عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-01-2010, 02:26 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

ـ(3)ـ

كان شفاء غلهما من أهل الحق ، بالافتراء والوقوع فيهم ، لتسكين جرح يُؤلم ، قطعه أهل الحق بالدعوة على بصيرة ، واتخاذ العلم وسيلة . ولا يزالون – إن شاء الله – يهدمون بنيان الباطل ويبنون بنيان الحق ، وهو السنة .

محمود : تعتقد يا دكتور إن بعض – قِلَّة ماشي – من هؤلاء الرجال مدعومين بأجهزة أو بجهات ، غرضها أنها تشوه صورة الدين الإسلامي .. ؟
عمرو : مقدرش أوجه الاتهام ده لأي واحد لأني بقول هو إن شاء الله نيته لله ن لكن كون أن تطبيقاته كده ، أنا بوجه ، لكن في نفس الوقت بحترمه ، خلي بالك لأنه أنا كمان لازم أقبل الآخر ، يعني أنا وأنا قاعد معاك بنقد لكن أنا أحترمه ، ولا افترض سوء النية أبدا ، وإذا شتمني لا أشتمه . من باب أن ديني بيأمرني بكده ، ومن باب أن أبويا وأمي ربوني كده .
يعني النبي صلى الله عليه وسلم يجي له الوليد بن المغيره ، ويعرض عليه عروض ، والله يا أستاذ محمود لو حد عرضها عليك ، ( يضحك ) ، يقول له لو عايز تتجوز واحدة حلوة نجوزك ، عايز فلوس ، عايز شرف ورئاسة ، يا سيدي منعملش حاجة إلا لما نرجع لك لو هي المسألة وجاهة ، وشوف النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليه يقول له : قل يا ابا الوليد أسمع ، أفرغت يا أبا الوليد ؟ والله يا ابا الوليد ما بي حاجة من كل ما قلت ، فهل تسمع مني ؟ طب أنت قلت ، ممكن تسمعني ؟ إيه ده ؟! طب قارن ده بكمية الزعيق والشتيمة والتشنج ( ويرعد صوته ) ، يعني تشنج ليه ؟
هو الحق محتاج تشنج ؟ يعني الإمام مالك يقولك إيه ؟ إذا وجدت من يدافع عن الحق فيشتم ، فاعلم أنه معلول النية . لأن الحق لا يحتاج ذلك . والحق سبحانه قال " وجادلهم بالتي هي أحسن " طب أنت بتشتم ليه ؟ إذا كان الحق " فقولا له قولا لينا " لفرعون " لعله يتذكر أو يخشى " إذا كان اللي بيقول " أنا ربكم الأعلى " بتقول له كده طب الله بيقول " لا إله إلا الله " بتقول له إيه ؟ شوف الرقة ! شوف الرحمة ! شوف الحب ! مش بقول لك دين جمال ؟!

حاول محمود سعد أن يضيف افتراء جديدا ، وأن يُشرك عمرا فيه ، وهو أن هؤلاء الرجال – رجال الدعوة السلفية - مدعومين بجهات كذا وكذا .. والرد عليه بأمرين .
الأول : أن هذا الاتهام رماكم به فضيلة الإمام الأكبر ، شيخ الأزهر ، تلك المؤسسة التي فرحتم بانتساب قناتكم لها اسما ، قال شيخها عن هذه القناة التي تبثان منها : القناة قائمة بأموال غير مصرية وهناك شكوي حول مصالح خارجية لا تدعو إلي الاطمئنان ! [1] وماذا عن الجائزة التي قُدمت إلى " عمرو خالد " بأمريكا ؟! وماذا عن مسابقة مؤسسة ( طوني بلير ) الإيمانيــة واختياره حكما فيها ؟!
الثاني : أن دعاة السنة لا يتقاضون مالا على ما يقدمونه من برامج ، رغم ما يظهر فيها من تعب في الإعداد للمادة العلمية المستقيمة ، وما تُحرز لهذه القنوات من شعبية وإقبال جماهيري ، رغم ضعف الإمكانات . بخلاف من يتقاضى الملايين في البرنامج الواحد ! [2]

وليت الخجل يجد مكانــا بعد كل هذه الافتراءات والتهم العظيمة ، لكن سبقه التورع الكاذب ، وادعاء تسامحه معهم رغم ذلك ، وأنه لا يردُّ إساءة أحد إليه ، وكأن هذا الذي يمتنع من شتم شاتم له ، ليس هو الذي نسب الفشل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ! وغير ذلك من النقائص ، وسوء الأدب في الحديث عن الأنبياء !

وهذا الكلام على سبيل التنزل ، وإلا فإن أهل العلم والدعاة تكلموا على عمرو بحق ، وبينوا انحرافه بكلام علمي ، وإن وقع فيه أحد في موطن فهو بما يستحقه . ليس كما يصور لمستمعيه أن هناك قنوات متخصصة في شتمه وأمثاله ... الخ . ويصف ما في قنوات السنة بأنه ( كمية الزعيق والشتيمة والتشنج ) !

وهي عادته : التمحك بالسيرة ، كما سبق وذكر قصة وفد نصارى نجران فحذف منها ما لا يروق له ، وبيناه وفضحنا تدليســه . لا تسلْ عن قوة جعلته يحكي مثل هذه الأخبار من السيرة يريد بها تأكيد وجوب الاحترام والحكمة وحسن الجدال ، بعد كل ما وصف به إخوانه وافتراى عليهم . ومن جملة ذلك : أنهم فوضويون ، تكفيريون ، ومتشددون ، ومتشنجون ، وشتامون ، وتلميحا بإيراد كلام الإمام مالك : هم معلولو النوايا !

فأين مريدوه ومحبوه الذين لا يقبلون المساس به بكلمة ؟! وتحت أي أنواع الكذب والنفاق يندرج هذا ؟!

هذه المرة يحكي قصة عتبة بن ربيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأظنه أخطأ وقال ( الوليد بن المغيرة ) . وأريد أن أحدثه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على عتبة من القرآن ، وكان مما قرأ قوله تعالى : " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ " . وورد أن عتبة قال لقومه لما رجع إليهم : ما فهمتُ شيئا مما قال إلا أنه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود !

وقال الله : " فقولا له قولا لينا " ، فكان مما قالا : " إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى " ، وقال موسى له : " وإني لأظنك يا فرعون مثبورا " ، قال السعدي : ممقوتًا، ملقى في العذاب، لك الويل والذم واللعنة . ا.هـ

وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنذاره ، وتهديده الكفرة بالصاعقة ، أن يكون خالف ما أمره به ربه من الدعوة بالتي هي أحسن ! ويا مصيبة من يظن أن موسى وأخاه عليهما السلام بما قالا خالفا أمر ربهما !

ولا يعني هذا أنا نرفض أن تكون الدعوة بالحكمة واللين والموعظة الحسن والرفق ، بل هو الأصل ، وهو الواجب على الداعي إلا الله ، وإلا أفسد على الناس . لكن شدة العاقل ، أو الحزم الذي يكون في مقامه مع صاحب الباطل يكون حكمة .

فهل يُنذر " عمرو خالد " ( الآخرين ) النارَ ، ويخبرهم أن الله قد يهلكهم إذا لم يؤمنوا ، أو ينزل عليهم عذابه ، ثم يعذبهم في الآخرة ؟!

بالطبع ليس هو على هدي النبوة إذا رفض .

[1] الأهرام (السبت 28 من رجب 1431 هـ 10 يوليو 2010 السنة 134 العدد 4514) .
[2] كما حقق برنامج رمضان 1431هـ له حقوقا مالية وصلت إلى أربعة ملايين جنيه مصري ! كما ذكرت (المصريون|31-07-2010) .

رد مع اقتباس