السؤال: اكتشفت علاقة محرَّمة لأختي الكبيرة بشاب أجنبي عنها عن طريق الإنترنت ، وأظن أن السبب الأول هو : الفراغ العاطفي الذي تعاني منه أختي من جهة أمي وأبي ، ومن جهتي أنا ، والثاني : هو أنها خائفة من تأخر زواجها ، أو عدمه - حسب ظني - . كما أني قد اكتشفت لها علاقة محرمة من قبلُ ، وحذرتها من الوقوع في هذا مرة ثانية ، وعاهدتني على أن لا تعود لهذا ، علماً أن أختي تعمل في مكان مختلط ، وتكلم الأجانب كأنهم إخوة لها . الرجاء منكم نصحنا لما هو خير ، وما الواجب عليَّ فعله لمواجهة هذا البلاء العظيم ؟ . الجواب: الحمد لله لا شك أن هذا أمر محزن ومؤلم ، والمسلم لا يرضى الفحش في أهل بيته ، ولا يقبل به ، وإذا كان هذا الفحش صادراً من أنثى في الأسرة : كان أشد إيلاماً على النفوس الشريفة من أهل بيتها . وكثيراً ما نسمع ونرى من تصرفات حمقاء خرقاء ، من بعض من يظن نفسه مصيباً في فعله ، فيسارع إلى قتل أخته ، أو ابنته ، إن علم بوجود علاقة بينها وبين رجل أجنبي ، وقد لا تكون تتعدى المراسلات والمكالمات ، نعم فعلها محرَّم ، ونعم غيرته حسنة طيبة في أصلها ، لكن تصرفه كان مخالفاً للشرع ، وليس حكم من كلمت أجنبيّاً ، أو راسلته أنها تُقتل . وقد بينَّا هذه المسألة بتفصيلٍ وافٍ في جواب السؤال : ( 8980 ) . ولذا فنحن نشكر لك غيرتك المحمودة ، ونشكر لك توجهك بالسؤال لنا ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لأن تصيب الحق والصواب في تصرفك معها ، ونسأله تعالى أن يهديها ، وأن يصلح حالها . وملخص ما نذكره هنا هو قطع الأسباب التي أدَّت بها في أن تقع بذلك المنكر ، فلا تمكنوها من الاتصال بالآخرين ، لا عن طريق الإنترنت ، ولا عن طريق الهاتف ، بل يجب أن تحمى عن افتراس الرجال لها ، وافتتانهم بها ، وافتتانها بهم . ثم ينبغي أن تكون هذه الاحتياطات الإضافية مصحوبة بتقوية الوازع الإيماني عندها ، وتعريفها بحكم مثل هذه العلاقات في الشرع ، وخطرها على دين المسلم ، وتقوية مراقبتها لربها ، وتعظيمها لشرعه وحرماته . ولتفصيل الموقف الشرعي من هذه الأخت ، ولمعرفة الأسباب التي تؤدي بالنساء للوقوع في هذا المنكر ، ولمعرفة العلاج الناجع معها : انظر جواب السؤال رقم : ( 111665 ) . ونضيف هنا مما لم نذكره هناك : أن تحاول أنت وأهلك بكل ما أوتيتم من قوة وحكمة أن توقفوا أختك عن العمل والخروج من المنزل بمفردها . فإن لم يمكن منعها من العمل بالكلية ، فامنعوها من العمل في بيئة مختلطة تتمكن فيها من الاتصال بالرجال ؛ لما يترتب على الاختلاط من مفاسد ، ومحاذير ، وقد رأيتم أنتم في أختم هذه الآثار المدمرة . وقد سبق بيان ذلك في أجوبة الأسئلة : ( 1200 ) و ( 60221 ) و ( 39178 ) و( 22397 ) . والله الموفق الإسلام سؤال وجواب