عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-06-2010, 10:39 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

من موقع الشيخ محمد العريفى
http://www.alarefe.com/play-2044.html

الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، والصلاةوالسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوةللسالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد:


أيها المسلمون: إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسةالسيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلكالأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررةالتي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.


وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم، وأسلوبه في حياتهومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.


وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفيةالتعامل مع الأحداث وإن عظمت.


وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله معهموناصرهم، إن هم قامو بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته: إِنتَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[محمد:7]،إِنَّالَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَيَقُومُ الْأَشْهَادُ[غافر:51]. وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَلَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[الحج:40].


وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى عليه الصلاةوالسلام، قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق لهذهالسيرة النبوية الخالدة. قال الله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ[الفتح:29].


نسبه: هوأبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بنمرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركةبن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبهواتفقوا أيضاً أن عدنان منولد إسماعيل عليه السلام.


أسماؤه: عنجبير بن مطعم أن الرسولقال: {إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد،وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ،وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعريقال: كان رسول اللهيسمي لنا نفسه أسماء فقال: {أنا محمد،وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].


طهارة نسبه: اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباهمن زلة الزنا، فولدمن نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقعأن النبيقال: {إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى منولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفانيمن بني هاشم } [مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول اللهقال: {هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].


ولادته: ولديومالاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر،وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بنالمنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.


قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معهنور أضاء ما بين المشرق والمغرب.


وفي حديث العرباض بن ساريةقال: سمعت رسول اللهيقول: {إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌفي طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التيرأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].


وتوفي أبوهوهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.


رضاعه: أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمةالسعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك،واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.


ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول اللهبالأبواء وهوذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حولهوقال: {زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه،وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول اللهمن العمر ثماني سنين توفيجده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه اللهأعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك منعذابه كما صح الحديث بذلك.


صيانة الله تعالى لهمن دنس الجاهلية: وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهرهمن دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلابالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديدبناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوافيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله</STRONG>فقالوا: جاء الأمين، فرضوابه، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب،ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه. [أحمد والحاكم وصححه].



زواجه: تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامهاميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجعأخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.


وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت،فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوجعائشة بنت أبي بكرالصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضيالله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمهاهند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول اللهجويرية بنتالحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنتأبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوجميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله.


أولاده: كلأولادهمن ذكروأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها لهالمقوقس.


فالذكور من ولده: القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.


وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولدبالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبلهبثلاثة أشهر


رد مع اقتباس