الموضوع: لسنا ملائكة!
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-05-2019, 04:43 AM
اللهم لا تمتني إلا شهيداً اللهم لا تمتني إلا شهيداً غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

الحقيقة ما لاحظته أن هناك العديد من الناس لا تعرف وجهتها أصلاً ولا تعرف لها هدفاً محدداً في الحياة وبالتالي ترتيب الأولويات غير متواجد فالكثيرين يعيشون على العشوائية وعلى التواكل وعدم وضوح الهدف بالنسبة لهم يسبب لهم هذا ولا أعفي نفسي أحياناً!

وهذا سبب الفقرة الأخيرة التي سأكملها إن يسر الله

وقد ترون تناقض ظاهر بين الكلام عن وضوح الهدف وترتيب الأولويات وعن الأمل واليأس ولكن الترابط بينهما متين وهذا ما سنوضحه بإذن الله

يا إخوانا كلمة مختصرة قبل ما أكمل عاوزين نقتنع بيها أو على الأقل فكروا فيها كويس

حكاية إنه إنسان يضع لنفسه هدف مناسب ويسعى لتحقيقه هذا أمر عظيم في حد ذاته سواء كان الإنسان دة مؤمن أو كافر فكل من يسعى في الدنيا ويخلص لهدفه يناله في الغالب وحتى إن لم يناله فمجرد سعيه في الشيء الذي يحبه ووضعه هدف له هذا قمة سعادته ويشعر بالراحة والنشوة مهما كان هذا الهدف تافهاً أو غير شرعي أو حتى هدف مدمر

لكن وقت الحساب بالطبع سيتم حسابه على كل ما فعله وهدفه وطرق تحقيقه هل كانت شرعية أم لا دة غير لو كان كافر ولو كان هدفه تدميري مثل شارون مثلاً!

هذا العلج الشاروني وضع لنفسه هدف نصرة بلده اللقيط وحقق العديد في هذا المجال بل وتميز من خلال عمليات قتل وإبادة ومؤامرات وإغتيالات خلصت الكيان الصهيوني من أعداء كثيرين لهم لذا فشارون أكيد كان يشعر بالفخر والنشوة أثناء سعيه حتى لو فشل أحيانا فمجرد سعيه في هذا الأمر لتحقيق هدفه هو قمة سعادته

ثم يأتي الحساب يوم القيامة أو قبلها سواء في القبر أو الدنيا على كل كبيرة وصغيرة فعلها وها أنتم بأنفسكم ترون الآن حاله ما بين الحياة والموت لسنوات بفضل الله بسبب أفعاله السوداء ودعوات الكثيرين عليه!!

كذلك الممثل كذلك المطرب كذلك الاعب كذلك المخترع كذلك (على الجانب الآخر)أحمد ياسين كذلك أسامة بن لادن كذلك كل من وضع لنفسه هدف وسعى لتحقيقه

ونجد في مدارس أميركا والغرب عدم الإهتمام مطلقاً بالشهادات كما نفعل نحن بل يأخذون الصبيان والصبايا من سن مبكرة ليكتشفوا فيهم مواهبهم في أي مجال بالضبط؟ ثم يساعدونهم في ثقلها وتطويرها بما يعود بالنفع على الجميع لذا نجدهم متقدمين!

وتعالوا على واحد زي عادل إمام ذلك الممثل الشهير الذي أمتع الكثيرين بأفلامه ومسرحياته رغم ما فيها من طوام كبرى! لكن هذا الممثل الملقب منذ سنوات إلى الآن بزعيم الفن كيف وصل لهذه الزعامة؟

هو كان في كلية الزراعة وتخرج منها ولكن نظراً لميوله الفنية وموهبته في التمثيل إتجه له إتجاه كلي وترك شهادته ومع السعي والتعب (وقلنا أن هذه متعته) نجح ووصل إلى مرتبة الزعيم!

تخيلوا لو كان عادل إمام ظل في كلية الزراعة هل كنتم ستسمعون عنه؟!

بالطبع لا

مش معنى كدة إني بقول إنه صح وبزكّي أعماله ياريت نتعلم نفصِل الأمور بارك الله فيكم
أنا بتكلم عن شخص لديه موهبة وهدف وسعى له وتعب من أجله حتى حققه كله أو بعضه

كون بقى الهدف وطريقة تحقيقه شرعية أم لا دة موضوع تاني وميزاننا هو الشريعة وطبعا أفعال وأقوال عادل إمام الظاهرة لدينا تجعلنا ندعو له بالهداية ونحكم على مجمل أعماله بالفساد!


مثال آخر لعل البعض منكم يعرفه وهو قصة شهيرة عن فراش أميركي كان محتاجاً للنقود وعنده زوجة وأولاد فذخب لشركة مايكروسوفت وقدم للعمل بها فوافقوا مبدئياً وطلبوا منه "الإيميل" !

اندهش الفراش لأنه لا يعلم أصلاً معنى "الإيميل" فانتقلت الدهشة للمسؤولين وقالوا له كيف لا يكون عندك إيميل وتريد العمل لدينا؟!

ثم رفضوه!

الراجل دة بطريقة أو بأخرى بدأ يشتري الخضار من التجار ويوزعه على البيوت ويحصِّل ثمنه ومع الوقت اغتنى وكون ثروة وأصبح صاحب عدة مصانع وشركات فجاء إليه صحغي أو صحفية أو مذيع أو مذيعة! المهم جاء إليه ليعمل له لقاء أو حوار فأثناء الحديث طلب هذا المذيع إيميل هذا الرجل فقال له الرجل لا أملك إيميلاً فاندهش المذيع قائلاً له كونت كل هذه الثروة وأصبحت مالكاً لكل هذه الشركات ولا تملك إيميلاًَ؟ فكيف بك لو كنت تمتلك إيميل؟!(عاوز يقوله إمال لو كان عندك إيميل كان حالك بقى إزاي؟!) فرد عليه الرجل كان زماني فراش في مايكروسوفت!!!!!!!

معنى القصة جميل وهناك العديد من القصص تدور حول هذا وهي قصص واقعية وحتى من حاول ولم ينجح في تحقيق هدفه لسبب أو لآخر فطالما حاول وسعى وبذل ما في وسعه فتجده سعيداً وراضياً

الاعب مثلا الذي يتم تكريمه فرحته الحقيقية مش في لحظة التكريم وإنما في لحظة لعبة على أرض الملعب وتحقيقه للأهداف تجده طائراً من الفرح أما التكريم فتحصيل حاصل!

ولكن شتان الفرق بين توفيق الله الخاص للمؤمنين وتوفيقه العام للخلق أجمعين ودة موضوع كبير لا نريد الخوض فيه

لكن حقيقي من يضع لنفسه هدف ويسعى لتحقيقه سيشعر بالمتعة مهما كانت متاعبه في سبيل هذا بل سيكون أسعد حالاً بكثير مما لو عمل في مجال بعيد عن هدفه حتى لو كان المجال الآخر مريح وبلا خطورة!

ودي بنلاحظها كتير يا إخوانا

مثلا نجد رجلاً عجوزاً فلاح جاوز السبعين أو الثمانين طوال عمره يعمل في حقل يزرع ويرعى الزرع تجد متعته الحقيقية في حقله وإن قعد يوم في البيت يتعب ويبقى متضايق جداً!!!!

رغم إن البيت مكيف ومريح ولا يبذل فيه أي مجهود ويجد من يخدمه إلا أن راحته ومتعته الحقيقية في الحقل حيث الشمس الحارقة والحرارة التي لا تُطاق والتعب وخدمة الزرع 00إلخ

دي متعته دي حياته

لو كل هؤلاء اكتفوا بالأمل والأحلام دون سعي حقيقي وتعب ومحاولات وفشل وتكرار و0000إلخ ما كانوا حققوا شيئاً ولماتوا وهم يحلمون ويأملون!

لذلك الشيوخ والعلماء والدعاة عندهم حق عندما يسألهم البعض عن نصر الله فيردون بما معناه وماذا فعلت أنت لنصرة الدين؟!

ومن يفعل لن يسأل هذا السؤال مطلقاً لأن متعته (وبالبلدي كدة بيلاقي نفسه) عندما يعمل لنصرة دينه مهما واجه من متاعب ومنغصات دنيوية فهو صابر محتسب لذا فأمره كله له خير كما أخبرنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم

انظروا إلى قول إبن تيمية رحمه الله عندما قال"ماذا يغعل أعدائي بي؟ قتلي شهادة ونفيي سياحة وسجني خلوة فليفعل أعدائي بي ما يشائون!"

يا الله!

إن لم نكن مثل هؤلاء العمالقة فلنحاول أن نتشبه بهم! بدلا من التشبه بالفسقة والمايعين والكفرة والمشركين والمتخلفين عن الصراط المستقيم!




أي منا له إتجاه لشيء معين إن عمل فيه وجد السعادة والراحة لا أقصد الراحة الجسدية بل الراحة النفسية والروحية والطمأنينة والسكينة والرضا وهذه أمور يفتقدها الكثير من الأغنياء رغم ثراءهم الفاحش!

وبقى أن أقول أن ديننا الإسلامي بتعاليمه وأوامره ونواهيه يضبط نفسية البشر ويحول تعلقهم من الدنيا للآخرة ونجد في المؤمن إتصال روحي وفكري ووجداني جميل بالجنة وما فيها وتعلق القلب بالآخرة فتعمل الجوارح لما يحبه القلب وكل بحسب درجة إيمانه فنجد منهم المعجزات كما وجدنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيبقى هذا الخير في الأمة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها

فيجب على كل منا أن يفتش داخل نفسه ويخلو بها ويفكر في عيوبه ومميزاته وهدفه في الحياة(وطبعاً كلنا هدفنا المرور من الدنيا على خير وبلوغ الجنة لكن مش كلنا أبي بكر الصديق ومش كلنا عمر بن الخطاب ومش كلنا عثمان أو علي أو عائشة أو بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين فلكل منا دوره) وما يستطيع تقديمه لدينه بما أعطاه الله من مواهب بطريقة شرعية

وعمرو خالد لما قال "إنه مافيش حد بيضع لنفسه فكرة وبيسعى لتحقيقها إلا وحققها مهما طال به العمر" كلام غير دقيق في مجمله وإن كان بعضه صحيحاً

فليس كل من يضع لنفسه هدف يحققه ولكن مجرد سعيه في تحقيق هدفه هذه هي الحياة بالنسبة له ولو وضعته في مكان آخر بعيداً عن هدفه كأنك أخرجت السمكة من الماء! فلا ينتج ولا يفعل ما كان سيفعله إن كان في نفس مجاله

وأعيد وأقول أن الدين الإسلامي بتعاليمه وشريعته تضبط كل هذه الأمور والتوجهات والمواهب لوجهتها الصحيحة وتصلح ما بها من مخالفات لتنتج لنا أعمالاً تحير عقول البشر!

ولا ننسى أن ندعو الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه فتوفيقه عز وجل لا غنى عنه بل هو أصل نجاح أي مؤمن بينما الكافرين يعتمدون فقط على الأسباب فنجد أعمالهم رغم عظامتها الظاهرة إلا أننا نجدها كأنها سراب يحسبه الظمآن ماء فإذا بلغه لم يجده شيئاً!

يتبع0000000
رد مع اقتباس