عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12-19-2011, 10:30 AM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ...

فهذا هو الهدف الثالث من أهداف التعليق ..
وهو هدف عظيم جليل جدير بالاهتمام والتطبيق

***الوصول بالطفل إلى غاية التوازن في التعامل مع الآخرين***

التوازن .. وصف عزيز في زماننا .. قل أن نراه في أولادنا وبناتنا
فمع هذا التقدم السريع المحتدم .. الذي أخذ بلب الأطفال وعقولهم ..
وجعلهم قادرين على التعامل مع ما يصعب على أبائهم وأجدادهم
قل أن نجد طفلا يتعامل مع غيره بإتزان .. شيء عجيب مثير لحيرة الإنسان

يتعامل مع تقنيات معقدة بالنسبة لسنه وفهمه..
[لابتوب .. بلايستيشن .. آي باد .. آي فون] وغيرها
ولا يستطيع التعامل مع غيره بالأصول والبديهيات المعروفة
وذلك لانحصار عقله في عالم افتراضي من [الألعاب الالكترونية]
وعدم التفات أبويه لتنمية مهاراته وتأديبه ليتعامل بتوازن مع النفوس البشرية

نسمع كثيرا من الأطفال يتمتمون بأسماء الشخصيات الكرتونية
أو أسماء الأسلحة في الألعاب الالكترونية
وقل أن نسمع طفلا يتمتم بما يفيد من القول السديد

كنت يوما عند [الحلاق] .. أتفكر في أحوال الناس في هم وإشفاق
فإذا بطفل في السابعة من عمره .. قد جاء مع أبيه لحلق شعره
ثم أراد الأب أن ينصرف لانشغاله .. فاستأذن ابنه في لطف ومسح على شعره
فلما ولى وانصرف بوقار جم .. نظر إلي هذا الطفل وابتسم
فابتسمت متعجبا من برائته .. وتطلعت إلى محادثته ومعرفة سر ابتسامته
فإذا به والحالة هذه يقوم .. يسير بخطى ثابتة إياي يروم
فمددت يدي وصافحته فصافحني .. وأجلسته بجانبي فجالسني
وسألته عن اسمه فأجابني .. وسألني عن اسمي ففاجئني
ثبات وتوازن ورقي في الكلام .. لا يستوي مع سنه المعدودة الأيام

فأخذت في الثناء على ابتسامته .. وحسن أدبه وجميل جرأته
فقال لي في حياء وإتزان .. هذا أخذته عن والدي والقرءان
فقلت : كيف أخذت هذا عن والدك .. ولم ينبت لك شعر في لحيتك
قال أخذته فقط من رؤيته .. وحسن فعله ولطف كلمته
قلت : وكيف الأخذ عن كتاب الله .. وقد هجره كل غافل ولاهي
قال : من فضل ربي وجوده وكرمه .. أن رزقني بأم تعمل بكلامه
كم علمتني من آدابه وهديه .. حتى تلبست بكل ما جاء به
فكاد قلبي أن يطير فرحا .. وأخذت أنظر خفت أن يكون شبحا

وهنا جاء المنادي ليقص شعري .. فقدمته على نفسي ياليت شعري
فأبى إلا أن يكون الثاني .. فأقسمت عليه بلا تواني
فقام والحياء يملأ وجهه .. وجلس بين يديه وطأطأ رأسه
وعندها هالني شيء لم أره .. من مدع لتدين أو افترى
رأيت هذا الطفل يتمتم بالتسبيح .. من أول القص لآخر التسريح

ثم انتهى من حلقه وجاء والده .. وإذ به يقوم سعيا نحو والده
فجاء به وقال : هذا أخي وسماني .. فقلت له : أبشر بولدك ذي الأدب والشآن
فقال : هذا فضل ربي وكفى .. وبركة اتباع النبي المصطفى !!
التوقيع

[C

رد مع اقتباس