بصفته ذكرا أو انثى،ومن مات من المسلمين تاركا هذا الواجب العظيم كانت ميتته جاهليّة.
ولقد فهم الاوائل رجالا ونساءا هذه الادلّة فآمنت النّساء كما آمن الرّجال، والتزمت النّساء بتكاليف حمل الدعوة كما التزم
الرّجال وتحملّت النساء اعباء الدعوة في مكّة المكرّمة والمدينة كما تحمّلها الرجال. وكتب السيرة مليئة بقصص أمهّات المؤمنين
والصحابيّات المجاهدات رضي الله عنهن مثل السيّدة خديجة وعائشة وسميّة والخنساء وغيرهن كثير، وما كان أمثال هؤلاء
النسوة يكتفين بالتاييد والمساندة فحسب دون المشاركة الفعالة في حمل الدّعوة والصبر على الاذي والهجرة ومفارقة الاهل
والاوطان في بعض الاحيان ، كما كنّ واشتركن في نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام ويسارعن الى مبايعته مع الرجال
كما حصل في بيعة العقبة الثانية حينما بايعته أمّ عمارة المازنيّة وامّ منيع رضي الله عنهما.

ومثل هذه المشاركة الفعّالة تطلب من حاملات الدعوة اليوم بل تطلب من النساء عامّة ، فلا تحسب المرأة بوصفها امراة انها
ذمّتها بريئة أمام الله عزّ وجلّ ان هي لم تعمل على حمل الدعوة وتغيير المنكر، فهو فرض عليها كما هو على الرجل , و
مشاركتها الفعّالة في أداء هذا الفرض تعني قيامها بنصرة الحقّ ومكافحة الباطل وتحدّي السلطة الغاشمة والاخذ على
يد الظلمة. وتعني أن تدخل السجن وتتعرّض للتعذيب وتطارد من السلطة وتتوارى عن انظارها، وتعني ان تقوم بالصراع
الفكرى والكفاح السياسي وأعمال النصرة كما يقوم الرجال وان تدعم هذه القضيّة ، قضّتها المصيرة وان تصبر وتضحي
وتبذل كلّ غال في سبيل تحقيقها مقتدية بنساء بيت النبوّة وبالصحابيّات الاوائل ، مقتدية بأمّ عمارة حين شهدت مـــع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان وأبت الاّ ان تشترك معه في قتال المرتدّين حتّى قطعت يدها واصيبـــت
اثنى عشر جرحا . ومقتدية باسماء بنت أبي بكر وهي تأتي الى النبيّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق ابيهـــا
بالزاد والماء كلّ ليلة تمشي ثلاثة أميال تقريبا حتى تصل الى الغار ومعها الزّاد والماء وايضا الاخبار.
ومقتدية بصفيّة بنت عبد المطلب وهي تحمي نساء المسلمين واطفالهم في معركة الخندق من يهود بني قريضة.
فالامثلة كثير كثير .
انها دعوة لك اختي المسلمة ان تقومي بدورك في حمل الدّعوة وتتحمّلي مسؤوليتك تجاه ما يحصل في بلاد المسلمين
من قتل وتشريد واعتداء على الاملاك والاعراض والارواح . دعوة لك للالتحاق بمواكب القانتات للنهوض بالامّة، وتحكيم
شرع الله في الارض ونيل السعادة في الدنيا والاخرة بنيل رضوان الله تعالى . وهي دعوة ايضا لاخواننا من الشباب
ليسمحوا لزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم بحمل الدعوة وليحثّوهنّ على ذلك وأن لا يحرموهن شرف واجر هذا العمل بحجّة
أنّ مثل هذا العمل يتطلّب وقتا وجهدا قد يؤثّر على حاملة الدعوة وزوجها وأولادها فيقلّل من اهتمامها بهم.او بحجّة
الاشفاق والخوف عليها نظرا لطبيعتها وفطرتها الرقيقة.

اما الخوف من انشغال المرأة بحمل الدعوة عن زوجها وأولادها ، فحاملة الدعوة قادرة باذن الله أن تنظّم أوقاتها
فلا تقصّر في حق الاهل والزوج والاولاد ولا تقصر في أداء التكاليف المطلوبة منها لحمل الدّعوة ، فان تزاحمت الاعمال
وكثرت التكاليف لظرف ما فلا باس من الصبر والتيسير عليها ومساعدتها ما أمكن حتّى في أعمالها البيتيّة واعتنائها
بصغارها. وهي أعمال لم يأنف الرسول عليه الصلاة والسلام من مساعدة نسائه وأهل بيته رغم مسؤوليته العظيمة.
وهو فضلا يحسب لك أيّها الزوج وتأجر عليه باذن الله تعالى لانّك توفّر عليها بهذا أداء فرض من أعظم الفروض واهمها
فرض حمل الدّعوة لاقامة الخلافة ، مبعث عزّ المسلمين ومنار الخير والعدل في جميع أنحاء العالم.

اما الاشفاق عليها من حمل الدعوة فانه اشفاق في غير محلّه وهو يشبه اشفاق الامّ على ابنها حين تتردّد في ايقاظه
لصلاة الفجر ، فأيّ شفقة هذه التي تؤدي الى التقصير في أداء فروض الله عزّ وجلّ وتكون نتيجتها غضب من الله
وخسران مبين.

انّ الله سبحانه وتعالى ارحم بعباده من الوالدة بولدها ومن الرجل بنسائه، والله جلّ وعلا فرض على النّساء حمل
الدعوة كما فرضه على الرجال وتوعّد المتخلّفين والمتخلّفات بعقاب شديد ولا نحسبك ايها الاخ الفاضل ترضى ان تعصي
الله وتخالف أمره وتكون السبب في تخلّف ابنتك أو زوجتك أو اختك عن القيام بهذا الفرض العظيم. قال تعالى:
﴿ يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا انّ الله يحول بين المرء وقلبه وانّه اليه تحشرون ﴾


اللهم اجعلنا من العاملات لنصرة دينك دين الحقّ وممّن ترضى في الدنيا والاخرة وكحّل عيوننا برؤية دولة الخلافــــة
قريبا يا ربّ العالمين واخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين
رد مع اقتباس